بالفيديو عملية إعتقال الشيخ العلامة محمد أبو جامع من قبل الأمن الداخلي في مدينة بني سهيلا شرق خانيونس صباح أمس
[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=qwUjiyQxue8[/youtube]
المقال الذي كتبه في يوم الاثنين الموافق 19/9/2011م الساعة 17:38م
د.محمد أبو جامع
محمد بن سلمان بن حسين أبو جامع/ ولنكن مع قيادتنا يداً بيد ؛ لنرفع راية دولتنا الفلسطينية على أرضنا , وفي الأمم المتحدة
ويلزم ذلك مفاصل أربعة :
المفصل الأول : كشف المنافقين والبغاة الانقساميين المعطلين المعوقين المشككين ؛ ومثلهم قائم في غزة :
إن أغرب الغرائب في زماننا ما نسمعه من رويبضات العصر, لأن الرويبضة لا يحق له أن يتكلم في شأن العامة ولا ينبغي له ؛ حيث هو حزبي لا يمثل إلا فئته , قال عليه السلام :' سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل : وما الرويبضة قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة 'أخرجه/أحمد وبان ماجة واللفظ له ومعمر بن راشد والبزار وأبو يعلى وغيرهم , وقد نطق أحد الرويبضات المنافقين الشياطين قائلا : إن حزبه يرى ألا تذهب السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة , فتلك خطوة انفرادية – يعني لا بد أن يذهبوا مع السلطة ؛ فإن ذهبوا كان الذهاب صحيحاً مقبولاً وإلا فالأمر كما تقدم - , ولقد وجدت من خلال بحثي في آي القرآن العظيم ؛ ما لفت به الله عز وجل نظر المؤمنين المسلمين , من ذكره للمنافقين وفضحهم وكشف أسرارهم بمساحة كبيرة منه ؛ حتى لا تغيب صورتهم المتلونة المقيتة المجرمة عن بالهم , لأنهم أشد خطراً على المسلمين من عدوهم , ففي سورة البقرة الآيات(8-20) , وآل عمران الآية(186) , والنساء ألآيات(145,144,140,138,88,61) , والأنفال الآية(49) , والتوبة الآيات(101,97,77,73,67,64) , والعنكبوت ألآية(11) والأحزاب ألآية(73,60,48,24,12,1) , والفتح ألآية(6) وفيها بذكرهم موضعان , والحديد ألآية(13) وفيها بذكرهم موضعان , والحشر ألآية(11) , والمنافقون ألآيات (8,7,1) ؛ وقد سميت السورة باسمهم لما فيهم من خطر داهم للإسلام والمسلمين , والتحريم الآية(9) , بل وفي السنة المشرفة ما ذكره رسول الله عليه السلام عنهم قال :' أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ؛ إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر 'أخرجه/أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن أبي شيبة وغيرهم , بل وما أظهره عليه السلام من تخوف منهم على أمته فقال :' إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان 'أخرجه/أحمد واللفظ له وعبد بن حميد والحارث والطبراني والبزار وغيرهم , وما تلك التعرية من الله ورسوله لهم , إلا لأنهم جسر لاختراق أيّ تجمع مبارك في أمة الإسلام لصالح الأعداء , فهم إخوة للكافرين والمشركين لما بينهم من مودة , إذ لا صلة لهم بإخوة الإسلام والمسلمين , وهم نسخة حقيقة لبعضهم , وكذلك هم مرضى القلوب ؛ صفر الوجوه , وهم أهل رياء وأضواء وحب للظهور ؛ واستماتة على ذلك , وإن أظهروا للناس غير ذلك , بل أكبر إجرامهم ؛ دورهم الإفسادي المخادع لله ورسوله والمؤمنين , وهم أجهل الناس بأمور دينهم ودنياهم ؛ فهم مفلسون سياسياً مبتدعون دينياً , وأضف إلى ذلك أنهم أهل خبث ودهاء وجبن ؛ وفيهم من الاستعلاء على خلق الله ما يكفيهم , وأن الله تعالى قدمهم في سورة النساء والفتح على الكافرين والمشركين , عند جمعهم في جهنم ؛ وجعل دركتهم أسفل الدركات فيها بعدهم , فلا يحل للمسلم الحق أن يجعلهم له قدوة , ولا يناصرهم في جولة , ولا يعينهم على إقامة دولة , لأنها ستكون دولة وثنية تعبد صنم الحزبية , تقدسه ؛ وتطوف حوله , وترفع رايته , وتقاتل من أجله , ومثلهم قائم في غزة , حيث هم أهل فتنة , بغاة قتلة , إنقساميون ؛ لا يعرفون للرحمة ولا للمودة سبيلاً ؛ ولا يوجد للوطن ولا لأهله عندهم من المناصرة نقيراً , فتلك أمور خارج قاموسهم الإخواني الذي ربوا على مائدته , وغذوا بمفرداته وحروفه وكلماته وجمله وموضوعاته , إنه فكر الإخوان المسلمين البدعي المشوه , فصورتهم والحمد لله ؛ في كل مكان بدأت تظهر معالمها , وتنجلي وقائعها , إذ هم ينكرون الآخر , ويصرون على إقصائه , ومن ذلك ظهورهم في ميدان التحرير بمصر , حيث أقاموا منصة إجرامهم فيه , وتجمعهم الحاقد , واعتلاها أحد دعاة الصنمية الحزبية منهم ؛ من يسمى القرضاوي , وصعد إليها وائل غنيم ليلقي كلمة بعده فأمر بإنزاله , نعم لأنهم يريدون أن يوحوا إلى العالم أنهم الذين يغيّرون فقط ؛ لا سواهم , فهؤلاء هم الإخوان في أجلى صورهم , وأسود حللهم ؛ على مدى تاريخهم .
المفصل الثاني : دور الإخوان المسلمين التشكيكي ومن انشعب منهم ؛ في الذهاب إلى الأمم المتحدة , ووقوفهم في مصاف الأعداء , وذلك بلسان شيطان منهم من غزة , و ذلك كما يلي :
1- أنهم تعودوا أن يركبوا الموجة؛ كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا , ولكن موجتنا لن يستطيعوا ركوبها , إذ نعلم أن المستكبرين الأمريكان والأوربيين راضون عنهم .
2- أنهم لا يعيشون إلا في ظل الإنقسامات والخلافات , لأن سياستهم هي نفسها سياسة المستكبرين المستعمرين الأوربيين والأمريكان ' فرق تسد ' ؛ حتى في الإجرام والقتل , والظلم وسلب مقدرات الوطن , وإقبالهم على الدنيا فوافق شنن طبقه , فلبئس القرين .
3- أنهم يوحون إلى الناس أن الأمور بغيرهم لن تكون ولن تسير , ونحن نقول لهم إن الذي يمثل الأمة هو من يعترف العالم به في المحافل الدولية , لا أنتم لأنكم دون ذلك .
4- إنهم يعلمون أو لا يعلمون أن صنيعهم هذا يخدم الأعداء , ويؤثر سلباً على القضية , وهذا ما وظفوا له , ليظهروا إخلاصهم لمن وظفهم , وما سكوت إسرائيل عنهم إلا من هذا الباب , ولنا أن نتهم من يفعل ذلك , بأنه خارج عن الصف الوطني وقابع في الصف الخياني , لقول عمر رضي الله عنه في وصاياه :'... ومن نزل مواطن الشبهة فلا يلومنّ من أساء الظن به '.
5- أنهم إنما يعارضون التوجه إلى الأمم المتحدة من أجل الإعتراف بكامل عضوية فلسطيننا , لأن الكثير من أتباعهم موظف في وكالة الغوث ' الأونروا ' حيث تصل رواتب بعضهم أحياناً إلى أربعة آلاف دولار 4000$ فإذا اعترف بدولة فلسطين ؛ قلصت الوكالة خدماتها , أو أنهتها , وعندها أين يذهب أمثال أولئك ؟! , والوكالة هي الوزة التي تبيض لهم الذهب , ومنها كونوا الأرصدة , وتعلموا وعلموا أولادهم وهكذا , وهناك أمر دقيق آخر وخطير؛ أنهم جعلوا من وكالة الغوث ملجأ آمناً ليكونوا أنفسهم , ويبنون تجمعاتهم فيها بعيداً عن الأنظار, وهذا ديدنهم .
6- أنهم يريدون استمرار الحال على ما هو عليه ليستمر الإنقسام الذي حصلوا به الملايين , وبنوا به البيوت والعمارات , وركبوا أفخم السيارات , وحصلوا به ما لم يحلموا به في المنامات , من شراء الأراضي والتجارات وتزوج النساء مثنى وثلاث ورباع , ناهيك عن الملابس بالموديلات , لهم ولأولادهم ونسائهم ؛ عبر الأنفاق والنفاق , ثم ابتزاز وكالة الغوث الأونروا تارة بدعوى أنها مقصرة في خدماتها , وأخرى لبقاء الحصار الذي جعلوه وسيلة تسول , يسترزقون به , لا من أجل الشعب الفلسطيني , ولكن من أجل حركتهم وصنمها الحزبي الذي يسبحون بحمده آناء الليل وأطراف النهار , فهل يفكر أمثال هؤلاء في استقلال بلدهم والاعتراف به , ليذهب عنهم هذا النعيم ؟! فأول وآخر ما فكروا فيه لا تذهبوا إلى الأمم المتحدة .
7- أنهم يحاولون إطالة أمد الإنقسام , لعله يعلو في الأفق شأن صنهم الحزبي , وبالتالي يقيمون دولتهم التي بها يحلمون , وكذلك ما ينتظرونه مستقبلاً ؛ أن يؤول إليهم حكم دولة فلسطين , ليتبجحوا أن جهادهم هو الذي حررها , حيث طمسوا نضالات من سبقوهم من حركات وفصائل وجبهات منظمة التحرير الفلسطينية ؛ ألتي أوصلتهم إلى كرسي الحكم .
المفصل الثالث : رسالة الشعب الفلسطيني إلى الأوروبيين والأمريكان :
بعد هذا كله آن لنا أن نخاطب الأوربيين والأمريكان , من خلال من وقع معهم اتفاق السلام , بصفته الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين , لأن كل من لا يعترف بالتزامات السلام التي وقعها , ممن وجد على أرض هذا الوطن من الفصائل والحركات والأحزاب ؛ يعتبر مولوداً غير شرعي في هذه الفترة , فلا يحق له أن يبدي رأياً في ما صنع غيره , حتى ينضم إلى شعبه , ويسعى إلى توحيده ولحمته , ويكفر بالإنقسام , والإنقساميين , والبغاة المجرمين , الخارجين عن إجماع شعبهم , ويؤمن بالوطن وأهله , بعد إيمانه بدينه وعقيدته , وبنوده :
أولاً- كما قلوبنا معقودة على إيماننا بالله عز وجل وديننا , فإن قلوبنا معقودة على إقامة دولتنا الفلسطينية ؛ ورفع رايتها في الخافقين , ولن يثنينا أحد عن عزمنا .
ثانياً- لماذا كل هذا القلق والتخوف أيها الأوربيون والأمريكيون من توجهنا إلى الأمم المتحدة , ألستم أنتم الذين اقمتم دولة إسرائيل ؛ وبنيتموها بمساعداتكم وأموالكم ؟!, فلم تعارضون إقامة دولة فلسطين والاعتراف بها ؟!, ألا تريدون أن تكفروا عن خطاياكم تجاه شعب فلسطين ؟!, أم أنكم تقتلوننا مع سبق الإصرار والترصد ؛ كما في صبرا وشاتيلا وغيرهما ؟!, فإن كان الأمر كذلك ؛ فالشريعة الإلهية , ثم الدولية تعطينا الحق في النضال لاسترداد ذلك الحق منكم أولاً وأخيراً ؛ بكل الوسائل المشروعة , لكننا نستميحكم العذر في أنكم تدفعوننا إلى ذلك. ثالثاً- أيها الأوربيون والأمريكيون أنتم جزء من العال؛ ولستم العالم, أم أن العالم لا يساوي في نظركم شيئاً ؟!, وأنكم أوجدتم الأمم المتحدة لخدمة أغراضكم ومصالحكم, وخدعتم العالم في حينها بأهمية تشكيلها والانضمام إليها.
رابعاً- أيها الأوربيون والأمريكان تعرّضون بقطع مساعداتكم , وبينكم ما بينكم من تباين , فإلى أن تستقروا على رأي إننا صامدون , ولتعلموا أننا لا ولن نبيع أرضنا بتلك المساعدات , لأننا لن نفعل وراجعوا التاريخ ؛ والواقع يشهد بذلك , فلا تحاولوا أن تجعلوا مساعداتكم غلاً في أعناقنا , ولتعلموا ألف مرة ومرة أننا كفرنا بكم وبمساعداتكم , ولن نبيع الدين بالتّين وفلسطيننا دين .
خامساً- أيها الأوربيون والأمريكان نحن نحملكم ما أصابنا من جراحات وآلام وحرمان , فالشعوب لا تنسى وإذا قالت فعلت , ثم لا تقولوا لنا بعد ذلك : ما هذا التطرف ؟! , ولا ما هذا الإرهاب ؟! , لأن المتطرف والإرهابي هو من يسلب – يسرق- حقوق الناس , ويمنعهم حقوقهم , فاللص لا يحل له أن يهنأ ولا يستقر؛ بل ويجب أن يبقى مهدداً قلقاً , وأنتم لصوص هذا العالم , بنيتم دولكم من كل ناحية , ورفهتم شعوبكم , بأقوات الشعوب المستضعفة ودمائها منا ومن غيرنا , بل وتلذذتم بعذاباتهم وعذاباتنا , فدعونا نصل إلى حقوقنا , لتتمتعوا وتهنئوا .
وأذكركم إن كان رغد الحياة أنساكم ؛ وظننتم أنه لن يبيد ما بين أيديكم أبداً , بمبادئ وحقوق التحرر للشعوب وتقرير المصير , التي أقرتها الثورة الأمريكية والفرنسية , ومبدأ مونرو الذي صدر سنة 1823م , وإعلان الرئيس ويلسن سنة 1918م , وما أعلنته الثورة البلشفية الشيوعية عند الحرب العالمية الأولى , وإعلان حق التحرر وتقرير المصير من خلال الأهداف الأساسية للأمم المتحدة , في المادة الأولى من مشروع إتفاقتي حقوق الإنسان المدنية والاقتصادية والاجتماعية , وذلك ما صدر عن الأمم المتحدة سنة 1960م , وكذا ما صدر عن مؤتمر فينا سنة 1969م , واعتبار ذلك إطاراً أساسياً لتشكيل قواعد القانون الآمرة بذلك , إذ أن كل ذلك يتيح للشعوب المستعمرة الحق في المقاومة الشعبية , وذلك حق ثابت في القانون الدولي – وقبل ذلك وبعده تشريع الله عز وجل الذي يشكل لنا قاعدة عقائدية - , ويلزم أعضاء المجتمع الدولي باحترامه , وأن تلك المقاومة الشعبية ليست إرهاباً , بل ويلزمهم بمنع أيّ أمر ينقص من ذلك .
فأين أنتم من ذلك أيها الأمريكان والأوربيون ؟! , إذ أن شعب جنوب السودان لما قام يطالب بحقه في التحرر وتقرير المصير , وأخذ يناضل من أجل ذلك ؛ ناصرتموه بكل الوسائل , وأوعزتم إلى المحكمة الدولية لجرائم الحرب باتخاذ ما يلزم , ولم يهدأ لكم بال حتى نال الجنوب استقلاله ورفع رايته !! , وذلك جزء من أحلامكم الإجرامية في تقسيم السودان , وكل بلاد المسلمين , والحبل على الجرار, ولكن شعب فلسطين لما قام يطالب بحقه مثل من طالبوا بحقهم , تصديتم وبكل قوة ضد رغبته وتطلعاته في ذلك , ألا تخجلون ؟! , أم أنكم لا تعرفون إلا القوة ؟! .
المفصل الرابع : ألا فليحذر إخواننا !!! ؛ بنو ديننا ووطننا وجلدتنا : اليوم تلتهم فلسطين , وغداً تلتهمون- أكلت يوم أكل الثور الأبيض-,فلا تتركوهم ينفردوا بها إن كنتم مؤمنين مسلمين !!! .
وآخر دعوانا أن الحمد لله على كل حال .
حرر بمدينة بني سهيلا من أرض الرباط فلسطين .
وكتب : رئيس هيئة علماء السلف في فلسطين .
الشيخ الأستاذ الدكتور/ محمد بن سلمان بن حسين أبو جامع .
الرجاء من الإدارة عدم حذف الموضوع
[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=qwUjiyQxue8[/youtube]
المقال الذي كتبه في يوم الاثنين الموافق 19/9/2011م الساعة 17:38م
لا تكونوا عوناً للشيطان الأوروبي والأمريكي على فلسطين
د.محمد أبو جامع
محمد بن سلمان بن حسين أبو جامع/ ولنكن مع قيادتنا يداً بيد ؛ لنرفع راية دولتنا الفلسطينية على أرضنا , وفي الأمم المتحدة
ويلزم ذلك مفاصل أربعة :
المفصل الأول : كشف المنافقين والبغاة الانقساميين المعطلين المعوقين المشككين ؛ ومثلهم قائم في غزة :
إن أغرب الغرائب في زماننا ما نسمعه من رويبضات العصر, لأن الرويبضة لا يحق له أن يتكلم في شأن العامة ولا ينبغي له ؛ حيث هو حزبي لا يمثل إلا فئته , قال عليه السلام :' سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل : وما الرويبضة قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة 'أخرجه/أحمد وبان ماجة واللفظ له ومعمر بن راشد والبزار وأبو يعلى وغيرهم , وقد نطق أحد الرويبضات المنافقين الشياطين قائلا : إن حزبه يرى ألا تذهب السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة , فتلك خطوة انفرادية – يعني لا بد أن يذهبوا مع السلطة ؛ فإن ذهبوا كان الذهاب صحيحاً مقبولاً وإلا فالأمر كما تقدم - , ولقد وجدت من خلال بحثي في آي القرآن العظيم ؛ ما لفت به الله عز وجل نظر المؤمنين المسلمين , من ذكره للمنافقين وفضحهم وكشف أسرارهم بمساحة كبيرة منه ؛ حتى لا تغيب صورتهم المتلونة المقيتة المجرمة عن بالهم , لأنهم أشد خطراً على المسلمين من عدوهم , ففي سورة البقرة الآيات(8-20) , وآل عمران الآية(186) , والنساء ألآيات(145,144,140,138,88,61) , والأنفال الآية(49) , والتوبة الآيات(101,97,77,73,67,64) , والعنكبوت ألآية(11) والأحزاب ألآية(73,60,48,24,12,1) , والفتح ألآية(6) وفيها بذكرهم موضعان , والحديد ألآية(13) وفيها بذكرهم موضعان , والحشر ألآية(11) , والمنافقون ألآيات (8,7,1) ؛ وقد سميت السورة باسمهم لما فيهم من خطر داهم للإسلام والمسلمين , والتحريم الآية(9) , بل وفي السنة المشرفة ما ذكره رسول الله عليه السلام عنهم قال :' أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ؛ إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر 'أخرجه/أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن أبي شيبة وغيرهم , بل وما أظهره عليه السلام من تخوف منهم على أمته فقال :' إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان 'أخرجه/أحمد واللفظ له وعبد بن حميد والحارث والطبراني والبزار وغيرهم , وما تلك التعرية من الله ورسوله لهم , إلا لأنهم جسر لاختراق أيّ تجمع مبارك في أمة الإسلام لصالح الأعداء , فهم إخوة للكافرين والمشركين لما بينهم من مودة , إذ لا صلة لهم بإخوة الإسلام والمسلمين , وهم نسخة حقيقة لبعضهم , وكذلك هم مرضى القلوب ؛ صفر الوجوه , وهم أهل رياء وأضواء وحب للظهور ؛ واستماتة على ذلك , وإن أظهروا للناس غير ذلك , بل أكبر إجرامهم ؛ دورهم الإفسادي المخادع لله ورسوله والمؤمنين , وهم أجهل الناس بأمور دينهم ودنياهم ؛ فهم مفلسون سياسياً مبتدعون دينياً , وأضف إلى ذلك أنهم أهل خبث ودهاء وجبن ؛ وفيهم من الاستعلاء على خلق الله ما يكفيهم , وأن الله تعالى قدمهم في سورة النساء والفتح على الكافرين والمشركين , عند جمعهم في جهنم ؛ وجعل دركتهم أسفل الدركات فيها بعدهم , فلا يحل للمسلم الحق أن يجعلهم له قدوة , ولا يناصرهم في جولة , ولا يعينهم على إقامة دولة , لأنها ستكون دولة وثنية تعبد صنم الحزبية , تقدسه ؛ وتطوف حوله , وترفع رايته , وتقاتل من أجله , ومثلهم قائم في غزة , حيث هم أهل فتنة , بغاة قتلة , إنقساميون ؛ لا يعرفون للرحمة ولا للمودة سبيلاً ؛ ولا يوجد للوطن ولا لأهله عندهم من المناصرة نقيراً , فتلك أمور خارج قاموسهم الإخواني الذي ربوا على مائدته , وغذوا بمفرداته وحروفه وكلماته وجمله وموضوعاته , إنه فكر الإخوان المسلمين البدعي المشوه , فصورتهم والحمد لله ؛ في كل مكان بدأت تظهر معالمها , وتنجلي وقائعها , إذ هم ينكرون الآخر , ويصرون على إقصائه , ومن ذلك ظهورهم في ميدان التحرير بمصر , حيث أقاموا منصة إجرامهم فيه , وتجمعهم الحاقد , واعتلاها أحد دعاة الصنمية الحزبية منهم ؛ من يسمى القرضاوي , وصعد إليها وائل غنيم ليلقي كلمة بعده فأمر بإنزاله , نعم لأنهم يريدون أن يوحوا إلى العالم أنهم الذين يغيّرون فقط ؛ لا سواهم , فهؤلاء هم الإخوان في أجلى صورهم , وأسود حللهم ؛ على مدى تاريخهم .
المفصل الثاني : دور الإخوان المسلمين التشكيكي ومن انشعب منهم ؛ في الذهاب إلى الأمم المتحدة , ووقوفهم في مصاف الأعداء , وذلك بلسان شيطان منهم من غزة , و ذلك كما يلي :
1- أنهم تعودوا أن يركبوا الموجة؛ كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا , ولكن موجتنا لن يستطيعوا ركوبها , إذ نعلم أن المستكبرين الأمريكان والأوربيين راضون عنهم .
2- أنهم لا يعيشون إلا في ظل الإنقسامات والخلافات , لأن سياستهم هي نفسها سياسة المستكبرين المستعمرين الأوربيين والأمريكان ' فرق تسد ' ؛ حتى في الإجرام والقتل , والظلم وسلب مقدرات الوطن , وإقبالهم على الدنيا فوافق شنن طبقه , فلبئس القرين .
3- أنهم يوحون إلى الناس أن الأمور بغيرهم لن تكون ولن تسير , ونحن نقول لهم إن الذي يمثل الأمة هو من يعترف العالم به في المحافل الدولية , لا أنتم لأنكم دون ذلك .
4- إنهم يعلمون أو لا يعلمون أن صنيعهم هذا يخدم الأعداء , ويؤثر سلباً على القضية , وهذا ما وظفوا له , ليظهروا إخلاصهم لمن وظفهم , وما سكوت إسرائيل عنهم إلا من هذا الباب , ولنا أن نتهم من يفعل ذلك , بأنه خارج عن الصف الوطني وقابع في الصف الخياني , لقول عمر رضي الله عنه في وصاياه :'... ومن نزل مواطن الشبهة فلا يلومنّ من أساء الظن به '.
5- أنهم إنما يعارضون التوجه إلى الأمم المتحدة من أجل الإعتراف بكامل عضوية فلسطيننا , لأن الكثير من أتباعهم موظف في وكالة الغوث ' الأونروا ' حيث تصل رواتب بعضهم أحياناً إلى أربعة آلاف دولار 4000$ فإذا اعترف بدولة فلسطين ؛ قلصت الوكالة خدماتها , أو أنهتها , وعندها أين يذهب أمثال أولئك ؟! , والوكالة هي الوزة التي تبيض لهم الذهب , ومنها كونوا الأرصدة , وتعلموا وعلموا أولادهم وهكذا , وهناك أمر دقيق آخر وخطير؛ أنهم جعلوا من وكالة الغوث ملجأ آمناً ليكونوا أنفسهم , ويبنون تجمعاتهم فيها بعيداً عن الأنظار, وهذا ديدنهم .
6- أنهم يريدون استمرار الحال على ما هو عليه ليستمر الإنقسام الذي حصلوا به الملايين , وبنوا به البيوت والعمارات , وركبوا أفخم السيارات , وحصلوا به ما لم يحلموا به في المنامات , من شراء الأراضي والتجارات وتزوج النساء مثنى وثلاث ورباع , ناهيك عن الملابس بالموديلات , لهم ولأولادهم ونسائهم ؛ عبر الأنفاق والنفاق , ثم ابتزاز وكالة الغوث الأونروا تارة بدعوى أنها مقصرة في خدماتها , وأخرى لبقاء الحصار الذي جعلوه وسيلة تسول , يسترزقون به , لا من أجل الشعب الفلسطيني , ولكن من أجل حركتهم وصنمها الحزبي الذي يسبحون بحمده آناء الليل وأطراف النهار , فهل يفكر أمثال هؤلاء في استقلال بلدهم والاعتراف به , ليذهب عنهم هذا النعيم ؟! فأول وآخر ما فكروا فيه لا تذهبوا إلى الأمم المتحدة .
7- أنهم يحاولون إطالة أمد الإنقسام , لعله يعلو في الأفق شأن صنهم الحزبي , وبالتالي يقيمون دولتهم التي بها يحلمون , وكذلك ما ينتظرونه مستقبلاً ؛ أن يؤول إليهم حكم دولة فلسطين , ليتبجحوا أن جهادهم هو الذي حررها , حيث طمسوا نضالات من سبقوهم من حركات وفصائل وجبهات منظمة التحرير الفلسطينية ؛ ألتي أوصلتهم إلى كرسي الحكم .
المفصل الثالث : رسالة الشعب الفلسطيني إلى الأوروبيين والأمريكان :
بعد هذا كله آن لنا أن نخاطب الأوربيين والأمريكان , من خلال من وقع معهم اتفاق السلام , بصفته الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين , لأن كل من لا يعترف بالتزامات السلام التي وقعها , ممن وجد على أرض هذا الوطن من الفصائل والحركات والأحزاب ؛ يعتبر مولوداً غير شرعي في هذه الفترة , فلا يحق له أن يبدي رأياً في ما صنع غيره , حتى ينضم إلى شعبه , ويسعى إلى توحيده ولحمته , ويكفر بالإنقسام , والإنقساميين , والبغاة المجرمين , الخارجين عن إجماع شعبهم , ويؤمن بالوطن وأهله , بعد إيمانه بدينه وعقيدته , وبنوده :
أولاً- كما قلوبنا معقودة على إيماننا بالله عز وجل وديننا , فإن قلوبنا معقودة على إقامة دولتنا الفلسطينية ؛ ورفع رايتها في الخافقين , ولن يثنينا أحد عن عزمنا .
ثانياً- لماذا كل هذا القلق والتخوف أيها الأوربيون والأمريكيون من توجهنا إلى الأمم المتحدة , ألستم أنتم الذين اقمتم دولة إسرائيل ؛ وبنيتموها بمساعداتكم وأموالكم ؟!, فلم تعارضون إقامة دولة فلسطين والاعتراف بها ؟!, ألا تريدون أن تكفروا عن خطاياكم تجاه شعب فلسطين ؟!, أم أنكم تقتلوننا مع سبق الإصرار والترصد ؛ كما في صبرا وشاتيلا وغيرهما ؟!, فإن كان الأمر كذلك ؛ فالشريعة الإلهية , ثم الدولية تعطينا الحق في النضال لاسترداد ذلك الحق منكم أولاً وأخيراً ؛ بكل الوسائل المشروعة , لكننا نستميحكم العذر في أنكم تدفعوننا إلى ذلك. ثالثاً- أيها الأوربيون والأمريكيون أنتم جزء من العال؛ ولستم العالم, أم أن العالم لا يساوي في نظركم شيئاً ؟!, وأنكم أوجدتم الأمم المتحدة لخدمة أغراضكم ومصالحكم, وخدعتم العالم في حينها بأهمية تشكيلها والانضمام إليها.
رابعاً- أيها الأوربيون والأمريكان تعرّضون بقطع مساعداتكم , وبينكم ما بينكم من تباين , فإلى أن تستقروا على رأي إننا صامدون , ولتعلموا أننا لا ولن نبيع أرضنا بتلك المساعدات , لأننا لن نفعل وراجعوا التاريخ ؛ والواقع يشهد بذلك , فلا تحاولوا أن تجعلوا مساعداتكم غلاً في أعناقنا , ولتعلموا ألف مرة ومرة أننا كفرنا بكم وبمساعداتكم , ولن نبيع الدين بالتّين وفلسطيننا دين .
خامساً- أيها الأوربيون والأمريكان نحن نحملكم ما أصابنا من جراحات وآلام وحرمان , فالشعوب لا تنسى وإذا قالت فعلت , ثم لا تقولوا لنا بعد ذلك : ما هذا التطرف ؟! , ولا ما هذا الإرهاب ؟! , لأن المتطرف والإرهابي هو من يسلب – يسرق- حقوق الناس , ويمنعهم حقوقهم , فاللص لا يحل له أن يهنأ ولا يستقر؛ بل ويجب أن يبقى مهدداً قلقاً , وأنتم لصوص هذا العالم , بنيتم دولكم من كل ناحية , ورفهتم شعوبكم , بأقوات الشعوب المستضعفة ودمائها منا ومن غيرنا , بل وتلذذتم بعذاباتهم وعذاباتنا , فدعونا نصل إلى حقوقنا , لتتمتعوا وتهنئوا .
وأذكركم إن كان رغد الحياة أنساكم ؛ وظننتم أنه لن يبيد ما بين أيديكم أبداً , بمبادئ وحقوق التحرر للشعوب وتقرير المصير , التي أقرتها الثورة الأمريكية والفرنسية , ومبدأ مونرو الذي صدر سنة 1823م , وإعلان الرئيس ويلسن سنة 1918م , وما أعلنته الثورة البلشفية الشيوعية عند الحرب العالمية الأولى , وإعلان حق التحرر وتقرير المصير من خلال الأهداف الأساسية للأمم المتحدة , في المادة الأولى من مشروع إتفاقتي حقوق الإنسان المدنية والاقتصادية والاجتماعية , وذلك ما صدر عن الأمم المتحدة سنة 1960م , وكذا ما صدر عن مؤتمر فينا سنة 1969م , واعتبار ذلك إطاراً أساسياً لتشكيل قواعد القانون الآمرة بذلك , إذ أن كل ذلك يتيح للشعوب المستعمرة الحق في المقاومة الشعبية , وذلك حق ثابت في القانون الدولي – وقبل ذلك وبعده تشريع الله عز وجل الذي يشكل لنا قاعدة عقائدية - , ويلزم أعضاء المجتمع الدولي باحترامه , وأن تلك المقاومة الشعبية ليست إرهاباً , بل ويلزمهم بمنع أيّ أمر ينقص من ذلك .
فأين أنتم من ذلك أيها الأمريكان والأوربيون ؟! , إذ أن شعب جنوب السودان لما قام يطالب بحقه في التحرر وتقرير المصير , وأخذ يناضل من أجل ذلك ؛ ناصرتموه بكل الوسائل , وأوعزتم إلى المحكمة الدولية لجرائم الحرب باتخاذ ما يلزم , ولم يهدأ لكم بال حتى نال الجنوب استقلاله ورفع رايته !! , وذلك جزء من أحلامكم الإجرامية في تقسيم السودان , وكل بلاد المسلمين , والحبل على الجرار, ولكن شعب فلسطين لما قام يطالب بحقه مثل من طالبوا بحقهم , تصديتم وبكل قوة ضد رغبته وتطلعاته في ذلك , ألا تخجلون ؟! , أم أنكم لا تعرفون إلا القوة ؟! .
المفصل الرابع : ألا فليحذر إخواننا !!! ؛ بنو ديننا ووطننا وجلدتنا : اليوم تلتهم فلسطين , وغداً تلتهمون- أكلت يوم أكل الثور الأبيض-,فلا تتركوهم ينفردوا بها إن كنتم مؤمنين مسلمين !!! .
وآخر دعوانا أن الحمد لله على كل حال .
حرر بمدينة بني سهيلا من أرض الرباط فلسطين .
وكتب : رئيس هيئة علماء السلف في فلسطين .
الشيخ الأستاذ الدكتور/ محمد بن سلمان بن حسين أبو جامع .
الرجاء من الإدارة عدم حذف الموضوع
تعليق