حرمتمونا في غزة ان نكون فلسطينيين هذا المساء...أي أنبياء أنتم ؟!
أي قداسة هذه التي جاءتكم من السماء فأصبحتم الأوصياء الأولياء ؟!
إن شرعيتكم الوحيدة هي البندقية الصدئة التي ترفعونها في وجه شعبكم, والخرافة الرديئة التي استطعتم خلالها وفي غفلة من التاريخ أن توقعوا قلوب البسطاء في حبائل سلطان الخوف, وحين عذبتم الشعراء وأبعدتم الفنانين وقفت فلسطين لتؤكد ايمانها أمام العالم بمقولة شاعرها الكبير محمود درويش الذي كفرتموه عبر أبواقكم السوداء, ليقول للعالم: خالدون هنا ولنا هدف واحد أن نكون في غفلة من زوركم وبهتانكم وردتكم,وكما تعودنا على سنة ظلامكم وبدكتاتورية مهذبة أكثر خطورة من مثيلاتها في العالم, دكتاتورية لا تختلف إلا في الوسائل عن الدكتاتوريات الاخرى, كبلتم شعبا كاملا , والهيتموه بتجارة الموت والدماء , ولا زلتم ترددون خطاباتكم الخرقاء بقلوب منخوبة والسن مثقوبة كالطبلة الجوفاء على آذاننا لنجد أنفسنا مضطرين للاستماع إلى عزفك الرديء على قانون مفصل لعازف واحد قبيح وقميء هو انتم..
لم تختلفوا كثيرا في خطابكم عن أي عدو لشعبنا الفلسطيني المتطلع إلى دولته, بل راهتنم ولا زلتم على فشل مسعانا الفلسطيني للحصول على دولة تنقذنا من عثرات الواقع الرخو, ومن حالة التخبط السياسي والعسكري التي توقعوننا فيها كل مساء, من أجل اجندة ضيقة حزبية راديكالية تعطي أنبيائكم حق التصرف في ضمائر الناس وفي قلوبهم, وفي حرياتهم بدعوى العادات والتقاليد والدين, كأن الشعب الفلسطيني قد ارتد إلى كفر وجاهلية ,فبعثكم الله وفي أيديكم كتبكم المجنونة وآلهتكم التي تحترف التكفير والتجهيل والتحقير والقذف والتشهير والتعذيب, أيها المنزهون من كل عيب وخطيئة .
إن الدولة الفلسطينية مثلما تُهددُ تماما المشروع الصهيوني التوسعي , تهدد مصالحكم في ابقاء فلسطين سوقة لكم , دولة لا قانون فيها إلا ضلالكم وزيغكم , ومحسوبيتكم وطول اللحية وقصر الشارب, لذلك لم يكن خطابكم ليختلف كثيرا عن خطاب أعداءنا, فحين قال الكيان هذه خطوة أحادية رددتم ورائه ما قال, وحين قال نتنياهو هذا خطاب أجوف رددتم ورائه ما قال, عن غير قصد أو بقصد, مظرهين بذلك وجهكم مسقطين مزيدا من الاقنعة .
واسمحوا لشاعر فلسطيني من غزة أن يهدي لجنابكم هذه القصيدة احتفالا بخطاب فلسطيني أصيل جليل الصياغة نافذ العمنى , واقعي الرؤية
لتحتفل غزة ولو بالدفاع عن حقها في الاحتفال بهذه الفرحة , حتى وان كان الظلام من القوة بحيث يحجب صوتها عن فضاءات الاستنارة , شاء من شاء وتأفف من تأفف وأول ما شاء كيفما شاء وبحر غزة قريب منكم..
إلى أنبياء الزور
في أيِّ سوقٍ تعرضون دمائي
وبلحيةٍ "بطرانةٍ" عمياءِ..!!
أنتم طريق الموتِ للموتِ اذهبوا
وخذوا نبي الزورِ والخيلاءِ
ولتخرجوا منِّي إلى أصنامِكم
ولتحذروا فأسي وبأسَ سمائي
النارُ بردُ اللهِ نورُ سلامِهِ
يا أوجهاً قبليةَ الأسماءِ
حريتي وحيُ السماءِ إليكمُ
والشعرُ معجزتي وبعضُ بلائي
ناموا على خُطَبٍ ..شيوخٍ سذجٍ
يتقوقعونَ بجبةِ الآباءِ
واصحوا على حَطَبٍ وبردٍ جاهلٍ
وتسلطٍ وتعنتٍ ورياءِ
ولترفعوا القرآنَ فوقَ سيوفِكم
ولتقتلوهُ بطلقةٍ جهلاءِ
سَقَطتْ لحاكُم عن ضميرٍ غائبٍ
عن بربرٍ جددٍ بثوبِ فدائي
اللهُ سلعَتُكم فبيعوا واشتروا
والشعبُ ملكُ تخرصِ الخطباءِ
الشعبُ أخطأَكم وكانَ جزاؤُهُ
إلقاءَهُ في ساحةِ الأخطاءِ
لكروشِكُم أنْ تستقرَّ وأهلُنا
في جوعهم يا أكلي الأشلاءِ
إن الحصارَ على الذين تعذبوا
لا مَنْ تجارتُهم دمُ الشهداءِ
تجارَ كلِّ قضية وهويةٍ
حتى حصاري دمعتي ودوائي
سقطَ القناعُ وشاهَ وجهُ نبيِّكُم
فتكشفوا عن ليلةٍ ليلاءِ
محمـد سليمــان
تعليق