على أرض المذبح المقدس غزة هاشم نفدي أرواحنا مثل كبش إبراهيم نموت واقفين لتحيا فلسطين، على المذبح المقدس نقدم أرواحنا فدا أوطاننا لنحيا جميعا لأننا مشاريع شهادة سطرها قادتنا بدمائهم فتحي الشقاقي وياسر عرفات وأحمد ياسين والرنتيسي وأبو علي مصطفى وكل من قدم روحه لتراب الوطن وحمل كفنه بيده، كلهم نحسبهم شهداء إن شاء الله، لم يتوانوا في العطاء من أجل دولة الحرية والإخاء وطن الحاضر والمستقبل نحن طلاب شهادة نسعد يوم عرس استشهادنا لأن القدس نبتت في قلوبنا، وبالدم جرى حب الأقصى في عروقنا، أجسادنا العارية قنابل تمزق عدونا وأرواحنا بارود تتكسر عنده أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر .
إن خلاص الشعب الفلسطيني يكون بنزيف الدم الذي يروي الأرض وبالبارود والمقاومة التي تحمي العرض وهي السبيل لردع المحتل، قضية وطن مسلوب وكرامة شعب منكوب لا ترد إلا بالدم هذا ما علمنا إياه عز الدين القسام وعطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي وعلى دربهم كان الشهيد بإذن الله ماجد الحرازين وعماد عقل، وأحمد أبو الريش، وغيرهم الكثير ممن طلب الموت لتوهب لنا الحياة.
كيف ذلك وعندنا الخنساء الفلسطينية الملهمة بالصبر أم محمد الشيخ خليل التي ودعت أبناءها الخمسة واحد تلو الآخر: محمد القائد العام لسرايا القدس ومحمود وشرف وأشرف وآخرهم أحمد وهي تحتسبهم عند الله ذخرا وبقية، ودعتهم في الدنيا شهداء لتستقبلهم في الجنان شرفاء.
لقد أدركت الأمة أن تحرير الأقصى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لن يكونا بدون تضحيات ونعوش وجنازات ولن يكونا بدون آلام وأوجاع وأسقام، كما قال الزعيم الفلسطيني الراحل أبو عمار: هل هناك أحد في فلسطين لا يتمنى الشهادة، كلنا مشاريع شهادة، فالقصف الصهيوني متواصل من الطائرات والمدفعيات والصواريخ، ويوميا يسقط شهداء كل يوم نسمع عن شهيد، وكلنا صغاراً وكباراً رجالا ونساء يذكر كلمته المشهورة "على القدس رايحين شهداء بالملايين"، وعندما سُئل الفارس الدكتور فتحي الشقاقي قبل اغتياله عن خشيته من الموت قال عشت أكثر مما ينبغي.
أما شيخ المجاهدين أحمد ياسين فقد قال: "سأبقى مجاهداً إن شاء اللهُ حتى يتحرر وطني لأني لا أخشى الموت"، فالموت للمجاهدين هو بداية حياة للوطن، ولن يكون خاسرا في أية مواجهة مع العدو إلا من يحب الحياة أكثر من الموت، فدم الشهداء هو عطر الأمة وزينتها، وزمام عصمتها.
حصيلة ما سبق علينا أن ندرك أن استمرار ري الأرض بالدم الفلسطيني يعني صدق الانتماء وختم الملكية لها لأن الأمة التي تعطي أحق بأن تأخذ، والشعب الذي يقاوم هو أحق بالوجود، وموت بعزة خير من عيش بذلة، نموت واقفين، بالدنيا غير آبهين.
لقد أصاب الجيش الصهيوني الإحباط والخوف من أولئك الصناديد طالبي الشهادة عن صد العمليات الاستشهادية، التي حطمت أصابع المحتل بقبضتها وأربكته بصلابتها وعنادها، فعجز أمامها عن التقدم والتوسع في أطماعه، حيث أرعبت المقاومة الفلسطينية جيش المحتل الصهيوني فاندحر عن غزة يجر أذيال الخيبة والعار كما زرع المجاهدون الخوف في نفوس جنود الاحتلال فصار هاجسهم المقاتلين الذين يرفعون البندقية بأيديهم والقرآن بصدورهم.
كما يعلم الصهاينة أن اليوم ليس كالأمس هم اليوم أمام جحافل من المجاهدين ينتظرون يوم اللقاء، يوم العرس الكبير عرس الشهادة والتحرير، فالمجاهد وهب نفسه للموت في سبيل الله لتكتب له الحياة في السماء، ويعلم الصهاينة بان نهايتهم ستكون على أيد متوضئة أصحابها لا يخشون الموت والعمليات الاستشهادية واضعين أرواحهم على أكفهم حاملين أكفانهم على ظهورهم ويعلم اليهود أيضا أن الفلسطينيين سيتصدون لهم ويقضون عليهم حسب الوعد الرباني حين يأتي القدر.
تعليق