تعرض للمطاردة والإصابة والإبعاد والاختطاف
المختطف القسّامي علاء حسونة.. حياة حافلة بالمطاردة والإبعاد والجراح (تقرير)

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام
كثيرٌ من أبناء الشعب الفلسطيني من تعرض للمطاردة أو الإصابة أو الإبعاد أو الاختطاف، ولكن قليلون هم من جمعوها كلها. ومن بين هؤلاء المختطف لدى أجهزة أمن السلطة في رام الله القسّامي علاء فؤاد حسونة، حياته تملؤها التضحية والمثابرة والعطاء.
حياة الاعتقال والإبعاد
ولد علاء حسونة في 22-3-1976، لأسرة عرف عنها الالتزام والتدين في منطقة رفيديا بنابلس (شمال الضفة الغربية)، والتحق بحركة "حماس" فتىً يافعًا عند انطلاقها في عام 1987، وكان أحد أشبالها العاملين في الانتفاضة الأولى في صفوف ذراعها المقاوم في تلك الفترة "السواعد الرامية".
وقد عرف عنه بين أقرانه النشاط والشجاعة، الأمر الذي جعله عُرضة للاعتقال لدى الاحتلال، حيث اعتقل أربع مرات، كان مجموعها ثلاث سنوات، وفي عام 2003 وبعد فترة تحقيق قاسية خاضها البطل، وبعد تحويله للاعتقال الإداري؛ أُخِذ قرار بإبعاده إلى قطاع غزة، مع مجموعة من أبناء "حماس" والفصائل الأخرى، مكث فيه عامين كاملين، وتزَّوج خلالهما من ابنة خاله التي زفت له هناك بعيدًا عن كل رفاقه، ليعود إلى الضفة الغربية في العام 2005.
في مرمى رصاص الفلتان
في 15-6-2007 وفي أعقاب طرد غزة للانقلابيين، وحسمها تمردهم على الشرعية هناك، انتقلت أعمال الثأر إلى مناطق الضفة ضد أبناء حماس ورموزها، وهنا اختفى علاء عن الأنظار، بعد أن أصبح مطاردًا من عناصر مليشيا دايتون التابعة لأجهزة السلطة، إلا أن المدعو "أبو إسكندر" أحد أبرز عناصر الفلتان في نابلس وأكثرهم حقدًا، لمح علاء في سيارته فتبعه، ولما أن حانت له لحظة الغدر، أطلق النار على ساق علاء اليمنى، وأصابه برصاصة أسقطته أرضًا، نقل على إثرها إلى المستشفى، لتكون النتيجة أن يسكن في ساق علاء قضيب من البلاتين، ويلازمه عكازان يعيناه على المسير.
المطاردة من جديد
ليختفي بعدها علاء من جديد، بعد أن أصبحت "حماس" بكافة أفرادها ومؤسساتها هدفًا للمنفلتين، ويصبح علاء على قائمة المطلوبين لمليشيا عباس، فقامت تلك المليشيا بمداهمة منزله عدة مرات أملًا باختطافه، إلا أنها فشلت فيها كلها، وبعد أكثر من عام ونصف العام، نجحت هذه المليشيا باختطافه من أحد منازل نابلس في (12-11-2008)، بعد أن استدعت العشرات من الناقلات والمئات من عناصر "دايتون"، وحاصرت ذلك المنزل، واقتادت علاء بعدها إلى سجن جنيد بعد أن جابت به سياراتها العسكرية شوارع نابلس، مطلقة العنان لأبواق سياراتها مبتهجة باختطافه.
تحت سياط "جنيد"
وهناك، وما أن وصل علاء إلى المكان حتى انهال عليه الزبانية بالضرب بكل وحشية وبلا رحمة، بمصاحبة سيل قذر من شتم الذات الإلهية، وشتم الشهيد عزالدين القسّام، وتركز الضرب على قدم علاء المصابة، حتى خرجت "براغي" البلاتين من مكانها، ما ضاعف من جرعات الألم، وما كان منه إلا الصراخ بأعلى صوته: "يا الله"، فيسخرون منه ويستهزئون بالخالق عزّ وجل.
واستخدم المحققون مع علاء كل أساليب التعذيب من الشبح مرفوعًا عن الأرض معلقًا من يديه، والشبح مرفوعًا على علب "الصَلْصة" الحديدية الصغيرة، والضرب بالعصي وبأسلاك الكهرباء، والحرمان المتواصل من النوم لمدة زادت عن ثلاثين يومًا، واستمرت رحلة عذاب علاء عشرة شهور كاملة، قضاها مشبوحًا في أسقف الممرات، أو ملقيً غارقًا في آلامه في أرضية زنزانة صغيرة فاقدة لكل مقومات الحياة، نتج عنها إصابته بالربو والتهابات في أذنيه.
هزلية المحكمة العسكرية
وختمت هذه الأجهزة رحلتها في تعذيب علاء، بعقد مسرحية هزلية تسمى جزافًا "محكمة" وهي محكمة نابلس العسكرية، حيث اقتيد علاء بصحبة عشرة من إخوانه، دون السماح له بتوكيل محام يدافع عنه، وفي جلسة واحدة بدون مرافعة، أصدر المسمى "قاضيًا" حكمًا بالسجن على المختطف علاء بأربع سنوات ونصف السنة، والتهمة مناهضة السلطة!، ليتلقى علاء حكمه بالصبر، وحمد الله، بعد أن خرَّ ساجدًا لله شكرًا في أرضية المحكمة، يصفع زبانية المحكمة ويلقنهم درسًا في الرضا بقضاء الله.
المختطف القسّامي علاء حسونة.. حياة حافلة بالمطاردة والإبعاد والجراح (تقرير)

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام
كثيرٌ من أبناء الشعب الفلسطيني من تعرض للمطاردة أو الإصابة أو الإبعاد أو الاختطاف، ولكن قليلون هم من جمعوها كلها. ومن بين هؤلاء المختطف لدى أجهزة أمن السلطة في رام الله القسّامي علاء فؤاد حسونة، حياته تملؤها التضحية والمثابرة والعطاء.
حياة الاعتقال والإبعاد
ولد علاء حسونة في 22-3-1976، لأسرة عرف عنها الالتزام والتدين في منطقة رفيديا بنابلس (شمال الضفة الغربية)، والتحق بحركة "حماس" فتىً يافعًا عند انطلاقها في عام 1987، وكان أحد أشبالها العاملين في الانتفاضة الأولى في صفوف ذراعها المقاوم في تلك الفترة "السواعد الرامية".
وقد عرف عنه بين أقرانه النشاط والشجاعة، الأمر الذي جعله عُرضة للاعتقال لدى الاحتلال، حيث اعتقل أربع مرات، كان مجموعها ثلاث سنوات، وفي عام 2003 وبعد فترة تحقيق قاسية خاضها البطل، وبعد تحويله للاعتقال الإداري؛ أُخِذ قرار بإبعاده إلى قطاع غزة، مع مجموعة من أبناء "حماس" والفصائل الأخرى، مكث فيه عامين كاملين، وتزَّوج خلالهما من ابنة خاله التي زفت له هناك بعيدًا عن كل رفاقه، ليعود إلى الضفة الغربية في العام 2005.
في مرمى رصاص الفلتان
في 15-6-2007 وفي أعقاب طرد غزة للانقلابيين، وحسمها تمردهم على الشرعية هناك، انتقلت أعمال الثأر إلى مناطق الضفة ضد أبناء حماس ورموزها، وهنا اختفى علاء عن الأنظار، بعد أن أصبح مطاردًا من عناصر مليشيا دايتون التابعة لأجهزة السلطة، إلا أن المدعو "أبو إسكندر" أحد أبرز عناصر الفلتان في نابلس وأكثرهم حقدًا، لمح علاء في سيارته فتبعه، ولما أن حانت له لحظة الغدر، أطلق النار على ساق علاء اليمنى، وأصابه برصاصة أسقطته أرضًا، نقل على إثرها إلى المستشفى، لتكون النتيجة أن يسكن في ساق علاء قضيب من البلاتين، ويلازمه عكازان يعيناه على المسير.
المطاردة من جديد
ليختفي بعدها علاء من جديد، بعد أن أصبحت "حماس" بكافة أفرادها ومؤسساتها هدفًا للمنفلتين، ويصبح علاء على قائمة المطلوبين لمليشيا عباس، فقامت تلك المليشيا بمداهمة منزله عدة مرات أملًا باختطافه، إلا أنها فشلت فيها كلها، وبعد أكثر من عام ونصف العام، نجحت هذه المليشيا باختطافه من أحد منازل نابلس في (12-11-2008)، بعد أن استدعت العشرات من الناقلات والمئات من عناصر "دايتون"، وحاصرت ذلك المنزل، واقتادت علاء بعدها إلى سجن جنيد بعد أن جابت به سياراتها العسكرية شوارع نابلس، مطلقة العنان لأبواق سياراتها مبتهجة باختطافه.
تحت سياط "جنيد"
وهناك، وما أن وصل علاء إلى المكان حتى انهال عليه الزبانية بالضرب بكل وحشية وبلا رحمة، بمصاحبة سيل قذر من شتم الذات الإلهية، وشتم الشهيد عزالدين القسّام، وتركز الضرب على قدم علاء المصابة، حتى خرجت "براغي" البلاتين من مكانها، ما ضاعف من جرعات الألم، وما كان منه إلا الصراخ بأعلى صوته: "يا الله"، فيسخرون منه ويستهزئون بالخالق عزّ وجل.
واستخدم المحققون مع علاء كل أساليب التعذيب من الشبح مرفوعًا عن الأرض معلقًا من يديه، والشبح مرفوعًا على علب "الصَلْصة" الحديدية الصغيرة، والضرب بالعصي وبأسلاك الكهرباء، والحرمان المتواصل من النوم لمدة زادت عن ثلاثين يومًا، واستمرت رحلة عذاب علاء عشرة شهور كاملة، قضاها مشبوحًا في أسقف الممرات، أو ملقيً غارقًا في آلامه في أرضية زنزانة صغيرة فاقدة لكل مقومات الحياة، نتج عنها إصابته بالربو والتهابات في أذنيه.
هزلية المحكمة العسكرية
وختمت هذه الأجهزة رحلتها في تعذيب علاء، بعقد مسرحية هزلية تسمى جزافًا "محكمة" وهي محكمة نابلس العسكرية، حيث اقتيد علاء بصحبة عشرة من إخوانه، دون السماح له بتوكيل محام يدافع عنه، وفي جلسة واحدة بدون مرافعة، أصدر المسمى "قاضيًا" حكمًا بالسجن على المختطف علاء بأربع سنوات ونصف السنة، والتهمة مناهضة السلطة!، ليتلقى علاء حكمه بالصبر، وحمد الله، بعد أن خرَّ ساجدًا لله شكرًا في أرضية المحكمة، يصفع زبانية المحكمة ويلقنهم درسًا في الرضا بقضاء الله.