صفقة التبادل تحرج "فتح" وتربك "معاً"
أجناد الإخباري-الضفة المحتلة
رغم التأكيدات المتوالية من قبل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن إنجاز صفقة تبادل الأسرى والتوقيع عليها يعد انتصاراً لكل الفلسطينيين، جاء موقف حركة "فتح" في غاية الارتجال والارتباك، فيما حاولت وسائلها الإعلامية التشويش على قيمة الصفقة كإنجازٍ فلسطينيٍ وطنيٍ غير مسبوق.
رئيس السلطة محمود عباس، أطلق تصريحاً يناقض كل ما قاله سابقاً حين رحب باتفاق تبادل الأسرى، زاعماً:" أرحب بهذا الاتفاق الذي تم، وكنا انتظرناه منذ فترة طويلة".ويتناقض هذا الموقف مع تصريحاتٍ علنيةٍ سابقةٍ لذات رئيس السلطة كرر فيها انتقاده لحركة "حماس" بسبب أسرها الجندي الصهيوني جلعاد شاليط مدعياً أن ثمن احتفاظ الحركة بشاليط كان باهظاً أكثر من قيمة ما يمكن أن يتحقق من إنجاز.
وفي ذروة سمو رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل وهو يؤكد أن الصفقة تخص كل الفلسطينيين، وأمام تواضعه لعائلات الأسرى وتعهده بأن تواصل حركته مشوار النضال حتى تحرير آخر سجين، لم يتطرق رئيس السلطة الذي تحدث من كاراكاس لدور أيٍ من الفصائل التي أسرت الجندي واحتفظت به لأربعة أعوامٍ، وخاضت حرباً ضروساً لعشرين يوماً متواصلةً وصولاً إلى هذه الصفقة المشرفة مكتفياً بثمين جهود الوساطة المصرية لتحقيق الاتفاق.
إحراجٌ لفتح
وأوقع توقيع الصفقة بالشروط التي كانت تطالب بها "حماس" حركة "فتح" في إحراجٍ كبير، فالأخيرة خاضت تجربةً مريرةً من المفاوضات مع الاحتلال شهدت إقامة السلطة الفلسطينية دون أي حلحلةٍ في ملف الأسرى.ويأخذ كثير من الباحثين والمختصين في شؤون الأسرى والمعتقلين على "فتح" أنها تركت موضوع الأسرى في اتفاقياتها مع الاحتلال تحت تصرف حكومات "تل أبيب" التي أفرجت في عدة مناسباتٍ عن أعدادٍ محدودةٍ من الأسرى الذين شارفت فترات محكومياتهم على الانتهاء وأصحاب المخالفات الجنائية.وفيما تزامن توقيع الصفقة مع انحسار حالة الضجة التي أثارتها "فتح" حول خطاب أيلول، لم تستطع "فتح" سوى الترحيب المقتضب من قبل هيئتها القيادية لحركة في قطاع غزة بالإعلان عن إتمام صفقة تبادل الأسرى.
بيان "فتح" في غزة جاء يتيماً، وصمتت أفواه المئات من ناطقيها ومسئوليها الذين عادةً ما يتبارون للجعجعة عن الكلام والتعبير، والجميل أن الحركة اعتبرت في بيانها أن إتمام هذه الصفقة "خطوة على طريق الوفاء بالعهد والوعد لإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية لكي يأخذوا مواقعهم الوطنية التي تليقُ بهم بين أهليهم و أبناءِ شعبهم".لم تذكر فتح في بيانها أين ستكون مواقع أولئك المعتقلين الجديدة، وإذا ما كانوا سيخيرون بين الحياة في سجن الجنيد أو بيتونيا أو أريحا أو الخليل، كما لم تذكر الحركة أن هذا الإنجاز.
"معاً" مرتبكة
واستكمالاً لدورها في الحرب النفسية على المقاومة الفلسطينية، شنت وكالة "معاً" المحلية حربها الشعواء لمحاولة التشويش على حجم الإنجاز الذي مثلته صفقة التبادل، فسارعت لنشر تقارير تحاول تفريغ الصفقة من مضمونها والتقليل من حجم الإنجاز فيها.ومنذ اللحظات الأولى لظهور خبر توقيع الصفقة نشرت الوكالة تقريراً حصرياً على لسان ما وصفتها بالمصادر المطلعة في جهاز "الشاباك" الصهيوني تتحدث عن أسماءٍ عدة لأسرى من الحجم الثقيل لن تشملهم صفقة التبادل.
ظهر الإرباك في طبيعة التقرير الذي نشرته الوكالة وفي تحريره، فالعنوان نسب المعلومات لجهاز الشاباك، لكن مقدمة الخبر نسبته إلى "مصادر فلسطينيةٍ مطلعة".إرباك "معاً" التي كرم الناطق بلسان أجهزة السلطة منذ أيام رئيس تحريرها ناصر اللحام لم يمنحها الفرصة في التفكير بتفسير قدرتها على التواصل مع "الشاباك" الجهاز الصهيوني الأمني شديد الحساسية للإعلام، وما إذا كانت ثمة علاقات خاصة يمكن أن تمنحها القدرة للوصول إلى مصدرٍ في الشاباك والحصول منه على تصريحٍ حول ملف صفقة التبادل في الساعة الأولى للإعلان عنها.
ومع توالي التغطيات والأخبار في الصحف والإذاعات المحلية الفلسطينية التي سلطت الضوء على ما يتداوله الإعلام الصهيوني، كانت "معاً" تتحول إلى دائرة علاقاتٍ عامةٍ لـ "الشاباك" تنسب له ما تشاء من أقوال، وترتكب من الجرائم الخبرية والتحريرية ما تشاء لتحظى بتكريمٍ جديدٍ يبدو أنها تطمح هذه المرة أن يكون من الاحتلال".فضمن تقريرٍ آخرٍ نشرته تحت عنوان " الشاباك كان له الدور الأكبر في إتمام صفقة التبادل"، تخيل اللحام أنه الوحيد القادر على قراءة اللغة العبرية في العالم العربي، وأن تلك القدرة تمنحه حقاً في نسب ما يشاء من أقوالٍ لمن يريد.
فقد ورد في التقرير الغريب جداً عبارة "وبحسب ما صرح به وما لم يصرح من قبل المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي" أي أن وكالة معاً أيضاً صارت صاحبة الحق في قول ما لم يقله ذلك المصدر.وبعد جريمة توثيق "ما لم يقل"، لم يحتو تقرير "معاً" على أي إشارةٍ أو معلومةٍ تتحدث عن أي دورٍ للشاباك في الصفقة، وكانت أكثر الجمل قرباً لهذا المضمون تقول:" فقد كان لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي ورئيسه الحالي دورا مميزا في إتمام الصفقة، وقد يكون التغيير الحاصل على قيادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سببا في إتمام الصفقة، فتعيين قائد جديد للجيش وكذلك لجهاز الموساد والاستخبارات وكذلك "الشاباك" خلال الشهور الماضية كان سببا في تغيير الاتجاه وإتمام الصفقة".
ومن جديد حاولت الوكالة التي تحظى بتمويلٍ أوروبي كبير الطعن في رجال الصفقة وإبطالها، فقالت " السبب الثاني والمهم المرونة التي أبدتها حركة حماس في المفاوضات الأخيرة والتي ساهمت في موافقة إسرائيل على إتمام الصفقة".لم تذكر معا أين كمنت مواقف المرونة، وما هو البند الذي تراجعت عنه حماس في الصفقة، لقد اكتفت بدس السم بالعسل وكأن رئيس تحريرها الحاصل على شهادة الدكتوراة في الإعلام من جامعةٍ غير معترفٍ بها يظن أن "التطعوج" بالكلام بهذه الطريقة يمكن أن يخدع الفلسطينيين.
ومن جديد لم يجد اللحام سبيلاً للتسبيح بحمد رئيس السلطة إلا وطرقه، فقال أن خطاب عباس " زاد أزمة الحكومة الإسرائيلية وكذلك الحال مع حركة حماس التي كانت تعارض توجه أبو مازن للأمم المتحدة، وقد يكون ذلك سببا في المرونة التي أظهرتها حماس والتي قادت للتوقيع على صفقة التبادل".ولا يمكن لقارئ يتطلع في النص السابق أن يخرج بنتيجةٍ تقول أن كاتبه سليم العقل سوي التفكير، فهو يريد أن يلقي باتهاماتٍ جزافاً وكأنه يحاول أن يكذب الماء ليصدق الغطاس في الهواء.أخذت "معاً" تمضغ الكلمات وتحاول علكها من جديد علها تخرج القارئ عن نص البطولة الذي صنعه صمود "حماس" في صفقة التبادل فوقعت في المحظور، وارتكبت من الأخطاء التحريرية والمهنية وأخطاء التوثيق ما يرقى حقاً إلى وصف "الجرائم الإعلامية" القائمة على غير علمٍ ولا هدىً ولا صراطٍ منير.
أجناد الإخباري-الضفة المحتلة
رغم التأكيدات المتوالية من قبل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن إنجاز صفقة تبادل الأسرى والتوقيع عليها يعد انتصاراً لكل الفلسطينيين، جاء موقف حركة "فتح" في غاية الارتجال والارتباك، فيما حاولت وسائلها الإعلامية التشويش على قيمة الصفقة كإنجازٍ فلسطينيٍ وطنيٍ غير مسبوق.
رئيس السلطة محمود عباس، أطلق تصريحاً يناقض كل ما قاله سابقاً حين رحب باتفاق تبادل الأسرى، زاعماً:" أرحب بهذا الاتفاق الذي تم، وكنا انتظرناه منذ فترة طويلة".ويتناقض هذا الموقف مع تصريحاتٍ علنيةٍ سابقةٍ لذات رئيس السلطة كرر فيها انتقاده لحركة "حماس" بسبب أسرها الجندي الصهيوني جلعاد شاليط مدعياً أن ثمن احتفاظ الحركة بشاليط كان باهظاً أكثر من قيمة ما يمكن أن يتحقق من إنجاز.
وفي ذروة سمو رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل وهو يؤكد أن الصفقة تخص كل الفلسطينيين، وأمام تواضعه لعائلات الأسرى وتعهده بأن تواصل حركته مشوار النضال حتى تحرير آخر سجين، لم يتطرق رئيس السلطة الذي تحدث من كاراكاس لدور أيٍ من الفصائل التي أسرت الجندي واحتفظت به لأربعة أعوامٍ، وخاضت حرباً ضروساً لعشرين يوماً متواصلةً وصولاً إلى هذه الصفقة المشرفة مكتفياً بثمين جهود الوساطة المصرية لتحقيق الاتفاق.
إحراجٌ لفتح
وأوقع توقيع الصفقة بالشروط التي كانت تطالب بها "حماس" حركة "فتح" في إحراجٍ كبير، فالأخيرة خاضت تجربةً مريرةً من المفاوضات مع الاحتلال شهدت إقامة السلطة الفلسطينية دون أي حلحلةٍ في ملف الأسرى.ويأخذ كثير من الباحثين والمختصين في شؤون الأسرى والمعتقلين على "فتح" أنها تركت موضوع الأسرى في اتفاقياتها مع الاحتلال تحت تصرف حكومات "تل أبيب" التي أفرجت في عدة مناسباتٍ عن أعدادٍ محدودةٍ من الأسرى الذين شارفت فترات محكومياتهم على الانتهاء وأصحاب المخالفات الجنائية.وفيما تزامن توقيع الصفقة مع انحسار حالة الضجة التي أثارتها "فتح" حول خطاب أيلول، لم تستطع "فتح" سوى الترحيب المقتضب من قبل هيئتها القيادية لحركة في قطاع غزة بالإعلان عن إتمام صفقة تبادل الأسرى.
بيان "فتح" في غزة جاء يتيماً، وصمتت أفواه المئات من ناطقيها ومسئوليها الذين عادةً ما يتبارون للجعجعة عن الكلام والتعبير، والجميل أن الحركة اعتبرت في بيانها أن إتمام هذه الصفقة "خطوة على طريق الوفاء بالعهد والوعد لإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية لكي يأخذوا مواقعهم الوطنية التي تليقُ بهم بين أهليهم و أبناءِ شعبهم".لم تذكر فتح في بيانها أين ستكون مواقع أولئك المعتقلين الجديدة، وإذا ما كانوا سيخيرون بين الحياة في سجن الجنيد أو بيتونيا أو أريحا أو الخليل، كما لم تذكر الحركة أن هذا الإنجاز.
"معاً" مرتبكة
واستكمالاً لدورها في الحرب النفسية على المقاومة الفلسطينية، شنت وكالة "معاً" المحلية حربها الشعواء لمحاولة التشويش على حجم الإنجاز الذي مثلته صفقة التبادل، فسارعت لنشر تقارير تحاول تفريغ الصفقة من مضمونها والتقليل من حجم الإنجاز فيها.ومنذ اللحظات الأولى لظهور خبر توقيع الصفقة نشرت الوكالة تقريراً حصرياً على لسان ما وصفتها بالمصادر المطلعة في جهاز "الشاباك" الصهيوني تتحدث عن أسماءٍ عدة لأسرى من الحجم الثقيل لن تشملهم صفقة التبادل.
ظهر الإرباك في طبيعة التقرير الذي نشرته الوكالة وفي تحريره، فالعنوان نسب المعلومات لجهاز الشاباك، لكن مقدمة الخبر نسبته إلى "مصادر فلسطينيةٍ مطلعة".إرباك "معاً" التي كرم الناطق بلسان أجهزة السلطة منذ أيام رئيس تحريرها ناصر اللحام لم يمنحها الفرصة في التفكير بتفسير قدرتها على التواصل مع "الشاباك" الجهاز الصهيوني الأمني شديد الحساسية للإعلام، وما إذا كانت ثمة علاقات خاصة يمكن أن تمنحها القدرة للوصول إلى مصدرٍ في الشاباك والحصول منه على تصريحٍ حول ملف صفقة التبادل في الساعة الأولى للإعلان عنها.
ومع توالي التغطيات والأخبار في الصحف والإذاعات المحلية الفلسطينية التي سلطت الضوء على ما يتداوله الإعلام الصهيوني، كانت "معاً" تتحول إلى دائرة علاقاتٍ عامةٍ لـ "الشاباك" تنسب له ما تشاء من أقوال، وترتكب من الجرائم الخبرية والتحريرية ما تشاء لتحظى بتكريمٍ جديدٍ يبدو أنها تطمح هذه المرة أن يكون من الاحتلال".فضمن تقريرٍ آخرٍ نشرته تحت عنوان " الشاباك كان له الدور الأكبر في إتمام صفقة التبادل"، تخيل اللحام أنه الوحيد القادر على قراءة اللغة العبرية في العالم العربي، وأن تلك القدرة تمنحه حقاً في نسب ما يشاء من أقوالٍ لمن يريد.
فقد ورد في التقرير الغريب جداً عبارة "وبحسب ما صرح به وما لم يصرح من قبل المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي" أي أن وكالة معاً أيضاً صارت صاحبة الحق في قول ما لم يقله ذلك المصدر.وبعد جريمة توثيق "ما لم يقل"، لم يحتو تقرير "معاً" على أي إشارةٍ أو معلومةٍ تتحدث عن أي دورٍ للشاباك في الصفقة، وكانت أكثر الجمل قرباً لهذا المضمون تقول:" فقد كان لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي ورئيسه الحالي دورا مميزا في إتمام الصفقة، وقد يكون التغيير الحاصل على قيادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سببا في إتمام الصفقة، فتعيين قائد جديد للجيش وكذلك لجهاز الموساد والاستخبارات وكذلك "الشاباك" خلال الشهور الماضية كان سببا في تغيير الاتجاه وإتمام الصفقة".
ومن جديد حاولت الوكالة التي تحظى بتمويلٍ أوروبي كبير الطعن في رجال الصفقة وإبطالها، فقالت " السبب الثاني والمهم المرونة التي أبدتها حركة حماس في المفاوضات الأخيرة والتي ساهمت في موافقة إسرائيل على إتمام الصفقة".لم تذكر معا أين كمنت مواقف المرونة، وما هو البند الذي تراجعت عنه حماس في الصفقة، لقد اكتفت بدس السم بالعسل وكأن رئيس تحريرها الحاصل على شهادة الدكتوراة في الإعلام من جامعةٍ غير معترفٍ بها يظن أن "التطعوج" بالكلام بهذه الطريقة يمكن أن يخدع الفلسطينيين.
ومن جديد لم يجد اللحام سبيلاً للتسبيح بحمد رئيس السلطة إلا وطرقه، فقال أن خطاب عباس " زاد أزمة الحكومة الإسرائيلية وكذلك الحال مع حركة حماس التي كانت تعارض توجه أبو مازن للأمم المتحدة، وقد يكون ذلك سببا في المرونة التي أظهرتها حماس والتي قادت للتوقيع على صفقة التبادل".ولا يمكن لقارئ يتطلع في النص السابق أن يخرج بنتيجةٍ تقول أن كاتبه سليم العقل سوي التفكير، فهو يريد أن يلقي باتهاماتٍ جزافاً وكأنه يحاول أن يكذب الماء ليصدق الغطاس في الهواء.أخذت "معاً" تمضغ الكلمات وتحاول علكها من جديد علها تخرج القارئ عن نص البطولة الذي صنعه صمود "حماس" في صفقة التبادل فوقعت في المحظور، وارتكبت من الأخطاء التحريرية والمهنية وأخطاء التوثيق ما يرقى حقاً إلى وصف "الجرائم الإعلامية" القائمة على غير علمٍ ولا هدىً ولا صراطٍ منير.
تعليق