منذ اندلاع الثورات العربية يخشى الاعلام الفلسطيني التعامل مع الثورات العربية. ووسط صمت رسمي وفصائلي فلسطيني، حافظ الفلسطينيون طوال عام كامل على مسافة بعيدة عن الثورات العربية لا سيما الملف المصري الساخن، ونأوا بأنفسهم عن تحمّل تبعات اي موقف قد ينعكس عليهم سلبا في المستقبل، وبنفس الطريقة التي تعاملوا فيها مع ملف تونس وليبيا واليمن والاردن وسوريا ، يتعاملون مع ملف مصر، وعلى ما يبدو فان "لعنة الكويت" ما تزال تطارد الفلسطينيين حتى الان، والاثمان الضخمة التي دفعها الفلسطينيون نتيجة وقوف الزعيم عرفات مع صدام حسين فترة غزو الكويت عام 1990.
الصحافة الفلسطينية الرسمية والشعبية بدت طوال العام المنصرم "مضحكة" و"ساذجة" في طريقة تغطيتها لاحداث الثورات العربية ، بدءا من وكالة معا التي تحاول كل جهدها ان لا تتخذ موقفا يحسب عليها وتتلاعب بالعناوين حتى لا تكسر قواعد اللعبة ، وصولا الى وكالة وفا الرسمية التي لم تتطرق للامر بتاتا وكأن شيئا لا يحدث في العالم العربي، وكذلك تلفزيون فلسطين الذي خفّ بداية الثورات الى المسرحيات الكوميدية بشكل هروبي دفع الصبايا والشبان على صفحات الفيس بوك ليكتبوا بكل وضوح : لماذا لا يغطي تلفزيون فلسطين احداث مصر؟.
اما صحيفة الحياة الجديدة الرسمية وبالاضافة الى الصور الملونة كتبت الاخبار عن الثورات العربية بطريقة تكاد تقول فيها (نقسم بالله العظيم ان لا دخل لنا في الامر) ورغم ان كل الشعب الفلسطيني كان يتابع عن بكرة ابيه ما يحدث في القاهرة ، ذهب كتّاب المقالات في الحياة الجديدة مثلا للكتابة عن خطر الاستيطان والرواتب ولجنة تيركيل ومواضيع في الشؤون الاسرائيلية.
اما صحيفة الايام فلجأت الى حيلة اعتقدت انها ذكية فقالت "القاهرة في حالة فوضى ونشرت صورا ملونة عن الاحداث ونشرت لكتاب مقالاتها اسئلة دون مواقف او اجابات ... فهي ايضا لا تختلف عن غيرها وحذرة من عقدة الكويت".
صحيفة القدس وبعد ان افردت صفحات ملونة للتغطية هربت هي الاخرى في كلمة التحرير وغالبا ما كانت تتحدث عن "زعرنات المستوطنين" ولم تدخل نفسها في نفق الموقف الملزم.
من جانبها حركة حماس وعبر وسائل اعلامها موقعها المركز الفلسطيني للاعلام من دمشق، استسهلت شتم وتشفي في السلطة الفلسطينية صديقة الرئيس المخلوع حسني مبارك لتعفي نفسها من موقف ملزم تجاه مصر، فاختارت عنوانا قالت انه عبارة نطق بها امين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم ( اذا رحل النظام المصري رحلنا - هلع وتخبط في مكتب محمود عباس بعد أحداث مصر) وبذلك هربت من الموقف الملزم هي كذلك.
و على صفحات الفيس بوك والانترنت كان الجيل الفلسطيني الجديد لا يعرف ماذا يكتب !! وبدت الحيرة والالم والمحبة لمصر، ولكنه نموذج للجيل العربي، يريد التغيير لكنه لا يريد الفلتان الامني، وكأن اولاد فلسطين وصبايا فلسطين ارادوا ان يقولوا لاولاد وبنات مصر ( اسألونا عن الفلتان الامني واحذروا لصوص الثورة الذين ينهبون التاريخ).
وقد يعتقد البعض ان الاعلام هو الخبر السياسي ، لكن الحقيقة ان نشرات الاخبار في القنوات التلفزيونية الاعتيادية لا تأخذ اكثر من ساعتين فيما الاغاني تصل الى معدل 6 ساعات يوميا والمسلسلات الى 6 ساعات والافلام الى 4 ساعات اما الاعلانات والدعايات فتصل مساحتها الى 4 ساعات اي ضعف مساحة نشرات الاخبار .فالاعلان والترفيه والتسلية جزء اساسي من مكونات الاعلام الناجح .
وفيما تجنّدت قناة الجزيرة القطرية ووزارة الخارجية القطرية بكل قوتها منذ عام لصالح اسقاط الانظمة واستخدمت رجال الدين والفيس بوك واليوتيوب ورجال العلم والجامعات والمليارات وحتى تدريب رجال الامن ترى ان وسائل الاعلام العربية الاخرى حائرة ولم تحسم امرها . ما يشير الى ان المثقف الاعلامي حائر بين راتبه الذي يتقاضاه وبين موقفه الذي يتبناه .
انا لا أرى اي عيب ان يكون موقفنا ان نكون ضد الانظمة الدكتاتورية والبوليسية ، ولكن وبالمقابل ان نشكّك في اهداف المؤامرة الامريكية الاسرائيلية التي ترمي الى تحطيم العرب لصالح اسرائيل . وفي امانيهم اعتراف جنوب السودان باسرائيل واعتراف الباكستان وموريتانيا واعتراف الاخوان المسلمين وتطبيع العلاقات مع كامل الدول العربية الجديدة كشرط من شروط الدعم الامريكي للانظمة الجديدة .
سفير اسرائيل السابق في القاهرة ايال شاكيد قال لقناة الكنيست قبل عام بالضبط وحين انتصرت ثورة تونس العبارات التالية :ان العرب يعيشون حالة من الانكسار ومن اجل لعبة كرة قدم كادت حرب اتدلع بين مصر والجزائر ... وانه لا يمكن ان يقوم للعرب اي حضارة من دون مصر والسعودية وسوريا والعراق ، فهذه الدول الاربع هي الوحيدة القادرة على قيادة العرب ماديا ومعنويا وحضاريا نحو المستقبل ، وعلينا ان نعرف ان العراق سقطت تحت الاحتلال الامريكي . وان السعودية انشغلت بمحاربة الحوثيين والقاعدة والتطرف والخلافات بين السلفيين والمحداثيين . وان مصر ستسقط قريبا . وعلينا ابقاء سوريا تحارب في لبنان وتنزف من الداخل .... حينها ستكون وتبقى اسرائيل اقوى دولة في الشرق الاوسط على شعاع عشرة الاف كم من القدس .
ولذلك لا يوجد اي عيب ان نقول نحن الفلسطينيين : نحن ضد انظمة الحكم العربي البوليسية وضد الدكتاوتوريات ولكننا ضد المؤامرة الامريكية الاسرائيلية القطرية ، السياسية والعسكرية والمالية التي يجري ترسيمها ضد العرب ، وانا واثق ان المثقف العربي سوف يتفهم موقفنا الذي يصب في النهاية في معركة حماية القدس والدفاع عن القدس التي قال عنها ابو علاء قريع قبل ايام خلال مقالة نشرتها صحيفة القدس " ان القدس تضيع اللهم اني بلّغت اللهم فاشهد "
الصحافة الفلسطينية الرسمية والشعبية بدت طوال العام المنصرم "مضحكة" و"ساذجة" في طريقة تغطيتها لاحداث الثورات العربية ، بدءا من وكالة معا التي تحاول كل جهدها ان لا تتخذ موقفا يحسب عليها وتتلاعب بالعناوين حتى لا تكسر قواعد اللعبة ، وصولا الى وكالة وفا الرسمية التي لم تتطرق للامر بتاتا وكأن شيئا لا يحدث في العالم العربي، وكذلك تلفزيون فلسطين الذي خفّ بداية الثورات الى المسرحيات الكوميدية بشكل هروبي دفع الصبايا والشبان على صفحات الفيس بوك ليكتبوا بكل وضوح : لماذا لا يغطي تلفزيون فلسطين احداث مصر؟.
اما صحيفة الحياة الجديدة الرسمية وبالاضافة الى الصور الملونة كتبت الاخبار عن الثورات العربية بطريقة تكاد تقول فيها (نقسم بالله العظيم ان لا دخل لنا في الامر) ورغم ان كل الشعب الفلسطيني كان يتابع عن بكرة ابيه ما يحدث في القاهرة ، ذهب كتّاب المقالات في الحياة الجديدة مثلا للكتابة عن خطر الاستيطان والرواتب ولجنة تيركيل ومواضيع في الشؤون الاسرائيلية.
اما صحيفة الايام فلجأت الى حيلة اعتقدت انها ذكية فقالت "القاهرة في حالة فوضى ونشرت صورا ملونة عن الاحداث ونشرت لكتاب مقالاتها اسئلة دون مواقف او اجابات ... فهي ايضا لا تختلف عن غيرها وحذرة من عقدة الكويت".
صحيفة القدس وبعد ان افردت صفحات ملونة للتغطية هربت هي الاخرى في كلمة التحرير وغالبا ما كانت تتحدث عن "زعرنات المستوطنين" ولم تدخل نفسها في نفق الموقف الملزم.
من جانبها حركة حماس وعبر وسائل اعلامها موقعها المركز الفلسطيني للاعلام من دمشق، استسهلت شتم وتشفي في السلطة الفلسطينية صديقة الرئيس المخلوع حسني مبارك لتعفي نفسها من موقف ملزم تجاه مصر، فاختارت عنوانا قالت انه عبارة نطق بها امين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم ( اذا رحل النظام المصري رحلنا - هلع وتخبط في مكتب محمود عباس بعد أحداث مصر) وبذلك هربت من الموقف الملزم هي كذلك.
و على صفحات الفيس بوك والانترنت كان الجيل الفلسطيني الجديد لا يعرف ماذا يكتب !! وبدت الحيرة والالم والمحبة لمصر، ولكنه نموذج للجيل العربي، يريد التغيير لكنه لا يريد الفلتان الامني، وكأن اولاد فلسطين وصبايا فلسطين ارادوا ان يقولوا لاولاد وبنات مصر ( اسألونا عن الفلتان الامني واحذروا لصوص الثورة الذين ينهبون التاريخ).
وقد يعتقد البعض ان الاعلام هو الخبر السياسي ، لكن الحقيقة ان نشرات الاخبار في القنوات التلفزيونية الاعتيادية لا تأخذ اكثر من ساعتين فيما الاغاني تصل الى معدل 6 ساعات يوميا والمسلسلات الى 6 ساعات والافلام الى 4 ساعات اما الاعلانات والدعايات فتصل مساحتها الى 4 ساعات اي ضعف مساحة نشرات الاخبار .فالاعلان والترفيه والتسلية جزء اساسي من مكونات الاعلام الناجح .
وفيما تجنّدت قناة الجزيرة القطرية ووزارة الخارجية القطرية بكل قوتها منذ عام لصالح اسقاط الانظمة واستخدمت رجال الدين والفيس بوك واليوتيوب ورجال العلم والجامعات والمليارات وحتى تدريب رجال الامن ترى ان وسائل الاعلام العربية الاخرى حائرة ولم تحسم امرها . ما يشير الى ان المثقف الاعلامي حائر بين راتبه الذي يتقاضاه وبين موقفه الذي يتبناه .
انا لا أرى اي عيب ان يكون موقفنا ان نكون ضد الانظمة الدكتاتورية والبوليسية ، ولكن وبالمقابل ان نشكّك في اهداف المؤامرة الامريكية الاسرائيلية التي ترمي الى تحطيم العرب لصالح اسرائيل . وفي امانيهم اعتراف جنوب السودان باسرائيل واعتراف الباكستان وموريتانيا واعتراف الاخوان المسلمين وتطبيع العلاقات مع كامل الدول العربية الجديدة كشرط من شروط الدعم الامريكي للانظمة الجديدة .
سفير اسرائيل السابق في القاهرة ايال شاكيد قال لقناة الكنيست قبل عام بالضبط وحين انتصرت ثورة تونس العبارات التالية :ان العرب يعيشون حالة من الانكسار ومن اجل لعبة كرة قدم كادت حرب اتدلع بين مصر والجزائر ... وانه لا يمكن ان يقوم للعرب اي حضارة من دون مصر والسعودية وسوريا والعراق ، فهذه الدول الاربع هي الوحيدة القادرة على قيادة العرب ماديا ومعنويا وحضاريا نحو المستقبل ، وعلينا ان نعرف ان العراق سقطت تحت الاحتلال الامريكي . وان السعودية انشغلت بمحاربة الحوثيين والقاعدة والتطرف والخلافات بين السلفيين والمحداثيين . وان مصر ستسقط قريبا . وعلينا ابقاء سوريا تحارب في لبنان وتنزف من الداخل .... حينها ستكون وتبقى اسرائيل اقوى دولة في الشرق الاوسط على شعاع عشرة الاف كم من القدس .
ولذلك لا يوجد اي عيب ان نقول نحن الفلسطينيين : نحن ضد انظمة الحكم العربي البوليسية وضد الدكتاوتوريات ولكننا ضد المؤامرة الامريكية الاسرائيلية القطرية ، السياسية والعسكرية والمالية التي يجري ترسيمها ضد العرب ، وانا واثق ان المثقف العربي سوف يتفهم موقفنا الذي يصب في النهاية في معركة حماية القدس والدفاع عن القدس التي قال عنها ابو علاء قريع قبل ايام خلال مقالة نشرتها صحيفة القدس " ان القدس تضيع اللهم اني بلّغت اللهم فاشهد "
تعليق