]آفاق المصالحة بين 'امبراطوريتي' فتح وحماس [/color]
علاء أسعد الصفطاوي
2012-01-05
يعشق الشعب الفلسطيني وجبتي الفول والحمص خاصة في الصباح ..وأنا هنا سأسمح لنفسي ألاّ أقدم له هاتين الوجبتين في (مطعمي) ..لأني سأتكلم كلاما قاسيا بحق 'فتح' التي كنت مقاتلا فيها قبل ثلاثين عاما وبحق 'حماس' الأقرب الى عقلي والتي تبتعد يوما بعد يوم عن قلبي.
هنا أنا أملك مطعما صحراويا أقدم فيه الوجبات للزبائن على مزاجي ووفق قناعاتي المتواضعة فليغضب مني من يغضب ممن لن يعجبهم الطعام لكني لن أقدم لهم إلاّ ما أنا معتقد أنه سيفيدهم دون أن أتشدق لأحد بأنني أمتلك وحدي ناصية الحقيقة.
..ورغم ذلك فالحقيقة لها ثمنها الغالي غالبا وأحيانا لا نتعلم إلا بعدما نتألم وهنا أود طرح بعض النقاط التي أراها هامة بشان آفاق المصالحة بين امبراطوريتي فتح وحماس:
أولا: علينا أن نعترف أن الخلاف يدور بين قطبين يحكمان 'مردوانين' أحدهما في رام والله والآخر في غزة يقعان ضمن سجن واحد اسمه سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني أم نسينا الأسم الذي ورد في اتفاق أوسلو العتيد؟
ثانيا: أن القطب الأول في رام الله يتحكم في حريته واقتصاده ورواتب أفراده دولة الصهاينة وبالتالي فإن حركته السياسية ستبقى محدودة بحدود الهوامش التي يسمح الاحتلال لقادته بالتحرك داخلها وبالتالي فإن امتلاك قيادته لاستقلالية القرار هو موضع شك كبير ولو حاول هذا الطرف أن يمتلك او يمارس هذه الاستقلالية لتعرض بالضبط لمثل ما تعرض له القائد الراحل أبي عمار رحمه الله، وعلينا أن ندرك تماما أن الحركة السياسية لأبي مازن في الأمم المتحدة وفي اليونسكو وغيرهما لم تتعد الخطوط الحمراء التي تغلف هذه الهوامش فهناك جزء أصيل من المجتمع الصهيوني يؤمن باعطاء الفلسطينيين دولةعلى 18 ' من أرضهم التاريخية وهو ما يناضل اليوم من أجله أبو مازن.
ثانيا: علينا أن نعـــترف كذلك أن حال الكيان الذي تقوده حركة 'حماس' في غزة ليس بأفضـــــل كثيــــرا من حال كيان رام الله وبالضبط لأن قادة هذا الكيان قد تجاوزوا الخطــــوط الحمــــراء لهوامش حركتهم السياسية فقد فُرض عليهم الحصار الأقسى والغير مسبوق وللأسف شاركت قوى عربـــية وأنظــــمة مجــرمة كنظام مبارك في فـــرض هذا الحصار لصالح دولة الصهاينة.
ثالثا: علينا أن نعترف ..وبكل صدق بالتأثير المكاني على القرار السياسي لحركة المقاومة فبمثل ما علينا أن نعترف بتأثير الاحتلال الصهيوني على القرار السياسي في رام الله واستقلاليته فعلينا كذلك أن نعترف بالتأثير المكاني على القرار السياسي لحركات حماس والجهاد والجبهتين وأقصد هنا تأثر وجود قيادة هذه التنظيمات في دمشق ومراعاتهما لمتطلبات واحتياجات المكان وأهله أي 'دمشق' وأدلل على قولي هذا بدليل واحد فقط وهو أن أصوات الاستنكار قد خرجت من الحناجر المتوضئة لهذه التنظيمات عندما أقدم شخصان على تفجير نفسيهما في مقر لوزارة الداخلية في دمشق مؤخرا ..، فيما تصاب هذه الأصوات بالبحّة عندما يستمر النظام السوري بقتل مواطنيه بمعدل ثلاثين مواطنا عربيا سوريا ثائرا كل يوم.
رابعا : علينا أن نعترف أن كلا القطبين 'فتح' و'حماس' لم يكونا ليقتربا من بعضهما البعض لولا التغيرات الجيوسياسية التي اعترت خطوط الدعم والاسناد لكليهما فالسيد أبو مازن لم يكن ليقبل التخفيف من الحصار وابرام المصالحة التي يسير قطارها ببطء بفعل عرقلة بعض قادة أجهزته الأمنية لولا سقوط جزء كبير من نظام مبارك الداعم الأساسي له في مواجهة حماس وقوى المقاومة ، ولم يكن لحماس أن تقترب أكثر من فتح وأبي مازن بالرغم من شعورها أن الحصار على كيانها في غزة قد اقترب من نهايته لولا أن دمشق نفسها قد ضاقت بها وأن 'حماس' باتت تعيش هي وقيادتها أشد أيامها السياسية ألما وإحراجا وهي ترى النظام الذي يدعى احتضانها يمارس القتل العشوائي في شعب هو شقيق شعبها وفي ثورة أحد ركائزها هم أبناء الاخوان المسلمين السوريين أنفسهم.
لذلك يحق لنا أن نسأل أنفسنا حقا أولا وأخيرا: هل حماس وفتح صادقتان في تحقيق المصالحة بينهما؟ أم أن الظروف .. والأوضاع ..والأحوال .والطقس ..والمناخ ..والربيع والخريف العربي أرغمهما على الاقتراب من بعضهما البعض؟ الاجابة أتركها للقارىء الذي لن يستغرب أن يجد من هم أمثالي ممن انخفض منسوب التفاؤل في عقولهم الى درجة خريفية.
ينبغي أن تكون المصالحة ثمرة قرار ذاتي خالص ومخلص وعفوي وصادق ، قرار يقدم حساب النفس على حساب الغير .. قرار يقدم صالح الوطن على مصلحة الحزب..، نعم أنا اشهد أن بعض قيادات وعناصر من فتح قد ارتكبوا بعض الجرائم بحق فلسطين وأبنائها يسوَدّ لها جبين الفلسطينيين جميعا.. نعم ..لكن فتح نفسها قد دخلت مؤخرا في طور حقيقي من أطوار التطهير الذاتي والمحاسبة الداخلية وما اقدام فتح ولجنتها المركزية ومجلسها الثوري على لفظ بعض القيادات الدولارية السوداء التي تسللت الى داخل صفوفها إلاّ علامة نضج وعافية ..و'فتح' في رأيي لم تفعل ذلك ارضاء لزيد أو عبيد وأنما حفاظا على مكتسبات هذه الحركة العريقة من الضياع لكن هذا وحده لا يكفي يجب أن تفهم قيادة سلطة رام الله وقيادة فتح وأبو مازن نفسه أن التنسيق الأمني مع الاحتلال سيبقى وصمة العار السوداء التي تجلّل وجه الفلسطينيين وأبناء فتح خاصة ،هذا التنسيق المشين والحقير والجبان يجب أن يتوقف مرة واحدة والى الأبد بدون ذلك لن يكون أقول لن يكون هناك مصالحة حقيقية لأنها - وحتى لو قبل بها أنصار حماس والجهاد - فهي لن تصمد ببساطة في ظل التنسيق الأمني مع الاحتلال الغاشم.
وفي المقابل ..يجب أن تمتلك 'حماس' الجرأة والشجاعة أن تقدم اعتذارا علنيا لقطاع كبــــير من أسر وأهالي قطاع غزة الذين أصابهم البغي بفعل ممارسات بل وجرائم بعض عناصر حماس العسكريين أثناء عملـــية الحسم العسكري في منتصف عام 2007م.
كما يجب أن تفهم قيادة حماس أن مؤسسات الوطن ووزارات الوطن وبلديات الوطن وجمعيات الوطن ومراكز الوطن تُدار بطاقات الوطن كله ولا يمكن أن تُدار بطاقات الحزب الصغير الذي مهما كبر سيبقى صغيرا أمام حجم الوطن، وأقول هذا الكلام والواقع وتفاصيله المؤلمة تشهد بهذا الاستفراد الكامل من قبل هذه الحركة ، نعم وقعت ' فتح ' في حفرة حفرتها لأختها 'حماس' حينما طلبت من جميع موظفي السلطة البقاء في منازلهم وإلاّ قُطعت رواتبهم وهو الأمر الذي كان سيؤدي لولا لطف الله الى شلّ مختلف أوجه الحياة في قطاع غزة ..لكن لسان حال بعض متنفذي حركة حماس كان يقول حينها ' إجت منّك .. يا جامع.
أليس هذا صحيحا؟
كذلك على حركة حماس أن تفهم أنه لا يمكن لها أن تحتكر المصلحة الوطنية، والاسلام .. والمقاومة ..والمؤسسات ..وكل شيء لنفسها ..في ذات الوقت، وكأن السلطة باتت قطعة حلوى كبيره يستأثر بها من نجح في حيازتها، حتى لو تم الاستحواذ على هذه السلطة بطريقة شرعية أم غير شرعية ، مع أن الاسلام علّمنا أن السلطة هي (مغرم وليست مغنم) وأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يهربون من لأوائها ومغارمها.
في النهاية على أبناء الشعب الفلسطيني المنكوب ثلاث مرات مرة بظلم محتليه الصهاينة ومرة بظلم بعض أبنائه ومرة أخرى بظلم ذوي القرب، عليه أن يدرك أن 'فـــتح' و 'حــــماس' ليستا هما نهاية العالم،علينا ان نقتـــلع هذين الوثــــنين من عقولنا وعقول أبنائنا الصغار الذين ظلمناهم نحن كذلك بحزبياتنا الصغيرة وعلينا أن نفتح قلوبنا وعيوننا وعقولنا جيدا الى تيار جديد بدأ يظهر في الأفق ويحتل كل مساحات الأشياء إلا وهو تيار الشباب.
'فتح' و'حماس' ليستا الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أنهما قوتان صغيرتان جدا جدا على المسرح السياسي المحلي والإقليمي ولكنهما كبيرتان وكبيرتان فقط عندما يتسع قلبيهما حقا لهمّ الأمة ولفلسطين وأقصاها الأسير.
اليوم مصر كنانة الله في أرضه تنهض من تحت رماد الايام السوداء لتصنع فجر الأمة القادمة وبقيامتها ستقوم دول وبلاد والشام تصرخ وتصدح بآلام مخاضها الجميل والقدس وفلسطين كلها تنتظر على موعد مع الصباح ..الصباح .. الذي قد يخلو من وجبتي الحمص .. والفول.
كل عام وفلسطين ومصر والشام والأمة بخير.
' كاتب فلسطيني
علاء أسعد الصفطاوي
2012-01-05
يعشق الشعب الفلسطيني وجبتي الفول والحمص خاصة في الصباح ..وأنا هنا سأسمح لنفسي ألاّ أقدم له هاتين الوجبتين في (مطعمي) ..لأني سأتكلم كلاما قاسيا بحق 'فتح' التي كنت مقاتلا فيها قبل ثلاثين عاما وبحق 'حماس' الأقرب الى عقلي والتي تبتعد يوما بعد يوم عن قلبي.
هنا أنا أملك مطعما صحراويا أقدم فيه الوجبات للزبائن على مزاجي ووفق قناعاتي المتواضعة فليغضب مني من يغضب ممن لن يعجبهم الطعام لكني لن أقدم لهم إلاّ ما أنا معتقد أنه سيفيدهم دون أن أتشدق لأحد بأنني أمتلك وحدي ناصية الحقيقة.
..ورغم ذلك فالحقيقة لها ثمنها الغالي غالبا وأحيانا لا نتعلم إلا بعدما نتألم وهنا أود طرح بعض النقاط التي أراها هامة بشان آفاق المصالحة بين امبراطوريتي فتح وحماس:
أولا: علينا أن نعترف أن الخلاف يدور بين قطبين يحكمان 'مردوانين' أحدهما في رام والله والآخر في غزة يقعان ضمن سجن واحد اسمه سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني أم نسينا الأسم الذي ورد في اتفاق أوسلو العتيد؟
ثانيا: أن القطب الأول في رام الله يتحكم في حريته واقتصاده ورواتب أفراده دولة الصهاينة وبالتالي فإن حركته السياسية ستبقى محدودة بحدود الهوامش التي يسمح الاحتلال لقادته بالتحرك داخلها وبالتالي فإن امتلاك قيادته لاستقلالية القرار هو موضع شك كبير ولو حاول هذا الطرف أن يمتلك او يمارس هذه الاستقلالية لتعرض بالضبط لمثل ما تعرض له القائد الراحل أبي عمار رحمه الله، وعلينا أن ندرك تماما أن الحركة السياسية لأبي مازن في الأمم المتحدة وفي اليونسكو وغيرهما لم تتعد الخطوط الحمراء التي تغلف هذه الهوامش فهناك جزء أصيل من المجتمع الصهيوني يؤمن باعطاء الفلسطينيين دولةعلى 18 ' من أرضهم التاريخية وهو ما يناضل اليوم من أجله أبو مازن.
ثانيا: علينا أن نعـــترف كذلك أن حال الكيان الذي تقوده حركة 'حماس' في غزة ليس بأفضـــــل كثيــــرا من حال كيان رام الله وبالضبط لأن قادة هذا الكيان قد تجاوزوا الخطــــوط الحمــــراء لهوامش حركتهم السياسية فقد فُرض عليهم الحصار الأقسى والغير مسبوق وللأسف شاركت قوى عربـــية وأنظــــمة مجــرمة كنظام مبارك في فـــرض هذا الحصار لصالح دولة الصهاينة.
ثالثا: علينا أن نعترف ..وبكل صدق بالتأثير المكاني على القرار السياسي لحركة المقاومة فبمثل ما علينا أن نعترف بتأثير الاحتلال الصهيوني على القرار السياسي في رام الله واستقلاليته فعلينا كذلك أن نعترف بالتأثير المكاني على القرار السياسي لحركات حماس والجهاد والجبهتين وأقصد هنا تأثر وجود قيادة هذه التنظيمات في دمشق ومراعاتهما لمتطلبات واحتياجات المكان وأهله أي 'دمشق' وأدلل على قولي هذا بدليل واحد فقط وهو أن أصوات الاستنكار قد خرجت من الحناجر المتوضئة لهذه التنظيمات عندما أقدم شخصان على تفجير نفسيهما في مقر لوزارة الداخلية في دمشق مؤخرا ..، فيما تصاب هذه الأصوات بالبحّة عندما يستمر النظام السوري بقتل مواطنيه بمعدل ثلاثين مواطنا عربيا سوريا ثائرا كل يوم.
رابعا : علينا أن نعترف أن كلا القطبين 'فتح' و'حماس' لم يكونا ليقتربا من بعضهما البعض لولا التغيرات الجيوسياسية التي اعترت خطوط الدعم والاسناد لكليهما فالسيد أبو مازن لم يكن ليقبل التخفيف من الحصار وابرام المصالحة التي يسير قطارها ببطء بفعل عرقلة بعض قادة أجهزته الأمنية لولا سقوط جزء كبير من نظام مبارك الداعم الأساسي له في مواجهة حماس وقوى المقاومة ، ولم يكن لحماس أن تقترب أكثر من فتح وأبي مازن بالرغم من شعورها أن الحصار على كيانها في غزة قد اقترب من نهايته لولا أن دمشق نفسها قد ضاقت بها وأن 'حماس' باتت تعيش هي وقيادتها أشد أيامها السياسية ألما وإحراجا وهي ترى النظام الذي يدعى احتضانها يمارس القتل العشوائي في شعب هو شقيق شعبها وفي ثورة أحد ركائزها هم أبناء الاخوان المسلمين السوريين أنفسهم.
لذلك يحق لنا أن نسأل أنفسنا حقا أولا وأخيرا: هل حماس وفتح صادقتان في تحقيق المصالحة بينهما؟ أم أن الظروف .. والأوضاع ..والأحوال .والطقس ..والمناخ ..والربيع والخريف العربي أرغمهما على الاقتراب من بعضهما البعض؟ الاجابة أتركها للقارىء الذي لن يستغرب أن يجد من هم أمثالي ممن انخفض منسوب التفاؤل في عقولهم الى درجة خريفية.
ينبغي أن تكون المصالحة ثمرة قرار ذاتي خالص ومخلص وعفوي وصادق ، قرار يقدم حساب النفس على حساب الغير .. قرار يقدم صالح الوطن على مصلحة الحزب..، نعم أنا اشهد أن بعض قيادات وعناصر من فتح قد ارتكبوا بعض الجرائم بحق فلسطين وأبنائها يسوَدّ لها جبين الفلسطينيين جميعا.. نعم ..لكن فتح نفسها قد دخلت مؤخرا في طور حقيقي من أطوار التطهير الذاتي والمحاسبة الداخلية وما اقدام فتح ولجنتها المركزية ومجلسها الثوري على لفظ بعض القيادات الدولارية السوداء التي تسللت الى داخل صفوفها إلاّ علامة نضج وعافية ..و'فتح' في رأيي لم تفعل ذلك ارضاء لزيد أو عبيد وأنما حفاظا على مكتسبات هذه الحركة العريقة من الضياع لكن هذا وحده لا يكفي يجب أن تفهم قيادة سلطة رام الله وقيادة فتح وأبو مازن نفسه أن التنسيق الأمني مع الاحتلال سيبقى وصمة العار السوداء التي تجلّل وجه الفلسطينيين وأبناء فتح خاصة ،هذا التنسيق المشين والحقير والجبان يجب أن يتوقف مرة واحدة والى الأبد بدون ذلك لن يكون أقول لن يكون هناك مصالحة حقيقية لأنها - وحتى لو قبل بها أنصار حماس والجهاد - فهي لن تصمد ببساطة في ظل التنسيق الأمني مع الاحتلال الغاشم.
وفي المقابل ..يجب أن تمتلك 'حماس' الجرأة والشجاعة أن تقدم اعتذارا علنيا لقطاع كبــــير من أسر وأهالي قطاع غزة الذين أصابهم البغي بفعل ممارسات بل وجرائم بعض عناصر حماس العسكريين أثناء عملـــية الحسم العسكري في منتصف عام 2007م.
كما يجب أن تفهم قيادة حماس أن مؤسسات الوطن ووزارات الوطن وبلديات الوطن وجمعيات الوطن ومراكز الوطن تُدار بطاقات الوطن كله ولا يمكن أن تُدار بطاقات الحزب الصغير الذي مهما كبر سيبقى صغيرا أمام حجم الوطن، وأقول هذا الكلام والواقع وتفاصيله المؤلمة تشهد بهذا الاستفراد الكامل من قبل هذه الحركة ، نعم وقعت ' فتح ' في حفرة حفرتها لأختها 'حماس' حينما طلبت من جميع موظفي السلطة البقاء في منازلهم وإلاّ قُطعت رواتبهم وهو الأمر الذي كان سيؤدي لولا لطف الله الى شلّ مختلف أوجه الحياة في قطاع غزة ..لكن لسان حال بعض متنفذي حركة حماس كان يقول حينها ' إجت منّك .. يا جامع.
أليس هذا صحيحا؟
كذلك على حركة حماس أن تفهم أنه لا يمكن لها أن تحتكر المصلحة الوطنية، والاسلام .. والمقاومة ..والمؤسسات ..وكل شيء لنفسها ..في ذات الوقت، وكأن السلطة باتت قطعة حلوى كبيره يستأثر بها من نجح في حيازتها، حتى لو تم الاستحواذ على هذه السلطة بطريقة شرعية أم غير شرعية ، مع أن الاسلام علّمنا أن السلطة هي (مغرم وليست مغنم) وأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يهربون من لأوائها ومغارمها.
في النهاية على أبناء الشعب الفلسطيني المنكوب ثلاث مرات مرة بظلم محتليه الصهاينة ومرة بظلم بعض أبنائه ومرة أخرى بظلم ذوي القرب، عليه أن يدرك أن 'فـــتح' و 'حــــماس' ليستا هما نهاية العالم،علينا ان نقتـــلع هذين الوثــــنين من عقولنا وعقول أبنائنا الصغار الذين ظلمناهم نحن كذلك بحزبياتنا الصغيرة وعلينا أن نفتح قلوبنا وعيوننا وعقولنا جيدا الى تيار جديد بدأ يظهر في الأفق ويحتل كل مساحات الأشياء إلا وهو تيار الشباب.
'فتح' و'حماس' ليستا الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أنهما قوتان صغيرتان جدا جدا على المسرح السياسي المحلي والإقليمي ولكنهما كبيرتان وكبيرتان فقط عندما يتسع قلبيهما حقا لهمّ الأمة ولفلسطين وأقصاها الأسير.
اليوم مصر كنانة الله في أرضه تنهض من تحت رماد الايام السوداء لتصنع فجر الأمة القادمة وبقيامتها ستقوم دول وبلاد والشام تصرخ وتصدح بآلام مخاضها الجميل والقدس وفلسطين كلها تنتظر على موعد مع الصباح ..الصباح .. الذي قد يخلو من وجبتي الحمص .. والفول.
كل عام وفلسطين ومصر والشام والأمة بخير.
' كاتب فلسطيني
تعليق