بسم الله الرحمن الرحيم
أعوام طويلة والاحتلال يغرس سمومه ، والفتن تشحذ سيوف الجهل لتشعل نارها ، دماء بريئة سُفكت بلا حق ، آلام اجترها الشعب المكلوم ، وويلات ذاقها أبناء العراق بسلطان القهر العالمي والطاغوت الأكبر ..
لي كلمة يا أرض الرافدين ، تنفّس عن أشجانٍ مضت ، وتفصح عن أفراحٍ أتت ، تبرق بالأمل مع اندحار المحتل الأمريكي الغاشم ، وترفع الهمّة لكي آمل أن أرى بلدي العربي الجميل " عراق الحضارة والثقافة " من جديد ، لأرى تلك المراكز الحضارية ترفع هامتها بعد أن حنتها - قسراً - تحت سياط الظالمين والمحتلين .. وهي تعلنها مدوية أن أمة الحضارة لا بد لها من كلمة وإن طال الزمان ..!
بلادي الحبيبة .. عراق العروبة والأمل .. أرض الرافدين .. أرض عليٍ والحسين .. أمل يحيا ، وحيوية تسمو بالروح بعد أن كادت أن تزهق بسكاكين اليأس ، وشظايا التفجيرات ، ومشاهد القتل اللامبرر والسحل المدبر !!
هذه بارقة أمل بعد أفول تلك الفلول ، وبعد رحيل تلك الغربان الظلامية ، لنتنفس حريةً طالما نشدها أهل العراق .. بعد صبر كان رافدي تلك الأرض هما شريان الحياة ونبض هويتها المقتولة !!
اختلطت دموع الحزن على ما مضى بأفواج فرح لما أتى .. والعاقبة للمتقين ..
بمناسبة العام الجديد وخروج المحتل الأمريكي الغاصب الهمجي عن أرض العراق أتقدم لهم بالتهنئة ( مسيحين وسنة وشيعة عرباً وأكراد وكل الطوائف العراقية ) وأتمنى من كل قلبي أن تسود أجواء الأمن والأمان في بلاد الرافدين ، وأن تعمر هذه البلاد التي حملت حضارة الإسلام بمدنها الشامخة من بغداد الشامخة بنخيلها الشجيّ إلى الكوفة أرض الخلافة الراشدة إلى البصرة منبع علماء الإسلام إلى كربلاء الثورة إلى كركوك وكردستان .. ونسأل الله أن يجنبهم شرور الفتن كافة ويوحد كلمتهم لبناء دولة تحفظ للإنسان كرامته ، وللثقافة صولتها ، وللحياة معناها ..
عرس الحرية أقبل على عراقنا .. وفلسطين لا زالت تنتظر "سرى الحق " رغم الغياب !!
ـــــــــــــــ
في هذه المناسبة الجميلة .. هل من كلمة نعبر بها عما بداخلنا تجاه بلد عربي جريح قد منّ الله عليه بالحرية والخلاص من المحتل ؟!!
تعليق