يبدو ان فكرة ترشيح رئيس الوزراء إسماعيل هنية ، للدكتور غازي حمد لتولي حقيبة وزارة الداخلية لم تكن محض صدفة او وليد فكرة متعجلة اطلقها هنية لابعاد الملف الامني المعقد والشائك عنه خوفا من اصطدامة بمرارة الفلتان وعقدة الفشل الذ ي لاحقت وزارء الداخلية السابقين .
ويستنتج أن اختيار الدكتور ' حمد ' جاء بعد قراءة مستفيضة، اجراها رئيس الوزراء هنية للواقع الامني والسياسي في قطاع غزة ، وبعد تفكير معمق وجاد لموازين القبول والرضى لدى كافة الاطراف ، على قاعدة تحقيق افضل النتائج ، بعيداً عن المكانة الحزبية والتنظيمية ، ادراكاً منه ان الوضع الداخلي بات قاب قوسين او ادني من الانفجار الذي سيأخذ معه ما تبقي من المحظورات الانسانية والاخلاقية لدى الشعب الفلسطيني ،
ويشير بعض المراقبين الى ان رئيس الوزراء يريد ان يخرج من هذه الجولة منتصراً ، وذلك من خلال ترشيح شخصية حمساوية منفتحة لهذا المنصب ، تلقي قبولاً ودعماً فتحاوياً خاصة من اصحاب القرار ، بعد ادراكة التام ان شخصية مستقلة او حمساوية متسلطة من وجه نظر فتح لن تستطيع أن تقدم شيئاً في ملف الداخلية وسيكون مصيرها الفشل .
فرئيس الوزراء يعلم يقيناً أن اى شخصية لن تكون مقبولة لدى حركة فتح لن يكتب لها النجاح ، وسوف ترجعنا الى دوامة العنف والاقتتال ، والى موجة جديدة من موجات الاستقطاب الحزبي والتخندق الفصائلي الذي بات عبئأ على الشعب الفلسطيني .
كما حدث مع الوزرين السابقين ( صيام والقواسمي ) ، خاصة بعد الاحداث الدامية التي وقعت في فترة وزير الداخلية هاني القواسمي ، وقد عمل هنية على ترشيح القيادي المعتدل في حركة حماس والناطق باسم رئيس الوزراء لحقيبة هو يراسها بنفسة ، بالرغم من معرفتة المسيقة أن اتفاق مكة الموقع بين فتح وحماس يحدد أن شخصية وزير الداخلية يجب أن تكون مستقلة ، إلا أن الترجيحات تصب في خانة موافقة حركة فتح على تولي الدكتور حمد ، ذو الخلفية الأكاديمية والإعلامية هذا الموقع الذي يختص بالقضايا ذات الطابع الأمني والعسكري .
شخصية منفتحة
تشير المعلومات إلى أن الدكتور غازي حمد واحد من أكثر قيادات حركة حماس انفتاحاً على مختلف التيارات السياسية الفلسطينية ، وتحظى مواقفه المعلنة والخفية برضى وإعجاب معظم الفصائل الفلسطينية ، بعد تجربة الغنية في العمل السياسي من خلال حزب الخلاص الاسلامي ، الذي اسس بعد قيام السلطة الوطنية ، واحتكاكة المباشر مع معظم قادة العمل السياسي والوطني الفلسطيني وفي مقدمتهم الشهيد ياسر عرفات .
ويعرف عنه بأنه شخصية تصالحية من الطراز الأول ،على عكس العديد من قيادات ' حماس ' التي فضلت البقاء في موقف التنافر التام مع فتح وقياداتها !
كما انة له مبادرات بشأن مسألة وقف الاقتتال الداخلي ، وحدد أكثر من مرة سبل التوافق بين التيارين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية ، لكن صوت الرصاص كان يتغلب أحياناً على صوت العقل والحكمة
حمد والملفات الداخلية
وكان الدكتور غازي حمد ، قد حدد أولويات التعامل مع ملف الانفلات الأمني في مقالة مهمة نشرت له ـ ونشرتها معاً في حينه ـ بيّن فيها أن الاحتلال ليس وحده المسؤول عن الفلتان الحاصل في الساحة الفلسطينية ، وأن الجميع ـ الجميع بلا استثناء ـ يتحمل مسؤولياته تجاه المأساة التي تعيشها غزة ، ناهيك أن ' حمد ' من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس المتحمسة لفكرة ترشيد سلاح المقاومة وتوظيف العمل المقاوم في خدمة البرنامج السياسي الفلسطيني ، وهو من أصحاب المبادرات فيما يتعلق بمسألة التهدئة مع إسرائيل ، وتلاقي مواقفه السياسية قبولاً من أطراف أوروبية ، دفعت بريطانيا إلى منحه تأشيرة دخول لأراضيها قبل فترة وجيزة حيث زارها والتقى بشخصيات عدة هناك.
ويعتبر ' حمد ' من القيادات الحمساوية الواعية لحقيقة المعادلة الدولية والاقليمة وهو من الذين يريدون اكمال المسيرة بنجاح والتعامل مع المجتمع الدولي بعيداً عن الشعارات والمصطلحات التي لا تخدم هذا النهج ، كما انه من منتقدي اطلاق الصوتريخ ويعتبرها غير صالحة لهذه المرحلة ! وبل ويعتبرها تعطيلا للمسارات السياسية ،وهو بالاضافة الى عدد من قيادات حماس في الداخل والخارج من الذين دفعوا باتجاه القبول بحل الدولتين ودولة على حدود 67 .
حمد ودحلان
ويتمتع حمد بعلاقات متشعبة ومتينة مع مختلف الأوساط ، وتربطه علاقات مميزة بأكثر من شخصية فلسطينية من غير تلك التي تنتمي لحركة حماس ، خاصة علاقتة بمؤسسة الرئاسة ، ولكن الاكثر جدلاً لدى البعض علاقتة الخاصة والمميزة مع القيادي الفتحاوي البارز محمد دحلان ، وهي علاقة تتجاوز حدود المجاملات ذات الطابع الدبلوماسي ، لتصل العلاقات الاجتماعية واللقاءات والزيارات المتبادلة التي تصل الى ساعات طويلة ، كما انها تصل من الناحية السياسية حد التوافق على الكثير من القضايا التي يعتقد البعض أنها من المحرمات في عرف حركة حماس ، وعموماً فإن حركة فتح ربما لن تجد افضل من الدكتور غازي حمد لتناقشه في موضوعات كانت خلافية مع وزراء سابقين للداخلية بيد أنها تمثل قناعات بالنسبة لحمد الذي تنتظره مهمة ليست باليسيرة لكنها بالتأكيد ليست مستحيلة.
ويرجح أن مسألة ترشيح الدكتور غازي حمد بقوة ، لم تخرج الى النور الا بعد اخذ موافقة مبدئية من النائب دحلان ومن خلفة حركة فتح ، الذي ابدى عدم ممانعتة في تولي الدكتور حمد لهذه الحقيبة الجدلية ، مما دفع برئيس الوزراء اسماعيل هنية الى الموافقة على ترشيح حمد والدفع باتجاة .
وتذكر بعض المصادر أنه نتيجة للعلاقة القوية التي تربط النائب ' دحلان ' بالدكتور ' حمد ' فانه جرى التوافق بينهما على وضع خطة امنية مشتركة لمكافحة الفلتان الامني وفوضى السلاح ، وتعزيز اواصر الثقة بين فتح وحماس ، من ابرزها التوافق على دمج القوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية ( حماس) بالقوة التنفيذية الخاصة التابعة لحركة لفتح ، وان تقوم هاتين القوتين بتولي الملف الامني وتنفيذ الخطة الامنية .
ويبقي ان يقال ان الدكتور غازي حمد من الذين يفهمون جيداً طبيعة مراكز القوى في قطاع غزة ، وهو أحد المشجعين على عدم البحث في الخيارات المعدومة ، ويعرف أكثر من غيرة ان التوافق الناجح والامثل هو التوافق بين الاقوياء على قاعدة المصالح الوطنية المشتركة .
المصدر: وكالة معاً الاخبارية المستقلة
ويستنتج أن اختيار الدكتور ' حمد ' جاء بعد قراءة مستفيضة، اجراها رئيس الوزراء هنية للواقع الامني والسياسي في قطاع غزة ، وبعد تفكير معمق وجاد لموازين القبول والرضى لدى كافة الاطراف ، على قاعدة تحقيق افضل النتائج ، بعيداً عن المكانة الحزبية والتنظيمية ، ادراكاً منه ان الوضع الداخلي بات قاب قوسين او ادني من الانفجار الذي سيأخذ معه ما تبقي من المحظورات الانسانية والاخلاقية لدى الشعب الفلسطيني ،
ويشير بعض المراقبين الى ان رئيس الوزراء يريد ان يخرج من هذه الجولة منتصراً ، وذلك من خلال ترشيح شخصية حمساوية منفتحة لهذا المنصب ، تلقي قبولاً ودعماً فتحاوياً خاصة من اصحاب القرار ، بعد ادراكة التام ان شخصية مستقلة او حمساوية متسلطة من وجه نظر فتح لن تستطيع أن تقدم شيئاً في ملف الداخلية وسيكون مصيرها الفشل .
فرئيس الوزراء يعلم يقيناً أن اى شخصية لن تكون مقبولة لدى حركة فتح لن يكتب لها النجاح ، وسوف ترجعنا الى دوامة العنف والاقتتال ، والى موجة جديدة من موجات الاستقطاب الحزبي والتخندق الفصائلي الذي بات عبئأ على الشعب الفلسطيني .
كما حدث مع الوزرين السابقين ( صيام والقواسمي ) ، خاصة بعد الاحداث الدامية التي وقعت في فترة وزير الداخلية هاني القواسمي ، وقد عمل هنية على ترشيح القيادي المعتدل في حركة حماس والناطق باسم رئيس الوزراء لحقيبة هو يراسها بنفسة ، بالرغم من معرفتة المسيقة أن اتفاق مكة الموقع بين فتح وحماس يحدد أن شخصية وزير الداخلية يجب أن تكون مستقلة ، إلا أن الترجيحات تصب في خانة موافقة حركة فتح على تولي الدكتور حمد ، ذو الخلفية الأكاديمية والإعلامية هذا الموقع الذي يختص بالقضايا ذات الطابع الأمني والعسكري .
شخصية منفتحة
تشير المعلومات إلى أن الدكتور غازي حمد واحد من أكثر قيادات حركة حماس انفتاحاً على مختلف التيارات السياسية الفلسطينية ، وتحظى مواقفه المعلنة والخفية برضى وإعجاب معظم الفصائل الفلسطينية ، بعد تجربة الغنية في العمل السياسي من خلال حزب الخلاص الاسلامي ، الذي اسس بعد قيام السلطة الوطنية ، واحتكاكة المباشر مع معظم قادة العمل السياسي والوطني الفلسطيني وفي مقدمتهم الشهيد ياسر عرفات .
ويعرف عنه بأنه شخصية تصالحية من الطراز الأول ،على عكس العديد من قيادات ' حماس ' التي فضلت البقاء في موقف التنافر التام مع فتح وقياداتها !
كما انة له مبادرات بشأن مسألة وقف الاقتتال الداخلي ، وحدد أكثر من مرة سبل التوافق بين التيارين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية ، لكن صوت الرصاص كان يتغلب أحياناً على صوت العقل والحكمة
حمد والملفات الداخلية
وكان الدكتور غازي حمد ، قد حدد أولويات التعامل مع ملف الانفلات الأمني في مقالة مهمة نشرت له ـ ونشرتها معاً في حينه ـ بيّن فيها أن الاحتلال ليس وحده المسؤول عن الفلتان الحاصل في الساحة الفلسطينية ، وأن الجميع ـ الجميع بلا استثناء ـ يتحمل مسؤولياته تجاه المأساة التي تعيشها غزة ، ناهيك أن ' حمد ' من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس المتحمسة لفكرة ترشيد سلاح المقاومة وتوظيف العمل المقاوم في خدمة البرنامج السياسي الفلسطيني ، وهو من أصحاب المبادرات فيما يتعلق بمسألة التهدئة مع إسرائيل ، وتلاقي مواقفه السياسية قبولاً من أطراف أوروبية ، دفعت بريطانيا إلى منحه تأشيرة دخول لأراضيها قبل فترة وجيزة حيث زارها والتقى بشخصيات عدة هناك.
ويعتبر ' حمد ' من القيادات الحمساوية الواعية لحقيقة المعادلة الدولية والاقليمة وهو من الذين يريدون اكمال المسيرة بنجاح والتعامل مع المجتمع الدولي بعيداً عن الشعارات والمصطلحات التي لا تخدم هذا النهج ، كما انه من منتقدي اطلاق الصوتريخ ويعتبرها غير صالحة لهذه المرحلة ! وبل ويعتبرها تعطيلا للمسارات السياسية ،وهو بالاضافة الى عدد من قيادات حماس في الداخل والخارج من الذين دفعوا باتجاه القبول بحل الدولتين ودولة على حدود 67 .
حمد ودحلان
ويتمتع حمد بعلاقات متشعبة ومتينة مع مختلف الأوساط ، وتربطه علاقات مميزة بأكثر من شخصية فلسطينية من غير تلك التي تنتمي لحركة حماس ، خاصة علاقتة بمؤسسة الرئاسة ، ولكن الاكثر جدلاً لدى البعض علاقتة الخاصة والمميزة مع القيادي الفتحاوي البارز محمد دحلان ، وهي علاقة تتجاوز حدود المجاملات ذات الطابع الدبلوماسي ، لتصل العلاقات الاجتماعية واللقاءات والزيارات المتبادلة التي تصل الى ساعات طويلة ، كما انها تصل من الناحية السياسية حد التوافق على الكثير من القضايا التي يعتقد البعض أنها من المحرمات في عرف حركة حماس ، وعموماً فإن حركة فتح ربما لن تجد افضل من الدكتور غازي حمد لتناقشه في موضوعات كانت خلافية مع وزراء سابقين للداخلية بيد أنها تمثل قناعات بالنسبة لحمد الذي تنتظره مهمة ليست باليسيرة لكنها بالتأكيد ليست مستحيلة.
ويرجح أن مسألة ترشيح الدكتور غازي حمد بقوة ، لم تخرج الى النور الا بعد اخذ موافقة مبدئية من النائب دحلان ومن خلفة حركة فتح ، الذي ابدى عدم ممانعتة في تولي الدكتور حمد لهذه الحقيبة الجدلية ، مما دفع برئيس الوزراء اسماعيل هنية الى الموافقة على ترشيح حمد والدفع باتجاة .
وتذكر بعض المصادر أنه نتيجة للعلاقة القوية التي تربط النائب ' دحلان ' بالدكتور ' حمد ' فانه جرى التوافق بينهما على وضع خطة امنية مشتركة لمكافحة الفلتان الامني وفوضى السلاح ، وتعزيز اواصر الثقة بين فتح وحماس ، من ابرزها التوافق على دمج القوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية ( حماس) بالقوة التنفيذية الخاصة التابعة لحركة لفتح ، وان تقوم هاتين القوتين بتولي الملف الامني وتنفيذ الخطة الامنية .
ويبقي ان يقال ان الدكتور غازي حمد من الذين يفهمون جيداً طبيعة مراكز القوى في قطاع غزة ، وهو أحد المشجعين على عدم البحث في الخيارات المعدومة ، ويعرف أكثر من غيرة ان التوافق الناجح والامثل هو التوافق بين الاقوياء على قاعدة المصالح الوطنية المشتركة .
المصدر: وكالة معاً الاخبارية المستقلة
تعليق