أكد السيد رياض المالكي، وزير خارجية دولة فلسطين، على أنه رغم الاختلافات في وجهات النظر بين حركتي حماس وفتح، إلا أن هناك تقاربا بينها ورغبة في رأب الصدع، مشيدا، في حوار مع الـ''الخبر'' على هامش زيارته الرسمية إلى الجزائر، بتطور موقف حماس، في إشارة إلى قبول مرجعية حدود 67 كاعتراف ضمني بحل الدولتين.
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تصحيح مسار المفاوضات، هل هذا يعني أنها كانت في الاتجاه الخاطئ؟
لا يمكن تقييم أي شيء قبل تجربته وإلا كان الأمر نظريا وبالتالي كان من الضروري خوض تجربة، جاء ذلك نتيجة لقناعة دولية بحتمية المرور عبر المفاوضات المباشرة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية بجوار الدولة العبرية، اليوم لا بد من تقييم التجربة بعد مرور عشرين سنة، حيث أصبحت لدينا قناعة أنه لابد من المفاوضات لكن مع تغيير في نمطية وكيفية التفاوض، لا نريد أن نتفاوض لمجرد التفاوض يجب أن نحدد هدف إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. من جهة ثانية، لا يمكننا الاستمرار في المفاوضات إلى ما لا نهاية، لا بد من تحديد سقف زمني لهذا التفاوض، نحن نتجه إلى تحديد آجال لكل ملف. ومن النقاط التي راجعناها تلك المتعلقة بمرجعية المحادثات.
العالم اليوم أصبح مقتنعا بضرورة الاحتكام إلى مرجعية محددة ننطلق على أساسها في المفاوضات والمتعلقة بالعودة إلى حدود 67 ووقف الاستيطان، ومع أن الطرف الإسرائيلي لا يوافق على هذه المرجعية إلا أننا مصرون على المضي في المفاوضات حتى يتأكد العالم بأن الطرف الفلسطيني ملتزم بعملية السلام، على الرباعية أن تفصح عن سبب توقف المحادثات والإعلان عن فشلها في فرض استمرار المفاوضات والكشف عن الطرف الذي أدى إلى هذا الفشل، هل هي الدولة الفلسطينية أم إسرائيل؟ الأكيد أننا سنستفيد من هكذا أمر، على اعتبار أنه سيكشف للرأي العام العالمي حقيقة ما يحدث. نحن نسير وفق مخطط يهدف للحصول على أكبر قدر من التأييد لقضيتنا.
هل تعتقدون أن وحدة الصف الفلسطيني تدخل ضمن هذا المخطط، فمن الضروري أن تظهر الدولة الفلسطينية موحدة بعيدا عن الانقسام؟
بالتأكيد، في الواقع الانقسام الداخلي تمّ دون إرادتنا ونحن في عمل مستمر من أجل إنهائه وكل الأطراف الفلسطينية أبدت عزمها على وضع حد لهذا الأمر، وهناك تفاؤل كبير بهذا الخصوص. وفي اعتقادنا أن من شأن وحدة الموقف الفلسطيني أن تكون ورقة رابحة في العملية التفاوضية، حين نكون موحدين نكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات والضغوط.
لكن ألا ترون في الأمر شيئا من التناقض، هناك تباين كبير في مواقف ووجهات نظر فتح وحماس بخصوص التفاوض مع إسرائيل، كيف يمكن التوفيق بين من يدعو للسلام ومن يدعو للمقاومة؟
صحيح هناك اختلاف لكن لا يمكن أن نغفل التطور في موقف حركة حماس، التي تحركت باتجاه موقف وسطي، فقد أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عقب اجتماعه الأول مع الرئيس محمود عباس، على أن حركته تقبل بدولة فلسطينية في حدود .67 أعتقد أن هذا الأمر مؤثر على تطور مواقف الحركة، على اعتبار أن القبول بهذه الحدود يعني القبول ضمنيا بوجود دولة إسرائيل في جوار الدولة الفلسطينية، حتى وإن كانت الحركة لا تعلن رسميا اعترافها بإسرائيل.
ما يهمنا اليوم أن يكون هناك انسجام في المواقف الوطنية الفلسطينية بين كل الفصائل واستغلال هذه الوحدة لخدمة قضيتنا وتوحيد رأي الشعب الفلسطيني ودعمه في مقاومته. من جانب آخر، أشار خالد مشعل إلى أنه مع التهدئة مع إسرائيل وفسح مجال للمقاومة السلمية، هذا لا يعني أن الحركة تتخلى عن المقاومة المسلحة ولكن يشير إلى بقية الإمكانات المتوفرة لدى الشعب الفلسطيني للحصول على مبتغاه. نحن نعتقد أن المرحلة الحالية تتطلب المقاومة الشعبية السلمية كخيار استراتيجي، نعتبر أن هناك نضجا سياسيا أبدته حماس في اختيارها المقاومة السلمية وإرجاء خيار المقاومة المسلحة، وهذا الموقف ينمّ عن الشعور بالمسوؤلية وإدراك حقيقة الرهانات التي تعرفها المنطقة. كل هذه المواقف تجعلنا نعتبر أن حركة حماس باتت على مقربة من مواقف القيادة الفلسطينية وهناك منحى عاما يسير نحو الانسجام في المواقف الفلسطينية، لأننا نطمح إلى وضع حد لكل من يتهمنا بالانقسام وأن الشعب غير متحد وأن ذلك سبب فشل التفاوض.
لو تحدثنا عن مسألة انضمام فلسطين لمنظمة اليونيسكو، هناك من أعاب على السلطة الفلسطينية هذا المسعى، بالنظر لكونه لا يضيف للقضية أكثر من كرسي وتمثيل رمزي؟
في اعتقادي هذه قراءة خاطئة لكل من يريد أن يخطئ فلسطين، أول اعتراف بالدولة الفلسطينية كان هنا بالجزائر، اليوم هناك 183 دولة في العالم تعترف بدولة فلسطين ولها علاقات دبلوماسية معها.
وبصرف النظر عن الاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية أم لا وبغض النظر عن عضويتنا في الأمم المتحدة أم لا، هناك واقع يقول إن هناك دولة اسمها فلسطين، لها من يمثلها ومن يديرها، نحن لا ننتظر أن يعترف بنا الآخر حتى نتأكد من وجودنا.
من جانب آخر، دعيني أذكر أنه كان بإمكاننا، منذ فترة طويلة، الحصول على انتساب ''دولة غير عضو'' في الأمم المتحدة وهو أمر متاح لنا إلى الآن، إلا أننا رفضنا واعتبرنا أنه لا بد من تكون عضويتنا كاملة، مع الإشارة إلى أن هناك اعترافا ضمنيا بالدولة الفلسطينية مع فارق عدم الانتساب ودون العضوية، سويسرا مثلا دولة غير عضو هذا لا ينقص من سيادتها ولا من شأنها، ومع ذلك رفضنا هذا النوع من الانتساب وفضلنا أن تكون عضويتنا كاملة غير منقوصة. لهذا السبب توجهنا إلى مجلس الأمن مرة واثنين وأكثر، حتى نحصل على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
بما أن السلطة الفلسطينية تسعى للحصول على دعم دولي وشعبي لقضيتها، هل تعتقدون أن الثورات العربية قادرة على تقديم هذا الدعم في حال صعود حكومات عربية منتخبة من طرف الشعب؟
هذا أكيد، نعتقد أنه في حال كانت الحكومات تعبيرا صادقا وشفافا عن رغبات الشعوب وناتجة عن تمثيل حقيقي للشعوب، فإن ذلك سيكون لصالح القضية الفلسطينية دون أدنى شك، لأننا نؤمن بأن الشعوب العربية متمسكة بالقضية الفلسطينية قدر تمسكها بحريتها وقضاياها في بلدانها، وقد شاهدنا ذلك في تونس،
حيث رفع المتظاهرون الرايات الفلسطينية إلى جانب راية بلادهم والحال ذاته في ميدان التحرير. أعتقد أن القضية الفلسطينية ستكون بألف خير، حين تصل هذه الثورات إلى نهايتها ويستتب الاستقرار في هذه الدول.
هناك إصرار فلسطيني على التحذير من تهويد القدس، هل هناك جهود ملموسة عربية أو إسلامية لإنقاذ القدس؟
في الواقع من المحزن أن نعترف أن إسرائيل تملك خطة ومنهجا تسير وفقه لتهويد القدس، حيث تجاهر بهذا المخطط الهادف لمحو كل معالم عروبة، مسيحية وإسلام وفلسطينية القدس بحلول سنة 2020، وتسخّر كل ما لديها من إمكانات من أجل تحقيق هذا الهدف، إذ هناك من المنظمات والجمعيات والمؤسسات التي تقدم أموال لا حصر لها لتجسيد هذا المخطط سواء في داخل فلسطين أو عبر العالم، ولاسيما اليهود في أوروبا وأمريكا، في غضون ذلك هناك الكثير من الوعود والقليل من المساعدات الملموسة من طرف المنظمات العربية والإسلامية، سكان القدس يعيشون معاناة حقيقية، فهم غير قادرين على البناء أو الترميم، والسلطة تجد نفسها عاجزة في ظل غياب الموارد المادية اللازمة لمقاومة هذا المخطط الصهيوني، دعيني أذكر في هذا المقام أن رجل أعمال يهودي واحد يدعى موسكوفيتش يتبرع سنويا من أجل البناء في القدس بحوالي 300 مليون دولار لصالح اليهود، في حين أن السلطة حصلت على وعود بمساعدات من الدول العربية قدرت بحوالي 500 مليون دولار تسلمت الجامعة العربية منها بين 35 و50 مليون دولار ما تزال في رصيدها لم تتسلمها السلطة لعدد من الأسباب. هذا بالرغم من الحاجة الماسة لمشاريع الإسكان في القدس، الحاجة لبناء مدارس ومستشفيات وغيرها. هل تعلمون أن هناك 10 آلاف طالب مقدسي في حاجة إلى أقسام وأماكن للإقامة، نحن بحاجة إلى وجود رغبة سياسية لدى العرب والمجتمع الدولي لفرض ضغوط على إسرائيل لوقف هذا التهويد في أسرع وقت، المؤسف أننا نشاهد ما يحدث ولا نساير ذلك بخطوات عملية مشابهة لما تقوم به إسرائيل.
بالعودة للعلاقات الجزائرية الفلسطينية، هل من زيارة لرئيس السلطة الفلسطينية للجزائر؟
نأمل ذلك قريبا، نحن دائما نسعى لتعزيز العلاقة بين بلدينا من أجل التشاور والتنسيق، مع الإشارة إلى أن هذه الزيارة استكشافية تؤسس لعلاقة متينة مثلما كانت عليه دائما مع البلدين.
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تصحيح مسار المفاوضات، هل هذا يعني أنها كانت في الاتجاه الخاطئ؟
لا يمكن تقييم أي شيء قبل تجربته وإلا كان الأمر نظريا وبالتالي كان من الضروري خوض تجربة، جاء ذلك نتيجة لقناعة دولية بحتمية المرور عبر المفاوضات المباشرة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية بجوار الدولة العبرية، اليوم لا بد من تقييم التجربة بعد مرور عشرين سنة، حيث أصبحت لدينا قناعة أنه لابد من المفاوضات لكن مع تغيير في نمطية وكيفية التفاوض، لا نريد أن نتفاوض لمجرد التفاوض يجب أن نحدد هدف إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. من جهة ثانية، لا يمكننا الاستمرار في المفاوضات إلى ما لا نهاية، لا بد من تحديد سقف زمني لهذا التفاوض، نحن نتجه إلى تحديد آجال لكل ملف. ومن النقاط التي راجعناها تلك المتعلقة بمرجعية المحادثات.
العالم اليوم أصبح مقتنعا بضرورة الاحتكام إلى مرجعية محددة ننطلق على أساسها في المفاوضات والمتعلقة بالعودة إلى حدود 67 ووقف الاستيطان، ومع أن الطرف الإسرائيلي لا يوافق على هذه المرجعية إلا أننا مصرون على المضي في المفاوضات حتى يتأكد العالم بأن الطرف الفلسطيني ملتزم بعملية السلام، على الرباعية أن تفصح عن سبب توقف المحادثات والإعلان عن فشلها في فرض استمرار المفاوضات والكشف عن الطرف الذي أدى إلى هذا الفشل، هل هي الدولة الفلسطينية أم إسرائيل؟ الأكيد أننا سنستفيد من هكذا أمر، على اعتبار أنه سيكشف للرأي العام العالمي حقيقة ما يحدث. نحن نسير وفق مخطط يهدف للحصول على أكبر قدر من التأييد لقضيتنا.
هل تعتقدون أن وحدة الصف الفلسطيني تدخل ضمن هذا المخطط، فمن الضروري أن تظهر الدولة الفلسطينية موحدة بعيدا عن الانقسام؟
بالتأكيد، في الواقع الانقسام الداخلي تمّ دون إرادتنا ونحن في عمل مستمر من أجل إنهائه وكل الأطراف الفلسطينية أبدت عزمها على وضع حد لهذا الأمر، وهناك تفاؤل كبير بهذا الخصوص. وفي اعتقادنا أن من شأن وحدة الموقف الفلسطيني أن تكون ورقة رابحة في العملية التفاوضية، حين نكون موحدين نكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات والضغوط.
لكن ألا ترون في الأمر شيئا من التناقض، هناك تباين كبير في مواقف ووجهات نظر فتح وحماس بخصوص التفاوض مع إسرائيل، كيف يمكن التوفيق بين من يدعو للسلام ومن يدعو للمقاومة؟
صحيح هناك اختلاف لكن لا يمكن أن نغفل التطور في موقف حركة حماس، التي تحركت باتجاه موقف وسطي، فقد أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عقب اجتماعه الأول مع الرئيس محمود عباس، على أن حركته تقبل بدولة فلسطينية في حدود .67 أعتقد أن هذا الأمر مؤثر على تطور مواقف الحركة، على اعتبار أن القبول بهذه الحدود يعني القبول ضمنيا بوجود دولة إسرائيل في جوار الدولة الفلسطينية، حتى وإن كانت الحركة لا تعلن رسميا اعترافها بإسرائيل.
ما يهمنا اليوم أن يكون هناك انسجام في المواقف الوطنية الفلسطينية بين كل الفصائل واستغلال هذه الوحدة لخدمة قضيتنا وتوحيد رأي الشعب الفلسطيني ودعمه في مقاومته. من جانب آخر، أشار خالد مشعل إلى أنه مع التهدئة مع إسرائيل وفسح مجال للمقاومة السلمية، هذا لا يعني أن الحركة تتخلى عن المقاومة المسلحة ولكن يشير إلى بقية الإمكانات المتوفرة لدى الشعب الفلسطيني للحصول على مبتغاه. نحن نعتقد أن المرحلة الحالية تتطلب المقاومة الشعبية السلمية كخيار استراتيجي، نعتبر أن هناك نضجا سياسيا أبدته حماس في اختيارها المقاومة السلمية وإرجاء خيار المقاومة المسلحة، وهذا الموقف ينمّ عن الشعور بالمسوؤلية وإدراك حقيقة الرهانات التي تعرفها المنطقة. كل هذه المواقف تجعلنا نعتبر أن حركة حماس باتت على مقربة من مواقف القيادة الفلسطينية وهناك منحى عاما يسير نحو الانسجام في المواقف الفلسطينية، لأننا نطمح إلى وضع حد لكل من يتهمنا بالانقسام وأن الشعب غير متحد وأن ذلك سبب فشل التفاوض.
لو تحدثنا عن مسألة انضمام فلسطين لمنظمة اليونيسكو، هناك من أعاب على السلطة الفلسطينية هذا المسعى، بالنظر لكونه لا يضيف للقضية أكثر من كرسي وتمثيل رمزي؟
في اعتقادي هذه قراءة خاطئة لكل من يريد أن يخطئ فلسطين، أول اعتراف بالدولة الفلسطينية كان هنا بالجزائر، اليوم هناك 183 دولة في العالم تعترف بدولة فلسطين ولها علاقات دبلوماسية معها.
وبصرف النظر عن الاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية أم لا وبغض النظر عن عضويتنا في الأمم المتحدة أم لا، هناك واقع يقول إن هناك دولة اسمها فلسطين، لها من يمثلها ومن يديرها، نحن لا ننتظر أن يعترف بنا الآخر حتى نتأكد من وجودنا.
من جانب آخر، دعيني أذكر أنه كان بإمكاننا، منذ فترة طويلة، الحصول على انتساب ''دولة غير عضو'' في الأمم المتحدة وهو أمر متاح لنا إلى الآن، إلا أننا رفضنا واعتبرنا أنه لا بد من تكون عضويتنا كاملة، مع الإشارة إلى أن هناك اعترافا ضمنيا بالدولة الفلسطينية مع فارق عدم الانتساب ودون العضوية، سويسرا مثلا دولة غير عضو هذا لا ينقص من سيادتها ولا من شأنها، ومع ذلك رفضنا هذا النوع من الانتساب وفضلنا أن تكون عضويتنا كاملة غير منقوصة. لهذا السبب توجهنا إلى مجلس الأمن مرة واثنين وأكثر، حتى نحصل على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
بما أن السلطة الفلسطينية تسعى للحصول على دعم دولي وشعبي لقضيتها، هل تعتقدون أن الثورات العربية قادرة على تقديم هذا الدعم في حال صعود حكومات عربية منتخبة من طرف الشعب؟
هذا أكيد، نعتقد أنه في حال كانت الحكومات تعبيرا صادقا وشفافا عن رغبات الشعوب وناتجة عن تمثيل حقيقي للشعوب، فإن ذلك سيكون لصالح القضية الفلسطينية دون أدنى شك، لأننا نؤمن بأن الشعوب العربية متمسكة بالقضية الفلسطينية قدر تمسكها بحريتها وقضاياها في بلدانها، وقد شاهدنا ذلك في تونس،
حيث رفع المتظاهرون الرايات الفلسطينية إلى جانب راية بلادهم والحال ذاته في ميدان التحرير. أعتقد أن القضية الفلسطينية ستكون بألف خير، حين تصل هذه الثورات إلى نهايتها ويستتب الاستقرار في هذه الدول.
هناك إصرار فلسطيني على التحذير من تهويد القدس، هل هناك جهود ملموسة عربية أو إسلامية لإنقاذ القدس؟
في الواقع من المحزن أن نعترف أن إسرائيل تملك خطة ومنهجا تسير وفقه لتهويد القدس، حيث تجاهر بهذا المخطط الهادف لمحو كل معالم عروبة، مسيحية وإسلام وفلسطينية القدس بحلول سنة 2020، وتسخّر كل ما لديها من إمكانات من أجل تحقيق هذا الهدف، إذ هناك من المنظمات والجمعيات والمؤسسات التي تقدم أموال لا حصر لها لتجسيد هذا المخطط سواء في داخل فلسطين أو عبر العالم، ولاسيما اليهود في أوروبا وأمريكا، في غضون ذلك هناك الكثير من الوعود والقليل من المساعدات الملموسة من طرف المنظمات العربية والإسلامية، سكان القدس يعيشون معاناة حقيقية، فهم غير قادرين على البناء أو الترميم، والسلطة تجد نفسها عاجزة في ظل غياب الموارد المادية اللازمة لمقاومة هذا المخطط الصهيوني، دعيني أذكر في هذا المقام أن رجل أعمال يهودي واحد يدعى موسكوفيتش يتبرع سنويا من أجل البناء في القدس بحوالي 300 مليون دولار لصالح اليهود، في حين أن السلطة حصلت على وعود بمساعدات من الدول العربية قدرت بحوالي 500 مليون دولار تسلمت الجامعة العربية منها بين 35 و50 مليون دولار ما تزال في رصيدها لم تتسلمها السلطة لعدد من الأسباب. هذا بالرغم من الحاجة الماسة لمشاريع الإسكان في القدس، الحاجة لبناء مدارس ومستشفيات وغيرها. هل تعلمون أن هناك 10 آلاف طالب مقدسي في حاجة إلى أقسام وأماكن للإقامة، نحن بحاجة إلى وجود رغبة سياسية لدى العرب والمجتمع الدولي لفرض ضغوط على إسرائيل لوقف هذا التهويد في أسرع وقت، المؤسف أننا نشاهد ما يحدث ولا نساير ذلك بخطوات عملية مشابهة لما تقوم به إسرائيل.
بالعودة للعلاقات الجزائرية الفلسطينية، هل من زيارة لرئيس السلطة الفلسطينية للجزائر؟
نأمل ذلك قريبا، نحن دائما نسعى لتعزيز العلاقة بين بلدينا من أجل التشاور والتنسيق، مع الإشارة إلى أن هذه الزيارة استكشافية تؤسس لعلاقة متينة مثلما كانت عليه دائما مع البلدين.
تعليق