عن دم العرب الرخيص... كضمائر بعضهم!
داني حداد
الخميس 24 تشرين الثاني 2011 في الأمس، في الأمس فقط، أعلن ملك البحرين عن اعتذاره واستغرابه لوقوع ضحايا نتيجة الأحداث التي شهدتها المملكة في الأشهر الأخيرة. وشمل الاعتذار والمفاجأة السجناء الذين تمّ التعامل معهم بقسوة شديدة فعذّبوا، بل وقتل بعضهم تحت تأثير التعذيب.
وفي الأمس أيضاً، أعلن الرئيس اليمنيّ، من المملكة العربيّة السعوديّة، عن أنّ عدد ضحايا الأحداث في اليمن فاق الألف والمئة.
وتستمرّ الأحداث في مصر، منذ كانون الثاني الماضي، مرّة تحت عنوان "الشعب يريد إسقاط النظام"، ومرّةً تحت عنوان "الشعب يريد إسقاط المشير"، والنتيجة، في الحالتين، قتلى وفوضى ودماء ملأت ساحة ميدان التحرير، بل الساحات المصريّة كلّها. "أم الدنيا" باتت أرملة العرب.
أمّا في العراق، فمرحلة ما بعد صدّام حصدت آلاف القتلى، حتى أنّ خبر سقوط عشرات الضحايا في انفجارٍ في بغداد لم يعد يحتلّ مقدمّات نشرات الأخبار، لا بل يكاد يصبح الخبر الأخير الذي يسبق النشرة الجويّة.
لا تخرج سوريا أيضاً عن المشهد العربي الأحمر. تتساوى معارضة النظام مع موالاته بالدماء التي تهرق في مختلف المحافظات. إحصاءات يوميّة عن ضحايا من ناس الـ "مع" وناس الـ "ضد"، ومن الجيش.
دماءٌ، دماءٌ، دماء...
الدماء توحّد العرب. ثمّة من يموت ببندقيّة عسكريّ، وثمّة من يموت برصاصة ثائر، وثمّة من يموت بسكّين فوضويّ، وثمّة من يموت لأنّه "صودف مروره"، وثمّة من يموت بجريمة شرف، أو بمحاولة اغتصاب، أو بداعي السرقة...
عربٌ يعشقون الدم. يعشقون القتل، ويطلبون الموت، ولو أتى مجانيّاً، في كثير من الأحيان. أناسٌ يتقاتلون من أجل زعيمٍ أو من من أجل "قضيّة" هي، في الواقع، من صنيعة دولة خارجيّة تنفيذاً لمصالحها، وما همّ المصالح الصغيرة إن سقط بسببها ضحايا كثر...
عربٌ يزحفون حين يوالون، ويشاغبون حين يعارضون، فلا يجيدون هذه ولا تلك.
عربٌ نسوا فلسطين، وباع معظم حكّامهم كرامته ليشتروا سنوات إضافيّة من الحكم، خاضعين للخارج ومتسلّطين على الداخل، مرّة بالبندقيّة ومرّة بالشريعة ومرّة بالخديعة...
نم هنيئا يا نتنياهو... ما أسعد أحلامك في هذه الأيّام.
داني حداد
الخميس 24 تشرين الثاني 2011 في الأمس، في الأمس فقط، أعلن ملك البحرين عن اعتذاره واستغرابه لوقوع ضحايا نتيجة الأحداث التي شهدتها المملكة في الأشهر الأخيرة. وشمل الاعتذار والمفاجأة السجناء الذين تمّ التعامل معهم بقسوة شديدة فعذّبوا، بل وقتل بعضهم تحت تأثير التعذيب.
وفي الأمس أيضاً، أعلن الرئيس اليمنيّ، من المملكة العربيّة السعوديّة، عن أنّ عدد ضحايا الأحداث في اليمن فاق الألف والمئة.
وتستمرّ الأحداث في مصر، منذ كانون الثاني الماضي، مرّة تحت عنوان "الشعب يريد إسقاط النظام"، ومرّةً تحت عنوان "الشعب يريد إسقاط المشير"، والنتيجة، في الحالتين، قتلى وفوضى ودماء ملأت ساحة ميدان التحرير، بل الساحات المصريّة كلّها. "أم الدنيا" باتت أرملة العرب.
أمّا في العراق، فمرحلة ما بعد صدّام حصدت آلاف القتلى، حتى أنّ خبر سقوط عشرات الضحايا في انفجارٍ في بغداد لم يعد يحتلّ مقدمّات نشرات الأخبار، لا بل يكاد يصبح الخبر الأخير الذي يسبق النشرة الجويّة.
لا تخرج سوريا أيضاً عن المشهد العربي الأحمر. تتساوى معارضة النظام مع موالاته بالدماء التي تهرق في مختلف المحافظات. إحصاءات يوميّة عن ضحايا من ناس الـ "مع" وناس الـ "ضد"، ومن الجيش.
دماءٌ، دماءٌ، دماء...
الدماء توحّد العرب. ثمّة من يموت ببندقيّة عسكريّ، وثمّة من يموت برصاصة ثائر، وثمّة من يموت بسكّين فوضويّ، وثمّة من يموت لأنّه "صودف مروره"، وثمّة من يموت بجريمة شرف، أو بمحاولة اغتصاب، أو بداعي السرقة...
عربٌ يعشقون الدم. يعشقون القتل، ويطلبون الموت، ولو أتى مجانيّاً، في كثير من الأحيان. أناسٌ يتقاتلون من أجل زعيمٍ أو من من أجل "قضيّة" هي، في الواقع، من صنيعة دولة خارجيّة تنفيذاً لمصالحها، وما همّ المصالح الصغيرة إن سقط بسببها ضحايا كثر...
عربٌ يزحفون حين يوالون، ويشاغبون حين يعارضون، فلا يجيدون هذه ولا تلك.
عربٌ نسوا فلسطين، وباع معظم حكّامهم كرامته ليشتروا سنوات إضافيّة من الحكم، خاضعين للخارج ومتسلّطين على الداخل، مرّة بالبندقيّة ومرّة بالشريعة ومرّة بالخديعة...
نم هنيئا يا نتنياهو... ما أسعد أحلامك في هذه الأيّام.