د.محمد على يوسف
|| من باب فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ||
هى نصيحة متعلقة بالجدال و النزاع الذى يملأ صفحات المواقع والمنتديات
أقول :
قبل أن تضغط أصابعك " الكى بورد " إسأل نفسك بعض الأسئلة
هل ما ستكتبه الآن لإرضاء ربك أم أنه لإرضائك أنت
هل تنتصر لله جل وعلى أم أنك تنتصر لنفسك
هل تريد بما ستكتبه الوصول بنفسك و بمن تجادله للحق أم فقط تريد أن تستعرض قوتك و ترد السب بسب و الإهانة بمثلها
إن كنت تريد الأولى فى كل سؤال و تبتغى الحق بما تكتب فصاحب الحق ينبغى له توصيل الحق الذى معه بأجمل أسلوب و أبهى عبارة ( و قولوا للناس حسنا ) (و جادلهم بالتى هى أحسن ) ( ادفع بالتى هى أحسن)
حامل الحق لا يحتاج للانفعال لبيان الحق الذى عنده
الضعفاء و منعدموا الحجة هم من يحتاجون لذلك
و إن تطاول عليك أحد أو انتقص منك أو حتى أهانك فتذكر أنه رغم الرخصة التى لك للرد " و جزاء سيئة سيئة مثلها " إلا أنك لو أكملت الآية فستجد " فمن عفى و أصلح فأجره على الله " و رغم حقك فى الانتصار إن ظلمت " و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل " فلو أكملت مرة أخرى فستجد " و لمن صبر و غفر إن ذلك لمن عزم الأمور "
و تذكر جيدا بما أنك صاحب حق و تريد بلاغه أن نسبة الاقتناع بشجار تنخفض جدا إن لم تنعدم بخلاف الإقتناع النابع من الحوار الهادىء الراقى المزين بالحلم و الخلق الحسن
و أخيرا تذكر هدى نبيك صلى الله عليه و سلم الذى لم تزده شدة الجهل إلا حلما
و أختم لك بنصيحة صاحبه أبى الدرداء رضى الله تعالى عنه و أرضاه لما جاءه رجل فسبه
فقال أبو الدرداء يا أخى لا تُفرط فى سبنا ودع للصلح موطنا
فإنا لا نكافىء من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه
أرجو أن تجد كلماتى طريقا لها فى قلبك و تتذكر منها شيئا قبل مسارعتك للكتابة أو الرد على أى مخلوق " إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا .
تعليق