إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لهذا تمت محاكمة الشيخ العالم ابو محمد المقدسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لهذا تمت محاكمة الشيخ العالم ابو محمد المقدسي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ضريبة الحق مهما عظمت فهي بين أمرين: إما نصر .. وإما شهادة، وهما في حقيقتهما كلاهما نصر وعز وكامة!
    فالمعركة دائرة اليوم على ابواب الملاحم , وانها والله الفتوحات , ولن يعود التاريخ الى الوراء , فقد رحل عهد المذلة والاستبداد , فانفضي عنك امتي الذل والاستجداء , وانزعي عنك ثياب النوم والاسترخاء , فما العيش الى عيشة كريمة او طعنة نجلاء , ولا نامت اعين الجبناء


    رسالة من القابض على الجمر في زمن الفتنة في أقبية السجون ، تعلن للعالم استعلاء العقيدة باستعلاء المسلم بدينه المصاحب له في كل حالاته, لا يقتصر على حالة دون أخرى ، فكان لا بد أن تتسم عبير تلك الكلمات المضيئة وذلك الإيمان المشرق ، وتلك العزة بالله مع أسد ما ضره الأسر ولا العذاب في الله ، فأعلن حريته وعزته واستعلائه بإيمانه بربه وحده بالرغم من تلك القيود والأغلال ، فإلى ذلك النجم الزاهر صاحب المواقف والكلمات العالية التي ننظر إليها لنعرف كيف يقيم المقيد في أسره, المكبل في أغلاله الحر حقيقة بالله الحجة على الأمة وأن لا عذر لكم وانتم أحرار خارج الأسر في نصرة الإسلام ودين الحق...
    إلى الحبيب الصادق أبو محمد المقدسي الذي صدق ما عاهد الله عليه واليكم إخواني الأعزاء أهدى تحية الإسلام وأزف إليكم البشرى جنات تجرى من تحتها الأنهار للصادقين في بحور المحنة...
    في أتون المحنة وعذابات الخونة ارتفعت العقيدة الصحيحة فعلت على المحنة وعلت الهامة المؤمنة مسبحة ربها وانطلقت أمام فحش وكبر الباطل بصيحة الله أكبر مدوية مجلجلة تتناقلها الأجيال المؤمنة جيلا بعد جيل أمام فراعنة كل جيل ( لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا ) وانطلقت تلك الهامة العالية بصوت واحد يسمعه الوجود الله أكبر الله أعلى وأجل ، ولسان مقاله وحاله ينطق :
    (إن أصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية لا يمكن أبدا أن تقر حكم طاغية ، لن نعتذر أبدا عن العمل مع الله وهذا هو مقتضى الإيمان , الحق والثبات على العقيدة )


    المكان:محكمة امن الدولة



    الزمان :القرن الرابع عشر لبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم



    المتهم : أتباع ملة إبراهيم (عنهم أبو محمد المقدسي)



    التهم الرئيسية المسندة:



    1_ التآمر على النظام الحاكم



    2_ إنكار الدستور والمطالبة بتحكيم الشريعة



    3_ موالاة أعداء الديمقراطية والتحريض على نصرتهم ودعمهم بالنفس والمال



    4_ عدم الاعتراف بالشرعية الدولية



    الإثبات :



    ورقة ضبطت بحوزة المتهم مكتوب فيها :



    1_ {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}



    2_ {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم}



    3_: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده...}



    4_ {أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى * ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ضيزى * إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان}



    الشهود :



    العلماء الأفاضل الذابين عن العرش الملكي السامي وزير الأوقاف, قاضي القضاة , مفتي المملكة



    جمهور غفير من مؤيدي الحريات العامة أعضاء الأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية المعتدلة



    {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار}



    مجريات المحاكمة:
    يدخل القاضي( بغير ما انزل الله )
    يقف الحضور وينادى على محضر الجلسة
    يتلوا مدعي عام المحكمة سلسلة التهم
    يقف الشيخ كالأسد الهصور مخاطب جمع الباطل
    الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، إله المرسلين، الذي أنزل الكتاب المبين على قلب نبيه ليكون نذيرا للعالمين، مالك يوم الدين، الذي له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون.
    ثم الصلاة على خير من بعث فأدى، وبلغ فأوفى، وراوده المشركون للتنازل عن دينه فأبى، فصلوات الله وسلامه عليه تترى، حتى يتقبل ويرضى.
    أمَّا بعد؛
    نحن قوم كنا في جاهلية جهلاء، في وقت عطلت فيه أحكام الله المطهرة ونسي كتاب الله جانبا، واستبدل بشرائع شتى من أذهان وحثالات البشر، فأصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا، والسنة بدعة والبدعة سنة، وأشيعت الفاحشة بين الناس، وفشى الزنا في أشراف القوم وعامتهم، وأصبح الربا والخمر يسميان بغير أسميهما تغطية للحق وتجميلا لصورة الباطل, فمنَّ الله علينا بأن أنار لنا طريق الهداية بعد ظلام دامس خيم عليه الشرك والفسوق والعصيان، وبصر أعيننا وأفئدتنا إلى الحق، في وقت أصبحت فيه عيون كثير من الناس مصابة بالعشى - فنسأل الله العافية,فنهضنا بفضل الله عز وجل ندعو الناس للرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وإلى متابعة أمره ونهيه والتحذير من عصيانه ومخالفة أمره ,ولكن سنة الله ثابتة في أن الحق والباطل يصطرعان إلى يوم القيامة، فما راق لكم انتم أصحاب الباطل أن تروا أصحاب الحق يدعون الناس إلى التوحيد، وما طاب لكم أهل الشرك والتنديد أن تروا أهل التوحيد يخرجون الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد
    أيها القاضي بغير ما أنزل الله:


    تعلم أن خلاصة دعوتنا متمثلة بقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوت}
    فنحن لم نكفر بكم وبطا غوتكم أو نتبرأ منكم أو نعاديكم لأجل سجنكم لنا، بل لأجل سجنكم للتوحيد وتكبيلكم للشريعة وزن زنتكم للقرآن والإسلام، وإقصائه عن دفة الحكم واستبدالكم تشريعاتكم وتشريعات أوليائكم الساقطة المتهافتة بشرع الله الواحد القهار..
    ونحن كفرنا بكم وبقوانينكم وبأنصاركم وأشياعكم عندما كنا أحرارا طلقاء، وما زلنا _ بفضل الله _ نكفر بكم ونتقرب إلى الله ببغضكم والبراءة منكم ونحن معتقلين مسجونين، ولن نفارق هذا الدرب إن شاء الله، وسنبقى بتثبيته سبحانه نكفر بكم ونتبرأ منكم إن خرجنا من السجون، لأن الخصومة معكم لم تبدأ بسبب سجننا أو تعذيبنا، ولن تنتهي بخروجنا من السجن والعذاب، وإنما الخصومة كانت ولازالت لأجل شرككم وباطلكم وظلمكم العظيم، ولن تزول الخصومة بيننا وبين الطاغوت وأوليائه إن شاء الله سواء أبقينا في السجن أم خرجنا، لن تزول إلا في حالة واحدة لاغبر، أن تتبرؤوا من كفركم وشرككم وقوانينكم الوضعية وتشريعاتكم الشركية، وتتبعوا شرع الله وحده _ وأسوتنا في ذلك النبيون من قبل: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة. والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده} ,
    يا عبيد الدستور؛ إن لم تتبرؤوا من شرككم اليوم وتكفروا به الآن في الدنيا فستندمون ساعة لا ينفع الندم، وستتمنون لو حققت التوحيد فتبرأتم من الشرك والتنديد واجتنبتم نصرة الطاغوت, هذه دعوتي وهذه تهمتي... رفعت بها الصوت وأنا طليق، وصدعت بها في زنازين المخابرات، ودعوت إليها في السجون، ومن أجلها أحيا وعليها أموت ولن يُغيرها القيد ولا الإرهاب ولا التعذيب، ولن أتنازل عنها خوفاً من السجون أو الجلاّد أو المنون، لن أقيل ولن أستقيل- إن شاء الله تعالى - فاختاروا لأنفسكم أن تكونوا لي عدواً أو خليلاً.

    واختاروا لأنفسكم أن تكون لدعوتنا نصراءً أو خاذلين.

    فالله مولانا...... ولا مولى لكم...

    الله مولانا...... ولا مولى لكم...
    تهتز جدران المكان ويخيم الصمت, لقد ألجمتهم شيخنا والله, فطوبى لك, كتب الله أجرك ورفع عنك ضيم الحاقدين, فاصبر فما صبرك إلا بالله ولي القوم المتقين
    فاثبت على الحق لا يضرك من خالفك أو خذلك، فان الله وملائكته وصالح المؤمنين معك فلا تقدم شيئا على الحق الذي معك فأنت حقا المؤمن الصادق الذي استعلى بالإيمان عسى الله أن يخفف الكرب عنك
    فإذا انتهى الشوط الأخير... وصفَّق الجمع المنافق...
    سيظل نعلك عالياً فوق الرؤوس... إذا علا الرأس على عقد المشانق...
    ومن هنا تقام الحجة بدماء تلك الفئة المؤمنة بربها على الناس ، وهنا يكون البلاغ المبين ، أما شهادة الزور التي تناقض ذلك والتي تقر بحكم الباطل حكم الطاغية هي شهادة زور تعدل الشرك بالله أو تربو عليه ، ومن هنا يتقرر ويتحدد أمام الفئة المؤمنة إما الثبات عند المحنة على الحق وإما التراجع والخذلان ثبتنا الله وإياكم على الحق ، ومن هنا يجب أن تعلموا إخواني الأحباء أن هذا هو الطريق وأن هذا هو قدر الله وشرعه وهو اختبار تلك الفئة المؤمنة حتى تخلص لله الحق وتكفر بما دونه ،ومن ثم يفعل الله بها ما شاء من تمكين لدينه ونصرة المستضعفين في الأرض , فسر أخي وليكن حاديك قول شيخنا :

    كفكف دموعك... ليس في عبراتك الحرّى ارتياحي...
    هذي سبيلي... إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي...

  • #2
    رد: لهذا تمت محاكمة الشيخ العالم ابو محمد المقدسي

    حسبي الله ونعم الوكيل علي الطاغوت

    تعليق

    يعمل...
    X