رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الذي وعد اللبنانيين والكسروانيين منذ أيام بإدارة المعركة الانتخابية في كسروان، يخبرنا اليوم أنه مع حكم الاخوان... ، اخوان وكسروان... ولعل غداً قاعدة وكسروان... فما الذي قاله جعجع لجريدة الأخبار اليوم حول آخر نظرياته السياسية والجيو استراتيجية؟
نادر فوز -
النظام السوري «خلصوا زيتاتو». سمير جعجع أكيد من ذلك، لكنه متخوّف من «سيناريو الاحتراق الكامل» في سوريا. فهذا يعني أنّ الأزمة في سوريا ستطول، وأنّ الشعب السوري لن يتصالح مع نفسه إلا بعد أعوام طويلة من رحيل الرئيس بشار الأسد. مصير الأخير «قد يشبه إلى حد كبير مصير تشاوشيسكو»، يقول جعجع، مبشراً بلوحة سياسية جديدة في لبنان يتقلّص فيها دور حلفاء النظام في سوريا.
«الحتمية التاريخية» تسيطر على رئيس حزب القوات اللبنانية. ربما بهذا المنطق تعامل سمير جعجع في الأيام الأخيرة للحرب الأهلية، فشارك في اجتماعات الطائف. وربما من هذا المنطلق جلس في السجن وحيداً يردد في نفسه أن «التاريخ كفيل برفع الظلم». ووفق «الحتمية» نفسها يحدد مواقفه وشعاراته السياسية. لا تغيب عبارة «الحتمية التاريخية» عن مجالس معراب، وخصوصاً عند الحديث عن قضايا رئيسية تعني أنظمة بأمّها وأبيها، وتحديداً النظام في سوريا.
يقول إنّ «ثمة حتميات لا أحد يمكنه تخطّيها، حتى لو كانت عكس رغباتنا ورفضنا الاعتراف بها». مصير النظام السوري، بحسب حتمية التاريخ، السقوط «لكن لا أعلم بأي طريقة». يبتعد عن ذكر اسم الرئيس السوري بشار الأسد، فهو «لا يحب الحديث عن أشخاص، والمسألة لا تتعلّق فقط باسم الأسد». الاتحاد السوفياتي سقط والصين ستسقط، وفي سوريا «سيناريو جديد: السيناريو السوري». على أي شكل؟ لا يستبعد جعجع نظرية «الاحتراق الكامل، وللأسف». «على اللبناني» كما يقول، «خلصوا زيتاتو» ويسأل عن أسباب استكمال الصراع، ويخلص: «ليمدّد النظام لنفسه شهراً من حياته، يدفع الشعب السوري إلى المزيد من الخسائر، وسيدخل داعموه في صراع مرير مع بقية الشعب إلى أبد الآبدين». كان بإمكان الرئيس الأسد، بحسب جعجع، القيام بعملية «سياسية جدية خلال الشهرين الأولين لانطلاق الثورة، فيجري انتخابات رئاسية ويكسبها». وبعد أربعة أشهر إضافية «كان بإمكانه أن يطلع صاغ سليم، كإنسان هو وعائلته»، لكن الآن، هذه الإمكانات لم تعد موجودة «قد يتكرر معه ما حدث مع تشاوشيسكو، مسار الأمور والأرض واضح».
نظرية «الاحتراق الكامل» يحملها «بعض من في الغرب، البعض القديم» بحسب جعجع. وهي تقول الآتي: «لحقوا ومشربكين بحالهم، اتركهم، الأحداث لن تعود إلى الوراء، لكن بدل أن تتقدم بسرعة هائلة وتحسم الأمور، اترك الوضع يهترئ فتكون النتيجة سوريا مدمّرة». وتضيف النظرية: «هذه الأحداث ستنتهي حكماً بسقوط النظام، لكن ببطء. هذه العملية يدفع الشعب بموجبها كلفة أعلى، وسيكون أمام السوري 15 سنة لمصالحة نفسه وإعادة بناء دولته». أي بمعنى آخر، تدمير سوريا كشعب وموقع سياسي إقليمي. يضيف سمير جعجع إنّ «من يمنع حصول تطورات دراماتيكية عن طريق قرارت مجلس الأمن لا يؤدي بالضرورة خدمة لسوريا». ثمة في الغرب من يفكّر بهذه الطريقة ويطبّقها، «لكن لا أعرف ما إذا كان يقوم بهذا الأمر عن وعي أو عدم وعي».
ماذا عن عائق الموقف الروسي في مجلس الأمن؟ يشكك جعجع في كون الروس لن يعدلوا موقفهم، «وإذا سلّمنا بأن الموقف باق على حاله، فالخطة التي سيعتمدها الغرب وأغلبية الدول العربية المعنية بهذا الأمر، هي خطة المواجهة الداخلية، وهو ما يحصل»، أي «خطة إتعاب النظام حتى يسقط وهذا ما سيحدث». يشير إلى العقوبات الاقتصادية، إلى توقف الحركة الاقتصادية، إلى أحوال تجار دمشق وحلب، ثم يضيف: «إذا لم أكن مخطئاً في الأرقام، يترتب على الأسد كل شهر دفع مليار دولار رواتب للعسكر والشبيحة الذين يتحركون معه». وفي رأيه، «الحسم غير موجود، ليس أمام الجيش السوري قلاع ومراكز ومواقع يمكن أن يسقطها، ولا خطوط تماس ليخترقها». فالجيش قد يدخل حمص فتثور درعا، وهكذا دواليك. «وإذا أراد فعلاً اعتماد هذا الخيار، فهو بحاجة إلى استخدام وحدات أكثر من الجيش، الأمر الذي سيدفع العسكريين إلى الفرار على نحو أكبر، وهذا ما نراه في الوقت الحاضر». يضيف إنّ الزبداني وحمص وإدلب وجسر الشغور، أربع مناطق السلطة المركزية فيها شبه معدومة.
يؤكد جعجع أنه ليس على تواصل مع «المجلس الوطني السوري». ليس من سبب محدد لذلك: «لدينا موقفنا المبدئي، لكن ليس من تواصل». أما عن إمكان حصول حرب مع إسرائيل، فيقول: «الأمر غير وارد، أيّ دعسة ناقصة يقوم بها الأسد ستؤدي مباشرة إلى هلاكه». يضيف إنه كان بإمكان النظام فعل ذلك في 16 آذار الماضي، أو في مناسبات أخرى، لكن اليوم، «هذا مستحيل».
ماذا عن مرحلة ما بعد الأسد؟ يتحدث جعجع عن الوضع في لبنان، حيث ستتشكل «لوحة سياسية مختلفة تشهد تمدداً لقوى 14 آذار، وتقلّصاً لـ 8 آذار». والعلاقة بحزب الله «ستتحدّد بحسب موقفه». يقول: «سيحاول حزب الله تجميع بقايا السوريين للمحافظة على تجمّع 8 آذار، أنا في رأيي لن ينجح وستتقلص مساحة الحزب السياسية».
حكم الإخوان المسيحيين؟
لا يتخوّف سمير جعجع من «المدّ الإسلامي» في المنطقة نتيجة الثورات العربية. فما تعرّض له المسيحيون في العراق، بحسب معلوماته ولقاءاته، «جاء في سياق الحرب وحالة الفوضى». يقول إنه لا يجوز «أخذ الوقائع وإلباسها نظرية أخرى». يشير إلى أنه خلال أحد لقاءاته مع رجال دين مسيحيين عراقيين، سأل عن نسبة القتلى من كل طائفة. تبيّنت لرجل الدين النتيجة التي سبق أن توصّل إليها جعجع. يضيف: «أثيرت الضجة كثيراً بشأن تهديد المسيحيين، الأسباب أنهم متوزعون جغرافياً، وعددهم قليل وليس لديهم ميليشيات مسلحة».
يعتقد أنه على المدى المتوسط البعيد «ليس من شك في نتائج التغييرات العربية. وأن الحراك سيكون لمصلحة المسيحيين والأقليات الأخرى». يقدم مثلاً عن حادثة ماسبيرو في العاصمة المصرية، وتحرّك السلطات والقضاء والإعلام للإضاءة على الموضوع. يضيف: «في المراحل السابقة، كانت هذه الأحداث تحصل وتُطمس قبل أن يتحدث بها أحد».
لا مكان في معراب لحجة تخويف المسيحيين من الثروات. فهنا قناعة راسخة: يحكم من يحكم، المهم ضمانة أمور ثلاثة: الديموقراطية، حقوق المرأة والاقتصاد الحرّ . «في منطقة كلها مسلمون، ماذا تنتظرون؟ أن يحكم الإخوان المسيحيون؟ الإخوان المسلمون طبعاً، ولا ضير في ذلك طالما العناوين الثلاثة لن تمسّ».
نادر فوز -
النظام السوري «خلصوا زيتاتو». سمير جعجع أكيد من ذلك، لكنه متخوّف من «سيناريو الاحتراق الكامل» في سوريا. فهذا يعني أنّ الأزمة في سوريا ستطول، وأنّ الشعب السوري لن يتصالح مع نفسه إلا بعد أعوام طويلة من رحيل الرئيس بشار الأسد. مصير الأخير «قد يشبه إلى حد كبير مصير تشاوشيسكو»، يقول جعجع، مبشراً بلوحة سياسية جديدة في لبنان يتقلّص فيها دور حلفاء النظام في سوريا.
«الحتمية التاريخية» تسيطر على رئيس حزب القوات اللبنانية. ربما بهذا المنطق تعامل سمير جعجع في الأيام الأخيرة للحرب الأهلية، فشارك في اجتماعات الطائف. وربما من هذا المنطلق جلس في السجن وحيداً يردد في نفسه أن «التاريخ كفيل برفع الظلم». ووفق «الحتمية» نفسها يحدد مواقفه وشعاراته السياسية. لا تغيب عبارة «الحتمية التاريخية» عن مجالس معراب، وخصوصاً عند الحديث عن قضايا رئيسية تعني أنظمة بأمّها وأبيها، وتحديداً النظام في سوريا.
يقول إنّ «ثمة حتميات لا أحد يمكنه تخطّيها، حتى لو كانت عكس رغباتنا ورفضنا الاعتراف بها». مصير النظام السوري، بحسب حتمية التاريخ، السقوط «لكن لا أعلم بأي طريقة». يبتعد عن ذكر اسم الرئيس السوري بشار الأسد، فهو «لا يحب الحديث عن أشخاص، والمسألة لا تتعلّق فقط باسم الأسد». الاتحاد السوفياتي سقط والصين ستسقط، وفي سوريا «سيناريو جديد: السيناريو السوري». على أي شكل؟ لا يستبعد جعجع نظرية «الاحتراق الكامل، وللأسف». «على اللبناني» كما يقول، «خلصوا زيتاتو» ويسأل عن أسباب استكمال الصراع، ويخلص: «ليمدّد النظام لنفسه شهراً من حياته، يدفع الشعب السوري إلى المزيد من الخسائر، وسيدخل داعموه في صراع مرير مع بقية الشعب إلى أبد الآبدين». كان بإمكان الرئيس الأسد، بحسب جعجع، القيام بعملية «سياسية جدية خلال الشهرين الأولين لانطلاق الثورة، فيجري انتخابات رئاسية ويكسبها». وبعد أربعة أشهر إضافية «كان بإمكانه أن يطلع صاغ سليم، كإنسان هو وعائلته»، لكن الآن، هذه الإمكانات لم تعد موجودة «قد يتكرر معه ما حدث مع تشاوشيسكو، مسار الأمور والأرض واضح».
نظرية «الاحتراق الكامل» يحملها «بعض من في الغرب، البعض القديم» بحسب جعجع. وهي تقول الآتي: «لحقوا ومشربكين بحالهم، اتركهم، الأحداث لن تعود إلى الوراء، لكن بدل أن تتقدم بسرعة هائلة وتحسم الأمور، اترك الوضع يهترئ فتكون النتيجة سوريا مدمّرة». وتضيف النظرية: «هذه الأحداث ستنتهي حكماً بسقوط النظام، لكن ببطء. هذه العملية يدفع الشعب بموجبها كلفة أعلى، وسيكون أمام السوري 15 سنة لمصالحة نفسه وإعادة بناء دولته». أي بمعنى آخر، تدمير سوريا كشعب وموقع سياسي إقليمي. يضيف سمير جعجع إنّ «من يمنع حصول تطورات دراماتيكية عن طريق قرارت مجلس الأمن لا يؤدي بالضرورة خدمة لسوريا». ثمة في الغرب من يفكّر بهذه الطريقة ويطبّقها، «لكن لا أعرف ما إذا كان يقوم بهذا الأمر عن وعي أو عدم وعي».
ماذا عن عائق الموقف الروسي في مجلس الأمن؟ يشكك جعجع في كون الروس لن يعدلوا موقفهم، «وإذا سلّمنا بأن الموقف باق على حاله، فالخطة التي سيعتمدها الغرب وأغلبية الدول العربية المعنية بهذا الأمر، هي خطة المواجهة الداخلية، وهو ما يحصل»، أي «خطة إتعاب النظام حتى يسقط وهذا ما سيحدث». يشير إلى العقوبات الاقتصادية، إلى توقف الحركة الاقتصادية، إلى أحوال تجار دمشق وحلب، ثم يضيف: «إذا لم أكن مخطئاً في الأرقام، يترتب على الأسد كل شهر دفع مليار دولار رواتب للعسكر والشبيحة الذين يتحركون معه». وفي رأيه، «الحسم غير موجود، ليس أمام الجيش السوري قلاع ومراكز ومواقع يمكن أن يسقطها، ولا خطوط تماس ليخترقها». فالجيش قد يدخل حمص فتثور درعا، وهكذا دواليك. «وإذا أراد فعلاً اعتماد هذا الخيار، فهو بحاجة إلى استخدام وحدات أكثر من الجيش، الأمر الذي سيدفع العسكريين إلى الفرار على نحو أكبر، وهذا ما نراه في الوقت الحاضر». يضيف إنّ الزبداني وحمص وإدلب وجسر الشغور، أربع مناطق السلطة المركزية فيها شبه معدومة.
يؤكد جعجع أنه ليس على تواصل مع «المجلس الوطني السوري». ليس من سبب محدد لذلك: «لدينا موقفنا المبدئي، لكن ليس من تواصل». أما عن إمكان حصول حرب مع إسرائيل، فيقول: «الأمر غير وارد، أيّ دعسة ناقصة يقوم بها الأسد ستؤدي مباشرة إلى هلاكه». يضيف إنه كان بإمكان النظام فعل ذلك في 16 آذار الماضي، أو في مناسبات أخرى، لكن اليوم، «هذا مستحيل».
ماذا عن مرحلة ما بعد الأسد؟ يتحدث جعجع عن الوضع في لبنان، حيث ستتشكل «لوحة سياسية مختلفة تشهد تمدداً لقوى 14 آذار، وتقلّصاً لـ 8 آذار». والعلاقة بحزب الله «ستتحدّد بحسب موقفه». يقول: «سيحاول حزب الله تجميع بقايا السوريين للمحافظة على تجمّع 8 آذار، أنا في رأيي لن ينجح وستتقلص مساحة الحزب السياسية».
حكم الإخوان المسيحيين؟
لا يتخوّف سمير جعجع من «المدّ الإسلامي» في المنطقة نتيجة الثورات العربية. فما تعرّض له المسيحيون في العراق، بحسب معلوماته ولقاءاته، «جاء في سياق الحرب وحالة الفوضى». يقول إنه لا يجوز «أخذ الوقائع وإلباسها نظرية أخرى». يشير إلى أنه خلال أحد لقاءاته مع رجال دين مسيحيين عراقيين، سأل عن نسبة القتلى من كل طائفة. تبيّنت لرجل الدين النتيجة التي سبق أن توصّل إليها جعجع. يضيف: «أثيرت الضجة كثيراً بشأن تهديد المسيحيين، الأسباب أنهم متوزعون جغرافياً، وعددهم قليل وليس لديهم ميليشيات مسلحة».
يعتقد أنه على المدى المتوسط البعيد «ليس من شك في نتائج التغييرات العربية. وأن الحراك سيكون لمصلحة المسيحيين والأقليات الأخرى». يقدم مثلاً عن حادثة ماسبيرو في العاصمة المصرية، وتحرّك السلطات والقضاء والإعلام للإضاءة على الموضوع. يضيف: «في المراحل السابقة، كانت هذه الأحداث تحصل وتُطمس قبل أن يتحدث بها أحد».
لا مكان في معراب لحجة تخويف المسيحيين من الثروات. فهنا قناعة راسخة: يحكم من يحكم، المهم ضمانة أمور ثلاثة: الديموقراطية، حقوق المرأة والاقتصاد الحرّ . «في منطقة كلها مسلمون، ماذا تنتظرون؟ أن يحكم الإخوان المسيحيون؟ الإخوان المسلمون طبعاً، ولا ضير في ذلك طالما العناوين الثلاثة لن تمسّ».
تعليق