بسم الله الرحمن الرحيم
ابدأ من حيث بدأ المعلم الدكتور فتحي الشقاقي .. زرع بذرة في ارض خصبة .. لتنبت شجرة .. تعانق فروعها كل مكان في ارض فلسطين الحبيبة .. كم تعرضت هذه الشجرة للصعاب والمهالك .. ولكن تبقى شامخة بأصلها الثابت والطيب .. وهو الاسلام العظيم .
انها حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين
تميز ابناء الحركة بعطاءهم وشموخهم في كل ميدان ، ولكن اريد ان اعرج بشكل سريع عن جانب السجن وابناء الجهاد الاسلامي تلاميذ المعلم الشقاقي .
الكل يعلم ان السلاح الفعال للاسير الفلسطيني داخل السجن هو الاضراب عن الطعام ، وكان للحركة الاسيرة تجربتها الفعالة بين الحينة والاخرى معلنة حربا على السجان بأمعاء اسرانا ..
ولكن هنالك قضية مهمة وهي الاعتقال الاداري ، ذلك الظلم الذي تخلت عنه دول العالم ، فلا يوجد داخل سجون العالم شيء اسمه اعتقال ادراي .. ولكن يهود والكل يعلم من هم يهود قتلة الانبياء .. والشر المستفحل في الحياة الانسانية ، لم يتخلوا عن الاعتقال الاداري الظالم
وكان حق لجميع المؤوسسات والمنظمات ان تتحرك لانهاء هذا الظلم ، وكان للاسرى كل الحق ان يتخذوا خطوات فعالة مطالبين بالعدالة
في عام 2007 في سجن النقب قامت ادارة السجن بفصل المعتقلين الادرايين عن المحكومين ،اجتمع الاسرى الاداريين في اقسام خاصة بهم .. فكانت هذه الفرصة الذهبية لكي يعلن الاسرى الاداريين اضرابا عن الطعام لأنهاء الحكم الاداري ، وبعد مفاوضات بين الفصائل داخل السجن اتفقوا على اضراب ، ولكن للاسف لم يكن هنالك خطوات جدية للبدئ ، وبعد ايام يعلن خبر ان هنالك اسيران اعلنوا اضرابهم وتم نقلهم الى زنازين سجن النقب ، الاسيران من حركة الجهاد الاسلامي وهم الاسير مجدي الشيخ من جنين ، والاسير احمد صافي من اريحا وكان الاسير مجدي قد تجاوز 50 شهر من الاعتقال الاداري ، والاسير احمد صافي قد انهى محكوميته وحول للاعتقال الاداري ، وحاولت ادارة السجن ان تتبع وسائل الضغط عليهم خوفا من يكون اضرابهم مشجعا للاسرى الاخرين وخصوصا ان اخبار الاضراب تحوم في الاجواء وأن كان يجوبها شيء من التردد ..
وبعد فترة قصيرة،يعلن الشيخ الصلب شفيق ردايدة ( ابو علي ) ابن حركة الجهاد الاسلامي اضرابا عن الطعام من سجن نتسان الرملة محتجا على الاعتقال الاداري ..
فكان ابناء حركة الجهاد هم السباقون لأتخاذ هذه الخطوات ..
واختم موضوعي بالشيخ الذي وقف الجميع وقفة استغراب واعجاب من الاسطورة التي حطم بها الرقم القياسي
انه الشيخ خضر عدنان .. يعلن اضرابا عن الطعام .. رافضا الاعتقال الادراي ليصل اليوم 55 دون ان يتذوق لقمة طعام واحدة
صدق الشاعر عندما قال
تبقى الأسود مخيفة في أسرها حتى وإن نبحت عليها الكلاب
ليصل صوته بكل قوة الى العالم بأكمله ، مما جعل قضية الاعتقال الادراي تحت مجهر المجتمع الدولي ، كيف لا ؟؟ ويوجد انسان قد اضرب عن الطعام 55 يوما .. هاتفا كرامتي اغلى من الطعام .الامر ليس هين ،اسأل من خاض اضرابا يقول لك كم هي الاربع وخمسين يوما .. بعد الاسبوع الاول من الاضراب يصبح كل يوم جديد كمن يزحزح جبلا من مكانه .. يصبح اليوم كسنة .. تخور القوى ويهزل الجسد وتعتصر الامعاء الما وتزيغ
انه تلميذ الشقاقي .. الذي كان يهتف " لا والله لا نخون ولا نذل ، فما قمنا من أجل أن نملأ بطوننا كما يعيدوننا، لم نعاني شيء بعد بالنسبة لما عاناه محمد صلى الله عليه وسلم "
وتعجز الكلمات عن الوصف ،ها هو الشيخ خضر عدنان رغم قسوة الجوع والألم الذي يعاني منه يقول لزوجته عندما زارته بالمستشفى ، لك مني هدية ، افتحي ستارة هذا الشباك ، وانظري الى الخارج ، هذا هو اعلى جبل في فلسطين الحبيبة ، هذا جبل الجرمق يا ام عبد الرحمن ..
هذة هي هدية شيخنا لزوجته عندما زراته داخل المستشفى ..
الشيخ خضر عدنان .ربما توهم الأعداء أنهم إن حاصروا جسدك الطاهر داخل جدران زنازينهم فإنهم بذلك يحطمون جدران عزيمتك وإيمانك ويخترقون جدار قلبك المشع بالإيمان لكسر إرادتك والنيل من ثباتك وصمودك، لكنك أنت كما كنت على الدوام تثبت لهم في كل مرة بأن رهانهم خاسر وبأنك صاحب قلب لا يعرف الانكفاء، وبأن عزيمتك شجرة تستعصي على القلع أو الاجتثاث، وبأنك وكل إخوانك الشرفاء القابضين على جمر الوحدة والعزل، نبتة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين وفي كل مكان حتى وإن كانت غيابة جُب أو عتمة سجن موحشة.
لله دركم يا ابناء حركة الجهاد الاسلامي
وانتم تغردون خارج سرب الانبطاح ، وتسبحون بعكس تيار الخيانة ..
تعليق