وماذا بعد يا رئيس السلطة الفلسطينية ؟
د . معن سعيد
ها قد وصلت إلى نيويورك ، وقدمت طلبا إلى الأمين العام للمنظمة الدولية ، وألقيت خطابا أمام الوفود الدولية وطلبت منهم دعم الطلب الفلسطيني ونلت من التصفيق ما ذكرنا بالكونغرس الأمريكي وما فعله أمام نتنياهو قبل عدة شهور ، وسيتم النظر بالطلب خلال أيام ، ثم ماذا بعد !!!
بعد كل هذا لا يزال الفلسطينيون مختلفون في تقييم تقديم الطلب نفسه بغض النظر عن أي شيء آخر ، فهل القبول هو لصالح القضية أم الرفض هو لصالحها ؟؟ بالطبع كان رئيس السلطة ومن حوله يعلمون أنه لم يكن بالإمكان وجود إجماع فلسطيني (بالذات فتح وحماس) حول هذا الطلب قبل حصوله، لأن المنطلق لكلا الفريقين ومنذ سنوات ليس هو الوطن ولكن المصالح الخاصة لكليهما. "فتح" والتي تمثل السلطة الفلسطينية وبعد عشرين عاماً من المفاوضات رأت أنها لم تحصل على أي نوع من (الدولة) التي كانت قد وعدت بها، بل وعلى العكس كان أن توسع الاستيطان كالسرطان في أرض الضفة الغربية، وزادت أعداد قطعان المستوطنين، وبدأت المدن الفلسطينية تتمزق حتى أصبحت تقترب من أن تكون كانتونات (وهو ما ستصبح عليه قريبا بهمة السلطة) ولم يكن شعار المفاوض اليهودي طوال تلك الفترة سوى "المفاوضات من أجل المفاوضات".
واعتبرت إسرائيل أن هذا الشعار يفوق ما يستحقه المفاوض الفلسطيني وخاصة إذا كان هذا المفاوض من فتح ، فالسلطة وأشخاصها لن يتخلوا في يوم من الأيام عن المكاسب التي حصلوا عليها من حكمهم للضفة الغربية ، وإسرائيل تعلم ذلك وهي تتعامل معهم على هذا الأساس. و"حماس" من الطرف الآخر، ليست أفضل حالاً، فهي ومع أن الفساد فيها أقل استشراء من السلطة إلا أنها هي أيضا تؤثر بقاء سلطتها على قطاع غزة مقابل أي شيء آخر ، فهي الحركة الإسلامية الأولى في العالم العربي التي تمارس السلطة، وهي نموذج لأمارة إسلامية لم تكن حماس تخطط أو (تحلم) أن تحصل عليها في هذا الزمن القريب، كما أنها تجربة لا تزال تحت الدراسة من أوساط كثيرة، وأثبتت قدرتها على البقاء حتى الآن على الرغم من الصعوبات التي يواجهها السكان في القطاع. وحماس التي تقول أنها ترفض فكرة التقدم بطلب الدولة، لا يهمها أن تنجح الفكرة أم لا فهي ستعارض فتح في كل الأحوال، ففتح وحماس لا يمكن أن يلتقيا ما دام همهما مصالحهما الشخصية وليس فلسطين. والآن وبعد أن تقدم رئيس السلطة الفلسطينية بطلب الانضمام إلى المنظمة الدولية، وأشغل بهذا الطلب الرأي العام الفلسطيني والعربي لبعض الوقت ، ماذا بعد ؟؟ رفض (وهو الأغلب) أو قبول المنظمة الدولية لهذا المطلب ليس له أي أهمية سوى أنه سيكون رقماً جديداً في قرارات المنظمة الدولية التي تمتلئ أدراجها بقرارات قديمة وجديدة ضد الكيان الصهيوني ولا أهمية لها جميعاً. والرئيس يعرف أن كل هذه المسرحية لا تخرج عن كونها للاستهلاك الداخلي في الضفة الغربية فقط من أجل ذر الرماد في العيون على قصور أداء السلطة في رام الله ومدن الضفة الأخرى، ومن أجل إعطاء السلطة ما يكفي من الدماء لبقائها على قيد الحياة فترة أخرى.
الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة يجب أن يدرك أن فتح وحماس هما حركتان لا تهدفان إلا لممارسة السلطة في فلسطين من أجل السلطة ، وليس في أدبياتهما الآن أي خطة قصيرة أو طويلة الأمد لتحرير الأرض الفلسطينية. وليس أمام شباب فلسطين في مواجهة هذا الواقع الأليم سوى خلق خيارات جديدة من أجل مقارعة اليهود وليس من بين هذه الخيارات حل الدولتين أو اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين كدولة. وإذا كان هناك ما يدعى ب (الربيع العربي) فليس هناك أدعى من أن يكون ربيعاً فلسطينياً ندعوا فيه إلى بداية جديدة لنضال قديم زادت سنواته على المائة عام.. والله الموفق
د . معن سعيد
ها قد وصلت إلى نيويورك ، وقدمت طلبا إلى الأمين العام للمنظمة الدولية ، وألقيت خطابا أمام الوفود الدولية وطلبت منهم دعم الطلب الفلسطيني ونلت من التصفيق ما ذكرنا بالكونغرس الأمريكي وما فعله أمام نتنياهو قبل عدة شهور ، وسيتم النظر بالطلب خلال أيام ، ثم ماذا بعد !!!
بعد كل هذا لا يزال الفلسطينيون مختلفون في تقييم تقديم الطلب نفسه بغض النظر عن أي شيء آخر ، فهل القبول هو لصالح القضية أم الرفض هو لصالحها ؟؟ بالطبع كان رئيس السلطة ومن حوله يعلمون أنه لم يكن بالإمكان وجود إجماع فلسطيني (بالذات فتح وحماس) حول هذا الطلب قبل حصوله، لأن المنطلق لكلا الفريقين ومنذ سنوات ليس هو الوطن ولكن المصالح الخاصة لكليهما. "فتح" والتي تمثل السلطة الفلسطينية وبعد عشرين عاماً من المفاوضات رأت أنها لم تحصل على أي نوع من (الدولة) التي كانت قد وعدت بها، بل وعلى العكس كان أن توسع الاستيطان كالسرطان في أرض الضفة الغربية، وزادت أعداد قطعان المستوطنين، وبدأت المدن الفلسطينية تتمزق حتى أصبحت تقترب من أن تكون كانتونات (وهو ما ستصبح عليه قريبا بهمة السلطة) ولم يكن شعار المفاوض اليهودي طوال تلك الفترة سوى "المفاوضات من أجل المفاوضات".
واعتبرت إسرائيل أن هذا الشعار يفوق ما يستحقه المفاوض الفلسطيني وخاصة إذا كان هذا المفاوض من فتح ، فالسلطة وأشخاصها لن يتخلوا في يوم من الأيام عن المكاسب التي حصلوا عليها من حكمهم للضفة الغربية ، وإسرائيل تعلم ذلك وهي تتعامل معهم على هذا الأساس. و"حماس" من الطرف الآخر، ليست أفضل حالاً، فهي ومع أن الفساد فيها أقل استشراء من السلطة إلا أنها هي أيضا تؤثر بقاء سلطتها على قطاع غزة مقابل أي شيء آخر ، فهي الحركة الإسلامية الأولى في العالم العربي التي تمارس السلطة، وهي نموذج لأمارة إسلامية لم تكن حماس تخطط أو (تحلم) أن تحصل عليها في هذا الزمن القريب، كما أنها تجربة لا تزال تحت الدراسة من أوساط كثيرة، وأثبتت قدرتها على البقاء حتى الآن على الرغم من الصعوبات التي يواجهها السكان في القطاع. وحماس التي تقول أنها ترفض فكرة التقدم بطلب الدولة، لا يهمها أن تنجح الفكرة أم لا فهي ستعارض فتح في كل الأحوال، ففتح وحماس لا يمكن أن يلتقيا ما دام همهما مصالحهما الشخصية وليس فلسطين. والآن وبعد أن تقدم رئيس السلطة الفلسطينية بطلب الانضمام إلى المنظمة الدولية، وأشغل بهذا الطلب الرأي العام الفلسطيني والعربي لبعض الوقت ، ماذا بعد ؟؟ رفض (وهو الأغلب) أو قبول المنظمة الدولية لهذا المطلب ليس له أي أهمية سوى أنه سيكون رقماً جديداً في قرارات المنظمة الدولية التي تمتلئ أدراجها بقرارات قديمة وجديدة ضد الكيان الصهيوني ولا أهمية لها جميعاً. والرئيس يعرف أن كل هذه المسرحية لا تخرج عن كونها للاستهلاك الداخلي في الضفة الغربية فقط من أجل ذر الرماد في العيون على قصور أداء السلطة في رام الله ومدن الضفة الأخرى، ومن أجل إعطاء السلطة ما يكفي من الدماء لبقائها على قيد الحياة فترة أخرى.
الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة يجب أن يدرك أن فتح وحماس هما حركتان لا تهدفان إلا لممارسة السلطة في فلسطين من أجل السلطة ، وليس في أدبياتهما الآن أي خطة قصيرة أو طويلة الأمد لتحرير الأرض الفلسطينية. وليس أمام شباب فلسطين في مواجهة هذا الواقع الأليم سوى خلق خيارات جديدة من أجل مقارعة اليهود وليس من بين هذه الخيارات حل الدولتين أو اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين كدولة. وإذا كان هناك ما يدعى ب (الربيع العربي) فليس هناك أدعى من أن يكون ربيعاً فلسطينياً ندعوا فيه إلى بداية جديدة لنضال قديم زادت سنواته على المائة عام.. والله الموفق
تعليق