أمد/ أظهرت المؤشرات الأولية لنتائج الإنتخابات البرلمانية في مصر، فوز الإسلاميين بنحو 60% من المقاعد، ورغم أن النتائج لم تحمل أية مفاجآت، إلا أنها أصابت المراقبين بنوع من الصدمة، لاسيما النسبة الضئيلة التي استحوذ عليها الليبراليون واليساريون وشباب الثورة مجتمعين، لكن ما الذي أدى إى هذه النتيجة؟ وما هي السيناريوهات المتوقعة على الصعيدين الداخلي والخارجي؟
هذا ما يجيب عنه الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث، الذي قال إن هناك أربعة أسباب وراء تصويت المصريين بكثافة لصالح الإسلاميين في المرحلة الأولى من الإنتخابات، مشيراً إلى أن أميركا تحاول إعادة رسم الشرق الأوسط الجديد، ليكون بقشرة إسلامية وروح أميركية، وتوقع حدوث تصادم بين الإخوان والمجلس العسكري في مصر، في حالة حصولهم على الأغلبية في البرلمان المقبل.
أربعة أسباب
ووفقاً لسيد أحمد، إنه رغم عدم اكتمال المشهد الإنتخابي في مصر، فإن المؤشرات التي أظهرتها المرحلة الأولى تقول إن التيار الإسلامي بكافة تنويعاته سوف يحصل على الأغلبية البرلمانية. وقال في تصريحات خاصة لـ'إيلاف' إن المرحلة الثانية والثالثة سوف تشهدان ارتفاع حظوظ الإسلاميين، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين في محافظات الوجه البحري، التي تعتبر معقلاً لها، فيما سوف يحصل الفلول على نسبة كبيرة من المقاعد في محافظات الصعيد التي يتواجدون فيها بكثافة، ويعتمدون فيها على القبلية والعصبية، في مقابل تواجد ضعيف للإسلاميين.
وأرجع سيد أحمد استحواذ الإسلاميين على الأغلبية في البرلمان إلى أربعة أسباب، موضحاً أن: التصويت تم على طريقة 'ليس حباً في زيد، ولكن كراهية في عمرو'، موضحاً أن المصريين يعانون من أزمة إقتصادية طاحنة منذ اندلاع الثورة، كما أنهم يعانون من تفشي الفساد في شتى قطاعات المجتمع ومؤسسات الدولة منذ عشرات العقود، ويرون أن السبب في ذلك هو الحزب الوطني المنحل، الذي كان يحارب الإسلاميين ويميل نحو الغرب، وبالتالي فإن تصويت المصريين للإسلاميين، ما هو إلا محاولة للقضاء على التردي المعيشي من منظور إسلامي، إنطلاقاً من مبدأ 'فلنجربهم'.
الكنيسة
وأضاف سيد أحمد أن تدخل الكنيسة بشكل واضح في مجريات الأمور السياسية والإنتخابية، جعل المصريين يصوتون لصالح الإسلاميين إنطلاقاً من مبدأ 'ليس حباً في زيد ولكن كراهية في عمرو' أيضاً، مشيراً إلى أن الكنيسة أعدت قائمة بأسماء عدد من المرشحين الأقباط والليبراليين، ودعت المسيحيين للتصويت لهم، كما أن انخراط رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس في السياسية، وإعلان عدائه للإخوان المسلمين صراحة، جعل المصريين المتدينين بطبعهم، يرون أن ساويرس يمارس السياسة من منطلق طائفي، مما أسهم في توجيه أصوات الغالبية المسلمة لصالح الإخوان والسلفيين. ويرى سيد أحمد أن التصويت بهذه الطريقة يعتبر رد فعل، وليس فعلاً ديمقراطياً مبنياً على دراسة واعية لبرامج الأحزاب والمرشحين.
شرق أوسط ملتحي
ومن وجهة نظر سيد أحمد، هناك سبباً ثالثاً يقف وراء كثافة التصويت للإسلاميين في المرحلة الأولى من الإنتخابات، يوضحه بقوله: إن الإسلاميين يمتلكون قدرة كبيرة على الحشد، فضلاً عن أنهم يتواجدون بفاعلية في أوساط البسطاء والمهمشين، وهم الكتلة التصويتية الأكبر في مصر. ويضيف سيد أحمد سبباً رابعاً يتمثل في تقديم دول الخليج وخاصة قطر والسعودية دعماً مالياً ضخماً للتيارات الإسلامية، لاسيما للسلفيين، ووصف هذا الدعم المالي بـ'الرهيب'، وقال: 'يأتي هذا الدعم المالي في سياق محاولة أميركا إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، بما يتلاءم مع مصالحها في المنطقة، بحيث يكون شرق أوسط أميركي، ولكن ملتحي'.
وتابع: 'إن أميركا تحاول الآن ترويض الإسلاميين في تونس وليبيا وسوريا ومصر بطرق شتى، بهدف ألا يكون صعودهم على حساب مصالحها في المنطقة، ولذلك فهي لا تعارض أن يكون شرق أوسط بقشرة إسلامية، ولكن بروح أميركية، لكن الناس لا تعي ذلك'.
صدام الإخوان والمجلس العسكري
وحول التوقعات التي تشير إلى حدوث صدامات بين الإسلاميين والمجلس العسكري في مصر على خلفية رغبة الطرف الأول في تشكيل الحكومة ومعارضة الأخير، قال سيد أحمد: أعتقد أن هذا السيناريو وارد الحدوث، لاسيما في ظل إصرار المجلس العسكري على العمل بدستور 1971 الذي يضع كل السلطات الفعلية بيد رئيس الجمهورية الذي يقوم المجلس العسكري مقامه في إدارة المرحلة الإنتقالية، وفي ظل تصريحات اللواء ممدوح شاهين التي أعلن فيها أن الأغلبية في البرلمان المقبل لن تشكل الحكومة، مما يعني أن الإسلاميين لن يشكلوا الحكومة، ومن المتوقع حدوث صدام بين الطرفين، ولكن إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا الصدام، فهذا يتوقف على عدة عوامل أهمها: رغبة الطرفين في عبور المرحلة الإنتقالية، ومدى إستفادة كل منهما من هذا الصدام، رغبة الطرف الخارجي ممثلاً في أميركا تحديداً في الحفاظ على استقرار مصر، وأن تكون دولة ديمقراطية. لكن الإستقرار المنشود لن يحصل عليه المصريون إلا بعد وضع الدستور وانتخاب رئيس جمهورية جديد.
لكن أين ميدان التحرير من كل هذه السيناريوهات؟ سؤال من إيلاف وإجابة من سيد أحمد يقول فيها: إن ميدان التحرير صاحب الشرعية الثورية، وهو أكبر من الإخوان وأكبر من المجلس العسكري، لكنه يعاني من ضبابية في الرؤية السياسية في بعض الأحيان، والتشتت، إلا أنه يلعب دوراً مهماً في حفظ التوازن في القوى بين المجلس العسكري والتيار الإسلامي وفلول النظام السابق.
دعوة إلى تطبيق شرع الإسلام
نظام رئاسي
وحول توقعاته لشكل نظام الدولة، قال سيد أحمد: الإخوان يريدونها جمهورية برلمانية على غرار تركيا، ولكن من دون صلاحيات واسعة للجيش، فيما يريدها البعض الآخر جمهورية رئاسية، إلا أن النظام الرئاسي هو الأقرب للتكوين في مصر، وسيكون على غرار النظام الجمهوري في فرنسا، الذي يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات، وينافسه في صلاحيات أخرى البرلمان ورئيس الوزراء، ما يحدث توازاناً بين سلطات الطرفين، وهذا في الغالب هو النموذج الأفضل لمصر بعد الثورة.
هذا ما يجيب عنه الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث، الذي قال إن هناك أربعة أسباب وراء تصويت المصريين بكثافة لصالح الإسلاميين في المرحلة الأولى من الإنتخابات، مشيراً إلى أن أميركا تحاول إعادة رسم الشرق الأوسط الجديد، ليكون بقشرة إسلامية وروح أميركية، وتوقع حدوث تصادم بين الإخوان والمجلس العسكري في مصر، في حالة حصولهم على الأغلبية في البرلمان المقبل.
أربعة أسباب
ووفقاً لسيد أحمد، إنه رغم عدم اكتمال المشهد الإنتخابي في مصر، فإن المؤشرات التي أظهرتها المرحلة الأولى تقول إن التيار الإسلامي بكافة تنويعاته سوف يحصل على الأغلبية البرلمانية. وقال في تصريحات خاصة لـ'إيلاف' إن المرحلة الثانية والثالثة سوف تشهدان ارتفاع حظوظ الإسلاميين، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين في محافظات الوجه البحري، التي تعتبر معقلاً لها، فيما سوف يحصل الفلول على نسبة كبيرة من المقاعد في محافظات الصعيد التي يتواجدون فيها بكثافة، ويعتمدون فيها على القبلية والعصبية، في مقابل تواجد ضعيف للإسلاميين.
وأرجع سيد أحمد استحواذ الإسلاميين على الأغلبية في البرلمان إلى أربعة أسباب، موضحاً أن: التصويت تم على طريقة 'ليس حباً في زيد، ولكن كراهية في عمرو'، موضحاً أن المصريين يعانون من أزمة إقتصادية طاحنة منذ اندلاع الثورة، كما أنهم يعانون من تفشي الفساد في شتى قطاعات المجتمع ومؤسسات الدولة منذ عشرات العقود، ويرون أن السبب في ذلك هو الحزب الوطني المنحل، الذي كان يحارب الإسلاميين ويميل نحو الغرب، وبالتالي فإن تصويت المصريين للإسلاميين، ما هو إلا محاولة للقضاء على التردي المعيشي من منظور إسلامي، إنطلاقاً من مبدأ 'فلنجربهم'.
الكنيسة
وأضاف سيد أحمد أن تدخل الكنيسة بشكل واضح في مجريات الأمور السياسية والإنتخابية، جعل المصريين يصوتون لصالح الإسلاميين إنطلاقاً من مبدأ 'ليس حباً في زيد ولكن كراهية في عمرو' أيضاً، مشيراً إلى أن الكنيسة أعدت قائمة بأسماء عدد من المرشحين الأقباط والليبراليين، ودعت المسيحيين للتصويت لهم، كما أن انخراط رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس في السياسية، وإعلان عدائه للإخوان المسلمين صراحة، جعل المصريين المتدينين بطبعهم، يرون أن ساويرس يمارس السياسة من منطلق طائفي، مما أسهم في توجيه أصوات الغالبية المسلمة لصالح الإخوان والسلفيين. ويرى سيد أحمد أن التصويت بهذه الطريقة يعتبر رد فعل، وليس فعلاً ديمقراطياً مبنياً على دراسة واعية لبرامج الأحزاب والمرشحين.
شرق أوسط ملتحي
ومن وجهة نظر سيد أحمد، هناك سبباً ثالثاً يقف وراء كثافة التصويت للإسلاميين في المرحلة الأولى من الإنتخابات، يوضحه بقوله: إن الإسلاميين يمتلكون قدرة كبيرة على الحشد، فضلاً عن أنهم يتواجدون بفاعلية في أوساط البسطاء والمهمشين، وهم الكتلة التصويتية الأكبر في مصر. ويضيف سيد أحمد سبباً رابعاً يتمثل في تقديم دول الخليج وخاصة قطر والسعودية دعماً مالياً ضخماً للتيارات الإسلامية، لاسيما للسلفيين، ووصف هذا الدعم المالي بـ'الرهيب'، وقال: 'يأتي هذا الدعم المالي في سياق محاولة أميركا إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، بما يتلاءم مع مصالحها في المنطقة، بحيث يكون شرق أوسط أميركي، ولكن ملتحي'.
وتابع: 'إن أميركا تحاول الآن ترويض الإسلاميين في تونس وليبيا وسوريا ومصر بطرق شتى، بهدف ألا يكون صعودهم على حساب مصالحها في المنطقة، ولذلك فهي لا تعارض أن يكون شرق أوسط بقشرة إسلامية، ولكن بروح أميركية، لكن الناس لا تعي ذلك'.
صدام الإخوان والمجلس العسكري
وحول التوقعات التي تشير إلى حدوث صدامات بين الإسلاميين والمجلس العسكري في مصر على خلفية رغبة الطرف الأول في تشكيل الحكومة ومعارضة الأخير، قال سيد أحمد: أعتقد أن هذا السيناريو وارد الحدوث، لاسيما في ظل إصرار المجلس العسكري على العمل بدستور 1971 الذي يضع كل السلطات الفعلية بيد رئيس الجمهورية الذي يقوم المجلس العسكري مقامه في إدارة المرحلة الإنتقالية، وفي ظل تصريحات اللواء ممدوح شاهين التي أعلن فيها أن الأغلبية في البرلمان المقبل لن تشكل الحكومة، مما يعني أن الإسلاميين لن يشكلوا الحكومة، ومن المتوقع حدوث صدام بين الطرفين، ولكن إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا الصدام، فهذا يتوقف على عدة عوامل أهمها: رغبة الطرفين في عبور المرحلة الإنتقالية، ومدى إستفادة كل منهما من هذا الصدام، رغبة الطرف الخارجي ممثلاً في أميركا تحديداً في الحفاظ على استقرار مصر، وأن تكون دولة ديمقراطية. لكن الإستقرار المنشود لن يحصل عليه المصريون إلا بعد وضع الدستور وانتخاب رئيس جمهورية جديد.
لكن أين ميدان التحرير من كل هذه السيناريوهات؟ سؤال من إيلاف وإجابة من سيد أحمد يقول فيها: إن ميدان التحرير صاحب الشرعية الثورية، وهو أكبر من الإخوان وأكبر من المجلس العسكري، لكنه يعاني من ضبابية في الرؤية السياسية في بعض الأحيان، والتشتت، إلا أنه يلعب دوراً مهماً في حفظ التوازن في القوى بين المجلس العسكري والتيار الإسلامي وفلول النظام السابق.
دعوة إلى تطبيق شرع الإسلام
نظام رئاسي
وحول توقعاته لشكل نظام الدولة، قال سيد أحمد: الإخوان يريدونها جمهورية برلمانية على غرار تركيا، ولكن من دون صلاحيات واسعة للجيش، فيما يريدها البعض الآخر جمهورية رئاسية، إلا أن النظام الرئاسي هو الأقرب للتكوين في مصر، وسيكون على غرار النظام الجمهوري في فرنسا، الذي يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات، وينافسه في صلاحيات أخرى البرلمان ورئيس الوزراء، ما يحدث توازاناً بين سلطات الطرفين، وهذا في الغالب هو النموذج الأفضل لمصر بعد الثورة.
تعليق