بعد ان أطلقت صرخة استغاثة لإنقاذها عبر "سما".. هنيه يقرر الاستجابة لنداء عائلة فلسطينية ويصدر تعليماته لانهاء معاناتها فورا


غزة / سما / قرر رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنيه اليوم الاثنين الاستجابة الفورية لمناشدة عائلة فلسطينية أطلقتها عبر وكالة (سما) مساء أمس الاحد لانقاذ اطفالها الذين يعيشون أوضاع مأساوية في مواصي مدينة خانيونس .
وقال المكتب الاعلامي لرئاسة وزراء حكومة غزة خلال اتصال هاتفي مع (سما) ان هنيه اصدر تعليماته لكافة الجهات المختصة لانهاء معاناة هذه العائلة فورا.
وكان الدكتور محمود الهباش وزير الاوقاف والشئون الدينية قد اكد ان الرئيس محمود عباس قرر الاستجابة الفورية للمناشدة العائلة .
وقال الهباش في اتصال مع وكالة "سما" ان الرئيس تاثر بصورة بالغة بعد قراءته التحقيق حول العائلة المنشور في "سما" مؤكدا ان الرئيس قرر فورا وبصورة مبدئية صرف بدل سكن لمدة عام للعائلة المذكورة على ان يتم متابعة حالة العائلة من قبل الجهات المختصة وتوفير الرعاية الصحية ونظارة طبية لاحد ابنائها.
وتعيد وكالة سما نشر التقرير
تلاشت قطرات المطر فوق سطح بيت من القماش يسكنه الدفء والمحبة، يجمع بين دفتيه أناس ترى بوجههم الأمل ليوم مشرق , يعيشون لحظات عصيبة تعزف على أوتار آلامها وأحزانها الصبر، لعل الوصف يحاكى الواقع ولكن يظل الواقع أمر وأصعب من اى شئ.
عائلة منتصر حلمى الأسطل (أبو قصي) المكونة من خمسة أفراد يمكثون في خيمة من قماش بسيط ، في منطقة المواصى غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يقرصهم برد الشتاء وتحرقهم حرارة شمس الصيف دون ان يغيثهم أحد.
يقول ابو قصي: "قبل عاماً من الآن كنت مستأجر بيت وأخرجني صاحبه منه لأني لا استطيع دفع الإيجار المتراكم"، مبينا أن صاحب البيت جعله يوقع على سند منظم من خلال المحكمة بقيمة "3500 شيقل" قبل إخراجه.
أطفال أبو قصي يعيشون ظروفا قاسية خاصة مع ساعات الليل الذي ينذر ببرد شديد وأمطار تتسلل إلى مسكنهم الوحيد داخل الخيمة على الرغم من أن أطفاله يحتاجون إلى رعاية صحية نتيجة إصابته بضيق في التنفس تجعلهم يمضون معظم أوقاتهم في المستشفيات.
ويضيف أبو قصي:"أرى أطفالي وهم يرجفون ويبكون من شدة البرودة الا أنني لا استطيع تدفئتهم"، مشددا على أن العريشة قد تسترهم ولكن ليس من الأمطار.
ويتابع : "لا يمكن لعشرين شيقلا أن توفر نظارة لابني الذي يعاني من انحراف في قرنية عينه ويكاد يفقد بصره وأنا غير قادر على علاجه فهو لا يمتلك 300 شيقل لتوفير نظارة لابنه"، مضيفا "المنزل حيث أعيش لا اعتقد انه يصلح للدواب فكيف بنا نحن البشر".
ويقول :" كل ما امتلكه في داخل الخيمة أربعة حرامات أعطاني إياهم أخي ولا تكفي لتوفير الدفء لهم وخاصة وأن خيمتهم تطل على البحر مباشرة"، مؤكداً أنه دائما يشعر بالعجز أمام أطفاله الغير قادر على توفير الدفء لهم .
ويوضح أبو قصي أن شعوره بالألم تضاعف عندما قال له أحد الأشخاص أن يضع أطفاله في ملجأ قائلاً :" كيف يمكن أن أضع أطفالي في ملجأ بعد ما كبر الواحد فيهم وأصبح يقول كلمة بابا التي اعتبرها مصدراً للفرحة والسعادة لقلبي دائما".
ووجه أبو قصي صرخة استغاثة الي أصحاب القلوب الرحيمة وأهل الخير والمؤسسات التي تقدم المساعدات بضرورة التدخل وإنقاذ حياة أطفاله، ليتمكن من إيجاد حل لمعاناتهم اليومية المستمرة في ظل عدم وجود مكان يعشون فيه.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس حكومة غزة إسماعيل هنية بالوقوف بجانبه هو أطفاله ومساعدتهم بما يكفل لهم حياة كريمة.
تعليق