اخبار فلسطين / جنين
اعداد / علاء عماد
كان أسامة في بطن والدته جنينا ينتظر ولادته إلى الدنيا حين كان والده ثابت مرداوي في الأسر وفي أقبية التحقيق يتعرض للتعذيب والتحقيق القاسي المؤلم كونه قائدا عسكريا في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين سرايا القدس، وكان من أبرز القادة المشاركين في معركة مخيم جنين 2002م.
ولم يكن ثابت مردواي مجرد رقم في قائمة القادة المطلوبين في الضفة الغربية المحتلة، فقد كان جنبا إلى جنب مع قائد معركة المخيم وقائد سرايا القدس الشهيد محمود طوالبة، وكان مخططا ومشاركا في العديد من العمليات التي نفذتها سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي.
وبينما كانت عائلة القائد مردواي تنتظر إبرام صفقة التبادل بين الجندي شاليط والأسرى كانت آمالهم منعقدة بأن يكون "ثابت" من بينهم، ولكن تلك الآمال سرعان ما ذهبت أدراج الرياح مع إعلان أسماء الأسرى المدرجين ضمن الصفقة.
وتساءل الطفل "أسامة" بحرقة عن عدم إدراج اسم والده "ثابت" ضمن قوائم المفرج عنهم في صفقة التبادل، وقال والدموع تنهمر من عينيه: "أتمنى أن أصبح مثل سائر الأطفال وأن أنعم بالعيش في أحضان والدي الذي لم يقبلني حتى لو قبلة واحدة منذ ميلادي".
لن يغلق الباب
عزمي مردواي -والد الأسيرين ثابت ومحمد- قال: "كنا نتمنى أن يكون لولدنا ثابت اسم في قائمة التبادل، ولكن أنا أقول لك إن السجن لن يغلق بابه على أحد، ولن يغلق في وجه الأبطال.. نحمد الله على كل شيء".
ويروي والد الأسيرين في حديث لـ"الاستقلال": "وردنا في اليوم الأول والثاني بأن هناك أسماء يتم تداولها في الإعلام ومن بينها ثابت، فغمرتنا السعادة وعمّت الفرحة في البيت.. إننا نحمد الله في السراء والضراء".
ويشير أبو ثابت وهو في الستين من عمره إلى أنهم يتمنون لكل الأسرى ولكل رفاق ابنهم في الأسر أن يفرج عنهم قريبا غير آجل، "وثابت ليس وحده في الأسر بل معه شقيقه الأسير محمد وهو معتقل منذ أربعة شهور".
لحظة ألم
وتقول "تسنيم" -شقيقة الأسير ثابت- وهي تعتصر ألما في حديثها: "لقد خيم الحزن على العائلة بعد أن جرى ذكر الأسماء في الإعلام ومنها ما كان صحيحا ومنها ما كان غير ذلك.. كان أملنا في الله -عز وجل- أن يكون ثابت من بينهم وبخاصة أنه يقضي حكما بالسجن لـ23 مؤبدا".
وتتابع: "عندما أسمع ابنه أسامة وهو يتحدث عن والده الأسير وهو يقول بابا ويردد أن أبي سيخرج مع الأسرى وفي صفقة شاليط أحزن كثيرا".
وتضيف تسنيم لـ"الاستقلال": "شقيقي يمتلك روحا جهادية عالية؛ فهو ما زال صامدا في الأسر وحوّل الأسر من محنة إلى منحة بعد أن أتمّ حفظ كتاب الله -عز وجل- في السجن، وكان قبل اعتقاله يدرس في جامعة القدس المفتوحة في جنين ليدرس الاقتصاد، ثم شارك في تأسيس الجماعة الإسلامية -الإطار الطلابي للجهاد الإسلامي- وأصبح مقاتلا عسكريا في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي".
وفي النهاية باركت عائلة الأسير ثابت صفقة الوفاء للأحرار متمنية كسر قيود باقي الأسرى.
صحيفة الاستقلال
تعليق