الإعلام الحربي - خاص :
من بين أزقة مخيم دير البلح للاجئين الفلسطينيين، ومن وسط البيوت المدمرة بفعل آلة الحرب الصهيونية خرج مجاهدينا لصد عنجهية المحتل وحماية هذا المخيم الصامد من غطرسة الاحتلال ضد أطفاله ونسائه وشيوخيه ومجاهديه والتربص لوحداته الصهيونية التي دوماً تتسلل في الظلام لتقتل وتصيب المواطنين العزل، وبفضل الله ومنته على مجاهدينا وبفضل صبرهم وثباتهم على ثغور الوطن الحبيب يبقى مجاهدي سرايا القدس الميامين يرفضون الخضوع أو الخنوع، ويصرون على أن يبقوا دوماً في مقدمة الصفوف، لا يهابون الأعداء، ولا يكترثون بالموت، لأنهم عَلموا علم اليقين، أن الإقدام لا يُقدم أجلاً، وأن التخاذل لا يُؤخر أجلاً.
الشهيدين المجاهدين "زياد سعيد نصار" و"محمد هاشم عفانة" من سكان مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، عاشا حياتهما في الجهاد في سبيل الله، وامتزجت ضحكاتهم المترافقة سويا بالدماء المتناثرة من أجسادهم دفاعا عن الدين والوطن المسلوب، ولأنهم قدموا أرواحهما عزةً لهذا الدين وأرض فلسطين، ومن حق الذين سبقونا للجنان أن نوفيهم حقهم ولو بالكلمة، لعلها تلامس القلوب قبل العيون، لذا فإننا في موقع "الإعلام الحربي" سنستعرض في هذا التقرير ابرز المحطات الجهادية المشرفة في حياة الشهيدين "نصار" و"عفانة" ومعركتهم البطولية في ذكرى رحيلهما التي تصادف اليوم الجمعة الموافق"1-6" مع مرابطي سرايا القدس على الخطوط الساحلية لمخيم دير البلح وسط القطاع.
توأم الجهاد الإسلامي
"أبو مالك" احد القادة الميدانيين بسرايا القدس بـ"كتيبة دير البلح" واحد المرابطين، حدثنا بكل صبر واحتساب عن حياة الشهيدين فقال "إن الشهيدين من الرجال المميزين في صفوف مجاهدي السرايا بمدينة دير البلح، حيث كانا من أكثر الشباب المجاهدين التواقين إلى العمل والجهاد في سبيل الله عز وجل، حيث بدأو عملهم في صفوف حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس في مطلع انتفاضة الأقصى الحالية بعد تأثرهم بالاستشهادي اسعد العطي حيث كانت تربطهم علاقة جيدة ليواصلوا بعدها مسيرة الدم والشهادة
وأضاف في حديث خاص مع مراسل موقع "الإعلام الحربي" بلواء الوسطى الذي اصطحب المرابطين على الثغور الساحلية لمخيم دير البلح: إن من أبرز الصفات التي تحلى بها الشهيدين اخلاقهما وأدبهما وتواضعهما والأمانة وحب الخير للجميع، فقد كانوا لا يتوانوا في تقديم أي خدمة مهما كانت صغيرة للآخرين، حيث تميزا الشهيدين على الإشراف في تحفيظ القرآن الكريم وإلقاء الدروس الدينية وحلقات الِذكر.
ووصف "أبو مالك" الشهيدين: بتوأم الجهاد الإسلامي بالمدينة لتواصلهم الدائم فيما بينهم في الحياة الاجتماعية وكذلك الحياة الجهادية التي كانوا دائما يخوضونها سوياً ولا يترك احد منهم الأخر في العمل الجهادي كإطلاق الهاون والتصدي للاجتياحات الصهيونية التي تتعرض لهما مدينة دير البلح والمنطقة الوسطى .
الرباط على الثغور
أما "أبو مصعب" احد مجاهدي السرايا بـ"كتيبة دير البلح" واحد المرابطين على الثغور الساحلة الغربية لمدينة دير البلح، وسط تحليق مكثف للطائرات الصهيونية أثناء إجرائنا هذا اللقاء فقال: نحن اليوم نواصل طريق الشهيدين محمد وزياد ونعاهدهم أن لا نستكين وأننا سنبقى أوفياء لدمائهم التي رسمت لنا الطريق طريق الجهاد والمقاومة والتي ستحرر أراضينا ومقدساتنا من دنس بني صهيون
وتابع حديثه لمراسل موقع الإعلام الحربي لسرايا القدس بـ"لواء والوسطى" ليطلعنا عن حياة الشهيدين الجهادية فقال: إن الشهيدين محمد عفانة وزياد نصار كانت حياتهم مليئة بالأعمال الجهادية في سبيل الله وخاصةً الرباط على الثغور سواء شرق مدينة دير البلح أو على المنطقة الساحلية ، حيث كانا دوماً رجالاً كالجبال متمترسين فيها يترصدون العدو الغاصب الذي يتسلل من شواطئ المدينة غرب المخيم الصامد ليقتل المواطنين العزل.
وأضاف" أبو مصعب" وعيونه تتابع ساحل وسماء المنطقة خشية غدر المحتل قائلاً: نتذكر اليوم ودائماً مواقف هؤلاء الأبطال الذين كانوا دوماً يرفعون من همم ومعنويات المجاهدين في الثبات ومواصلة الرباط والجهاد والمقاومة فالشهيدين كانوا دائماً يواصلون الرباط مع مجاهدي سرايا القدس الميامين الذين بحمد الله وفضلة يرابطون ويتصدون بصبرهم وعزائمهم للعدو ويثخون به الجراح رغم قلة إمكانياتهم العسكرية مقابل ترسانة الجيش الصهيوني الجبان.
المعركة والشهادة
"أبو حمزة" احد مجاهدي السرايا، صمت قليلاً وتأمل لحظةً في المكان ليستذكر لنا المعركة البطولية التي خاضها الشهيدين برفقة مجاهدي السرايا خلال الحرب على غزة في مثل هذا اليوم المبارك فقال: أثناء اشتداد المعركة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني كان الشهيدين زياد نصار و محمد عفانة على أهبة الاستعداد لصد أي محاولة صهيونية لتسلل من شواطئ مدينة دير البلح .
وتابع قائلاً لمراسل موقع "الإعلام الحربي": إن الشهيدين كانا في مواقع الرباط التي خصصت لهم في المخيم حيث تسللت بتاريخ 6-1-2009وتحت جنح الظلام قوة كوماندوز صهيونية على شاطئ بحر مخيم دير البلح وكان الشهيدان لهم بالمرصد وبعد عدة اتصالات بين محمد وزياد والقيادة للإخبار عن عملية الإنزال والتأكد منهم أعطيت الإشارة ببدء الهجوم ليخرج المجاهدان من أماكن تواجدهم وبدئا المعركة الشرسة مع الجنود الصهاينة حيث خاضا اشتباكات عنيفة وقوية مع الوحدة الخاصة البحرية موقعين في صفوفها خسائر فادحة.
وقال ابو حمزة : ان الشهيدان عادا إلى نقطة أخرى من الجهة الجنوبية وواصلا بإطلاق النار بعد تقدمهم إلي الشارع فتَدخلت حينها الزوارق البحرية الصهيونية لإنقاذ حياة جنودهم فقامت بإطلاق قذائفها وأسلحتها الرشاشة تجاه الشهيد المجاهد زياد ليرتقي شهيدا وبعدها تقدم الشهيد المجاهد محمد عفانة رافضا الاستسلام والرجوع تاركا رفيق دربه الشهيد زياد ليتقدم دفاعا عن صديقه وعن المخيم لتطلق طائرة الاستطلاع صاروخا على الشهيد محمد عفانة ليرتقي شهيدا ويلتحق برفيق دربه موقعين قتلى وجرحى في صفوف الوحدة الصهيونية، وعثر مجاهدي السرايا بعد انتهاء العملية على معدات ومستلزمات كثيرة للقوة الصهيونية البحرية التي أذاقت الويلات.
وفي الختام جدد "أبو حمزة" العهد والبيعة مع الله عز وجل والشهداء على المضي قدماً في طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير كامل تراب فلسطين. داعياً كافة المجاهدين الى الاستعداد وإعداد العدة لما هو قادم، والجاهزية التامة لصد أي عدوان صهيوني قد يستهدف قطاع غزة، في ظل تضخيمات العدو لقدرات المقاومة وخاصة سرايا القدس لخلق ذرائع لشن عدوان جديد واستهداف المقاومة.
الشهيد المجاهد محمد عفانة
الشهيد المجاهد زياد نصار
تعليق