فلسطين اليوم-غزة (خاص)
لعبة "المزرعة"..إحدى الألعاب المتداولة حالياً على الفيس بوك, والتي استحوذت على عقول العديد من الشباب في قطاع غزة والوطن العربي بالرغم من من تضييعها للوقت, وتسببها في العديد من المشاكل الاجتماعية والنفسية للعديد من الأسر الفلسطينية والعربية, إلا أنها مازالت المفضلة والمحببة لقلوبهم وسط انتشارها المكثف فيما بينهم.
"فلسطين اليوم" حاولت تسليط الضوء على تلك اللعبة وغيرها من ألعاب الفيس بوك التي سيطرت على قلوب الشباب بشكل خاص واستحوذت على تفكيرهم حتى أن عدداً منهم عمل على تحميلها على جهاز العمل, وتركيزه طول اليوم فيها وترك مصائر الناس فريسة للمزرعة, ناهيك عن المشاكل الاجتماعية المترتبة عليها.
أما لعبة المزرعة العربية فهي عبارة أرض فارغة يقوم اللاعب بشراء وبيع وزراعة الأرض لتحقيق أرباح وهمية للتسلية فقط, والحصول على أعلى نقاط أمام الأعضاء المشاركين والتفاخر فيما بينهم, حيث يقوم أحدهم بشراء بذور المزروعات وزراعتها, وإختيار الأشجار التي تحصى اكبر ربح لهم والتي قد تستغرق لـ20 ساعة.
معلومات قد تكون للمواطن العادي مملة ولكن لمن أصبح مدمناً على اللعبة قد يصل به الحالة الي المبالة واللاوعي , للعب تلك اللعبة مساءً وصباحاً.
موظفون يجلسون على كراسيهم على المكاتب لتحقيق أهداف مؤسساتهم وخدمة المواطنين , ولكن ما هو الدارج حالياً الانتظار لفترات طويلة والانشغال بما هو أهم من وجهة نظرهم , وهو لعبة المزرعة" , وترك المواطنين في حيرة من أمرهم بما يفعل الموظفين.
مواطنون أكدوا ل"فلسطين اليوم" تواجد عدد من الموظفين في المؤسسات الصحية بغزة امام شاشات الكمبيوتر بهدف لعب لعبة المزرعة , والتي تسبب في عديد من الأحيان في مشاكل , ففي وواقعة بأكبر مشافي غزة , تواجد احد العاملين في الاستقبال دائم اللعب , وعند قدوم احد المرضي ويحمل بين يديه احد أطفاله وقد كسرت يداه ...وعند سؤالة عن تواجد الطبيب المعالج إشارته بيده وهو لا ينظر الي الباب والقول له ان الطبيب هناك , مما اثار حفظية والد الطفل وتلفظة بألفاظ بذيئة.
الألعاب تسببت بعدد من المشاكل الاجتماعية والأسرية , حيث ان "فداء" متزوجه منذ سبعة أعوام ولديها ثلاثة أطفال قد أكدت على انها تركت البيت لزوجها المدمن بلعبة " المزرعة " وهو موظف من موظفي السلطة ولا يعمل في أي مكان سوى جلوسة لساعات قد تصل لعشرة إمام جهاز الكمبيوتر, ...وبشئ من الغصب قالت" لى اسبوع في منزل أبي ولم يأتي حتى اليوم لمصالحتي ...فهو مشغول بما هو أهم من ذلك " بالمزرعة" .
واعتبرت ان الألعاب التي يفرزها الانترنت والكمبيوتر تهدف لجعل مجتمعنا , بلا هدف او طموح سوى اللعب وتضييع الوقت , مشيراً الى ان الالعاب تخلق فجوى كبيرة بين افراد العائلة الواحدة.
ومن جانبه دافع أحد لاعبي اللعبة همام الحطاب بالقول" اللعبة ليست سيئة جداً , كونها تفتح مدارك العقل , وتدفع للبيع والشراء ولكن السئ فيها, هو الإدمان عليها .
وأشار الى انه برغم من محبته الشديدة لها إلا انه يحاول ان ينظم وقته للعب , مشيراً الى ان غير متزوج , وهناك وقت فراغ كبير .
وأشار الى ان هناك عدد المشتركين كبير للغاية من عدد من الدول العربية وهي لعبة مقلدة من لعبة أجنبية , وهي تدفع للعمل والاجتهاد لشراء قطع أراضي فارغة وزراعتها وجنى المحصول , مقاطعاً زميله بأنه لا يقوم بزارعة القمح كون ان القمح بالرغم من تحقيقها للارباح الي انها تحتاج الي وقت كبير وهو ليس لديه وقت كبير.
وتابع اللعبة جيدة ولكن الادمان فيها يصبح سيئ , مطالباً الشباب الى ضرورة الفصل بين اللعبة والعمل والحياة الاجتماعية.
ومن جانبه قال سليمان " اللعبة لعبة شيقة جداً وهناك تفاخر بين عدد من الأصدقاء , تدفعني للعب للفوز عليهم, مشيراً الى عدم وجود أي مكاسب مادية تعود عليه من وراء تلك اللعبة .
وتابع الى ان اللاعبين على مستوى الوطن العربي وصل ال2 مليون لاعب , واكثرهم من الخليج العربي , مشيراً الى ان اللعب حرية شخصية ولا يستطيع أحد ان يمنعه من اللعب كونها لاتخالف تعاليم الدين او الامور العامة.
وتابع , غزة مغلقة والشباب بحاجة الي الترفيه , والألعاب بمختلف أنواعها نوع من انواع الترفيه لاغير.
ومهما تكون الألعاب التي يتم تداولها , فيجب على الشباب إختيار الوقت المناسب وعدم تأثيرها على الحياة بصفة عامة .
تعليق