الإعلام الحربي – غزة:
وقف الجميع مذهولاً بلا استثناء من سرعة وهالة رد جنود سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على جريمة اغتيال ثلة من مجاهديها في وحدة التقنية والتصنيع، فيما سارع العدو الصهيوني الذي عجزت قبته "النائمة" وطائراته التي لم تغب عن سماء غزة والأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستخباراتية عن التصدي أو منع تساقط زخات الصواريخ التي انهمرت نحو مستوطناته المحيطة بقطاع غزة من كل حدب ودب، إلى الاستنجاد بالجهود المصرية وبعض الأطراف الدولية لطلب تثبيت التهدئة من حركة الجهاد الإسلامي، التي أقضت مضجعه ودفعت أكثر من ربع مليون مغتصب صهيوني إلى المبيت في الملاجئ عدم الذهاب إلى إعمالهم مدارسهم خشية على حياتهم من الموت الذي بات يلاحقهم في مخدعهم.
وكانت طائرات الاحتلال الصهيوني قد أقدمت على اغتيال خمسة من قادة وحدة التقنية والتصنيع، مطلع هذا الأسبوع، أثناء تواجدهم في أحد مواقع التدريب العسكرية جنوب قطاع غزة، الأمر دفع سرايا القدس استنفار كافة عناصرها المقاتلة لرد على الجريمة الصهيونية بقصف المغتصبات الصهيونية المحيطة بقطاع غزة، والمواقع العسكرية بوابل من صواريخ "غراد" و"قدس و107، والهاون الثقيل، الأمر الذي أودى بحياة احدهم وإصابة العشرات منهم بجراح مختلفة، بالإضافة إلى حالة الخوف والهلع التي أصابت الآلاف منهم. فيما التحق سبعة شهداء آخرين لقائمة الشهداء الخمسة ليرتفع العدد إلى اثنا عشر شهيدا.
المقاومة درعنا الواقي
العديد من المواطنين عبر عن امتنانهم الكبير لحركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري "سرايا القدس"، التي دأبت منذ نشأتها على تصدر المشهد الفلسطيني في معركة الدفاع عن شعبها ضد الاحتلال الصهيوني، مؤكدين أن الرد النوعي والقاسي أعاد لهم الثقة بالمقاومة الفلسطينية التي تراجعت خلال السنوات الماضية بسبب الانقسام.
المواطن خليل عابد أكد في حديثه له، أن الرد النوعي والسريع على جريمة اغتيال ثلة من مجاهدي الشعب الفلسطيني أثبت أن "سرايا القدس" استطاعت الاستفادة جيداً من حالة التهدئة في تزويد ترسانة العسكرية بأسلحة متطور ونوعية قادرة على كبح جماح العدو الصهيوني.
قال عابد الطالب في كلية العلوم السياسية:" يبدوا لي أن الهجوم العنيف لسرايا القدس الذي أذهل العدو قبل الصديق، قد حمل رسائل واضحة لـقادة الكيان أهمها أن أي حماقة جديدة ضد الشعب الفلسطيني لن تمر بلا رد، ولن يكون تهديدها بإعادة احتلال قطاع غزة من جديد نزهة كما كان يظن ويعتقد"، لافتاً إلى أن تصريحات قادة المقاومة تؤكد أن في جعبتها الكثير من الإمكانات التي يمكن من خلال أن خلق حالة من "توازن رعب".
في حين اكد المواطن محمود عياش "26" عاماً أن الرد الطبيعي على جرائم العدو الصهيوني يجب أن يكون بذات القدر لإجبار العدو على إعادة حساباته إذا ما قرر الإقدام على حماقة جديدة، مشدداً على ضرورة أن يكون الرد القادم على أي عدوان صهيوني على قدر مستوى التصعيد "الدم بالدم".
العنوان "سرايا القدس"
أما المواطن عماد أبو مرزوق 42عاماً فأكد أن سرايا القدس أظهرت إستراتيجية جديدة للمقاومة الفلسطينية في ردها على جريمة الاحتلال الصهيوني بحق مجاهدي الشعب الفلسطيني، ومؤكداً أن الرد القاسي والقوي لسرايا القدس لقن قادة الاحتلال درساً لن ينسوه.
وقال أبو مرزوق :" سرايا القدس بترسانتها العسكرية المتطورة تشكل خطراً جسيماً على دولة الكيان, ومصدر قلق له, بعد أن استخدمت وسائل متطورة ونوعية في الرد على جريمة اغتيال المجاهدين في غزة",موضحاً أن المقاومة اليوم قادرة على الهجوم ولم تعد تكتفي بالرد.
ودعا مرزوق سرايا القدس لاستمرارها في نهج المقاومة وعدم الانجرار وراء وعود التهدئة التي يحاول العدو من خلال إعطاء نفسه الفرصة لاقتناص قيادة المقاومة, ومطالباً سلطة رام الله بوقف التنسيق الأمني وإطلاق يد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية لدفاع عن أهلنا هناك من اعتداءات المستوطنين المتواصلة.
أما أحمد أبو هاشم فقال أن سرايا القدس استطاعت أن ترد على جريمة الاحتلال بما يتوازى مع حجم الجريمة, وأنها فاجأته بالتطور النوعي والتكتيكي في إستراتيجيتها العسكرية مجبرة إياه على استجداء "التهدئة" من الوسيط المصري.
وأشار أبو هاشم أن التكتيك العسكري الذي أظهرته سرايا القدس براجمة الصواريخ هو كشف ورقة من أوراق المقاومة لتحذير الاحتلال من ارتكاب أي حماقة جديدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني, مشدداً على ضرورة أن تظهر المقاومة بعض من قدراتها العسكرية للجم الاحتلال الذي لا يعي الا لغة القوة.
تكتيك جديد.. ردع جزئي
وبدوره أكد الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو أحمد أن رد المقاومة الفلسطينية على جريمة الاحتلال كان نوعياً بامتياز, مما دفع الاحتلال للسعي حثيثاً لاستجداء التهدئة في قطاع غزة.
وقال أبو أحمد "الاحتلال أدرك أن المقاومة بالفعل لديها ما تستطيع من خلاله الوصول لبعض توازن الردع الجزئي لأن الفارق كبير مع العدو"، مؤكداً أن المقاومة بجميع فصائلها لديها الكثير من المفاجئات.
وبين المتحدث باسم سرايا القدس أن الاحتلال سيجد نفسه في مأزق "إذا فكر بارتكاب أي حماقة جديدة ضد قطاع غزة وطائرات الاستطلاع التي تحلق بكثافة في أجواء غزة كسر لحالة التهدئة المبرمة".
وشدد أبو أحمد على حق المقاومة الحصول على أي سلاح يقويها في مواجهة الاحتلال وردعه عن الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد أن سرايا القدس أرادت من خلال ردها العنيف والمفاجئ إيصال رسالة شديدة اللهجة للعدو الصهيوني أن أي حماقة صهيونية جديدة سيوازيها رداً عسكرياً عنيفاً من جانب سرايا القدس.
وأضاف:"تجاوبنا مع الجهود المصرية التي بدأت منذ اللحظات الأولى لإطلاق المقاومة الصواريخ باتجاه المغتصبات, مع الاحتفاظ بحقنا بالرد على أي جريمة يقوم بها الاحتلال وبالشكل الذي نراه مناسباً".
لا حدود لرد
وأوضح أبو أحمد أنه لا توجد خطوط حمراء أمام سرايا القدس والمشروع المقاوم, وأن وردة الفعل ستكون موازية لحجم الجريمة الصهيونية ونوعيتها، مؤكداً أن المقاومة أظهرت جزءاً قليلاً مما في جعبتها من إمكانيات تستطيع من خلال كبح جماح العد الصهيوني، التي سيتم استخدامها حسب طبيعة ونوعية العدوان الصهيوني.
ونوه أبو أحمد إلى أن الكرة الآن باتت في ملعب الوسيط المصري في حالة التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية و الكيان الصهيوني.
وطالب الجانب المصري بأن يوضح إذا كان الاحتلال سيلتزم بالتهدئة من عدمه، مستدركاً "على مصر أن تضغط على الاحتلال بذلك".
تعليق