تويت
وفا- عميد شحادة
بدا الناشط السياسي حسين الخليلي مفعما بالنشاط، وفاض الأمل من عينيه عندما لم يجد كرسيا يجلس عليه في المقهى السياسي والثقافي الذي افتتحه في مدينة بنابلس لأن المكان الذي تزين جدرانه لوحات ثقافية ازدحم بالحضور، خلال أمسية شعرية وغنائية لفرقة 'دار قنديل' من طولكرم.
يقول حسين: 'بدون ثقافة لا يوجد هوية، وبدون هوية لا يوجد تحرر، وبدون تحرر نتحول من شعب إلى كتلة سكانية ليس لها هدف أو دور'
التفت الخليلي إلى أن الإرث الثقافي الفلسطيني غاب أو يكاد عن جيل الانتفاضة الثانية كما سماه، فحاول تطبيق فكرة على أرض الواقع تعالج الخلل القائم في غياب الوعي الثقافي والسياسي لدى الجيل الشاب، فافتتح مقهىً ثقافيا هو الأول من نوعه في المدينة، أطلق عليه أسم 'اللي كان'، في أشارةٍ إلى محاولة استعادة الوعي الذي غاب من خلال نشاطات أدبية وموسيقية وندوات سياسية.
من إحدى ساحات جامعة النجاح بنابلس، هز طالبٌ رأسه وفرقع لسانه باللغة الانجليزية 'I Don’t Know' نافيا بذلك علمه بأي من إبداعات الراحل محمود درويش.
ومثله تماما، ولكن باللغة العربية أو بالإيماء أجابت عينة عشوائية مكونة من خمسة عشر طالبا وطالبة على سؤال واحد 'هل لك أن تسمي كتابا واحدا لأي من الراحلين محمود درويش أو غسان كنفاني؟'، فيما اختلط على معظمهم تواريخ أحداث هامة ومفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية كالنكبة والنكسة.
كان الراحل درويش قد حدد علاقته بالقارئ في أبيات قال فيها 'أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب كل قارئ، فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شُربا، قُل أنا وحدي خاطئ'، لكن شاعر المقاومة لم يرتكب خطئا، لأن الناس في حينه شربوا أناشيده، قبل أن يأتي جيلٌ معظمه جاهلٌ بالثقافة الأدبية والسياسية، كما يعتقد حسين الخليلي.
وزير التربة والتعليم السابق د. نعيم أبو الحمص، وضع مشكلة غياب الوعي السياسي والثقافي لدى جيل الشباب في قالب العالمية، قائلا: 'هي مشكلة جيل بأكمله، الجيل الفلسطيني الشابّ لا يختلف عن أقرانه في كل أنحاء العالم، هناك متغيرات في طريقة تعاطيه مع المعلومة، وفي طريقة حياته وسكونه'.
إذاً هو الجيل الساكن الذي لا يبحث عن المعلومات، والفاقد لحرارة الفضول الثقافي، والبعيد أيضا عن همه السياسي، 'جيل الجدران الأربعة الذي لا يمشي في الشوارع بحثا عن كتاب أو جريدة' وفقا لرأي د. أبو الحمص.
يتفق الناشط السياسي والمحاضر بجامعة ستوكهولم بالسويد حسين الخليلي مع الوزير السابق بكونها مشكلة جيل، وتعمّق حسين الذي ينتمي إلى جيل 'الانتفاضة الأولى' في تحليل المشكلة، إذ ألقى باللوم كله على غياب الدور السياسي المرتبط حتما بالدور الثقافي للحركة الطلابية بعد أتفاق أوسلو الموقع عام 1993.
وأضاف: 'طالب الجامعة كان مثقفا وكان لديه ارتباط بهويته ويعلم جيدا ماذا يفعل. الذي حصل فيما بعد أنه تم منع العمل الطلابي في المدارس بعد اتفاق أوسلو، وخرج جيل بعيد عن همه السياسي ووصل إلى الجامعة فارغا من الوعي الثقافي والسياسي المطلوب'.
ويختلف مع الناشط حسين الخليلي الوزير د. نعيم أبو الحمص، الذي يعتقد بأن الحركة الطلابية أعطيت مساحة أكبر من الحرية بعد نشوء السلطة الوطنية الفلسطينية، ويؤكد أن أيا من النشاطات الثقافية والسياسية لم تمنع عن المؤسسات الأكاديمية، إلا أنها مشكلة جيل بأكلمه، كما يقول.
حسين خليلي الذي وضع حجر الأساس لمقهى 'اللي كان' سافر الى السويد حيث عمله هناك، حاملا معه حلمه الكبير، بأن ينجح في إحلال 'أصبح' محل أختها 'كان' في اليافطة التي تحمل أسم مقهاه.
http://www.wafa.ps/humanity/atemplate.php?id=118086
رابط لتقرير صحفي مصور حول هذه المأساة !
بدا الناشط السياسي حسين الخليلي مفعما بالنشاط، وفاض الأمل من عينيه عندما لم يجد كرسيا يجلس عليه في المقهى السياسي والثقافي الذي افتتحه في مدينة بنابلس لأن المكان الذي تزين جدرانه لوحات ثقافية ازدحم بالحضور، خلال أمسية شعرية وغنائية لفرقة 'دار قنديل' من طولكرم.
يقول حسين: 'بدون ثقافة لا يوجد هوية، وبدون هوية لا يوجد تحرر، وبدون تحرر نتحول من شعب إلى كتلة سكانية ليس لها هدف أو دور'
التفت الخليلي إلى أن الإرث الثقافي الفلسطيني غاب أو يكاد عن جيل الانتفاضة الثانية كما سماه، فحاول تطبيق فكرة على أرض الواقع تعالج الخلل القائم في غياب الوعي الثقافي والسياسي لدى الجيل الشاب، فافتتح مقهىً ثقافيا هو الأول من نوعه في المدينة، أطلق عليه أسم 'اللي كان'، في أشارةٍ إلى محاولة استعادة الوعي الذي غاب من خلال نشاطات أدبية وموسيقية وندوات سياسية.
من إحدى ساحات جامعة النجاح بنابلس، هز طالبٌ رأسه وفرقع لسانه باللغة الانجليزية 'I Don’t Know' نافيا بذلك علمه بأي من إبداعات الراحل محمود درويش.
ومثله تماما، ولكن باللغة العربية أو بالإيماء أجابت عينة عشوائية مكونة من خمسة عشر طالبا وطالبة على سؤال واحد 'هل لك أن تسمي كتابا واحدا لأي من الراحلين محمود درويش أو غسان كنفاني؟'، فيما اختلط على معظمهم تواريخ أحداث هامة ومفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية كالنكبة والنكسة.
كان الراحل درويش قد حدد علاقته بالقارئ في أبيات قال فيها 'أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب كل قارئ، فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شُربا، قُل أنا وحدي خاطئ'، لكن شاعر المقاومة لم يرتكب خطئا، لأن الناس في حينه شربوا أناشيده، قبل أن يأتي جيلٌ معظمه جاهلٌ بالثقافة الأدبية والسياسية، كما يعتقد حسين الخليلي.
وزير التربة والتعليم السابق د. نعيم أبو الحمص، وضع مشكلة غياب الوعي السياسي والثقافي لدى جيل الشباب في قالب العالمية، قائلا: 'هي مشكلة جيل بأكمله، الجيل الفلسطيني الشابّ لا يختلف عن أقرانه في كل أنحاء العالم، هناك متغيرات في طريقة تعاطيه مع المعلومة، وفي طريقة حياته وسكونه'.
إذاً هو الجيل الساكن الذي لا يبحث عن المعلومات، والفاقد لحرارة الفضول الثقافي، والبعيد أيضا عن همه السياسي، 'جيل الجدران الأربعة الذي لا يمشي في الشوارع بحثا عن كتاب أو جريدة' وفقا لرأي د. أبو الحمص.
يتفق الناشط السياسي والمحاضر بجامعة ستوكهولم بالسويد حسين الخليلي مع الوزير السابق بكونها مشكلة جيل، وتعمّق حسين الذي ينتمي إلى جيل 'الانتفاضة الأولى' في تحليل المشكلة، إذ ألقى باللوم كله على غياب الدور السياسي المرتبط حتما بالدور الثقافي للحركة الطلابية بعد أتفاق أوسلو الموقع عام 1993.
وأضاف: 'طالب الجامعة كان مثقفا وكان لديه ارتباط بهويته ويعلم جيدا ماذا يفعل. الذي حصل فيما بعد أنه تم منع العمل الطلابي في المدارس بعد اتفاق أوسلو، وخرج جيل بعيد عن همه السياسي ووصل إلى الجامعة فارغا من الوعي الثقافي والسياسي المطلوب'.
ويختلف مع الناشط حسين الخليلي الوزير د. نعيم أبو الحمص، الذي يعتقد بأن الحركة الطلابية أعطيت مساحة أكبر من الحرية بعد نشوء السلطة الوطنية الفلسطينية، ويؤكد أن أيا من النشاطات الثقافية والسياسية لم تمنع عن المؤسسات الأكاديمية، إلا أنها مشكلة جيل بأكلمه، كما يقول.
حسين خليلي الذي وضع حجر الأساس لمقهى 'اللي كان' سافر الى السويد حيث عمله هناك، حاملا معه حلمه الكبير، بأن ينجح في إحلال 'أصبح' محل أختها 'كان' في اليافطة التي تحمل أسم مقهاه.
http://www.wafa.ps/humanity/atemplate.php?id=118086
رابط لتقرير صحفي مصور حول هذه المأساة !
تعليق