"السجين شهيد حي، في بلواء السجن تبرعم في روحه المأساة وحرارة الإيمان، والأمل المفتوح على أفق لا ينتهي، يعيش سجناً داخله سجن آخر، سجن الأسوار المغلقة، وسجن الجسد الذي يعاني المرض وإرهاق التعذيب، وقوة الجوع، والإنحسار البطيء عن لذة الحياة، ولكن الأمل المفتوح يرفعه إلى حالة وجدانية، ويرد الطبيعة الوجدانية إلى مفهوم مجرد، هنا الإنسان يستعيد كامل إنسانيته بدون عناصر إضافية، لا توجد في السجن أطماع، ولا شغف بالماديات ولا تفاهات على المتاع. كل شئ مفقود داخل السجن وأعظم الأشياء هو أعظمها حضوراً. النفس البشرية العارية إلا من الإرادة القوية، والإيمان الطافح بشروق داخلي يضيء المساحة المعتمة"*
أراك تقف على نافذة قضبان صدأة، لطالما أثقلتها أيد المتلهفين لحمائم الحرية، كي تبعث لهم الإذن بالخروج من موت الأحياء إلى حياة الأموات، أما أنت ما زالت ترقب رسالتنا المحملة على أجنحة الأرواح المجندة لتخبرك بأن غيابك يؤرق نومنا ويوجع يومنا، لقد اعتدنا عليك، فالحضور لا ينفك عن برنامجك اليومي، ما بالك سيدي أطلت الغياب وأقفلت على نفسك الباب!.
قلوبنا تئن عليك وعيوننا تحن إليك، لتنبض فينا عشقاَ لا يعد عمره وشوقاَ لا يخمد جمره، فأنت الحر في قيدك الذي لا يزين إلا معاصم الرجال، أما نحن العبيد في حريتنا المزيفة، لسنا سوى شهود زور على قضيتكم، تحسبون كل ثانية لعل الثانية الأخرى تحمل البشرى، لكن المتاجرين بكم يحسبون عليكم الأعوام والعقود، وكأنها بضع ساعات عند شريك السلام وجار "دولة الـ67".
الشمس لا تخلف وعدها معك تأتيك كل صباح، توقظك من أحلام جرحك وتغازل عينيك الدامعتين، لأن الليل أجبرك على البكاء، وذكرك بأمك التي لا تنام خوفاَ عليك من تسلل البرد إلى دفء قلبك، فتنزع عن لحمها جلداَ لتحميك فأين تفر من جلد أمك! وتعيش يومك بين أشواك تحاصرك وأشواق تنازعك، وتقوم لربك بين سجود وركوع وتهجد ودموع، حتى ترى من يحبك!
فالوطن يا حبيب أمك لا يتسع لأكثر من ضحية وجلاد ومنافق، أمامك سجن العدو وخلفك صديق العدو لكن الصديق أشد مضاضة، قدرك يا أبا البتول أن توزع ذاكرة الجسد، بين المخيم والمعسكر، بين سكن الطلاب ومركز الاعتقال، من بوابة الأقصى إلى بوابة الأسرى، وتترك أثرك في كل محطات الوجع التي عبرتها وتكتب اسمك بحبر لا يمحى وقلم ما زال ينزف من أجلك.
أراك تقف على نافذة قضبان صدأة، لطالما أثقلتها أيد المتلهفين لحمائم الحرية، كي تبعث لهم الإذن بالخروج من موت الأحياء إلى حياة الأموات، أما أنت ما زالت ترقب رسالتنا المحملة على أجنحة الأرواح المجندة لتخبرك بأن غيابك يؤرق نومنا ويوجع يومنا، لقد اعتدنا عليك، فالحضور لا ينفك عن برنامجك اليومي، ما بالك سيدي أطلت الغياب وأقفلت على نفسك الباب!.
قلوبنا تئن عليك وعيوننا تحن إليك، لتنبض فينا عشقاَ لا يعد عمره وشوقاَ لا يخمد جمره، فأنت الحر في قيدك الذي لا يزين إلا معاصم الرجال، أما نحن العبيد في حريتنا المزيفة، لسنا سوى شهود زور على قضيتكم، تحسبون كل ثانية لعل الثانية الأخرى تحمل البشرى، لكن المتاجرين بكم يحسبون عليكم الأعوام والعقود، وكأنها بضع ساعات عند شريك السلام وجار "دولة الـ67".
الشمس لا تخلف وعدها معك تأتيك كل صباح، توقظك من أحلام جرحك وتغازل عينيك الدامعتين، لأن الليل أجبرك على البكاء، وذكرك بأمك التي لا تنام خوفاَ عليك من تسلل البرد إلى دفء قلبك، فتنزع عن لحمها جلداَ لتحميك فأين تفر من جلد أمك! وتعيش يومك بين أشواك تحاصرك وأشواق تنازعك، وتقوم لربك بين سجود وركوع وتهجد ودموع، حتى ترى من يحبك!
فالوطن يا حبيب أمك لا يتسع لأكثر من ضحية وجلاد ومنافق، أمامك سجن العدو وخلفك صديق العدو لكن الصديق أشد مضاضة، قدرك يا أبا البتول أن توزع ذاكرة الجسد، بين المخيم والمعسكر، بين سكن الطلاب ومركز الاعتقال، من بوابة الأقصى إلى بوابة الأسرى، وتترك أثرك في كل محطات الوجع التي عبرتها وتكتب اسمك بحبر لا يمحى وقلم ما زال ينزف من أجلك.
لك سلام من الأرض التي تشبهك
يا نبض قلبنا وفيض حبنا
أيها الساكن مدرسة يوسف
ستبقى تنبض في ذاكرتنا
حتى ترفرف قلوبنا لوقع قدومك
وتتوهج الذاكرة بحضورك
يـا نـبـض الـسـرايـا
يا نبض قلبنا وفيض حبنا
أيها الساكن مدرسة يوسف
ستبقى تنبض في ذاكرتنا
حتى ترفرف قلوبنا لوقع قدومك
وتتوهج الذاكرة بحضورك
يـا نـبـض الـسـرايـا
* من كلمات الشهيد المعلم فتحي الشقاقي "رضوان الله عليه"
تعليق