لا ...تصالح !!
بقلم: الأستاذ دكتور رفعت سيد أحمد -
زفت إلينا ، صحف القاهرة ، وعلى استحياء ، وهى المشغولة بالحرب الأهلية فى شارع قصر العينى ، أنباء عن قرب توقيع حركة حماس وسلطة الحكم الذاتى فى رام الله ، على اتفاق مصالحة جديد [ هو العاشر ربما منذ اختلف الأخوة (الأعداء !!) على طبيعة المسيرة والمسار ] وهللت بعض وسائل الإعلام المصرية عن مشاركة ممثلين عن حركة الجهاد والـ13 فصيلاً فلسطينياً الآخرين ، فى التوقيع على المصالحة بعد أن يكون (الكبار) من فتح وحماس قد وقعوا ؛ وقالت مصادر مطلعة ، أن جوهر الاتفاق ، هو ما سبق وأعلنه خالد مشعل وأبو مازن فى القاهرة أثناء لقائهما الشهر الماضى (نوفمبر) وهو [ إيقاف المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيونى والاكتفاء بالمقاومة السلمية التى لا تستخدم العنف بأى صورة من الصور مع العدو ، حتى لو استخدم هو العنف مع الشعب الفلسطينى الأعزل ] .
* بهذا المعنى فإن اتفاق المصلحة ، وإن تضمن كلام جميل وغائم عن (الاعتقال السياسى) والانتخابات والإدارة المحلية ، وغيرها من القضايا التى ستظل هامشية قياساً على الشرط الرئيسى الحاكم للاتفاق ، وهو (إيقاف المقاومة المسلحة) واستبدالها بالمقاومة أو النضال الـ (تيك أواى) نضال بعض ثورات الربيع العربى .. ثورات الـ c.i.a ، نضال على مقاس المصلحة والرؤية الإسرائيلية ؛ نضال لا يغير من قواعد (الاحتلال) وأسسه وإن (جمَّل) و(غيّر) فى شكل وأدوات عمل هذا الاحتلال (!!) .
إن مخاوف القوى المقاومة العربية والفلسطينية بشأن المصالحة الجارية وقائعها الآن فى مبنى المخابرات المصرية ؛ عديدة ، فدعونا نسجل أبرزها لعل ما نقوله يفيد :
أولاً : مما لاشك فيه أن أى قومى أو إسلامى مقاوم ، يفرح كثيراً عندما يتصالح أبناء فلسطين ، ويتوحدوا ، ولكن بشرط أن تكون المصالحة والوحدة على أرضية المقاومة والتخلص من أدران الاتفاقات المذلة ، وفى طليعتها اتفاق أوسلو 1993 ، والذى لم يعطِ للفلسطينيين سوى المهانة ، والمزيد من المستوطنات !! فإذا ما جاءت (المصالحة) كما تتم الآن فى القاهرة ، وفقاً لأوسلو ، فإنها مصالحة زائفة ، بل وقاتلة ، لأنها مصالحة على دم الشهداء من أبناء حماس وفتح والجهاد والقوى والفصائل الفلسطينية الأخرى وهو ما يجعلنا نشك ليس فى عدم جدوى هذه المصالحة بالنسبة للقضية الفلسطينية ، فحسب ، بل وفى خطرها على هذه القضية خاصة أنها تأتى برعاية نفس أجهزة (عمر سليمان و(حسنى مبارك) المعادية لروح المقاومة وغاياتها ؛ وتأتى بموافقة أمريكية كاملة بل لا نبالغ إذ نقول أنها تأتى بطلب أمريكى صريح عبر الزيارة الأخيرة لمسئولى البنتاجون مع (جون كيرى) حين التقى – الأخير - أجهزة المخابرات المصرية والإخوان المسلمين معاً ، وكانت كامب ديفيد والمصالحة الفلسطينية على أرضية أوسلو هى العنوان الرئيسى للقاءاتهم .
ثانياً : تأتى المصالحة فى أجواء تغييرات وثورات عربية ؛ بعضها – كما اتضح الآن للجميع بعد أن بح صوتنا - (حقيقى) والآخر زائف ، ومصطنع ، بعضها ، يضع (فلسطين) والمقاومة على سلم أولوياته ، والبعض الآخر يدير لها ظهره ، منذ اليوم الأول لتسلمه البرلمان أو الحكم من الأنظمة التابعة والعميلة ، والمصالحة الفلسطينية كما جرت مقدماتها تأتى هى فى إطار إعادة تشكيل المنطقة ليتكون الهلال (الإسلامى – الأمريكى الجديد) ، الذى قشرته الخارجية إسلامية (إخوانية وسلفية وهابية) وقلبه أمريكى / إسرائيلى . المصالحة لا تستهدف (القضايا الصغيرة) مع كامل الاحترام للبنود المنشورة : المعتقلين والانتخابات وإدارة شئون السجن الفلسطينى الكبير فى رام الله وغزة ، لكنها تستهدف وضع الجميع داخل قطار التسوية الجديد ، قطار أوسلو ، ولكن بلحية طويلة مشذبة ! .
ثالثاً : رغم هذه الخدعة الكبيرة التى تجرى وقائعها فى قاهرة ما بعد ثورة يناير التى تُسرق هى الأخرى الآن ؛ إخوانياً وأمريكياً ، فإن المستقبل الفلسطينى يحمل مفاجآت لأطراف المصالحة تلك ، أبرزها أن ثمة مقاومين ، خارج اطار القوى والفصائل التى قبلت أن تكون (شهود زور) على اتفاق القاهرة المخابراتى هذا ، ونحسبها ستشرع فى إعادة الاعتبار لخيار المقاومة المسلحة الذى يستهدفه – بالأساس – هذا الاتفاق ؛ وستقاوم بعيداً عن المقيدة قلوبهم قبل أيديهم من القوى التى كانت مقاومة ، هؤلاء فى ظنى – وليس كل الظن إثم – موجودون حتى داخل حماس وفتح والجهاد ، وكل القوى والفصائل ، وهم رغم أنهم متفرقون ، ويبدو من أحاديثهم أنهم الأضعف تسليحاً وتمويلاً ؛ وتنظيماً ، إلا أنهم الأصدق ، والأنبل ؛ وفلسطين التى يحلم بها كل ثائر عربى حقيقى ؛ تحتاج اليوم إلى الأصدق والأنبل ، هى لا تحتاج إلى هذه (الفهلوة السياسية) التى يتقنها صناع وراكبى قطار أوسلو الجديد ، سواء كانوا بلحية أو بدونها، وأحسبهم يتمثلون معنا قصيدة "أمل دنقل الخالدة "لا تصالح" عندما تنزل عليهم الصاعقة ، صاعقة الزيف ، والدجل الأمريكى – السلفى الجديد ، فيصرخون بأعلى الصوت :
لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام ..
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنس ..
لا تصالح !!
بقلم: الأستاذ دكتور رفعت سيد أحمد -
زفت إلينا ، صحف القاهرة ، وعلى استحياء ، وهى المشغولة بالحرب الأهلية فى شارع قصر العينى ، أنباء عن قرب توقيع حركة حماس وسلطة الحكم الذاتى فى رام الله ، على اتفاق مصالحة جديد [ هو العاشر ربما منذ اختلف الأخوة (الأعداء !!) على طبيعة المسيرة والمسار ] وهللت بعض وسائل الإعلام المصرية عن مشاركة ممثلين عن حركة الجهاد والـ13 فصيلاً فلسطينياً الآخرين ، فى التوقيع على المصالحة بعد أن يكون (الكبار) من فتح وحماس قد وقعوا ؛ وقالت مصادر مطلعة ، أن جوهر الاتفاق ، هو ما سبق وأعلنه خالد مشعل وأبو مازن فى القاهرة أثناء لقائهما الشهر الماضى (نوفمبر) وهو [ إيقاف المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيونى والاكتفاء بالمقاومة السلمية التى لا تستخدم العنف بأى صورة من الصور مع العدو ، حتى لو استخدم هو العنف مع الشعب الفلسطينى الأعزل ] .
* بهذا المعنى فإن اتفاق المصلحة ، وإن تضمن كلام جميل وغائم عن (الاعتقال السياسى) والانتخابات والإدارة المحلية ، وغيرها من القضايا التى ستظل هامشية قياساً على الشرط الرئيسى الحاكم للاتفاق ، وهو (إيقاف المقاومة المسلحة) واستبدالها بالمقاومة أو النضال الـ (تيك أواى) نضال بعض ثورات الربيع العربى .. ثورات الـ c.i.a ، نضال على مقاس المصلحة والرؤية الإسرائيلية ؛ نضال لا يغير من قواعد (الاحتلال) وأسسه وإن (جمَّل) و(غيّر) فى شكل وأدوات عمل هذا الاحتلال (!!) .
إن مخاوف القوى المقاومة العربية والفلسطينية بشأن المصالحة الجارية وقائعها الآن فى مبنى المخابرات المصرية ؛ عديدة ، فدعونا نسجل أبرزها لعل ما نقوله يفيد :
أولاً : مما لاشك فيه أن أى قومى أو إسلامى مقاوم ، يفرح كثيراً عندما يتصالح أبناء فلسطين ، ويتوحدوا ، ولكن بشرط أن تكون المصالحة والوحدة على أرضية المقاومة والتخلص من أدران الاتفاقات المذلة ، وفى طليعتها اتفاق أوسلو 1993 ، والذى لم يعطِ للفلسطينيين سوى المهانة ، والمزيد من المستوطنات !! فإذا ما جاءت (المصالحة) كما تتم الآن فى القاهرة ، وفقاً لأوسلو ، فإنها مصالحة زائفة ، بل وقاتلة ، لأنها مصالحة على دم الشهداء من أبناء حماس وفتح والجهاد والقوى والفصائل الفلسطينية الأخرى وهو ما يجعلنا نشك ليس فى عدم جدوى هذه المصالحة بالنسبة للقضية الفلسطينية ، فحسب ، بل وفى خطرها على هذه القضية خاصة أنها تأتى برعاية نفس أجهزة (عمر سليمان و(حسنى مبارك) المعادية لروح المقاومة وغاياتها ؛ وتأتى بموافقة أمريكية كاملة بل لا نبالغ إذ نقول أنها تأتى بطلب أمريكى صريح عبر الزيارة الأخيرة لمسئولى البنتاجون مع (جون كيرى) حين التقى – الأخير - أجهزة المخابرات المصرية والإخوان المسلمين معاً ، وكانت كامب ديفيد والمصالحة الفلسطينية على أرضية أوسلو هى العنوان الرئيسى للقاءاتهم .
ثانياً : تأتى المصالحة فى أجواء تغييرات وثورات عربية ؛ بعضها – كما اتضح الآن للجميع بعد أن بح صوتنا - (حقيقى) والآخر زائف ، ومصطنع ، بعضها ، يضع (فلسطين) والمقاومة على سلم أولوياته ، والبعض الآخر يدير لها ظهره ، منذ اليوم الأول لتسلمه البرلمان أو الحكم من الأنظمة التابعة والعميلة ، والمصالحة الفلسطينية كما جرت مقدماتها تأتى هى فى إطار إعادة تشكيل المنطقة ليتكون الهلال (الإسلامى – الأمريكى الجديد) ، الذى قشرته الخارجية إسلامية (إخوانية وسلفية وهابية) وقلبه أمريكى / إسرائيلى . المصالحة لا تستهدف (القضايا الصغيرة) مع كامل الاحترام للبنود المنشورة : المعتقلين والانتخابات وإدارة شئون السجن الفلسطينى الكبير فى رام الله وغزة ، لكنها تستهدف وضع الجميع داخل قطار التسوية الجديد ، قطار أوسلو ، ولكن بلحية طويلة مشذبة ! .
ثالثاً : رغم هذه الخدعة الكبيرة التى تجرى وقائعها فى قاهرة ما بعد ثورة يناير التى تُسرق هى الأخرى الآن ؛ إخوانياً وأمريكياً ، فإن المستقبل الفلسطينى يحمل مفاجآت لأطراف المصالحة تلك ، أبرزها أن ثمة مقاومين ، خارج اطار القوى والفصائل التى قبلت أن تكون (شهود زور) على اتفاق القاهرة المخابراتى هذا ، ونحسبها ستشرع فى إعادة الاعتبار لخيار المقاومة المسلحة الذى يستهدفه – بالأساس – هذا الاتفاق ؛ وستقاوم بعيداً عن المقيدة قلوبهم قبل أيديهم من القوى التى كانت مقاومة ، هؤلاء فى ظنى – وليس كل الظن إثم – موجودون حتى داخل حماس وفتح والجهاد ، وكل القوى والفصائل ، وهم رغم أنهم متفرقون ، ويبدو من أحاديثهم أنهم الأضعف تسليحاً وتمويلاً ؛ وتنظيماً ، إلا أنهم الأصدق ، والأنبل ؛ وفلسطين التى يحلم بها كل ثائر عربى حقيقى ؛ تحتاج اليوم إلى الأصدق والأنبل ، هى لا تحتاج إلى هذه (الفهلوة السياسية) التى يتقنها صناع وراكبى قطار أوسلو الجديد ، سواء كانوا بلحية أو بدونها، وأحسبهم يتمثلون معنا قصيدة "أمل دنقل الخالدة "لا تصالح" عندما تنزل عليهم الصاعقة ، صاعقة الزيف ، والدجل الأمريكى – السلفى الجديد ، فيصرخون بأعلى الصوت :
لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام ..
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنس ..
لا تصالح !!
تعليق