ستنتصر سوريا .. وسيسقط مخطط " الدوحة " الإسرائيلى !!
بقلم د . رفعت سيد أحمدعندما يقول الرئيس الأمريكى الصهيونى القلب والدور [ أحيى القرارات المهمة التى اتخذتها الجامعة العربية المتمثلة فى تعليق عضوية سوريا ] ، وعندما يؤكد الاتحاد الأوروبى تأييده التام لقرار جامعة حمد بن جاسم وتقول عنه كاترين أشتون لـ (فرانس برس) " ندعم كلياً القرارات التى اتخذتها الجامعة العربية ضد سوريا " وعندما يعلن وزير الخارجية الإسرائيلى سعادته بقرار الجامعة العربية ويصفه بأنه بداية الطريق لاصطفاف عربى – إسرائيلى جديد ضد الدول المؤيدة للإرهاب (يقصد المقاومة طبعاً) .
عندما نقرأ ونعلم كل هذا ، فهل يصح أن يستنكر البعض ، قولنا بأن ما جرى فى الجامعة العربية يوم السبت 12/11/2011 هو مخطط أمريكى – إسرائيلى – خليجى لحصار سوريا وضرب علاقاتها بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية ، وهو أمر بات أصغر طفل يفهم فى السياسة فى عالمنا العربى ، يدركه ، ولكن دعونا نستشرف المستقبل قليلاً ، وبعيداً عن ردود الفعل العاطفية ، ضد مخطط (قطر) الإسرائيلى والذى تورط فيه نبيل العربى ، وكان للأسف ، أداة طيعة لتنفيذه ، وهو فى هذا لم يختلف كثيراً عن عمرو موسى الذى تلوثت يداه بدماء الليبيين ، الخلاف فقط فى مدى (الفهلوة) والقدرة على الكلام والدجل السياسى مع الميديا وهى بضاعة لا حظ (للعربى) فيها ، ويبزه (موسى) فيها أكثر ، وإن تساوى الاثنان فى مستوى الشعور بالضعف وضرورة الطاعة تجاه الخليجيين وملايينهم التى تملأ الأفواه !! .
* على أية حال دعونا نقرأ المستقبل :
أولاً : إن أقصى ما تستطيعه جامعة الدول العربية بقيادة قطر ومشروعها الإسرائيلى / الأمريكى ، هو سحب السفراء وإيقاف بعض المشاريع الاقتصادية والسياحية ، ودمشق لديها البدائل لهذه المشاريع سواء مع دول آسيوية أو مع إيران أو مع دول أمريكا اللاتينية فضلاً عن أن الحصار مع بلد لديه اكتفاء ذاتى (مثل سوريا) فى القمح والأرز والزراعات والصناعات الرئيسية وليس بلداً تابعاً مثل مصر إبان عهد حسنى مبارك لن تؤثر فيه مثل هذه الخطط ، وبالتالى يصبح البديل هو شن الحرب أو توريط سوريا فى حرب إقليمية جديدة مع إسرائيل ، حرب ترعاها واشنطن وعواصم الغرب وتمولها قطر ومشيخيات الخليج المحتل ، ونحسب أن هذا السيناريو هو الأخطر ولكنه الأفيد لسوريا استراتيجياً .. كيف ؟ .
ثانياً : إذا ما تخيلنا حرباً جديدة فى المنطقة بسبب فشل مخطط الحصار الاقتصادى والعزل السياسى لسوريا عبر الأدوات العربية الطيعة (دول الخليج ومن صار فى فلكها من دول عربية ناقصة السيادة والرجولة) فإن تلك الحرب سوف تشن أيضاً بسبب رغبة واشنطن وتل أبيب فى حماية مكاسبهم فى العراق الذى ستنسحب منه أمريكا يوم 31/12/2011 وبسبب قرب امتلاك إيران للقنبلة النووية (أو امتلاكها فعلاً وهذا ما نعتقده وندعو الله أن يكون صحيحاً) ، هذه الحرب إن وقعت فسوف يكون محورها ممتد من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق وغزة ، وهذه مساحة جغرافية أوسع مما تقدر عليه آلة القتل الغربية والإسرائيلية ، صحيح سوف يكون التدمير كبيراً وشاملاً ولكنه سيطال الطرفين معاً ، وسيكون الطرف الأكثر خسارة هو إسرائيل لأنه وفقاً لتقديرات الخبراء الاستراتيجيين فإن الصواريخ السورية والإيرانية وتلك التى يمتلكها حزب الله والتى تحمل رؤوساً كيماوية قادرة على تدمير إسرائيل أو مجمعها الصناعى فى أقل من 6 ساعات ، وهو أمر سيؤدى إلى توريط الغرب وتابعيه من أنصاف الرجال وأنصاف الدول فى الخليج ، الأمر الذى سيؤدى إلى نقل المعركة إلى ساحاتهم وهى أضعف من أن تدافع عن نفسها حيث الجيوش هناك ، جيوش للوجاهة ولإرهاب الشعوب وليس للدفاع عن الأوطان .
ثالثاً : إن المحصلة ستكون هزيمة لهذا الحلف ، أو على الأقل (التعادل) فى حجم الدمار ولكن قدرة سوريا وإيران ولبنان على القيام من (الرماد) مرة أخرى ستكون أسرع من قدرة (قطر) وقاعدتها (العديد) ، أو البحرين (وقاعدة الأسطول الأمريكى) أو السعودية (وقاعدة الظهران) الأمريكية أو تل أبيب وجيشها الذى لا يقهر ، إن هذا الانتصار أو على الأقل (التعادل) سوف يجبر الأطراف المعتدية الكبيرة (نقصد بالأساس أمريكا) على الجلوس للبحث فى الحلول السياسية ، أما الأطراف – الأصفار- مثل قطر فسوف تكون ساعتها بلا قيمة ، وربما غير موجودة أصلاً على الخريطة لأن وظيفتها كمقر للقواعد العسكرية الأمريكية ، قد انتهت أو دمرت .. وساعتها ، أياً كانت النتائج فإن سوريا ستكون منتصرة ومعها محور الممانعة والثورة العربية الحقيقية وليس ثورات الـ c.i.a وحلف الناتو ، هذا ما نظنه سيحدث .. فهل يفهم رجال أمريكا فى المنطقة ويتراجعون عن مخططهم الفاشل ؟! سؤال برسم المستقبل ، والله أعلم .
تعليق