إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أربعون عاما على حرب حزيران عام 1967

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أربعون عاما على حرب حزيران عام 1967

    أربعون عاما على حرب حزيران عام 1967
    تصادف اليوم الثلاثاء الخامس من حزيران، الذكرى السنوية الاربعون للحرب التوسعيه التي شنها الاحتلال الصهيوني بدعم اميركي واسع، في العام 1967 على ثلاث جبهات عربية، أسفرت عن احتلال ما تبقى من اراضي فلسطين التاريخية الضفة والقطاع وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء. وتعود الذكرى، ويتجدد معها الألم الفلسطيني، ويستمر، ويعيش أبناء شعبنا الفلسطيني الذكرى الجماعية للهزيمة ومرارتها، وكذلك يعيش كل منا ذكراه الخاصة الشخصية والعائلية والإنسانية، يقف ليتذكر من قتل ومن اعتقل، ومن فقد وتاهت خطاه، وأصبح في المجهول لا يعلمه إلا الله
    لقد بدأت الحرب في ال5 من حزيران يونيو 1967 عندما شوهد على شاشات الرادار الأردنية سرب طائرات في طريقه من مصر إلى إسرائيل. وبعد أن أقنع المصريون الملك حسين بأنّ هذه الطائرات هي طائرات مصرية، أصدر الملك حسين أوامره بالمهاجمة على الفور- في القدس! وبالفعل كانت هذه الطائرات إسرائيلية في طريق عودتها من مصر حيث وجّهت ضربة مدمّرة لسلاح الجو المصري والذي فوجئ بالغارة: فبعد السخر من رابين لم تكن مصر مستعدّة لوصوله.
    خلال فترة وجيزة استمرت ستة أيام، حدث تطور مفاجأ في تاريخ البشرية فتلك الدول العربية التي كانت تراهن على قوة جيوشها اجتاح الجيش الإسرائيلي شبه جزيرة سيناء وصولا إلى قناة السويس؛ واستولى على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس حتّى نهر الأردن، فحل بالشعب الفلسطيني نكسة ابشع من تلك النكبة التي حلت به عام 1948؛ وخلال الأيام الأخيرة، دون استغلال مبدأ المفاجأة، استولى على جزء كبير من هضبة الجولان التي ما زالت محتلة وتنتظر حلا سحريا لإعادتها الى اصحابها الاصليين، وكذلك جبل الشيخ الذي أصبح من ذلك الحين فصاعدًا "عيني وأذني إسرائيل". وكان الاستيلاء على البلدة القديمة من مدينة القدس الشريف ومحيطها، أهم حدث في تاثر به العرب والمسلمون في كافة انحاء العالم. وسُمع صدى النفخ ببوق الشوفار في باحة حائط البراق في أقصى العالم.
    قُتل في حرب الأيام الستة 776 جنديًا إسرائيليًا، بينما سقطت الضفة الغربية والجولان وسيناء. وإنتهت الحرب دون نتيجة المساعي الدبلوماسية لوضع حد للنزاع الذي استمرّ حتى هذا الحين 40 سنة . ففي تشرين الثاني نوفمبر 1967، بعد مرور أشهر من المداولات، صادق مجلس الامن الدولي بالإجماع على قرار 242، والذي يدعو إلى سلام والاعتراف "بحق أي دولة في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها" مقابل انسحاب إسرائيل من "اراضٍ" وليس من "جميع الأراضي" أو "الأراضي التي احتلّتها خلال العمليات العدائية الأخيرة". ورغم ذلك، تبنت الجامعة العربية خلال قمتها في السودان (1967) قرارًا آخر"اللاءات الثلاث" في قمة الخرطوم: لا للسلام، لا للتفاوض ولا للاعتراف بإسرائيل.
    وهنا نتساءل.. هل تثير هذه الذكرى المأساوية في فصائلنا الإسلامية والوطنية ومؤيديها شيئاً من المسؤولية؟!
    هل يمكن أن نقول جميعاً أن هناك عبرة يمكن قراءتها من هذه المأساة ومن هذه الذكرى؟!
    هل يمكن أن يرتقي شعورنا بالمسؤولية؟! وهل يكون من أبرز أولوياتنا صيانة الدم الفلسطيني، ووحدة الصف الوطني؟! وهل يمكن أن ندرك أن لنا ثأراً جماعياً مع عدو واحد يقف خلف النكبة، وخلف النكسة، وخلف هذه الذكرى؟! هل يمكن أن نكون يداً واحدة في مواجهة عدو واحد يهدد وجودنا ومستقبلنا؟!
    هل يمكن لنا أن نرفع شعاراً وطنياً واحداً مسئولاً وبرنامجاً توافقياً، لنجتاز هذه المرحلة؟.!هل يمكن أن نقف ونجرؤ على القول إننا مع مستقبلنا الواحد، مع وطننا الواحد، مع هوتنا الواحدة، ومع مصيرنا الواحد؟!
    من سوء الحظ ان معسكر اليائسين, ظل يملك السطوة الثقافية وحتى الاعلامية على مدى العقود الاربعة الماضية, وهو ما كان دائما بالمرصاد لكل صحوة عربية, رغم ان اسرائيل لاقت الهزائم في معارك وحروب, من معركة الكرامة الى حروب الاستنزاف وتشرين وبيروت وجنوب لبنان, الا ان ذلك لم يغير شيئا في ثقافة تريد انتاج هزيمة حزيران في كل زمان ومكان من اجل تذكير الوعي الجمعي للأمة بأن من الخطر تعبئة الشعب العربي خلف اي معركة كانت
    لقد تفتت على إثر تلك الحرب البنية التحتية للشعب الفلسطيني، وتم تهديم احتمال وجود أبسط مقومات قيام دولة لشعب عاش آلاف السنين على أرضه دون أن ينازعه في مشروعية حقوقه أحد عبر التاريخ. وعلى غير المتوقع فقد جاءت نتائج الحرب كارثية ومدمرة على الصعيد العربي سياسياً واجتماعياً إذ انكشفت الحرب عن هزيمة عسكرية أودت بأراض عربية كثيرة إلى كنف الاحتلال الصهيوني، وبدا للصهاينة أن حلمهم التاريخي «أرض إسرائيل من النيل إلى الفرات» قد تحقق، وانهم قد استكملوا مشروعهم وحققوا هدفهم الرئيسي المتمثل في الإلغاء الكامل للقضية الفلسطينية وتصفيتها، خاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن 242 ليعزز الاعتقاد الإسرائيلي بتوافق دولي رسمي.
    على الرغم من ذلك كانت حرب 1967 علامة فارقة في مسيرة جهاد الشعب الفلسطيني، ليس فقط بالمعنى السلبي الذي بقي العديد من الباحثين والمفكرين المهتمين بالشأن الفلسطيني «وما أكثرهم» يقيّمون نتائج تلك المرحلة على أساسه، بل بالمعنى الإيجابي الذي لم نتلمس نتائجه وآثاره إلا قريباً مع قيام الثورة الفلسطينية المسلحة والعمل الفدائي الفلسطيني إثر حرب 67 مباشرة ومروراً بانتفاضة عام 87 التي تم إجهاض ثمارها فيما تلاها من اتفاقات أوسلو، وصولاً إلى انتفاضة الأقصى، بما تمثله كل تلك الأحداث من تغيرات نوعية في ماهية الصراع مع العدو الصهيوني ونوعيته ومساراته التي استحالت مقاومة فلسطينية متواصلة ومستمرة تمأسست على مفرزات تلك الحرب وآثارها. فقد أحدثت تلك الحرب قفزة نوعية في مسيرة جهاد الشعب الفلسطيني وحملت في طياتها وبين ثناياها ما كان ضرورياً لتوفير الشروط الذاتية والموضوعية لبلوغ الصحوة الفلسطينية، ومنذ اليوم السابع لحرب 67 بدا وكأن متغيرات جوهرية قد طرأت على الأرض، لم يفطن لها الصهاينة في غمار نشوتهم بما حققوه من انتصار عسكري، إلا أن آثاره ونتائجه سرعان ما تجلت على أرض الواقع لتجعل من كلام البروفيسور «شعياهو ليفوفيتش» إبان حرب 1967 حقيقة ماثلة للعيان، فـ«خلال فترة زمنية قصيرة، (كما تنبأ ليفوفتش)، لن يكون في دولة إسرائيل عامل يهودي ولا مزارع يهودي.
    ان هزيمة حزيران مستقرة في الذاكرة العربية لانها جاءت نتيجة حرب إسْتُنْفِرَت فيها المشاعر العربية من المحيط الى الخليج, لم تكن حرب نظام واحد ولا جيش بعينه, انما كانت الأمة كلها من شوارع الرباط والدار البيضاء, الى البصرة والمنامة تصحو وتنام, باهتمام غير مسبوق, على تفاصيل الاعداد للمعركة الكبرى مع اسرائيل, ليس من باب الرغبة بالحرب من اجل الحرب, لكن بدافع استرداد وطن اغتصب جهارا نهارا, ومن اجل اعادة شعب شقيق اجبر على ترك مدنه وقراه (ليفترش الغبراء ويلتحف السماء) كما يقال.
    لقد كانت حرب 1967 علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني والمنطقة العالم بأسره، وأفرزت من التحولات الاستراتيجية الهامة ما نلمسه اليوم من آثار ونتائج على صعيد مواصلة الكفاح الفلسطيني في مواجهة المحتل بهدف تحرير الأرض والإنسان. إلا أن ما تلا ذلك من تحركات سياسية (البرنامج المرحلي عام 1974، وثيقة الاستقلال عام 1988، اتفاقات أوسلو عام 1993) أدى إلى إجهاض تلك المكتسبات الهامة وتفريغها من مضمونها، وتفويت الاستفادة منها آثارها ومفرزاتها على الشعب الفلسطيني، والأمة برمتها.
    واليوم تحرص بعض الفصائل والتيارات السياسية الفلسطينية، وبدعم عربي وغربي على تسهيل مهمة (أولمرت) لتنفيذ خطة الفصل الأحادي الجانب، بما يعنيه من إعادة تمزيق أوصال الأرض الفلسطينية، وتشتيت التواصل السكاني للشعب الفلسطيني، وقضم القسم الأكبر من الضفة الغربية، وخطر السيطرة الأبدية على القدس، وإلغاء حق اللاجئين بالتعويض والعودة إلى ديارهم. وكأن رغبة «البعض» إلى تحقيق مكتسبات سياسية أشبه ما تكون «بالفتات»، من خلال إعلان قيام «دولة» فلسطينية إلى جانب الكيان الصهيوني الذي سيكون قد ابتلع معظم الأرض الفلسطينية>
    هل يمكن أن نهب جميعاً، لتلبية نداء الأرامل والأيتام، عندما يهتفون: وامعتصماه! أمام الهجمات الإحتلالية بأساليب متنوعة؟! هل يمكن أن تكون ذكرى نكسة 67 مناسبة للاعتبار؟! يا أولي الألباب: نعتقد أننا أصبحنا أكثر وعياً دينياً ووطنياً وسياسياً أو هكذا يجب أن نكون بعد هذه المسيرة الطويلة من النضال من حيث تعدد الفصائل الوطنية والإسلامية.
    الدروس والعبر التي تعلمناها معشر العرب ، أمة ودولاً ، من تلك الهزائم والنكسات ، وتحديداً من تلك الهزيمة النكراء التي تجرعناهـا في الخامس من حزيران عـام 1967 ونعيش اليوم ذكراها الأربعين؟:
    ويرجع د. كنعان الاحوال العربية المهزومة الى اسباب داخلية وخارجية هي:
    الأسباب الداخلية وأهمها:
    1. غياب الدولة العربية الواحدة.
    2. الخلافات ، إن لم يكن ، الصراعات العربية العربية.
    3. تغليب المصالح القطرية على المصالح القومية.
    4. غياب الحريات وانعدام الديمقراطية
    أما الأسباب الخارجية فأهمها :
    1. الكيان الصهيوني خلق من اجل أن يحول دون وحدة الأمة العربية وان يكون العين المتقدمة للاستعمار الغربي.
    2. سياسة الولايات المتحدة الأمريكية المتحيزة كلياً لصالح الكيان الصهيوني باعتباره حليفها الاستراتيجي.
    3. أحادية النظام الدولي ، وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقرار المجتمع الدولي.
    4. عدم توظيف المال العربي للصالح العربي الذي يتكدس في معظمه في البنوك الأمريكية والأوروبية.
    5. عدم فاعلية الدور الأوروبي والروسي وكذلك الصيني بالنسبة للقضايا العربية
يعمل...
X