إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الميليشيات المسلحة' تقض مضاجع الفلسطينيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الميليشيات المسلحة' تقض مضاجع الفلسطينيين

    رويترز - بالنسبة لغالبية الفلسطينيين كان الـمسلحون الذين يقودون المقاومة ضد الاحتلال يشكلون رموزاً تحظى بالكثير من الاحترام والتقدير.

    اليوم، وفي ظل الاقتتال الداخلي الـمتواصل وحالة غياب القانون التي تسود الاراضي الفلسطينية، تحوّل بعض هؤلاء إلى 'افراد عصابات' في عيون كثيرين ممن كانوا ينظرون اليهم في وقت من الاوقات على انهم ابطال.

    وقالت مي، وهي من سكان غزة في اشارة الى الغارات الاسرائيلية التي تستهدف وقف اطلاق الصواريخ: 'انه امر بالغ السخرية لكنني اشعر بالارتياح لان الاسرائيليين دخلوا على الخط ... الـمسلحون الذين كانوا يقتلون بعضهم البعض في الشوارع اضطروا إلى الذهاب للـمخابئ'. وقال الرئيس محمود عباس، هذا الاسبوع وهو يفكر بشأن قلق الـمواطنين الـمتصاعد حيال الاقتتال بين حركتي 'حماس' و'فتح' والذي اسفر عن مقتل نحو 50 شخصاً: إن الفلسطينيين على شفا حرب أهلية. وأضاف: ان الخطر الذي يفرضه الاقتتال الداخلي لا يقل عن الـمخاطر الناجمة عن الاحتلال الاسرائيلي.

    والـمسلحون الذين كانوا في وقت من الاوقات يشتبكون مع جنود الاحتلال في ازقة القرى والبلدات والـمخيمات في الضفة والقطاع انقلبوا على بعضهم البعض في صراع مستمر على السلطة، خصوصاً عناصر 'حماس' و'فتح' الشركاء في حكومة الوحدة الوطنية.

    و لـم تعد بعض الـميليشيات التي شكلتها فتح وحماس تخضع لسيطرة القيادات السياسية التي تتبعها وانما تدين بالولاء لـمجموعات اجرامية تتولى بنفسها تنفيذ القانون.

    وقال ناصر جمعة، الذي كان عضواً بارزاً في كتائب 'شهداء الاقصى' التابعة لحركة فتح: ان العديد من هذه الجماعات أصبحت الآن تشكل عبئا على الـمجتمع الفلسطيني، مشيرا الى ان بعضها تشكّل لسد فراغ امني تحت ذريعة الـمقاومة الوطنية.

    واضاف: بعض افراد هذه الجماعات قاموا بعمليات ابتزاز ونفذوا الكثير من الاعتداءات وصادروا الحريات لأن قوات الامن الرسمية الضعيفة فشلت في معاقبتهم، مشيرا الى ان الفلسطينيين العاديين فاض بهم الكيل بسبب سلوك وتصرفات هذه الـمجموعات الـمسلحة.

    وفي أحد الحوادث التي وقعت مؤخرا في نابلس، طلب مسلحون من اصحاب الـمتاجر اغلاق محالهم للتضامن مع عدد من كوادر فتح الذين جرى اعتقالهم في اليوم السابق خلال عملية عسكرية في الـمدينة.

    واطلق هؤلاء الـمسلحون النار في الهواء وقاموا بالاستيلاء على جرافة من بلدية نابلس واغلقوا الطريق الرئيسة بالسواتر الرملية قبل ان يعمدوا الى تقسيم الـمدينة بالطريقة نفسها التي كانت تستخدمها قوات الاحتلال اثناء اجتياحها للـمدينة.

    وللـمرة الاولى في الـمدينة التي تعتبر معقلاً للناشطين، رفض معظم اصحاب الـمتاجر اغلاق ابواب محالهم ومتاجرهم.

    وقال فلسطيني يدعى نجاح ويعمل في مكتب للدعاية والاعلان في نابلس: 'هؤلاء الناس سببوا لنا الكثير من الـمعاناة وتصرفاتهم ابعد ما تكون عن الـمقاومة الوطنية'. ورغم تغيّر الـمشاعر تجاه هولاء الناشطين، إلاّ ان الـمداهمات الاسرائيلية لاعتقالهم تثير تنديداً علنياً قوياً بين الفلسطينيين الذين يطالبون منذ فترة طويلة بالافراج عن الاسرى القابعين في السجون الاسرائيلية.

    وقاد الـمسلحون انتفاضة فلسطينية بدأت في العام 2000 واكتسبوا قوة عندما دمرت العمليات العسكرية الاسرائيلية البنية الاساسية لاجهزة الامن الرسمية التي ينتمي بعض افرادها الى جماعات الناشطين.

    وملأ الناشطون الـموالون لفصائل سياسية مختلفة فراغ السلطة وتحول التنافس الى اقتتال دام بعد ان تغلبت حماس على فتح في الانتخابات البرلـمانية الاخيرة التي جرت في العام 2006.

    وقالت الهيئة الفلسطينية الـمستقلة لحقوق الـمواطن : ان أكثر من 600 فلسطيني لقوا حتفهم بسبب القتال بين الفصائل منذ الانتخابات وهو رقم يقترب من عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم القوات الاسرائيلية في الفترة نفسها. وفي استطلاع اجرته مؤسسة استطلاع فلسطينية مستقلة في أيار الـماضي، قال 70 في الـمئة من الذين شملهم الاستطلاع: إنهم يشعرون بعدم الامان بدرجة أكبر منذ ان تولت حركة 'حماس' السلطة العام الـماضي.

    والاستطلاع الذي تزامن مع تصاعد الاقتتال الداخلي، اظهر ان 92 في الـمئة من الـمشاركين وصفوا انفسهم بأنهم يشعرون بالاكتئاب أو يشعرون باكتئاب شديد بزيادة 22 في الـمئة عن نيسان.

    وجاء في التعقيب الـمصاحب للاستطلاع 'الأزمة الداخلية في الاراضي الـمحتلة كانت القضية الرئيسية التي جعلت الفلسطينيين يشعرون بالاكتئاب. ويمكن ان نلاحظ ايضا ان مشكلة الاحتلال الاسرائيلي تراجعت الى مكانة متأخرة'.

    وقال الـمحلل الفلسطيني باسم الزبيدي لرويترز: 'الرسالة هي ان الناس تعبت من الاقتتال الداخلي ... فاض بهم الكيل من كل من فتح وحماس وكل ما يريدونه هو العيش في أمان قبل أي تفكير في محاربة اسرائيل'.

    تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني
يعمل...
X