بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء قائد سرايا المجاهدين
هذه دراسة قمت بإعدادها في تاريخ العلاقة السورية مع الشعب الفلسطيني وحاضر هذه العلاقة، أتمنى من جميع الأخوة قرائتها والتمعن بها وعدم الرد إلا بعد الاطلاع ولو سريعا على ما قمت بكتابته وجمعه...
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء قائد سرايا المجاهدين
هذه دراسة قمت بإعدادها في تاريخ العلاقة السورية مع الشعب الفلسطيني وحاضر هذه العلاقة، أتمنى من جميع الأخوة قرائتها والتمعن بها وعدم الرد إلا بعد الاطلاع ولو سريعا على ما قمت بكتابته وجمعه...
لقد بدأت فعليا العلاقة بين سورية والشعب الفلسطيني قبل النكبة أي قبل عام 1948م، وذلك مع بدء الهجمات الصهيونية التي كانت تقودها منظمات كالهاجاناه و أرغون و شتيرن، حيث بدأ الشعب الفلسطيني باللجوء إلى الدول المجاورة ومنها سورية، ورغم صعوبة الأوضاع الإقتصادية في سورية آنذاك، فلقد استقبل السوريين الفلسطيينين بكل صدر رحب، وبعد وقوع النكبة الفلسطينية إزداد عدد اللاجئين الفلسطيينين في سورية ليصل عددهم إلى 85000 لاجئ فلسطيني، ورغم أنهم كانوا يشكلون عبئا على سورية آنذاك إلا أن الحكومة السورية عاملتهم معاملة حسنة وسمحت لهم باستصدار وثيقة سفر سورية حتى يسهل عليهم التنقل والسفر وممارسة حياتهم الطبيعية.
وفي نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين، وقعت العديد من العمليات الفدائية والتي تم توجيهها من قبل الفلسطينيين اللاجئين في سورية وكان على رأسهم د.جورج حبش الذي كان يتزعم تنظيم شباب الثأر آن ذاك (وقام بتأسيس الجبهة الشعبية بعدها)، ولم تقم الحكومة السورية باعتراض هذه العمليات أو التضييق عليها.
وفي عام 1963م، تمكن البعثيين وعلى رأسهم حافظ الأسد من إسقاط نظام الحكم السوري القائم، لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل سورية، وكان لنظام حزب البعث (الذي اتخذ شعارا له علم يشبه بتصميمه علم فلسطين) تسهيلات كبيرة للاجئين الفلسطينيين لا زالت قائمة حتى يومنا هذا ومنها:-
1- الفلسطيني المقيم على الأرض السورية لمدة تزيد على العامين يحق له التقدم للحصول على إقامة دائمة و بعدها يحق له الحصول على وثيقة السفر السورية.
2- الفلسطيني المولود على أرض سورية من أبوين فلسطينيين يحق له الإقامة الدائمة دونما حاجة الى تقديم طلب خاص بها.
3- الفلسطيني المتزوج من سورية يحق له الإقامة و يحق لأبنائه الإقامة أيضا .
4- الفلسطيني الذي يحصل على أية شهادة عالية و مقيم على الأرض السورية بصورة مستمرة يحق له كافة الوظائف حتى مرتبة مدير عام وزارة.
5- الفلسطيني المهاجر الى دولة أخرى يحق له التقدم بطلب العودة الى سورية في أي وقت مع إدراج الوثيقة السورية المصدرة له سابقا.
6- يحق للفلسطيني المقيم على أرض سورية التقدم الى الكليات و المعاهد العسكرية بعد إقامة دامت خمس سنوات.
ثم أتت في عهد الرئيس حافظ الأسد قوانين أخرى كان من أهمها على الإطلاق:
1- تكفل سورية بتقديم الرعاية الاجتماعية و التقاعد لأسرة أي شهيد فلسطيني استشهد أثناء الكفاح المسلح و تربية أولاده و تعليمهم مجانا في مدارس أبنا الشهداء كأي سوري أخر.
2- للفلسطيني حق التملك و البيع و الشراء للعقارات على اختلاف أنواعها تحت القوانين السارية في سورية.
3- للفلسطينيين نسبة مخصصة في المعاهد و الكليات و الجامعات و كذلك في الكليات و المعاهد العسكرية.
4- الأماكن التي بنى فيها اللاجئون بيوتا غير مرخصة أصدر حافظ الأسد مرسوما أصبح قانونا نافذا باعتبارها قانونية و عدم المساس بها و هي ملك لهؤلاء.
في عام 1963م قرر حزب البعث تشكيل منظمة لتقوم بتنفيذ عمليات عسكرية بوجه الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، كان من اوائل من التحقو في هذه المنظمة ياسر عرفات "أبو عمار" وصلاح خلف "أبو اياد" وغيرهم، واطلق على هذه المنظمة اسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني، ولاحقا تم اختصار إسمها إلى فتح وهي الأحرف الاولى لحركة التحرير الفلسطيني مقلوبة، ولقد كان انشاء هذه المنظمة سرياً، وبدأت عمليات منظمة فتح الفدائية، حيث كان الفدائيون يتسللون من سوريا لتنفيذ عمليات في القرى والمدن الفلسطينية المحتلة وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي يرد على هذه العمليات بقصف للمواقع السورية.
كان حكومة حافظ الأسد تسمح للفلسطينيين اللذين يقطنون المخيمات الفلسطينية بالتسلح، واقتناء الاسلحة، ولكن كان على كل من يريد ان يقتني سلاحا ان تعلم السلطات بأمره، وكان السلطة لا تسمح باقتنائهم للسلاح سراً دون علم السلطة بأمرهم، وذلك لكبح أي محاولة تمرد من قبل الفلسطينيين على السلطة.
بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وكان يترأسها آنذاك احمد الشقيري،تلقت دعما من دول الخليج وخصوصا العراق، وكانت المنظمة تتلقى دعما ماديا كبيراً رأت سورية ان هذا الدعم سيفسد ثورة هذه المنظمة ويحيدها عن أهدافا (وفعلا هذا ما حصل حيث كان هدف منظمة التحرير الأول تحرير فلسطين بالكفاح المسلح ثم انثنت عنه وتبنت فكرة تشكيل دولة ديمقراطية علمانية) لذلك قررت القيادة السورية تشكيل تنظيم جديد وأطلقت عليه اسم (طلائع حرب التحرير الشعبية - قوات الصاعقة) ولاحقا قام صلاح خلف "أبو إياد" بإطلاق اسم "منظمة الصاعقة" عليها مما حدا بالبعض للاحتجاج لأن اسم الصاعقة تمت استعارته من اسم منظمة البالماخ الصهيونية، فكان جواب الشهيد صلاح خلف بأن العاصفة تحمل أيضاً اسم الوحدات الخاصة النازية.
وبتاريخ 6/6/1967 تحركت عناصر الصاعقة نحو مدينة القنيطرة. وبتاريخ 8/6/1967 صدر البلاغ العسكري الأول بعد العملية الفدائية الأولى التي نفذتها المنظمة ضد مواقع عسكرية إسرائيلية في القطاع الأوسط من جبهة هضبة الجولان، التي تبعتها في نفس اليوم عملية ثانية انطلاقاً من جنوب لبنان.
استمرت حركة فتح بالعمل في أكثر من دولة خارج حدود فلسطين، ولكن في الاردن حدثت مشاكل بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاردنية تطورت إلى احداث ما يعرف بأيلول الأسود وهو حرب اهلية وقعت بين منظمة التحرير (بقيادة ياسر عرفات وصلاح خلف وخليل الوزير) والاردن التي كان يترأسها الحسين بن طلال، وفي شتاء 1970، قامت سوريا بالتدخل للدفاع عن المقاتلين الفلسطينيين, حيث أرسلت ثلاثة ألوية مدرعة ولواء كوماندوز ولواء من المقاتلين الفلسطينيين بالإضافة إلى أكثر من 200 دبابة من طراز تي-55، ووقت معارك واشتباكات أسفرت عن مقتل 400 جندي سوري خلال دفاعهم عن الفلسطينيين وكانت القيادة السورية خلال المواجهات توجه نداء للقيادة الفلسطينية بأن ترحل من الأردن إلى دمشق التي ستوفر لها الحماية ولكن لم يلقى هذا النداء اهتمام من القيادة الفلسطينية، وانسحب الجيش السوري من الاردن باتفاقية وقعت بالقاهرة، وبعدها قويت العلاقات كثيرا بين ياسر عرفات "أبو عمار" والقيادة السورية.
وبعدها.. كان الفلسطينيين في لبنان يعاملون معاملة سيئة وقد وقعت اشتباكات بين الفلسطينيين والكتائب اللبنانية تدخل نظام حافظ الاسد السوري تدخلا علنياً بوقوفه مع الشعب الفلسطيني، ولقد قال وقتها حافظ الاسد لصلاح خلف (على جماعتكم أن ينتبهوا الى انفسهم فنحن لا نريد ان يتكرر ما حدث في الاردن وليس لدينا وقت لنضيعه على معارك من هذا النوع).
كان حافظ الأسد يحب الفلسطينيين حبا كبيرا، فمستشاره الصحفي أسعد الياس فلسطيني و قائد حرسه الخاص خالد الحسين فلسطيني و مستشاره الاقتصادي خليل محمد أيضا فلسطيني، وكان دائما يدافع عن الفلسطينيين في مخيماتهم حتى في لبنان فلقد أرسل اكثر من مرة طائراته لحماية المخيمات الفلسطينية في لبنان التي تتعرض لقصف من قبل الطائرات الإسرائيلية، مما دفع القيادة الاسرائيلية إلى إطلاق التهديدات بشن حرب شاملة على سوريا اذا ما استمرت بالتدخل في المواجهات على الحدود اللبنانية، وكان احد اهم مصادر السلاح للفلسطينيين في لبنان هو سورية حيث قدرت كمية الاسلحة التي تم تهريبها من سورية الى الفلسطينيين في لبنان بـ 60 الف قطعة سلاح، ولكن للأسف حدثت اشتباكات كثيرة بين الكتائب اللبنانية والفلسطينيين ادى الى استنزاف الكثير من هذا السلاح وتدخلت سورية كثيرا في محاولة منها الى الوصول الى تهدئة بين الفلسطينيين واللبنانيون ولكن كل هذه التدخلات فشلت، وفي نفس الوقت كان الاحتلال مسرور جدا لانشغال الفلسطينين بحربهم مع الكتائب اللبنانية بل وصل الامر الى ذهب مجموعات من الكتائب اللبنانية الى المعسكرات الاسرائيلية للتدريب العسكري.
في اواخر سبعينيات القرن العشرين، كانت الاوضاع الاقتصادية والسياسية في سورية غير مستقرة، فلقد قام تنظيم ما سمي بالإخوان المسلمين بشن حملات كبيرة من الاغتيالات على رموز النظام و حتى على المواطنين العاديين و بدا يحاول فرض سيطرته على واقع الحياة اليومية في سورية ثم وقعت مجزرة مدرسة المدفعية في حلب و كان فشل مشروع الوحدة مع العراق بعد استيلاء صدام حسين على السلطة نكسة كبيرة و أدى أيضا الى تلقي تنظيم الإخوان المسلمين دعما كبيرا غير مسبوق من العراق فضلا عن مساعدات مالية كبيرة أتت بمعظمها من جهات في الكويت و السعودية و يقدر حجم هذه المساعدات بأكثر من أربعمائة مليون دولار مما أمن لهذا التنظيم قوة فعالة للغاية و كذلك فلقد أنشأ النظام الأردني في حينه معسكرات تدريب على أرضه لهذا التنظيم.
نفذ صبر حافظ الأسد بعد فشل كافة محاولات التفاوض مع الإخوان المسلمين فتحرك الجيش السوري أخيرا بعد سنوات من التردد فتمت عمليات تطهير و مداهمة واسعة النطاق في حلب كما ظهرت مقاومة في جسر الشاغور فتعامل الجيش معها بشدة و كانت محاولة اغتيال حافظ الأسد في حزيران 1980 (والتي أنقذه فيها حارسه الفلسطيني خالد الحسين) قد أدت الى تشكيل محكمة ميدانية واسعة الصلاحيات بعد أن صدر قانون رسمي قضى بإعدام كل منتسب الى تنظيم الإخوان المسلمين إن لم يسلم نفسه كما قامت وحدات خاصة سورية و فلسطينية بهجوم على معسكرات الإخوان المسلمين في الأردن و تدعي بعض المصادر أن أكثر من 300 عنصر من عناصر الإخوان المسلمين قد قتلوا في هذا الهجوم.
استطاعت القوات السورية التي دخلت الى لبنان من الثبات بصورة واضحة و في ستة معارك رئيسية استطاعت من أن تدحر الهجمات الاسرائيلية و من أن تشن هجمات معاكسة برغم تدخل الطيران الاسرائيلي بكامل قوته و لقد فشلت دبابة الميركافا الاسرائيلية في التفوق على الدبابة السوفيتية ت-72 كما إن المناورة الميدانية قد جعلت فعالية الطيران الاسرائيلي في قصف المدرعات السورية ضعيفة و يعود ذلك لحسن تدريب الفرقة المدرعة الأولى و كفاءة قيادتها فضلا عن التقدم الواضح الذي حققه الجيش السوري في التدرب على قتال الحركة ولوحظ أيضا فشل القوات الاسرائيلية في التغلب على القوات السورية في القتال الليلي خاصة في معركة مرج السلطان يعقوب التي أسرت فيها سبعة دبابات إسرائيلية سليمة منها دبابة قائد الكتيبة و عرضت إحدى هذه الدبابات في عرض عسكري في سورية بعدها كما شحنت إحداها الى موسكو و هي من طراز ماغاش أو م-60 المطورة إسرائيليا و في الوقت ذاته في بيروت استطاعت القوات الفلسطينية من الثبات بصورة كبيرة كما قامت بتوجيه ضربات مدفعية و صاروخية على كافة أرتال القوات الاسرائيلية و تم أسر مجنزرتين إسرائيليتين و كذلك فلقد فشلت معظم محاولات التقدم الاسرائيلية في أغلب الحالات بسبب عدم قدرة الجيش الاسرائيلي على القتال وجها لوجه لكن القوات الاسرائيلية قامت بهجوم أخر في أواخر حزيران استطاعت فيه برغم ادعائها أنها قد وافقت على وقف إطلاق النار من قطع العاصمة بيروت نهائيا و عند عودة المبعوث الأميركي فيليب حبيب الى دمشق رفض الأسد استقباله نهائيا.
عسكريا الطامة الكبرى تمثلت في انسحاب عدد من قادة القطاعات فور بدء الهجوم الاسرائيلي يوم 6 حزيران و كان أبرز الهاربين أحمد الحاج اسماعيل أبو هاجم قائد القطاع بأكمله تاركا وراءه مركز قيادته و أجهزة الاتصالات و مجموعة من الوثائق و الخرائط التي وقعت فيما بعد في يد الجيش الاسرائيلي و كان ذلك مشكلة كبيرة فلقد تعطلت عمليات الاتصالات بصورة كبيرة و باتت مجموعات من القوات تتصرف حسبما تراه أمامها فقط و لم تصمد أية وحدة مقاتلة عمليا في الميدان خارج المخيمات باستثناء قلعة الشقيف التي قاتل من فيها حتى النهاية و جرى قتال ضار على مداخل النبطية و في بعض المواقع المنعزلة على مداخل مخيمات الفلسطينيين صمد فيه بعض أشبال المقاومة الفلسطينية صمودا بطوليا خاصة مخيم الرشيدية و عين الحلوة و المية و مية وغيرها و تجنب الجيش الاسرائيلي الدخول في أماكن المخيمات في البداية و أجل تصفيتها لحين حسم معركته الرئيسية مع كبد القوات الفلسطينية الأساسي و ترافق الهجوم مع انزالات بحرية في صور و على مواقع أخرى على امتداد القطاع الساحلي و فوجئ السوريون بما جرى من تراجع و حاولوا مساندة القوى الفلسطينية القليلة التي بقيت صامدة كما أنزلوا بعضا من الوحدات الخاصة خاصة في القطاع الأوسط و الشرقي في محاولة لمنع القوات الاسرائيلية من التقدم في هذين القطاعين و بدأت بعض من وحداتهم المتمركزة في البقاع بالتحرك باتجاه الباروك و فشلت كافة محاولات السوريين في الاتصال بعرفات و لكن في النهاية اتصل العميد سعد صايل بقيادة الجيش السوري و طلب ضرورة تعزيز قطاع بيروت فورا فنقلت القوات السورية كتيبتي عربات مضادة للدروع و وحدات خاصة انضمت للواء السوري 85 في بيروت في ليل 7 حزيران لكن هذه الوحدات لم تكن ذات خيرة كافية بجغرافية المنطقة و ضيعت وقتا ثمينا للتعرف على محاور عملها فتدخل أبو موسى و طلب ضرورة وضع مقاتلين من منظمة الصاعقة مع كل مجموعة مقاتلة سورية و يكون على معرفة و دراية بكافة الطرقات و المسالك الواجب التمسك بها.
قوة الجيش الاسرائيلي المهاجم كانت تقدر بنحو 130 ألف جندي تدعمهم الطائرات الاسرائيلية و البحرية و لديهم نحوا من 1000 دبابة و أكثر من ألفي مجنزرة و عربة مدرعة و كانت لدى هؤلاء أكثر من ألف مدفع ذاتية الحركة بمعظمها و كانت اسرائيل تستخدم دبابة الميركافا التي سطرت عنها الكثير من الدعاية حول مناعتها ضد الأسلحة المضادة للدبابات و كرز الجيش الاسرائيلي تقدمه على محاور متشابكة يعيد تقسيمها كشبكة ثم يقوم بتمشيطها بالمدفعية والطيران كما اقتحم في هجومه منطقة قوات اليونيفيل التي تجاهل قائد القطاع أبو هاجم وضع أية قوات فيها؟؟!!.
القوات الفلسطينية كانت تضم نحو 23 ألف مقاتل بمجملها لديهم نحو 250 قطعة مدفعية متوسطة و ثقيلة و كان بينها بعض راجمات ب م-21 و 60 دبابة ت-34 و كانت معظم القوى الوطنية اللبنانية تمتلك حوالي 8 ألاف مقاتل لكنها كانت مفتقرة بشدة لأية أسلحة ثقيلة كما إن معظم أسلحة مقاومة الطائرات كانت عمليا عديمة الجدوى تجاه الطائرات الحربية الاسرائيلية لكنه تجنبت في بداية عملياتها الاقتراب من مدى رماية الصورايخ السورية في انتظار التوقيت لبدء توسع نطاق العمليات و عندها يمكن ضرب الصواريخ حسب الخطة التي تم تحضيرها.
الجيش السوري في لبنان كان مشتتا بين عدة محاور لكن تمركز الرئيسي كان منصبا على حماية طريق دمشق بيروت و كان بمجمله لديه حوالي 30 ألف جندي لديهم 300 دبابة ت-54 و مثلها من عربات ب ت ر و بعض مدافع الشيلكا المضادة للطائرات و أكثر من 200 مدفع ثقيل و عدد من الراجمات غير محدد كما و تمركزت على جانبي البقاع على أنساق كتائب صواريخ سام-2 و 3 و بعض من سام-6 مع أطقم الرادارات و قدرت أعدادها بنحو 17 بطارية متركزة على أنساق كما كانت هناك أعداد من بطاريات سام-8 التي دخلت الخدمة حديثا.
كانت مشكلة صيانة العتاد على الأرض اللبنانية غير ظاهرة للعيان لكن عندما اقتضى الأمر تحرك وحدات مقاتلة بشكل ترتيبات قتالية انفجرت هذه المشكلة و تصرف بعض قادة الوحدات بروح المسؤولية فتجاهلوا كافة الإجراءات الروتينية التي كان من الممكن أن تعيق دفع وحداتهم الى الميدان و أحد قادة الكتائب لم ينتظر حتى تستكمل وحدته إصلاح الدبابات المعطلة بل اندفع فورا بما معه من دبابات صالحة للقتال و التنقل وترك خلفه بعضا من جنوده ليتابعوا الإصلاحات اللازمة لكن البعض منهم أصر على ممارسات بيروقراطية و بلغ الغضب بحافظ الأسد حدا كاد فيه أن يحيل بعض هؤلاء الى محكمة ميدانية مباشرة لكنه أدرك أن الوقت و الظرف لا يسمح بتغيير هذه القيادات في وسط الحرب.
كان الأسد أيضا غاضبا جدا من عرفات و من القائد الميداني أبو هاجم لكن هذه المشاكل لم تظهر الى العلن و لم تتكلم عنها وسائل الإعلام الرسمية السورية مطلقا و استقبل الأسد وليد جنبلاط و استذكر معه كلام كمال جنبلاط عن أبو هاجم و أمثاله و الذي قال فيما بعد أنه ذهل لفرار كل هؤلاء من الميدان وبأن معظم المحاور باتت مهددة لكن يبقى هناك بعض الأمل و تساءل أيضا عن الموقف السوفيتي فلم يحصل على أية إجابة لها عنصر الإقناع أو يمكنها ردع.
كانت المعارك قد بدأت بصورة جدية بين القوات السورية و الاسرائيلية يوم 8 حزيران و لقد واجه قسم من القوات السورية موقفا صعبا للغاية فخطوط اتصالاتها شبه مقطوعة بسبب كثافة التشويش و تلقي التعليمات و معرفة محاور التحرك و الهجمات الاسرائيلية أصبح شبه مستحيل بسبب فرار القيادة الميدانية الفلسطينية كما أسلفنا و بالتالي بات عليها أن تعتمد على ما يصلها من معلومات مشوشة من المواطنين الذين بدأوا بالهرب من محاور التقدم الاسرائيلية كما إن تلقي أية معلومات أو تعليمات من قيادتها كان يتم بأسلوب المراسلين فقط مما كان يفقدها وقتا ثمينا هي في أمس الحاجة إليه لمعرفة ماذا يتوجب عليها أن تفعل و لكن في ما بعد منتصف ليل 8-9 حزيران كانت هذه القوات قد بدأت في إعادة تجميع نفسها في تراتيب قتال أكثر فعالية برغم القصف الاسرائيلي المستمر وبدأت التعزيزات تصل إليها لكن أهم ما تم انجازه هو بث بعض وحدات الاستطلاع على بعض محاور التقدم الاسرائيلية.
دام الحصار على بيروت 82 يوما برهن فيه المقاتلون الفلسطينيون على قدرة عسكرية غير عادية في موجهة الجيش الاسرائيلي لكن في أخر الأمر كان لابد من الخروج من بيروت خاصة مع تراخي الموقف السوفيتي و قبله الموقف التآمري من جانب الدول العربية التي فشلت في عمل أي شيء جدي كما لم تستطع الأمم المتحدة من إصدار أي قرار جدي يوقف العدوان بسبب الدعم الأميركي البريطاني لإسرائيل و ترافق ذلك مع حملات إعلامية كبيرة تشيد بضرورة التصدي للإرهاب و المخربين كما ادعت حملات إعلامية عربية أن الجيش السوري كان يمثل أنه يقاتل اسرائيل في حين أنه اتفق معها على ذبح الفلسطينيين مرة أخرى و مزاعم أخرى مسيئة للغاية.
خسائر منظمة التحرير الفلسطينية كانت نحو 1300 شهيد و عدد غير معروف من الجرحى و أكثر من 150 قطعة مدفعية مختلفة و خسرت عتادا عسكريا متنوعا و كذلك نحو 50 مدرعة مختلفة و دمرت معظم مستودعات الأسلحة لكن من أقبح ما فعلته القوات الاسرائيلية التي اقتحمت بيروت بعد الانسحاب هو تدمير مركز الدراسات الفلسطينية و نهب محتوياته الوثائقية و تلا ذلك بالطبع مجزرة صبرا و شاتيلا المخزية التي قام بتنظيمها فادي افرام قائد القوات اللبنانية و بالتعاون مع أفراد جيش لبنان الجنوبي الذي كان يقوده الرائد الخائن سعد حداد و من الضروري أن أوضح هنا أن المحاولة الدائرة منذ زمن لإلصاق هذه التهمة بقائد مخابرات القوات اللبنانية أيلي حبيقة هي غير صحيحة و أسطر هذا هنا بكل صراحة دون أي دفاع عن شخص أيلي حبيقة و أي شيء فعله خلال تاريخه مع القوات اللبنانية و الرأس المنفذ لهذه المجزرة تحديدا كان هو بول عنداري الذي ظهر فيما بعد بوقاحة على شاشة التلفزيون الاسرائيلي و لقد قتل خلال هذه المجزرة البشعة نحو 2300 مدني على الأقل و تمت عمليات اغتصاب قذرة كما منع الجيش الاسرائيلي المدنيين اللبنانيين و الفلسطينيين من الهرب و الخروج من المخيم و كذلك فلقد أعربت وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة عن تظاهرها بعدم رضاها عن هذه الحادثة في حين أن الولايات المتحدة هي التي ضغطت على فرنسا و ايطاليا لسحب ما سمي القوات المتعددة الجنسيات من بيروت أما بريطانيا فلقد تحدث الناطق باسم حكومتها بالوقار الانجلوسكسوني المعتاد عن عدم وجود معلومات كافية توضح حقيقة ما حدث.
خسائر الجيش السوري في لبنان قلما جرى التحدث عنها لكن المصادر العسكرية المختلفة قدرتها بنحو خمسة ألاف شهيد و عدد كبير من الجرحى و نحوا من 300 دبابة بينها 9 دبابات فقط من طراز ت-72 و مئات العربات المدرعة والشاحنات العسكرية المختلفة و أكثر من مائتي قطعة مدفعية ثقيلة و 14 بطارية صورايخ دفاع جوي لكن من ابرز ما تكرر إعلاميا هو إسقاط أكثر من مائة طائرة سورية و لقد تضخمت هذه الرواية بصورة كبيرة و الحقيقة أن الخسائر السورية هي 64 طائرة فقط بينها أربع هيلوكبتر و هذا ما يذكره حتى الموقع الرسمي لسلاح الطيران الاسرائيلي ذاته لكن المواقع الإعلامية العربية درجت على ذكر أرقام خيالية كعادتها لتسيء الى سمعة سورية فحسب أما كلفة الحرب على سورية فقدرت بنحو أربعة مليارات دولار كخسائر في العتاد وغيرها فضلا عن تراجع اقتصادي كبير أثر على الحياة المعيشية للمواطنين و فضلا عن عودة العاملين السوريين من لبنان مما خلق ظروفا ضاغطة بصورة هائلة على النظام السوري لكن برغم ذلك لم يتراجع الأسد ‘ن موقفه و أصر على رفض أية دعوة لقبول توقيع أي اتفاق تحت استمرار التهديدات بأن الجزء الأول من الحرب سيتبعه الجزء الثاني و هو حرب مباشرة بين سورية و اسرائيل.
كان الأسد قد طالب أبو عمار بالتوقيع على أجندة سياسية واضحة تضمن استمرار بقاء الفلسطينيين في المواجهة لكن ياسر عرفات تملص من ذلك مدعيا ضرورة عقد المجلس الوطني الفلسطيني و بعدها ضغطت القيادة السورية على القيادات المنافسة لعرفات حتى تتوقف المشاكل اليومية بين الطرفين لكن ثبت عمليا أن عرفات كان يرتب لعودة قسم كبير من قواته الى البقاع دون إعلام سورية بذلك و بعدها وقعت الطامة الكبرى في وصول بعض المعلومات عن ترتيب عرفات لاتصالات مع قسم من القوى المتأسلمة في طرابلس و كان رد
فعل القيادة السورية هذه المرة قاسيا فلقد قامت بطرد عرفات و أتباعه من سورية بصورة علنية و تبع ذلك انقلاب قامت به القيادات المعارضة لعرفات في البقاع ثم بدأت حرب إعلامية واسعة بين طرفي النزاع الفلسطيني أدت بالطبع الى تزايد أزمة الطرفين ثم قال عرفات في تصريح رسمي له أن المعادين له لا يزيد عددهم على 150 شخصا فقط و ألحق بهم أوصافا مهينة بات من الصعب عليه التراجع عنها فيما بعد و لقد حاول بعض من القياديين الفلسطينيين تليين موقف القيادة السورية فأصرت على ضرورة توقيع عرفات على أجندة واضحة تنظم القتال في المرحلة القادمة و كما أصرت على ضرورة استبعاد بعض الأشخاص الذين ثبت تخاذلهم فيما جرى على أرض الميدان فرد عرفات بتصريحات مناوئة لسورية ثم أضاف في تصريح كان أحد أسباب القطيعة هو أن الجيش السوري لم يقاتل نهائيا في لبنان خلال الغزو بأن القوات السورية التي كانت محاصرة في بيروت كانت تختبئ وراء القوات الفلسطينية ثم أضاف أنه هو صاحب الفضل في حماية هذه القوات من الجيش الاسرائيلي!!!.
كان رد فعل سورية قاسيا فأغلقت كل مكاتب فتح و اعتقلت قسما من قياداتها كما أغلقت كافة الهيئات التي تتبعها و قامت بترحيلها خارج سورية و أعلن رسميا أن سورية التي قدمت ما قدمته و ضحت بكل ما ضحت به ليست بحاجة الى من يعطيها دروسا في الوطنية و بالذات من ياسر عرفات و اشتعلت حرب إعلامية بين الطرفين ثم أدلت قيادات فلسطينية مثل نايف حواتمة و جورج حبش بتصريحات صحفية كان فحواها غالبا أن سورية هي عمليا الدولة العربية الوحيدة التي تقف مع الفلسطينيين في مواجهة اسرائيل و أن خطابات عرفات و حملاته الإعلامية هي تهريج مبتذل و أن صرف 30 مليون دولار على صحف تهاجم سورية هو هدر لأموال منظمة التحرير و الأولى أن تصرف هذه الأموال فيما ينفع الشعب الفلسطيني و كان غريبا أن تبدأ أبواق عربية أخرى في مساندة عرفات و تتهم سورية بالتسلط على القرار الفلسطيني المستقل و أن تتهم سورية بالتأمر مع اسرائيل تارة و تارة أخرى تعاير سورية بأنها لم تطلق رصاصة على اسرائيل منذ حرب 1973 و كان رد الأسد في لقاء صحفي على سؤال عن هذا الخلاف بكل بساطة فقال دون أن يدخل في تفصيلات أن المشكلة في قيادة ياسر عرفات أنه ربط القضية الفلسطينية بشخصه بصورة غير طبيعية فلئن تحولت قضية الملايين الى مجرد خلاف بين أشخاص فهو من أصر على فرض هذا الأسلوب كما انه من الضروري ملاحظة كون الشعب الفلسطيني موزعا بين عدة دول عربية و حتما سيجعل ذلك مسألة من يمتلك القرار كشخص واحد مسألة طرح غير واقعي لأي كان مهما بلغ مركزه و على عرفات و من معه أن يضعوا ذلك في الحسبان قبل التورط في أي عمل سياسي أو تصريح إعلامي وصولا الى ميدان القتال و أخطاء ما ارتكبه هؤلاء في أثناء الغزو الاسرائيلي واضحة للعيان و هي كلفت المقاومة الفلسطينية الكثير و كذلك جيشنا المتواجد هناك و من حقهم المطالبة بمحاسبة هؤلاء فهل يعقل أن نوافق على طلب السيد ياسر عرفات بضرورة إسكاتهم بحجة أنه يمثل الشعب الفلسطيني أو أنه يمثل القرار الفلسطيني المستقل.
واستمرت هذه الحرب الاعلامية على النظام السوري حتى يومنا هذا من قبل انصار حركة فتح، وكانت هذه النهاية مؤسفة وغير متوقعة بين فتح والنظام السوري.
في بداية التسعينيات شهدت ولادة علاقة بين التنظيمات الإسلامية (حماس والجهاد الإسلامي) حيث توجه الدكتور فتحي الشقاقي مؤسس الجهاد الاسلامي للإقامة في سورية وكان الدكتور رمضان عبد الله شلح (الامين العام الحالي للجهاد الاسلامي) قد قرر التوجه إلى فلسطين وذهب إلى سورية لتجهيز أوراقه للعودة إلى فلسطين وأثناء إنتظاره للأوراق إلتقى د.فتحي الشقاقي وعملا معا في سورية على رسم خطة للعمل الجهادي في فلسطين خلال ستة أشهر، وبعدها سافر د.فتحي الشقاقي إلى ليبيا وعاد شهيدا، فأجمعت قيادة الجهاد الإسلامي على د.رمضان شلح أمينا عاماً واتخذت من سورية مقراً لها حتى يومنا هذا.
أما على صعيد حماس فبعد تأييد منظمة التحرير لحرب العراق على الكويت، وتبني لنهج السلام مع الاحتلال الاسرائيلي، وخصوصا اتفاقية أوسلو، رأت القيادة السورية من حركة حماس الشريك الأفضل من منظمة التحرير، فاتخذت حماس سوريا مقراً لقيادتها.
وبعد إندلاع إنتفاضة الأقصى، دفعت سورية بحماس والجهاد الإسلامي إلى بدء التصعيد وتنفيذ العملية الإستشهادية بالعمق الإسرائيلي، فضربت الجهاد الاسلامي وحماس أروع الوان المقاومة بالمشاركة مع بقية الفصائل ومنها كتائب الأقصى الذي تشكل بداية من عناصر من السلطة الفلسطينية.
ورغم العلاقات السيئة بين العراق وسورية إلا انه وبعد احتلال العراق لم ترض سورية بهذا، فدعمت المقاومة العراقية دعما كبيراً بوجه الغزو الأمريكي للعراق، لم تظهر سوريا دعمها للمقاومة العراقية لكن ذلك كان سهل الاكتشاف ومثل سرا معروفا. وبدأت أميركا تطبيق سياسة اعتبار سوريا خارج معادلة إعلان دمشق (وفي الحقيقة فهي كانت تعتبرها كذلك منذ دعمت سوريا الموقف الرافض لمسيرة اوسلو) وتدهورت العلاقة بين دمشق والغرب لمستوى يهدد ببدء حملة قوية موجهة ضدها.
فشلت حرب تموز 2006 بسبب الصمود المميز لحزب الله الذي حارب بعقيدة أن للحرب ما بعدها عدم ظهور الدور السوري كان في مصلحة حزب الله وسوريا معا فلو دخلت سوريا الحرب لتعرضت لهجمات كبيرة من قبل إسرائيل دون فائدة لحزب الله ولأصبح موقف إسرائيل معذورا لأنها تخوض حربا كبيرة. أما اقتصار الحرب مع حزب وطني ضمن لبنان الصغير فقد مثل إهانة وإحراجا عندما لم تستطع إسرائيل هزيمته. وهذا يمثل ذكاءا سياسيا مسنودا بأداء مرتفع النوعية قتاليا.
نجحت سوريا مرة أخري في تجاوز حقل ألغام رهيب لكن ذلك رفع ثمنها الغربي وزاد من التصميم على إسقاطها. من الخطأ الاعتقاد أن الغرب يفقد صبره أو طول نفسه. فهو يملك إمكانيات هائلة ونفس طويل يمكنه تأجيل أي معركة إذا لم تكن الظروف مناسبة دون تغيير الهدف إطلاقا. وعليه من الخطأ الاعتقاد أن نصرا مرحليا يمكن أن يوقف مخططات الغرب: فإن فشلت خطة أ فهناك خطة ب و ج حتى تحقيق الهدف. وهذا يعني أيضا أن التنازل بهدف تخفيف الخسائر المحتملة لا يلغي هدف التطويع الاستراتيجي للمنطقة، ولا شك أن الغرب الصهيوأمريكي يستغل أحداث الوطن العربي في إعاثة الفساد في سورية.
المطلوب منا كشعب فلسطيني الآن:-
أولا: من حركة فتح وأنصارها: تاريخكم أيها الفتحاويين مرتبطاً إرتباطاً وثيقا بنظام الأسد، فقيادتكم الأولى تلقت أول تدريباتها في معسكرات النظام السوري، فلا تسمحوا لأحد بأن يعبئكم على النظام السوري وان لم تقفوا معه فلا تقفوا في وجهه.ثانياً: من حركة الجهاد الاسلامي وأنصارها: اعلموا ايها الجهاديون أنا شوكتكم لم تقوى بعون الله إلا بعد دعم النظام السوري لها، وأن العمليات العسكرية المقاومة التي نتغنى بها مدعومة بشكل أولي من النظام السوري، فلا تسمحوا لأحد بأن يعبئكم على النظام السوري وان لم تقفوا معه فلا تقفوا في وجهه.
ثالثاً: من حركة حماس وأنصارها: لا تنظروا إلى تاريخ الإخوان المسلمين في سوريا والمشاكل التي حدثت بينها وبين النظام السوري في عهد حافظ الأسد، فمنذ بداية التسعينيات وانتم مدعومون من النظام السوري وأن قوتكم وثبات شوكتكم لم يكن لولا دعم النظام السوري له، فلا تقفوا موقف الخجول وترتقبوا ما سيحدث لتبنوا عليه آرائكم بل قفوا وبكل حزم مع نظام الأسد الممانع.
تعليق