الجهاد: لسنا في جيبة حماس ولا عصا بيد فتح وحل السلطة يتطلب اتفاقا
مكة المكرمة - موفد معا - اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة محاولة لجر المنطقة إلى موجة عنف جديدة للتغطية على المشاكل الاسرائيلية الداخلية وقطع الطريق على الحوار والمصالحة واستكمال صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت بين فصائل المقاومة واسرائيل مقابل الجندي جلعاد شاليط.
ودافعت حركة الجهاد عن استقلال إرادتها وعدم هيمنة حماس أو فتح (كبرى الفصائل الفلسطينية) على قرارها أو توجهها، بينما رأت الجهاد أن الإقدام على حل السلطة يتطلب اتفاقا وطنيا يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويلقي بالمسؤولية على عاتق المجتمع الدولي.
جاءت هذه المواقف في إطار مقابلة أجراها موفد وكالة "معا" زهير الشاعر الى الديار الحجازية مع القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش "أبو عاشور" المتواجد في مكة لاداء مناسك الحج.
وفيما يلي نص الحوار:
- ما هو موقف الجهاد الاسلامي من التصعيد الاسرائيلي الأخير ولماذا جاء في هذا الوقت؟؟
* ان التصعيد الاسرائيلي الذي طال أبناء الجهاد الاسلامي والشعب الفلسطيني جاء في إطار تنغيص الحياة الفلسطينية، وفرحة الشعب بعودة أسراه، وجاء لاستهداف الحركة في اطار التغطية على مشاكل اسرائيل الداخلية، ومحاولة لجر المنطقة الى حالة من التصعيد لقطع الطريق على الحوار والمصالحة واستكمال صفقة التبادل.
- فوجئت اسرائيل بحجم الرد من قبل الجهاد، هل فعلا باتت معايير القوة مختلفة عما قبل الحرب عام 2008؟
* نحن أبناء هذه الارض ومشتتين بفعل الاحتلال في كافة الاقطار والمخيمات فبالتالي المقاومة من حقها ان تستعد وان تكون قادرة على ايذاء الاحتلال الاسرائيلي وان تمتلك عناصر القوة، وسرايا القدس الجناح العسكري للحركة وكل الفصائل الفلسطينية عليها ان تقوي نفسها، والجهاد الاسلامي بعد حرب 2008 قامت بدراسة كل الامكانيات وهي أفضل بكثير عما كانت عليه قبل الحرب وتمتلك قوة عسكرية كبيرة.
- انتزاع فلسطين اعترافا في اليونسكو ماذا يمثل للجهاد الاسلامي؟؟
* هذه خطوة مناسبة وينبغي ان نسعى إلى تمثيل الفلسطينيين في كافة المحافل الدولية، هذه الخطوة تخدم قضايا شعبنا الفلسطيني واظهرت مدى انحياز امريكا والمانيا وبريطانيا الى اسرائيل ووقفوها ضد القضية الفلسطينية.
-ما رأيكم في خيار التوجه للأمم المتحدة، وإن كان لكم تحفظات على ذلك ما هي؟
* نؤكد على حق شعبنا الفلسطيني في الحصول على كامل حقوقه دون انتقاص، نحن مع حق شعبنا في الحصول على كامل حقوقه وسنكون مع أي خطوة تدعم ذلك ولن نكون مع خطوات تنتقص حق الشعب.
اذا ادى التوجه الى الامم المتحدة انجازا نحن سنكون معه وسنواصل المشوار حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني. وهنا أؤكد على ان الاحتلال لن ينسحب من الاراضي المحتلة عام 67والادارة الامريكية غير قادرة على ارغام اسرائيل على الانسحاب، وامريكا اعلنت معارضتها لخطوة "ابو مازن" وهم يريدون اجبار الرئيس عباس على العودة للتفاوض.
واذا عدنا الى المفاوضات فهذا الأمر محكوم بموازين القوى وان اصرار امريكا على المفاوضات يعني انحيازها لاسرائيل وادارة الظهر لحقوقنا كما أن حل الدولتين ثبت انه يخدم اسرائيل، ونحن في حركة الجهاد سنعتبر انه في حالة قبول دولة على حدود عام 67 ان علينا واجب مواصلة المقاومة لاسترداد كامل التراب الوطني الفلسطيني.
- هل انتم مع خيار حل السلطة؟
* اذا كان هناك اتفاق وطني على حل السلطة ويحفظ حقوق شعبنا الفلسطيني نحن مع حلها ولن نعارض ذلك، حتى يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية كاملة عن شعبنا الفلسطيني... اذا كان هناك توافق على حل السلطة ليكن ذلك.
- ما دور الجهاد في المصالحة؟ ولمن تحمّلون مسؤولية تعطيلها حتى هذا الوقت؟
* المصالحة معطلة لأن طرفي الصراع فتح وحماس قررا تأخير اتمامها لحين ذهاب الرئيس "ابو مازن" الى الامم المتحدة، والآن جرى تأجيلها لشهر آخر ونأمل أن يكون لقاء تشرين الثاني- نوفمبر حاسما لتطبيق اتفاق المصالحة بشكل نهائي. والذهاب لتشكيل حكومة واحدة والدخول في بناء منظمة التحرير والاتفاق على برنامج وطني موحد ليكون للشعب الفلسطيني مرجعية موحدة وبناء المنظمة من جديد.
ان الجهاد الاسلامي ليست طرفا في الانقسام وحاولت الخروج من الانقسام وقامت بدور ميادني في غزة والضفة الغربية، وان الانقسام وتداعياته شكل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية من خلال استغلال اسرائيل لانشغال الفلسطينيين بالاقتتال من أجل بناء مستوطنات في الضفة.
- هناك من يقول إن حركة الجهاد انطوت تحت اطار حماس، ما ردك على هذا القول؟
* هذا كلام غير دقيق ولا يستوي مع معطيات الحال.. الجهاد كانت تقوم بمعركة لوحدها في العدوان الاخير على قطاع غزة، وهي لم تشارك حماس في الانقسام بغزة.
نحن لسنا في جيبة حماس ولن نكون عصا في يد حركة فتح.. نحن في حركة الجهاد الاسلامي علاقتنا قوية ومحترمة مع كافة التنظيمات بما فيها فتح وحماس، نحن حركة ضد الاحتلال وحريصون على علاقتنا مع الجميع.. علاقتنا مع فتح علاقة خندق ولم يحصل أي خلاف صغير مع فتح في غزة.
- هل حركة الجهاد تفكر بالدخول في أي حكومة أو أن تشارك في الانتخابات المقبلة؟؟
* حتى الان لم يتغير شيء على موقف الجهاد وهو عدم المشاركة في أي حكومة أو انتخابات مقبلة، طالما أن المرجعية السياسية كما هي صعب ان نشارك، اذا تغيرت المرجعية كل شيء يدرس في حينه.
- هل تتعرضون لمضايقات في الضفة وغزة؟
* المضايقات وجدت بفعل الانقسام ولكن ليس على مستوى عال ونحلها بالحوار ومستواها ليس كبيرا.
- صفقة البتادل. هل الجهاد راضية عنها خاصة أن عدد أسراها المشمولين في إطارها كان قليلا؟
الجهاد راضية عن صفقة التبادل بغض النظر عن انتماء الاسرى المحررين، لانهم كلهم ابناء الشعب الفلسطيني ونعتبرهم جنودا لهذا الوطن، وخروج أي أسير فلسطيني من سجون الاحتلال هو مكسب كبير لشعبنا وندعو الى خطف المزيد من الجنود لاطلاق سراح كافة الاسرى من معتقلات الاحتلال.
- ما موقف الجهاد من الثورات العربية؟
حركة الجهاد الاسلامي تعتبر ما يدور هو مرحلة تحرير الانسان العربي ونحن نعيش مرحلة من الاستبداد والجهل، ومن حق الشعوب العربية ان تشارك في اتخاذ القرارات مع حكوماتها في الحكم لكن امريكا ودول النيتو يريدون فرض وصايا على بعض هذه الثورات. ونحن بحاجة إلى أن تحقق الثورات اهدافها لكن بدون وصايا امريكية.
تعليق