الإعلام الحربي - خاص:
يعملون على مدار الساعة ويواصلون الليل بالنهار.. يحملون أرواحهم على أكفهم ويخاطرون بحياتهم لكي يكونوا عيون المجاهدين على الحقيقة والحدث.. يرسلون التعميمات والنداءات والتوجيهات للمجاهدين في الميدان ويتواصلون معم لحظةً بلحظة ليضعونهم بصورة الحدث براً وبحراً وجواً.
هم مجاهدي "سلاح الإشارة" التابع لـ"سرايا القدس" الجنود المجهولين الذين يتقاسمون الوقت ليل نهار من أجل الحفاظ قدر الإمكان على أرواح المجاهدين الأطهار.. يعملون في الخفاء ويقودون المعركة بكل بسالة وإباء.. ويقفون سداً منيعاً في وجه العدو الغاصب.
مراسل موقع "الإعلام الحربي" لـ"سرايا القدس", استضاف "أبو جهاد" أحد مجاهدي وحدة "سلاح الإشارة" بلواء غزة, ليسرد لنا كواليس عمل وحدة سلاح الإشارة ودورها الفاعل في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني, حيث قال, "إن سلاح الإشارة يعتبر عصب الميدان وهو الذي يحرك المجاهد في الميدان ويحقق الاتصال بين القيادة والقاعدة.
وأكد "أبو جهاد" أن سلاح الإشارة يتكون من عدة أجهزة اتصال خاصة, ومنها جهاز مركزي ويتفرع منه عدة أجهزة اتصال مركزية في المناطق، ووفق التشكيلة العسكرية لـ"سرايا القدس", ويتواصلون جميعهم مع الجهاز المركزي, ويعمل مجاهدي "سلاح الإشارة" على مدار الساعة لكي يضعوا المجاهدين في صورة الحدث.
وأضاف "أبو جهاد", "لا غنى عن سلاح الإشارة في أي عمل عسكري, فالخلية التي يفقد الاتصال بها تعتبر من الخسائر لحين نجاح الاتصال بها, مشيراً إلى أن, المجاهدين قبل الذهاب إلى نقاط رباطهم أو القيام بمهمة جهادية يجب أن يتعرفوا من خلال سلاح الإشارة على طبيعة الأوضاع هنا أو هناك، وتحركات الطيران الصهيوني من اجل الأخذ في أسباب السلامة الأمنية.
وقال, "انه يتم من خلال "سلاح الإشارة" إرسال التوجيهات للمجاهدين في أرض الميدان لكي يكونوا في صورة الحدث".
وأشار "أبو جهاد" إلى أن قيادة "سلاح الإشارة" أعدت خطة طارئة للعمل بها في أوقات التصعيد الصهيوني, ويتناوب الإخوة المجاهدين على مدار الساعة ويتابعون الأحداث والأخبار ويقوم المجاهدين بالميدان بإرسال تعميمات عن صورة الوضع طرفهم ويتم من طرف مجاهدي "سلاح الإشارة" تعميمها على جميع المجاهدين لكي يكونوا في صورة الحدث وليأخذوا الحيطة والحذر.
وفي رده على سؤال يتعلق بمصادر "سلاح الإشارة" للحصول على المعلومات والأخبار التي يتم تعميمها على المجاهدين, أكد "أبو جهاد", أن سلاح الإشارة يعتمد في حصوله على المعلومات والأخبار من المجاهدين المنتشرين في أرض الميدان والعاملين بكافة التشكيلات العسكرية, كما يتم الحصول على المعلومات من مجاهدي وحدة "الاستطلاع والمراقبة" التابعة لـ"سرايا القدس", المتخصصين في مراقبة الحدود والمواقع العسكرية الصهيونية المتاخمة لقطاع غزة.
وأضاف المجاهد, إلى أن مصدر المعلومات والأخبار في التعميمات التي يصدرها سلاح الإشارة بخصوص العمليات والمهمات والشهداء, تتم من عبر الجهة المخولة بذلك وهو "موقع الإعلام الحربي" الالكتروني التابع لـ"سرايا القدس".
و أشار "أبو جهاد" إلى أن, مسميات المجاهدين ونداءاتهم في سلاح الإشارة, تختلف حيث أن كل لواء أو كتيبة أو سرية أو فصيل يحمل نداءً خاص مختلف عن الآخر، ويقومون بدورهم بالتواصل مع مندوبي "سلاح الإشارة"، وبدوره يقوم المندوب بالتواصل مع الإخوة في وحدة "سلاح الإشارة" المركزي والذي يقوم بالتعميم على المجاهدين.
وشدد "أبو جهاد" على أن سلاح الإشارة يسعى لتحذير المجاهدين من طيران الاستطلاع, والتقليل من الخاسر في صفوف المجاهدين الأطهار, والتنويه دوماً لهم بضرورة الأخذ في أسباب السلامة الأمنية لان أرواحهم غالية علينا.
واستذكر "أبو جهاد", أحد المواقف التي رسمت في ذاكرته ولم ينساها, حينما أبلغ مجاهدي "سلاح الرصد والاستطلاع" بلواء غزة سلاح الإشارة, بإطلاق العدو الصهيوني لصاروخ أرض أرض من الشرق باتجاه الشمال, حيث كانت هناك مجموعة من مجاهدي "سرايا القدس" في شمال القطاع، تؤدي مهمة جهادية وتتواصل مع سلاح الإشارة أولاً بأول, فتم مباشرة التعميم على هذه المجموعة أن صاروخ ارض ارض متجه من الشرق باتجاه الشمال, فقام المجاهدين بالانسحاب وإخلاء المكان على الفور مما أدى إلى نجاتهم من الصاروخ الذي أطلق تجاههم، حيث سقط الصاروخ الصهيوني في المنطقة التي كان يتواجد بها مجاهدي السرايا الناجين بحمد الله.
وخلال تواجد مراسل موقع "الإعلام الحربي" بغرفة عمليات "سلاح الإشارة" التابع لـ"سرايا القدس", قام أحد مجاهدي الإشارة, بإرسال تعميم للمجاهدين في ارض الميدان، قائلاً، "الو من قدس2.. إلى جميع خاصات قدس2.. إليكم أيها المجاهدين الصابرين المرابطين على ثرى فلسطين الحبيبة.. انتم شرف الأمة.. أنتم رهبان الليلِ وفرسان النهار.. يا رأس حربة هذه الأمة وخط دفاعها الأول.. يقول حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم, "لرباط ليلةِ في سبيل الله خيرُ من الدنيا وما فيها".. ويقول أيضا "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله".. فنوصيكم أيها الأطهار بالبقاء على الذكر والتسبيح والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنسوا الدعاء لإخوانكم الشهداء والأسرى والجرحى.. وكذلك لا تنسوا إخوانكم في غرفة عمليات قدس 2 عيونكم الساهرة من خالص دعائكم.. "جيد" أطيب تحيات قدس2 للجميع مع تمنياتنا للجميع بالسلامة الدائمة لكم يا مجاهدينا الأبطال".
بدوره استذكر "أبو جهاد" موقفاً عندما كان مناوباً على وحدة "سلاح الإشارة" المركزية, حينما كانت مناوبته في احد أيام التصعيد الصهيوني الأخير على غزة، وعندما استشهد أحد أعز أصدقائه والمقربين منه وهو الشهيد القائد الميداني في "سرايا القدس" "معتز قريقع", فقال "قمت بالتعميم على استشهاد معتز, ولم أتمالك نفسي حيث ادمع عيوننا على فراقه, ولكن هذا قدر الله عز وجل وسنخطو بإذن الله على درب الشهداء الأبرار، فهو فاز برضوان الله بعد مسيرة حافلة بالجهاد والتضحيات، ونسال الله تعالى أن يلحقنا به في عليين.
وفي نهاية حديثه طالب "أبو جهاد" المجاهدين الأبطال بأخذ التعميمات بعين الاعتبار, وذلك حرصاً على سلامتهم لان أرواحهم غالية علينا, فكلنا نتمنى الشهادة في سبيل الله ولكن بعد إثخان في قتل أعداء الله.
تعليق