الجد يعول منازل أبنائه المختطفين في سجون السلطة
عائلة جود الله .. لا تُنجز المصالحة إلا بالإفراج عن الأشقاء الأربعة (تقرير)
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام
يتنقل الحاج أبو محمد جود الله بين بيته وبيوت أبنائه المعتقلين في سجون أجهزة أمن السلطة بالضفة: محمد، عبد الله، أنس وياسر، في محاولة منه لحمل عبئ ثلاث عائلات غاب عنهن الأب، ليبقى الجد يعمل على تدبير شؤون عائلته وأحفاده قدر استطاعته. يدخل المنزل فلا يجد غير أحفاده يهرعون إليه حال وصوله ليسألوه عن آبائهم المعتقلين وأعمامهم، فيضيق صدره في ذلك المنزل المتسع والخالي من أنفاسهم ليرد عليهم بإبتسامة: "قريبًا سيعودون".
تضحية الأسرة في سطور
لم يشفع لأبناء عائلة جود الله الأربعة أنهم كانوا أسرى في سجون الاحتلال، وأبناء الشهيدة سعاد صنوبر وأشقاء الشهيد أحمد جود الله الذي اغتالته قوات الاحتلال في عملية عدوانية داخل مدينة نابلس عام 2002، واستشهد برفقته المجاهد علاء مفلح، بعد أن أذاق العدو صنوفًا من العذاب بعملياته الجريئة والنوعية والتي أسفرت عن قتل سبعة جنود صهاينة وإصابة آخرين.
بعد أقل من ثلاثة أشهر على استشهاد أحمد؛ لحقت به والدته سعاد صنوبر عندما كانت هدفا لكمين نصبته قوات الاحتلال على مدخل نابلس الغربي حيث أطلق الجنود النار بكثافة على السيارة التي كانت تستقلها برفقة المجاهد أيمن الحناوي وابنها عبد الله لترتقي الأم المجاهد سعاد صنوبر "أم محمد" شهيدة مع أيمن الحناوي، ويصاب عبد الله الذي استشهدت والدته أمام عينيه بجروح، يقع في قبضة جنود الاحتلال ويحكم عليه بالسجن لعدة سنوات.
تكريم الأسرة المناضلة !
لم يتوقع الحاج أبو محمد جود الله أن يُقابل ثمن تضحيات عائلته للوطن باعتقال أبنائه الأربعة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله وتهديده وزوجته بالإعتقال والاعتداء عليهم وسط منزلهم، لتكون هذه الحادثة الأصعب عليه وعلى كافة أفراد أسرته، فقد تأثرت بسببها صحته وتراجعت دون أن يجد الوقت الكافي ليعالج نفسه خوفًا من المكوث في المشفى وترك بيته وبيوت أولاده دون رجل يحميهم بعد إعتقال كافة أبنائه.
يقول الحاج أبو محمد: "قاموا باعتقال ابني الكبير محمد قبل العيد بأيام ووضعوه في العزل الإنفرادي وحرمونا من زيارته، وهو أب لطفلين حُرما من فرحة لقاء أبيهما بالعيد، وبعد أيام اعتقلوا ابني الأصغر ياسر والذي خسر الفصل الدراسي في الجامعة بسبب هذا الاعتداء، وآخر مرة اقتحموا البيت واعتقلوا أنس وعبد الله اللذان كانا معتقلان سابقا في سجونهم وعند الاحتلال لعدة مرات، وكانت هناك نية لاعتقالي أنا أيضا لكنهم تراجعوا في اللحظة الأخيرة".
ويضيف: "كنا نعتقد أن يأتوا إلينا ليشكرونا على ما قدمناه، مع أننا لا ننتظر الشكر على تضحياتنا، إلا أننا لم نتوقع اعتقال أبنائي الأربعة والسبب أنهم يقولون: "لا إله إلا الله".
رعب الاقتحام
قد تبدو طريقة اعتقال الأجهزة الأمنية لأفراد عائلة جود الله أكثر قسوة من اقتحام الصهاينة لمنازل الفلسطينيين من أجل التفتيش أو الاعتقال، ومن هذا المُنطلق؛ يستغرب أبو محمد كل هذا العنف الذي بدر من أفراد الأجهزة الأمنية عند اقتحام منزله قائلا: "لا يوجد سبب يستدعي دخول الأجهزة الأمنية بهذه الطريقة إلى داخل المنزل دون احترام لحرمته والتهجم عليّ وعلى أبنائي ومحاولة ضربي رغم أنني بعمري هذا يجب أن يعاملونني بلطف على الأقل لأنني بمقام والدهم، وهم بعمر أبنائي".
ويضيف:" تهجمَ عليّ الضابط الملازم (ر . ج) وصرخ بي وكان يريد ضربي، وعندما تدخل أبنائي لمنعه من محاولة إهانتي تعرضوا لما تعرضتُ له، ونتيجة لذلك أغمي على زوجة إبني ومنعونا من نقلها للمشفى رغم صعوبة حالتها الصحية".
مصادرة الأموال ومقتنيات المنزل
تفتيش البيت ومصادرة محتوياته أمرا لم يجد له أبو محمد تفسيرا، حيث قال: "بعدما فتشوا المنزل كاملا وعبثوا بمحتوياته أخذوا أموالنا، بحيث صادروا نقود ابني أنس (3915 دينارًا)، والتي وفرناها له من معاشه أثناء اعتقاله عند الصهاينة كي يتزوج بها، بالإضافة إلى أخذ الدراجة النارية التي كانت لابني الشهيد أحمد، وأعتبره ذكرى عزيزة على قلبي ، مع علمهم أنه لا يعمل أبدا، ولا يفيد بشيء".
ويضيف:" عندما أخذوا الدراجة النارية؛ شعرت أنهم انتزعوا مني ابني الشهيد أحمد وذكراه، وكأنهم أخذوا ولدي الخامس، فهو الذكرى الوحيدة المتبقية منه".
تُهم واهية
أنس، محمد، عبد الله وياسر كغيرهم من شباب الضفة الغربية الذين تعمل الأجهزة الأمنية على اعتقالهم وتعطيل حياتهم الشخصية والعملية دون وجود تهمة تستحق أن يقضوا أجمل سنوات عمرهم داخل المعتقلات الفلسطينية، ففي الوقت الذي تعتقل فيه الأجهزة الأمنية أفراد شعبها بحجة الأمن، يذكر أهالي المعتقلين أسباب واهية لاعتقال أبنائهم ربما تثير في سامعها شهية الضحك والحزن في الوقت ذاته.
عندما سألنا "أبو محمد" عن التهم الموجهة لأبنائه الأربعة، قال "في البداية أن كل ما يفعله أبناءه قول "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، أما التهم الأخرى فهي حيازة سلاح، والغريب بالأمر أنهم فتشوا البيت ولم يجدوا أي أثر للسلاح، وربما كان العقاب على صورة التقطتها لإبني أنس عندما كان طفلا مع سلاح إبني الشهيد أحمد، وقد سُجن بسببها عند الصهاينة".
الأجهزة الأمنية فوق القانون
لا تأخذ الأجهزة الأمنية بالبراءة التي يصدرها القضاء بحق المعتقلين السياسيين، ولا تفرج عنهم بكفالة رسمية وواضحة من المحاكم الفلسطينية.
أبو محمد سعى جاهدا لإخراج أبنائه من المُعتقل وتوجه للقضاء كي ينصفه لكنهُ تفاجأ أن الأجهزة الأمنية فوق القانون وتضرب بقرارات الإفراج والكفالة عرض الحائط.
يقول أبو محمد: "أبنائي يقبعون في زنازين انفرادية تفتقر لأدنى المقومات الصحية، ونحن نعاني من صعوبة زيارتهم، فقد منعونا في البداية، وعندما كانوا يسمحوا لنا كان ذلك يتم بوجود الضابط والمحققين ولدقائق فقط، وأحيانا لا يسمحون لنا إلا بالتسليم عليهم، وبعد تفتيش النساء تفتيشا كاملا ، وحالة أبنائي الصحية في تدهور مستمر وتوحي أنهم يتعرضون للتعذيب".
ويضيف: "بعدما نزل محمد للمحكمة حاولنا إخراجه بكفالة، وبعدما وافقت المحكمة على ذلك عدنا فرحين جدا، فقمتُ بإصطحاب زوجته وأبنائه إلى مقر الأمن الوقائي بعدما أنهيت إجراءات الكفالة وإنتظرانا ساعات طويلة تحت المطر، لنفاجأ فيما بعد أنهم رفضوا الإفراج عنه رغم وجود أمر قضائي بين يدينا ، وكذلك الأمر مع إبني ياسر، وافقت المحكمة على الكفالة ورفضت الأجهزة الأمنية إخراجه".
إرحموا الشعب
بعدما ترقرقت الدموع في عينيّ أبو محمد شوقا لأبنائه، وجه كلماته الأخيرة للسلطة في الضفة وفي غزة قائلا: "إرحموا الشعب، فنحن لا نستطيع أن نهان أكثر، ولن نقوى على إنتهاك حقوقنا، ونطالب بمصالحة حقيقية أرى ثمارها على أرض الواقع بخروج أبنائي وأبناء الشعب من معتقلاتكم، شعبنا قدم الكثير من التضحيات ولا زال ينزف بسبب هذه الممارسات، نحن يجب أن نكون يد واحدة في خندق واحد ضد الإحتلال الصهيوني، وإلا من تُراه يستطيع أن يضع حدا لهذه التجاوزات التي ضقنا بها ذرعا؟".
ويضيف: "لا يوجد سبب مقنع لهذه الإعتقالات، وما هذه الوسيلة إلا طريقة لتكريه أبناء الشعب ببعضهم البعض وزرع الضغينة بينهم، نحن لم نندم على تضحياتنا ونرفع رؤوسنا فخرا لما قدمنا، ونحسب شهدائنا في الجنة والسجن كفّارة بإذن الله، لكن من غير المعقول أن نُعذب من أبناء ملتنا في الدنيا، يحاسبوننا على الأيام الماضية، ألم يطلبوا منا بأنفسهم أن نقاتل أيام الإجتياحات والحصار لندافع عن وطننا وعن أنفسنا؟".
ولا زالت عائلة جود الله تنتظر لحظة المصالحة الحقيقية كما هي حال العشرات من العائلات الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي لا زال أبناؤها معتقلين لدى الأجهزة الأمنية، فجميعهم ينتظرون لحظة الإفراج عنهم حتى يصدقوا أن هناك شيئا اسمه مصالحة.
عائلة جود الله .. لا تُنجز المصالحة إلا بالإفراج عن الأشقاء الأربعة (تقرير)
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام
يتنقل الحاج أبو محمد جود الله بين بيته وبيوت أبنائه المعتقلين في سجون أجهزة أمن السلطة بالضفة: محمد، عبد الله، أنس وياسر، في محاولة منه لحمل عبئ ثلاث عائلات غاب عنهن الأب، ليبقى الجد يعمل على تدبير شؤون عائلته وأحفاده قدر استطاعته. يدخل المنزل فلا يجد غير أحفاده يهرعون إليه حال وصوله ليسألوه عن آبائهم المعتقلين وأعمامهم، فيضيق صدره في ذلك المنزل المتسع والخالي من أنفاسهم ليرد عليهم بإبتسامة: "قريبًا سيعودون".
تضحية الأسرة في سطور
لم يشفع لأبناء عائلة جود الله الأربعة أنهم كانوا أسرى في سجون الاحتلال، وأبناء الشهيدة سعاد صنوبر وأشقاء الشهيد أحمد جود الله الذي اغتالته قوات الاحتلال في عملية عدوانية داخل مدينة نابلس عام 2002، واستشهد برفقته المجاهد علاء مفلح، بعد أن أذاق العدو صنوفًا من العذاب بعملياته الجريئة والنوعية والتي أسفرت عن قتل سبعة جنود صهاينة وإصابة آخرين.
بعد أقل من ثلاثة أشهر على استشهاد أحمد؛ لحقت به والدته سعاد صنوبر عندما كانت هدفا لكمين نصبته قوات الاحتلال على مدخل نابلس الغربي حيث أطلق الجنود النار بكثافة على السيارة التي كانت تستقلها برفقة المجاهد أيمن الحناوي وابنها عبد الله لترتقي الأم المجاهد سعاد صنوبر "أم محمد" شهيدة مع أيمن الحناوي، ويصاب عبد الله الذي استشهدت والدته أمام عينيه بجروح، يقع في قبضة جنود الاحتلال ويحكم عليه بالسجن لعدة سنوات.
تكريم الأسرة المناضلة !
لم يتوقع الحاج أبو محمد جود الله أن يُقابل ثمن تضحيات عائلته للوطن باعتقال أبنائه الأربعة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله وتهديده وزوجته بالإعتقال والاعتداء عليهم وسط منزلهم، لتكون هذه الحادثة الأصعب عليه وعلى كافة أفراد أسرته، فقد تأثرت بسببها صحته وتراجعت دون أن يجد الوقت الكافي ليعالج نفسه خوفًا من المكوث في المشفى وترك بيته وبيوت أولاده دون رجل يحميهم بعد إعتقال كافة أبنائه.
يقول الحاج أبو محمد: "قاموا باعتقال ابني الكبير محمد قبل العيد بأيام ووضعوه في العزل الإنفرادي وحرمونا من زيارته، وهو أب لطفلين حُرما من فرحة لقاء أبيهما بالعيد، وبعد أيام اعتقلوا ابني الأصغر ياسر والذي خسر الفصل الدراسي في الجامعة بسبب هذا الاعتداء، وآخر مرة اقتحموا البيت واعتقلوا أنس وعبد الله اللذان كانا معتقلان سابقا في سجونهم وعند الاحتلال لعدة مرات، وكانت هناك نية لاعتقالي أنا أيضا لكنهم تراجعوا في اللحظة الأخيرة".
ويضيف: "كنا نعتقد أن يأتوا إلينا ليشكرونا على ما قدمناه، مع أننا لا ننتظر الشكر على تضحياتنا، إلا أننا لم نتوقع اعتقال أبنائي الأربعة والسبب أنهم يقولون: "لا إله إلا الله".
رعب الاقتحام
قد تبدو طريقة اعتقال الأجهزة الأمنية لأفراد عائلة جود الله أكثر قسوة من اقتحام الصهاينة لمنازل الفلسطينيين من أجل التفتيش أو الاعتقال، ومن هذا المُنطلق؛ يستغرب أبو محمد كل هذا العنف الذي بدر من أفراد الأجهزة الأمنية عند اقتحام منزله قائلا: "لا يوجد سبب يستدعي دخول الأجهزة الأمنية بهذه الطريقة إلى داخل المنزل دون احترام لحرمته والتهجم عليّ وعلى أبنائي ومحاولة ضربي رغم أنني بعمري هذا يجب أن يعاملونني بلطف على الأقل لأنني بمقام والدهم، وهم بعمر أبنائي".
ويضيف:" تهجمَ عليّ الضابط الملازم (ر . ج) وصرخ بي وكان يريد ضربي، وعندما تدخل أبنائي لمنعه من محاولة إهانتي تعرضوا لما تعرضتُ له، ونتيجة لذلك أغمي على زوجة إبني ومنعونا من نقلها للمشفى رغم صعوبة حالتها الصحية".
مصادرة الأموال ومقتنيات المنزل
تفتيش البيت ومصادرة محتوياته أمرا لم يجد له أبو محمد تفسيرا، حيث قال: "بعدما فتشوا المنزل كاملا وعبثوا بمحتوياته أخذوا أموالنا، بحيث صادروا نقود ابني أنس (3915 دينارًا)، والتي وفرناها له من معاشه أثناء اعتقاله عند الصهاينة كي يتزوج بها، بالإضافة إلى أخذ الدراجة النارية التي كانت لابني الشهيد أحمد، وأعتبره ذكرى عزيزة على قلبي ، مع علمهم أنه لا يعمل أبدا، ولا يفيد بشيء".
ويضيف:" عندما أخذوا الدراجة النارية؛ شعرت أنهم انتزعوا مني ابني الشهيد أحمد وذكراه، وكأنهم أخذوا ولدي الخامس، فهو الذكرى الوحيدة المتبقية منه".
تُهم واهية
أنس، محمد، عبد الله وياسر كغيرهم من شباب الضفة الغربية الذين تعمل الأجهزة الأمنية على اعتقالهم وتعطيل حياتهم الشخصية والعملية دون وجود تهمة تستحق أن يقضوا أجمل سنوات عمرهم داخل المعتقلات الفلسطينية، ففي الوقت الذي تعتقل فيه الأجهزة الأمنية أفراد شعبها بحجة الأمن، يذكر أهالي المعتقلين أسباب واهية لاعتقال أبنائهم ربما تثير في سامعها شهية الضحك والحزن في الوقت ذاته.
عندما سألنا "أبو محمد" عن التهم الموجهة لأبنائه الأربعة، قال "في البداية أن كل ما يفعله أبناءه قول "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، أما التهم الأخرى فهي حيازة سلاح، والغريب بالأمر أنهم فتشوا البيت ولم يجدوا أي أثر للسلاح، وربما كان العقاب على صورة التقطتها لإبني أنس عندما كان طفلا مع سلاح إبني الشهيد أحمد، وقد سُجن بسببها عند الصهاينة".
الأجهزة الأمنية فوق القانون
لا تأخذ الأجهزة الأمنية بالبراءة التي يصدرها القضاء بحق المعتقلين السياسيين، ولا تفرج عنهم بكفالة رسمية وواضحة من المحاكم الفلسطينية.
أبو محمد سعى جاهدا لإخراج أبنائه من المُعتقل وتوجه للقضاء كي ينصفه لكنهُ تفاجأ أن الأجهزة الأمنية فوق القانون وتضرب بقرارات الإفراج والكفالة عرض الحائط.
يقول أبو محمد: "أبنائي يقبعون في زنازين انفرادية تفتقر لأدنى المقومات الصحية، ونحن نعاني من صعوبة زيارتهم، فقد منعونا في البداية، وعندما كانوا يسمحوا لنا كان ذلك يتم بوجود الضابط والمحققين ولدقائق فقط، وأحيانا لا يسمحون لنا إلا بالتسليم عليهم، وبعد تفتيش النساء تفتيشا كاملا ، وحالة أبنائي الصحية في تدهور مستمر وتوحي أنهم يتعرضون للتعذيب".
ويضيف: "بعدما نزل محمد للمحكمة حاولنا إخراجه بكفالة، وبعدما وافقت المحكمة على ذلك عدنا فرحين جدا، فقمتُ بإصطحاب زوجته وأبنائه إلى مقر الأمن الوقائي بعدما أنهيت إجراءات الكفالة وإنتظرانا ساعات طويلة تحت المطر، لنفاجأ فيما بعد أنهم رفضوا الإفراج عنه رغم وجود أمر قضائي بين يدينا ، وكذلك الأمر مع إبني ياسر، وافقت المحكمة على الكفالة ورفضت الأجهزة الأمنية إخراجه".
إرحموا الشعب
بعدما ترقرقت الدموع في عينيّ أبو محمد شوقا لأبنائه، وجه كلماته الأخيرة للسلطة في الضفة وفي غزة قائلا: "إرحموا الشعب، فنحن لا نستطيع أن نهان أكثر، ولن نقوى على إنتهاك حقوقنا، ونطالب بمصالحة حقيقية أرى ثمارها على أرض الواقع بخروج أبنائي وأبناء الشعب من معتقلاتكم، شعبنا قدم الكثير من التضحيات ولا زال ينزف بسبب هذه الممارسات، نحن يجب أن نكون يد واحدة في خندق واحد ضد الإحتلال الصهيوني، وإلا من تُراه يستطيع أن يضع حدا لهذه التجاوزات التي ضقنا بها ذرعا؟".
ويضيف: "لا يوجد سبب مقنع لهذه الإعتقالات، وما هذه الوسيلة إلا طريقة لتكريه أبناء الشعب ببعضهم البعض وزرع الضغينة بينهم، نحن لم نندم على تضحياتنا ونرفع رؤوسنا فخرا لما قدمنا، ونحسب شهدائنا في الجنة والسجن كفّارة بإذن الله، لكن من غير المعقول أن نُعذب من أبناء ملتنا في الدنيا، يحاسبوننا على الأيام الماضية، ألم يطلبوا منا بأنفسهم أن نقاتل أيام الإجتياحات والحصار لندافع عن وطننا وعن أنفسنا؟".
ولا زالت عائلة جود الله تنتظر لحظة المصالحة الحقيقية كما هي حال العشرات من العائلات الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي لا زال أبناؤها معتقلين لدى الأجهزة الأمنية، فجميعهم ينتظرون لحظة الإفراج عنهم حتى يصدقوا أن هناك شيئا اسمه مصالحة.
تعليق