طز بالجامعة العربية .. ولتحيا سوريا وقيادتها وشعبها الأصيل
خاص/ شبكة حوار بوابة الأقصى .. بقلم: زلزال السرايا
مما لاشك فيه أن الحرية في التعبير والرأي هي مكفولة للإنسان في كل مكان وزمان وهي أقل حق من حقوقه التي يجب أن يتمتع بها, ويتميز بها عن باقي سائر المخلوقات, ولكن نسي أو تناسى بعض الناس أن أهم ما يجب أن يميزه عن سائر المخلوقات هو "العقل" ذلك العقل الذي يجب أن يكون ضابط لكل التصرفات والسلوكيات التي نقوم بها .
حاولت الكتابة أكثر من مرة عما يدور في سوريا فكان قلمي يقف عاجزاً عن التعبير أو الترابط بين المفردات والكلمات والجمل مما أراه يحدث يوماً بعد يوم , فقد كانت يداي تتلعثمان غير قادرتان عن كتابة ما يجري هناك, حيث كنت عاجزاً من أين أبدأ بالموضوع فهناك خيوط كثيرة لا أعلم أي طرف سأمسك منها, فتلك هي خيوط مؤامرة تحاك بكل جرأة, حيث أن المتعارف عليه أن تحاك المؤامرات بالليل ولكن أن تصل لدرجة أن تحاك المؤامرة بوضح النهار وتحت أشعة الشمس الهادرة , بل تحت وقع الفضائيات والقنوات وكل وسائل الإعلام, فهذا أمر عجيب .!
كما أسلفت لم أكن أعلم من أين سأبدأ , ولكن ما أثارني وأضحكني هو موقف ما تسمى بالجامعة العربية, تلك المهزلة التي لم نسمع عنها يوماً بأنها كان لها موقف مُشرف منذ افتتاحها حتى ساعة كتابة هذا المقال , فهذه الجامعة التي ما فتأت إلى الوقوع في وحول الذل والخيانة والخنوع أصبحت بقدرة قادر وبيوم وليلة قادرة على إتخاذ موقف بكل هذه "الوساخة" والوقاحة .
ما تسمى "جامعة الدول العربية" بقيت عاجزة وصامتة أمام تقسيم فلسطين لأكثر من ستون عاماً بل أنها لم تحرك ساكناً على ما حدث في صبرا وشاتيلا وحرب لبنان والانتفاضة الاولى والانتفاضة الثانية وحرب غزة وحرب لبنان وحصار غزة وعزل الضفة وتقسيم السودان واحتلال شبعا والجولان وحرب العراق وحرب الخليج.... وإلخ , تلك الجامعة العربية التي لم تستطع أن تفعل أو تقدم شيء تجاه كل هؤلاء ولم تستطع أن تفعل شيء لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ عراقي إبان حرب العراق 2003 عندما تشرد هؤلاء اللاجئين للدول العربية المجاورة تلك الدول الخليجية التي فتحت مطارها لضرب بلاد الرافدين , فلم تكن هناك سوى سوريا التي استقبلت تلك اللاجئين العراقيين واحتضنتهم بكل ما أوتيت من قوة, ناهيكم عن استقبال سوريا لمئات اللاف من اللاجئين الفلسطينيين في حين طردتهم الدول العربية "الخليجية" وغيرها فيما استبقلتهم سوريا ووضعتهم بأحسن حال .
سوريا التي رفضت أن تكون جزءاً من مؤامرة عربية امريكية صهيونية لإخماد أي صوت مقاوم في الوطن العربي, سوريا التي تمثلت بقوة الموقف وجرأة القرار سوريا الأسد , فبشار الأسد إن كنا نختلف معه في بعض الأمور ولكن يحسب له بأن الرئيس الأفضل والقائد العربي الأوحد الذي رفض أن تفتح أي من أراضيه لضرب العراق أو أي بلد عربي, لم يسمح بدخول أي طائرة أمريكية أن تعبر أجوائه لضرب العراق , ولم يعطيهم النفط والخرائط والدعم اللوجيستي للتخلص من حضارة الاف السنين .
ألم يكفينا أن يُحسب لسوريا الأسد أنه لا توجد في بلده أي قاعدة أمريكية؟ ولا يوجد في بلده أي سفارة أو مكتب تجاري صهيوني ؟
ألا يكفي سوريا أنها احتضنت المقاومة في وقت قامت الدول العربية جميعاً بمحاربة كل فصائل المقاومة, وقدمت سوريا جراء هذا الاحتضان العديد من التضحيات وكان من نصيبها العديد من العقوبات, لقد كان بمقدور الرئيس بشار الأسد أن يفعل كما فعل غيره من الحكام والدول العربية وتصبح سوريا مثلها مثل باريس, ولكن تلك الثوابت والاحتضان للمقاومة أثار حفيظة أعداء المقاومة في المنطقة وللأسف هم كُثر .
"إن طبيعة سورية الأسد السياسية متشابكة ومعقدة لأبعد الحدود, فمن جهة أولى إن القيادة الممانعة في سورية الأسد تدعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية في محاربة الكيان الصهيوني الغاشم, ومن الجهة الثانية تدعم المقاومة العراقية في محاربة الاحتلال الأمريكي لأرض العراق، ومن جهة ثالثة تتحالف مع إيران لتشكل قبضة فولاذية تواجه أية محاولة لتفتيت المنطقة وتقطع أية ذراع يمكن أن تمتد للأخطبوط الصهيوني في المنطقة, وبهذا فسورية الأسد كدولة تمسك بعدة خيوط, وهي القاعدة الأهم في المنطقة لتصدير مفهوم الصمود والتصدي, وهي الرابط بين جميع الأطراف المقاومة في المنطقة".
قطر .. الجزيرة .. تلك التي كانت إضحوكة ضحكت على العالم العربي بأجمعه ولكن قد انكشفت المؤامرة ووضح كل شيء, فقطر التي تريد أن تجعل من نفسها دول عظمى وهي بها أكبر قواعد أمريكا بالمنطقة , فقطر التي تلعب على التناقضات وتصطاد بالمياه المعكرة تحاول إن تجعل من نفسها رقم ولكن أي رقم الذي ستجنيه "دويلة" تحاط بجنود ومجندين أمريكيين , أي "دويلة" التي تسمح لنفسها أن يذهب بوش وبيرس ويتركوا نسائهم عُرضة "للتبويس" أمام الكاميرات ؟ أي نخوة وكرامة تلك , مع إحترامي للبصقة التي ستخرج من فمي "أتـفـوا عليـكم" .
قطر التي تحاول أن تظهر بأنها تدافع عن حرية الأخرين .. أي حرية تلك التي سيعطيها شخص "عاق" بوالده وقام بحبسه من أجل أن يتولى الحكم, أي حرية تلك التي ننتظرها من أولئك "المخنثين" ؟
لن أعطي تلك "الدويلة" التي تعتبر فعلياً الولاية الواحدة والخمسون لأمريكا لما تتمتع بها أمريكا من الحصول عما تريد من تلك "الدويلة" من مال ونفط ومطارات ودعم لوجيستي وخيانات ونساء وإعلام وتلميع لأمريكا .. إلخ .
بالعودة للجامعة العربية لقد استبشرنا خيراً بمجيء نبيل العربي على رأس الجامعة خلفاً لعمرو موسى , ولكن لم تدم هذه البشارة طويلاً بل بعد مدة قليلة جداً جداً قد قام نبيل العربي بوضع المسمار الأخير بنعش هذه "العاهرة العربية" وقام بتدمير ميثاقها ودستورها وقام بتعليق عضوية سوريا التي هي عضو مؤسس للجامعة العربية , حقيقة أننا في وقتنا هذا الذي نعيشه نحن لسنا بحاجة إلى نبيل العربي , بل نحن بأمس الحاجة إلى عربي نبيل ..!
الأربعاء 16/11/2011
تعليق