أراد الإيرانيون نهاية مثمرة لمناورة "ولاية 90". شكلت تلك المناورة التي استمرت لعشرة أيام والتي قام خلالها الجيش بإطلاق ثلاثة صواريخ مخصصة لإغراق القطع البحرية، بمثابة إعلان عن مدى جهوزية الجمهورية الإسلامية ورفضها لتواجد قوات أجنبية في ذلك المضيق الإستراتيجي. التحرك العسكري تمّ اختتامه بخلاصة واضحة جاءت كمثابة تحذير على لسان قائد الجيش عطاء الله صالحي: أيها الأميريكيون لا تقتربوا من المضيق!
على الجبهة النووية، بدت الأمور عالقة في إطار من الديبلوماسية، كما أنها بدت مرتبطة بطريقة ما بما يجري في مياه الخليج الفارسي. فقد رفض الإتحاد الأوروبي طلب طهران تحديد مكان وزمان لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ عام مع الدول الغربية الست، في وقت أعلن فيه مساعد وزير الطاقة الإيراني علي ذبيحي أنه خلال الشهر المقبل ستشغّل محطة بوشهر النووية بالكامل.
أمام النشاط العسكري الإيراني المترافق مع نبرة تحذيرية حادة، واللامبالاة تجاه ما يحكى عن رزمة إضافية من العقوبات تلوح في الأفق القريب، يبدو الغرب أيضاً وتحديداً الولايات المتحدة في غاية الحذر والتأني في صياغة المواقف وردود الأفعال. فمقابل التحذير الخطير الذي وجّه لواشنطن والذي تبعه تحذير آخر على لسان وزير الدفاع أحمد وحيدي بأن بلاده ستفعل ما بوسعها لحماية أمن المضيق، حرصت واشنطن، على لسان المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بيل سبيكس على تبرير تواجدها في مياه الخليج الفارسي بالقول إنه يتقاطع مع الإلتزام بالحفاظ على أمن المنطقة وإن البحرية الأميركية تعمل بموجب مواثيق بحرية دولية.
طهران تريد الجلوس إلى طاولة المفاوضات كمفاوض قوي يملك سلطة القرار
" من المؤكد أن القوات المسلحة الإيرانية أرادت من خلال تنفيذ هذه المناورات إضافة إلى الإعلان عن إنجازاتها العسكرية، التأكيد على ضرورة إنهاء الوجود الأجنبي في تلك المنطقة المليئة بالأساطيل التي تشكل خطراً على ايران"، هكذا شرح المحلل السياسي الإيراني أمير الموسوي دلالات المناورة العسكرية الإيرانية الأخيرة وما جاء بعدها من تحذيرات لواشنطن. في اتصال مع موقع المنار الإلكتروني، قال الموسوي إن ما صدر عن قائد الجيش ليس بالتصريح العفوي بل إن هناك تنسيق على أعلى المستويات في القيادة الإيرانية " فما قيل يمكن أن يكون جاد ومفصلي في المنطقة".
وأوضح الموسوي أن السياسة الإستراتيجية الدفاعية الإيرانية اتخذت منحى آخر" يتلخص بالإنتقال من مفهوم الدفاع مقابل التهديدات إلى التهديد مقابل التهديد"، وأشار الموسوي إلى أن هذا التصعيد في المواقف قد يؤدي" إما إلى مواجهة شاملة عسكرية وإما إلى مفاوضات جادة، وأرجح النظرية الثانية بحيث أن المفاوض الإيراني يرفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات إلا من موقع القوة الذي استطاع تحقيقه من خلال المناورات العسكرية المتكررة والمضي قدماً في تطوير المنشآت النووية". كما أضاف الموسوي أن" المناورة الأخيرة أثبتت أن الإيرانيين قادرون على إغلاق مضيق هرمز بسهولة وسرعة ولمدة طويلة، لقد أراد قائد الجيش في ختام المناورة التحذير من عدم المساس بمصالحها النفطية والنووية، وأن الكل يستطيع الإستفادة من هذا المضيق بطريقة سهلة وسلسة"، وذكر الموسوي أن" ايران باتت قادرة على السيطرة على المضيق من دون اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية، وفقاً لخطط وسناريوهات سرية بقيت طي الكتمان". وأوضح الموسوي إلى أن الأهداف الأساسية للمناورة الأخيرة تمثلت "باختبار الأسلحة المحلية التي تمّ تصنيعها مؤخراً واختبار قدرة المقاتل الإيراني الذي أثبت قدرته على ممارسة عملية عسكرية في المناطق البحرية الحساسة".
وأوضح الموسوي أن السياسة الإستراتيجية الدفاعية الإيرانية اتخذت منحى آخر" يتلخص بالإنتقال من مفهوم الدفاع مقابل التهديدات إلى التهديد مقابل التهديد"، وأشار الموسوي إلى أن هذا التصعيد في المواقف قد يؤدي" إما إلى مواجهة شاملة عسكرية وإما إلى مفاوضات جادة، وأرجح النظرية الثانية بحيث أن المفاوض الإيراني يرفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات إلا من موقع القوة الذي استطاع تحقيقه من خلال المناورات العسكرية المتكررة والمضي قدماً في تطوير المنشآت النووية". كما أضاف الموسوي أن" المناورة الأخيرة أثبتت أن الإيرانيين قادرون على إغلاق مضيق هرمز بسهولة وسرعة ولمدة طويلة، لقد أراد قائد الجيش في ختام المناورة التحذير من عدم المساس بمصالحها النفطية والنووية، وأن الكل يستطيع الإستفادة من هذا المضيق بطريقة سهلة وسلسة"، وذكر الموسوي أن" ايران باتت قادرة على السيطرة على المضيق من دون اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية، وفقاً لخطط وسناريوهات سرية بقيت طي الكتمان". وأوضح الموسوي إلى أن الأهداف الأساسية للمناورة الأخيرة تمثلت "باختبار الأسلحة المحلية التي تمّ تصنيعها مؤخراً واختبار قدرة المقاتل الإيراني الذي أثبت قدرته على ممارسة عملية عسكرية في المناطق البحرية الحساسة".
هل ستعود حاملة الطائرات الأميركية إلى مياه الخليج الفارسي وما سيكون الرد الإيراني في هذه الحالة؟ سؤال يطرح نفسه عقب التهديد الإيراني، خصوصاً أن طهران تحرص دائماً على عدم اتخاذ قرار الهجوم بل البقاء دائماً في خانة المدافع. من المؤكد أن الجمهورية الإسلامية استطاعت فرض نفسها كخصم قوي يستطيع المناورة وفرض الشروط وإرساء المعادلات التي قد تفضي إلى مفاوضات تستند بشكل أساسي إلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب.
تعليق