بيت لاهيا- وكالة قدس نت للأنباء
بين ثنايا الأيام ودهاليز الليالي يقوم الطلاب والدارسين والباحثين بالمثابرة والعمل بلا كلل ولا ملل، للحصول على أعلى العلامات وأكثر الدرجات، للوصول لطريق العمل الناجح لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم المشروعة على هذه البسيطة.
الممرض المتفوق جليس المنزل وعامل الفحم حديثاً "عبد الله خليل عبد الوهاب" ابن 23 ربيعاً ونيف، من منطقة الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة لم تشفع له سني العمر ولا مشقة الطريق للوصول إلى مبتغاة, يقول عبد الوهاب "حصلت على معدل 97% في الثانوية العامة "علمي" بعد جهود حثيثة ودروب مضنية من الدراسة, ثم واصلت طريق النجاح بحمد ومنه وتوفيق من الله عز وجل في الدراسة الجامعة بعد تبدد أمالي بدراسة الطب في الجامعة الإسلامية بغزة, حيث فصلني عن ذلك الحلم بضع أجزاء من الدرجة".
وأضاف عبد الوهاب لمراسل وكالة قدس نت للأنباء " يوسف حماد", " لم ينتهي العالم عند ذلك الحد بعد عدم تمكني من دراسة الطب ", ويتابع " درست التمريض كهواية والأكثر طلباً للعمل في السوق الغزي بكلية فلسطين للتمريض شمال غرب مدينة غزة ", ولفت عبد الوهاب إلى أنه من النازحين ولا يحمل هوية (بطاقة تعريف) مما ساء طريق التسجيل في الجامعة بالكاد وبشق النفس نجح في التسجيل، وتمت دراسة البكالوريوس في أربع سنوات بمعدل تراكمي 93.4% منهياً أهم مقتطفات ولحظات حياته الدراسية بكل جهد وقوة وعزيمة لا تهبط ولا تنثني.
الأول على كلية التمريض..
ويقول عبد الوهاب " حصلت على المعدل الأول في قطاع غزة في كلية التمريض بفرعي الكلية جنوب وشمال القطاع, ووضع أسمي على لوحة شرف في مقر الكلية الرئيسي بمدينة خانيونس ".عبد الوهاب يواصل الحديث بالقول " كنت أعتقد أن الانتهاء من الدراسة الجامعية سوف يجعلنا مقبل على فرص عمل جديدة ونقاط جملية في حياتي المهنية, ولكن الأمر كان كالفاجعة والصاعقة عندما مر علي الشهر الأول والثاني والسابع وما زالت طريح المنزل قعيد العمل".
وعبر عبد الوهاب عن حسرته ودهْشَتِه، قائلاً " ‘ن فلان الذي كان لا يفعل شيء في الكلية سوى الحضور لتوقيع اسمه كحاضر ثم يولي مدبراً هنا وهناك يعمل حالياً, وفي مركز مرموق في وزارة الصحة، وحدث ولا حجر عن فلان وفلان وفلان" ... الخ.
وظائف في الصحة..
وما يزيد الدهشة والامتعاض القاتل لأسف الشديد " نرى الحكومتين في الضفة وغزة يتفاخرون بالحديث أنهم وظفوا الآلاف في السلك الطبي وأن الحكومات خصصت الميزانيات الكبيرة للصحة للعام كذا وتاريخ كذا, وعلى الأرض لا شيء لأمثالنا الذين لا ظهر لهم". حسب قوله.ويقول عبد الوهاب متحصراً " إذا كان هذا حال الحكومات التي أضحت تبحث عن افردها وعناصرها ومحبيها ومعجبيها للعمل فيها سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة فلا داعي لتواجدنا في بلدنا ".
ويكمل " هذا أمر غير مسبوق ومقيت للغاية ولا يخطر على بال بشر أن أقضى زهور عمري ونفحات شبابي وتمحص عيناي في الدراسة مع شمس النهار ومصابيح الليل".
العمل في الفحم بدل من التمريض
ويسرد عبد الوهاب حديثه قائلاً " في نهاية المطاف أعمل حالياً في جمع وتوزيع الفحم من منطقة الأنفاق برفح إلى مختلف مناطق قطاع غزة وأنا الفظ أنفاسي وبالكاد أخرج بمصروفي جيبي " والله أنه أمر مُعاب ومخزي ومن العجب العُجاب ".
ويؤكد عبد الوهاب أن الحكومة في غزة والضفة يتحدثوا عن محاولة صد الشباب عن الهجرة إلى خارج الوطن وهم من يساعدوا على ذلك من خلال ما وصفه بوضع " الرجل غير مناسب في المكان غير المناسب ".
ويضيف " ما نراه حالياً مغاير تماماً, بل أنهم يساعدون على الهجرة ويدعمونها بقوة بصورة كبيرة من خلال ما يفعلونه بالخريجين الذين يتكدسون في منازلهم, وتضيق بهم مراكز البطالة في الوطن".على حد تعبيره.
حصد المراتب الأولى
ويتابع عبد الوهاب " حصدت العديد من المراتب الأولى في دراستي حتى أنهيت الدراسة الجامعية وأنا على هذا المنوال بحمد الله وتقديره, حيث حصلت على المرتبة الأولى في التدريب العملي (امتحان مزاولة المهنة) على مستوى قطاع غزة في مستشفى كمال عدوان بشهادة وزارة الصحة وعلى موقعها الإلكتروني".
عبد الوهاب يدخل شهره التاسع وهو يرتع بين الشرق والغرب في غزة للبحث عن عمل وشهادته الجامعية ذات المستوى العالي والمعدل الأعلى تراوح مكانها في منزله بين أربعة جدران شأنها شأن الأوراق البالية والكتب القديمة.
ويختم عبد الوهاب حديثه " لا أحد يبحث عني ولا شخص يتكلم معي من المسؤولين, لأني ليست من اللون الحزبي الفلاني ولا من الطيف الفصائلي الثاني ".
تعليق