معاذ العامودي
لم أفهم معنى قول "إسرائيل" أن خلل فني أصاب القبة الحديدية والتي فشلت فشلاً ذريعاً في التصدي لصواريخ المقاومة, وعلى رأسها سرايا القدس بعد أن أمطرت المستوطنات بعشرات صواريخ "الجراد".
قال لي صديقي أن الخلل في القبة الحديدية بسبب "البُوجِيَّة" أسفل القبة, والتي لم تطلق الشرر لتتبع صواريخ المقاومة, وهذا سبب فشل "ماتور الكيلو" في بيته دائماً.
وقال صديقي الآخر "إسرائيل لم تتوقع حجم الرد, ففاجئهم سرايا القدس بزخات من صواريخ "الجراد", والتي حطمت نظرية الأمن القومي الإسرائيلي, والرهبة الدائمة من تصعيد .
ولأن إسرائيل لم تتوقع قوة الرد من المقاومة, سارعت بالاتصال في "المختار المصري" بعد أن ذهبت بـ"جاهة" هناك, ووضع الوسيط المصري وَجْهَهُ على تهدئة دخلت حيز التنفيذ "من صراصير الصبح" انطلقت من ديوان القاهرة.
"إسرائيل" لم تدرك بعد أن التغيرات في المنطقة كبيرة جداً, والتحالفات بدأت تتغير خصوصاً تلك التي تنبع من منطلق شعبي ثم تتصعد لتصل إلى قرار رسمي يطفئ غضب الشارع المحيط في المنطقة العربية.
إسرائيل تعلم اليوم أن كل من يريد "تنظيف نفسه" من الزعماء الباقين, والوزراء والمسئولين, لن يستخدم "الديتول" أو "الكلور" أو "بانتين بروفين" ولكنه حتماً سيهاجم إسرائيل بكافة المصطلحات المرضية للشارع الثائر من الفعل يثور لينظف نفسه بعدة عبارات تضعه مستقبلا تحت اضطرارية التنفيذ, وأصبح الكل بما فيهم مصر يتحدث عن الأمن القومي, والتحالف مع الشرق والغرب والمياه, والنيل, والبترول, والغاز الطبيعي.
أي تصعيد في الشارع الغزي قد يزيد الشارع العربي شحناً وحقداً, وإسرائيل في غنى عن ذلك بالذات في هذه اللحظة, والتي تنتشي فيها المقاومة لذة الانتصار بعد صفقة التبادل, ورفع رأسهما في السوق العربية والإسلامية.
تحيا سرايا القدس وكافة فصائل المقاومة والتي أوصلت رسالة للعدو مفادها " إن العبث بدماء الفلسطينيين سيضطرنا لاستخدام الخيارات الموجودة والمتاحة" وأما الآخرون من أصحاب الخيارات الأخرى فليس لهم ذكر في مثل هذه المواقف.
المصدر: فلسطين الآن
تعليق