صدمته آراء المصريات في الصور العارية للمدوّنة "علياء المهدي"..صحافي إسرائيلي يغزو "التحرير" لقياس علاقة المصريات بالسياسة
القدس المحتلة / سما / علمانية، ليبرالية، مصرية، بتلك النعوت الثلاثة وصفت المدونة والناشطة السياسية المصرية علياء المهدي نفسها بحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية، ورغم أن الصحافي الإسرائيلية معد التقرير (انشيل بيبر) لم يلتق المهدي، إلا إنه استهل تقريره من قلب القاهرة بالحديث عن المدونة صاحبة الصورة العارية تماماً، المنشورة على صفحتها في موقع التعارف الاجتماعي الـ "فايسبوك".
وتصديقاً على عدم لقائهما، قال الصحافي الإسرائيلي في تقريره: "إن المهدي لم تظهر منذ فترة ليست بالقصيرة في أي مكان بالعاصمة المصرية، كما أنها لم تعلق من قريب أو بعيد على الكم الهائل من الرسائل، التي تصل صفحتها على الـ "فايسبوك"، باستثناء تعليق من صديقها (كريم) رد فيها على تعرض صديقته المثيرة للجدل للتحرش الجنسي، والاعتداء في ميدان التحرير خلال مليونية (الفرصة الأخيرة)، إذ نفى مغادرته أو صديقته للمكان المجهول، الذي يقيمان فيه منذ قررت علياء نشر صورتها العارية على الـ "فايسبوك".
ونقل تقرير الصحافي الإسرائيلي عن متظاهرين في ميدان التحرير قولهم: "لا نستطيع تحديد ما إذا كانت علياء المهدي قد شاركت في مليونية (الفرصة الأخيرة) أو في غيرها من المظاهرات التي سبقت وتلت المليونية، ولكنها إذا زارت الميدان فلن تُقابل بترحاب كما كان عليه الحال في السابق، فالمهدي لم تغضب التيارات المحافظة في مصر فقط، وإنما أثارت سخطاً بالغاً لدى شركائها من ثوار ميدان التحرير".
وفي محاولة لإلقاء خلفية على نشاط علياء المهدي السياسي، ألمحت صحيفة هاآرتس إلى أن حركة الشباب المصرية (6 ابريل) أسرعت بنفي عضوية علياء المهدي في الحركة فور نشر صورتها العارية، وينقل الصحافي الإسرائيلي عن (نجوى التميمي) وهى طالبة مصرية تحرص على حضور كافة مظاهرات ومسيرات ميدان التحرير، استيائها البالغ من مؤازرة عدد كبير من فتيات إسرائيل، للطريقة التي عبّرت بها علياء المهدي عن الحرية، إذ تقول في حديثها مع الصحيفة العبرية: "أنا مصرية من مدينة الجيزة، وأحرص على التواجد في ميدان التحرير بشكل دائم، وأعلن استيائي من الفتيات الإسرائيليات اللاتي أعلن تأييدهن وهن عاريات لتعري علياء المهدي، يجب أن تتفهم فتيات إسرائيل، والدولة العبرية بشكل عام، إن المصريين يشعرن بالأذى من إسرائيل أكثر من صور علياء المهدي، وأسلوبها في التعبير عن الحرية".
وقالت التميمي في حديثها مع الصحيفة العبرية: "الإسرائيليون يتهموننا بأننا أصبحنا خطراً عليهم، ولكن هذه الحقيقة عارية تماماً عن الصحة، ولكن كل من يؤيد سلوك علياء المهدي فهو ليس مصريا، ولا يتفهم الواقع الذي يعيشه المصريون هنا".
بعيداً عن حديث التميمي، يرى الصحافي الإسرائيلي (انشيل بيبر) إن الجدل الدائر حول علياء المهدي وصورها العارية، يلقي الضوء إلى حد كبير على العلاقة بين حقوق المواطن والحرية السياسية في مصر، وبين وضعية المرأة في المجتمع المحافظ لدى جارة إسرائيل الجنوبية، وأوضح بيبر في تقريره إن هناك العديد من المؤشرات، التي تؤكد ضرورة إدراج حقوق المرأة المصرية على قائمة أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعلى العكس من ذلك هناك العديد من شباب وفتيات الثورة المصرية من يعتقدون، أنه في الوقت الذي يسيطر جنرالات الجيش على الحكم، تنافس الأحزاب الليبرالية جماعة الإخوان المسلمين أمام صناديق الاقتراع، بينما يقف شباب الثورة بمفرده في صراع مع قوات الأمن في شوارع القاهرة.
على صعيد ذي صلة يشير تقرير الصحيفة العبرية إلى أن تجرد علياء المهدي من ملابسها، وظهورها عارية في صفحتها على الـ "فايسبوك"، أصاب العديد من الفتيات اللاتي تدعمن الديمقراطية في مصر بحالة من الخزي والعار، لدرجة أنهن اضطررن لتغطية وجوههن أمام عيون كاميرات وسائل الإعلام، غير أن ظاهرة طوابير النساء الطويلة التي تفوق نظيرتها من طوابير الرجال أمام اللجان الانتخابية، تؤكد إدراك المصريات بأن فرصة الإدلاء بأصواتهن ومشاركتهن السياسية بدت أكثر أهمية عن الماضي، ونقل عن (حنين إمام)، إحدى الفتيات المصريات (20 عاماً)، التي وقفت في طابور طويل أمام لجنة انتخابات حي المعادي قولها: "لا اكترث بالنتائج التي ستسفر عنها الانتخابات البرلمانية، لكنني حرصت على الإدلاء بصوتي أملاً في أن تفرز العملية الانتخابية من ينقذنا من الوضع المرتدي الذي آلت له البلاد".
أما الدكتورة (أمنية يوسف) وهى طبيبة في بداية مشوارها المهني (24 عاماً)، فتقول في حديثها مع الصحيفة العبرية: "قضيت جل وقتي الأسبوع الماضي في ميدان التحرير، وتحديداً في مسجد عمر مكرم، الذي تحول إلى مستشفى ميداني لإسعاف الجرحى خلال المواجهات، التي اندلعت مع الشرطة في شارع محمد محمود المتفرع من الميدان، منعني أبي من مشاركة الشباب في ميدان التحرير، وهو الآن يصر على عدم إجراء أي حوار معي بعد عصياني لأوامره".
وأضافت يوسف وتعلو جبينها ابتسامة الخجل: "قال أبي أنه ليس من اللائق أن تتواجد فتاة في هذا المكان (ميدان التحرير)، غير إنني كنت مضطرة أن أشارك قرنائي من الشباب في مشوارهم الثوري، وانخرط بين أبناء شعبي"، وبحسب الصحيفة العبرية، كانت يوسف تتحدث وهى تلقي نظرة فاحصة لجماهير الشباب، وهى تغلق الشارع المؤدي لمقر مجلس الوزراء المصري، اعتراضاً على تكليف رئيس الوزراء الجديد الدكتور كمال الجنزوري لرئاسة الحكومة.
وفي تعليقها على الطبيبة المصرية الشابة، قالت الصحيفة العبرية في تقريرها: "إن ملامح الشابة المصرية أمنية يوسف، لا تعكس سنها الصغير أو وصولها للمستوى الثقافي والمهني الذي يبدو من حديثها، ففي وقت تضع غطاء الرأس (الحجاب)، ترتدي بنطالاً وقالت إنها كانت في يوم من الأيام تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، غير أنها انشقت عنها لعدم إيمانها بأيدلوجيات الجماعة المحظورة سياسياً سلفاً، وأضافت: "إذا كنا نريد ثورة بالفعل، فيجب أن لا ننسى أن النساء يشكلون 50% من الشعب المصري"، وحول رأيها عن المدونة المثيرة للجدل علياء المهدي، قالت أمنية يوسف: "الفتيات هنا في مصر يحتاجون إلى التمرد والثورة مرتين، إحداهما على الوضع المتردي الذي وصلت له البلاد، والثانية على الأسرة التي تمنع الفتيات من مشاركة الثوار تمردهم على الوضع".
وفي محاولة من الصحافي الإسرائيلي (انشيل بيبر) لإلقاء الضوء على علاقة المرأة المصرية بالتحولات السياسية في بلدها، أوضح، إن الواقع الراهن في القاهرة يشير إلى أن المجتمع المصري ما زال ذكورياً، ويأبى احتلال المرأة للمناصب القيادية في الدولة، فالمجلس العسكري يشكله مجموعة من الرجال، ولم تترشح لمنصب رئيس الجمهورية سوى امرأة واحدة هي المذيعة (بثنية كامل)، ولا تعلم هذه الحقيقة شريحة كبيرة من النساء المصريات، رغم أن كامل كانت وجها إعلامياً معروفاً على شاشة التلفزيون المصري، وبحسب تقرير صحيفة هاآرتس، يثير التلويح بحق المرأة في تولي منصب رئيس الجمهورية امتعاضا، وربما سخرية الرجال في مصر، ولعل ذلك هو ما جاء على لسان (جمال الفيومي) وهو مهندس يقيم في مدينة الجيزة، إذ يقول ساخراً: "امرأة تتولى قيادة مصر؟! من الممكن أن يتولى نجيب ساويرس (رجل أعمال قبطي شهير، رئيس حزب المصريين الأحرار) الرئاسة في مصر، ولكن يستحيل أن تتولى امرأة منصب رئيس الجمهورية".
وتشير معطيات التقرير إلى أن عدداً كبيراً من المنظمات النسائية في مصر، كانت قد تقدمن بشكوى خلال الأسابيع القليلة الماضية، اعتراضاً على إلغاء القانون الذي كفل للمرأة تمثيلاً في مجلس الشعب بنسبة 12%، وهى النسبة التي تضمن 64 مقعداً برلمانياً للمرأة من بين 518 مقعداً، وهو القانون المتعارف عليه في مصر بقانون الـ "كوتة"، ففي الوقت الذي تبلغ نسبة ترشح المرأة في الانتخابات 13%، ينخفض موقعها في قوائم الأحزاب بسبب تعدد القوائم وكثرة عدد المرشحين المستقلين، الأمر الذي يترتب عليه وفقاً لكافة التوقعات تمثيلاً ضئيلاً للمرأة في البرلمان المصري.
إلى ذلك نقل تقرير الصحيفة الإسرائيلية عن مجموعة من النساء المصريات قولهن إن الوقت ليس مناسبا للمطالبة بحقوق النساء، وكان من بين أصحاب هذا الرأي، (هبة المصري) وهى مرشدة سياحية، تبلغ من العمر 27 عاماً، إذ تقول: "أتواجد كل يوم في ميدان التحرير بسبب انعدام حركة السياحة، وحالة الفراغ التي أعيشها أنا وقرنائي العاملين بقطاع السياحة"، وعن رأيها في سلوك علياء المهدي قالت: "إنها فتاة مجنونة، أفكار وسلوك المصريين تغير إلى حد كبير بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، كما أن معظم النساء اللاتي خرجن للتصويت في الانتخابات، يدركن تماماً أن التغيير قادم لا محالة، وانه آن الأوان لضلوع المرأة في الحياة السياسية، على خلفية المساواة بين الرجل والمرأة".
القدس المحتلة / سما / علمانية، ليبرالية، مصرية، بتلك النعوت الثلاثة وصفت المدونة والناشطة السياسية المصرية علياء المهدي نفسها بحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية، ورغم أن الصحافي الإسرائيلية معد التقرير (انشيل بيبر) لم يلتق المهدي، إلا إنه استهل تقريره من قلب القاهرة بالحديث عن المدونة صاحبة الصورة العارية تماماً، المنشورة على صفحتها في موقع التعارف الاجتماعي الـ "فايسبوك".
وتصديقاً على عدم لقائهما، قال الصحافي الإسرائيلي في تقريره: "إن المهدي لم تظهر منذ فترة ليست بالقصيرة في أي مكان بالعاصمة المصرية، كما أنها لم تعلق من قريب أو بعيد على الكم الهائل من الرسائل، التي تصل صفحتها على الـ "فايسبوك"، باستثناء تعليق من صديقها (كريم) رد فيها على تعرض صديقته المثيرة للجدل للتحرش الجنسي، والاعتداء في ميدان التحرير خلال مليونية (الفرصة الأخيرة)، إذ نفى مغادرته أو صديقته للمكان المجهول، الذي يقيمان فيه منذ قررت علياء نشر صورتها العارية على الـ "فايسبوك".
ونقل تقرير الصحافي الإسرائيلي عن متظاهرين في ميدان التحرير قولهم: "لا نستطيع تحديد ما إذا كانت علياء المهدي قد شاركت في مليونية (الفرصة الأخيرة) أو في غيرها من المظاهرات التي سبقت وتلت المليونية، ولكنها إذا زارت الميدان فلن تُقابل بترحاب كما كان عليه الحال في السابق، فالمهدي لم تغضب التيارات المحافظة في مصر فقط، وإنما أثارت سخطاً بالغاً لدى شركائها من ثوار ميدان التحرير".
وفي محاولة لإلقاء خلفية على نشاط علياء المهدي السياسي، ألمحت صحيفة هاآرتس إلى أن حركة الشباب المصرية (6 ابريل) أسرعت بنفي عضوية علياء المهدي في الحركة فور نشر صورتها العارية، وينقل الصحافي الإسرائيلي عن (نجوى التميمي) وهى طالبة مصرية تحرص على حضور كافة مظاهرات ومسيرات ميدان التحرير، استيائها البالغ من مؤازرة عدد كبير من فتيات إسرائيل، للطريقة التي عبّرت بها علياء المهدي عن الحرية، إذ تقول في حديثها مع الصحيفة العبرية: "أنا مصرية من مدينة الجيزة، وأحرص على التواجد في ميدان التحرير بشكل دائم، وأعلن استيائي من الفتيات الإسرائيليات اللاتي أعلن تأييدهن وهن عاريات لتعري علياء المهدي، يجب أن تتفهم فتيات إسرائيل، والدولة العبرية بشكل عام، إن المصريين يشعرن بالأذى من إسرائيل أكثر من صور علياء المهدي، وأسلوبها في التعبير عن الحرية".
وقالت التميمي في حديثها مع الصحيفة العبرية: "الإسرائيليون يتهموننا بأننا أصبحنا خطراً عليهم، ولكن هذه الحقيقة عارية تماماً عن الصحة، ولكن كل من يؤيد سلوك علياء المهدي فهو ليس مصريا، ولا يتفهم الواقع الذي يعيشه المصريون هنا".
بعيداً عن حديث التميمي، يرى الصحافي الإسرائيلي (انشيل بيبر) إن الجدل الدائر حول علياء المهدي وصورها العارية، يلقي الضوء إلى حد كبير على العلاقة بين حقوق المواطن والحرية السياسية في مصر، وبين وضعية المرأة في المجتمع المحافظ لدى جارة إسرائيل الجنوبية، وأوضح بيبر في تقريره إن هناك العديد من المؤشرات، التي تؤكد ضرورة إدراج حقوق المرأة المصرية على قائمة أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعلى العكس من ذلك هناك العديد من شباب وفتيات الثورة المصرية من يعتقدون، أنه في الوقت الذي يسيطر جنرالات الجيش على الحكم، تنافس الأحزاب الليبرالية جماعة الإخوان المسلمين أمام صناديق الاقتراع، بينما يقف شباب الثورة بمفرده في صراع مع قوات الأمن في شوارع القاهرة.
على صعيد ذي صلة يشير تقرير الصحيفة العبرية إلى أن تجرد علياء المهدي من ملابسها، وظهورها عارية في صفحتها على الـ "فايسبوك"، أصاب العديد من الفتيات اللاتي تدعمن الديمقراطية في مصر بحالة من الخزي والعار، لدرجة أنهن اضطررن لتغطية وجوههن أمام عيون كاميرات وسائل الإعلام، غير أن ظاهرة طوابير النساء الطويلة التي تفوق نظيرتها من طوابير الرجال أمام اللجان الانتخابية، تؤكد إدراك المصريات بأن فرصة الإدلاء بأصواتهن ومشاركتهن السياسية بدت أكثر أهمية عن الماضي، ونقل عن (حنين إمام)، إحدى الفتيات المصريات (20 عاماً)، التي وقفت في طابور طويل أمام لجنة انتخابات حي المعادي قولها: "لا اكترث بالنتائج التي ستسفر عنها الانتخابات البرلمانية، لكنني حرصت على الإدلاء بصوتي أملاً في أن تفرز العملية الانتخابية من ينقذنا من الوضع المرتدي الذي آلت له البلاد".
أما الدكتورة (أمنية يوسف) وهى طبيبة في بداية مشوارها المهني (24 عاماً)، فتقول في حديثها مع الصحيفة العبرية: "قضيت جل وقتي الأسبوع الماضي في ميدان التحرير، وتحديداً في مسجد عمر مكرم، الذي تحول إلى مستشفى ميداني لإسعاف الجرحى خلال المواجهات، التي اندلعت مع الشرطة في شارع محمد محمود المتفرع من الميدان، منعني أبي من مشاركة الشباب في ميدان التحرير، وهو الآن يصر على عدم إجراء أي حوار معي بعد عصياني لأوامره".
وأضافت يوسف وتعلو جبينها ابتسامة الخجل: "قال أبي أنه ليس من اللائق أن تتواجد فتاة في هذا المكان (ميدان التحرير)، غير إنني كنت مضطرة أن أشارك قرنائي من الشباب في مشوارهم الثوري، وانخرط بين أبناء شعبي"، وبحسب الصحيفة العبرية، كانت يوسف تتحدث وهى تلقي نظرة فاحصة لجماهير الشباب، وهى تغلق الشارع المؤدي لمقر مجلس الوزراء المصري، اعتراضاً على تكليف رئيس الوزراء الجديد الدكتور كمال الجنزوري لرئاسة الحكومة.
وفي تعليقها على الطبيبة المصرية الشابة، قالت الصحيفة العبرية في تقريرها: "إن ملامح الشابة المصرية أمنية يوسف، لا تعكس سنها الصغير أو وصولها للمستوى الثقافي والمهني الذي يبدو من حديثها، ففي وقت تضع غطاء الرأس (الحجاب)، ترتدي بنطالاً وقالت إنها كانت في يوم من الأيام تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، غير أنها انشقت عنها لعدم إيمانها بأيدلوجيات الجماعة المحظورة سياسياً سلفاً، وأضافت: "إذا كنا نريد ثورة بالفعل، فيجب أن لا ننسى أن النساء يشكلون 50% من الشعب المصري"، وحول رأيها عن المدونة المثيرة للجدل علياء المهدي، قالت أمنية يوسف: "الفتيات هنا في مصر يحتاجون إلى التمرد والثورة مرتين، إحداهما على الوضع المتردي الذي وصلت له البلاد، والثانية على الأسرة التي تمنع الفتيات من مشاركة الثوار تمردهم على الوضع".
وفي محاولة من الصحافي الإسرائيلي (انشيل بيبر) لإلقاء الضوء على علاقة المرأة المصرية بالتحولات السياسية في بلدها، أوضح، إن الواقع الراهن في القاهرة يشير إلى أن المجتمع المصري ما زال ذكورياً، ويأبى احتلال المرأة للمناصب القيادية في الدولة، فالمجلس العسكري يشكله مجموعة من الرجال، ولم تترشح لمنصب رئيس الجمهورية سوى امرأة واحدة هي المذيعة (بثنية كامل)، ولا تعلم هذه الحقيقة شريحة كبيرة من النساء المصريات، رغم أن كامل كانت وجها إعلامياً معروفاً على شاشة التلفزيون المصري، وبحسب تقرير صحيفة هاآرتس، يثير التلويح بحق المرأة في تولي منصب رئيس الجمهورية امتعاضا، وربما سخرية الرجال في مصر، ولعل ذلك هو ما جاء على لسان (جمال الفيومي) وهو مهندس يقيم في مدينة الجيزة، إذ يقول ساخراً: "امرأة تتولى قيادة مصر؟! من الممكن أن يتولى نجيب ساويرس (رجل أعمال قبطي شهير، رئيس حزب المصريين الأحرار) الرئاسة في مصر، ولكن يستحيل أن تتولى امرأة منصب رئيس الجمهورية".
وتشير معطيات التقرير إلى أن عدداً كبيراً من المنظمات النسائية في مصر، كانت قد تقدمن بشكوى خلال الأسابيع القليلة الماضية، اعتراضاً على إلغاء القانون الذي كفل للمرأة تمثيلاً في مجلس الشعب بنسبة 12%، وهى النسبة التي تضمن 64 مقعداً برلمانياً للمرأة من بين 518 مقعداً، وهو القانون المتعارف عليه في مصر بقانون الـ "كوتة"، ففي الوقت الذي تبلغ نسبة ترشح المرأة في الانتخابات 13%، ينخفض موقعها في قوائم الأحزاب بسبب تعدد القوائم وكثرة عدد المرشحين المستقلين، الأمر الذي يترتب عليه وفقاً لكافة التوقعات تمثيلاً ضئيلاً للمرأة في البرلمان المصري.
إلى ذلك نقل تقرير الصحيفة الإسرائيلية عن مجموعة من النساء المصريات قولهن إن الوقت ليس مناسبا للمطالبة بحقوق النساء، وكان من بين أصحاب هذا الرأي، (هبة المصري) وهى مرشدة سياحية، تبلغ من العمر 27 عاماً، إذ تقول: "أتواجد كل يوم في ميدان التحرير بسبب انعدام حركة السياحة، وحالة الفراغ التي أعيشها أنا وقرنائي العاملين بقطاع السياحة"، وعن رأيها في سلوك علياء المهدي قالت: "إنها فتاة مجنونة، أفكار وسلوك المصريين تغير إلى حد كبير بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، كما أن معظم النساء اللاتي خرجن للتصويت في الانتخابات، يدركن تماماً أن التغيير قادم لا محالة، وانه آن الأوان لضلوع المرأة في الحياة السياسية، على خلفية المساواة بين الرجل والمرأة".