إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية ..:: بقلم / توفيق أبو شومر ،،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية ..:: بقلم / توفيق أبو شومر ،،

    لا يعرف كثيرون خارج فلسطين، مميزات الانقسام، فالكل يندبون ويلطمون ولا يُدركون بأن للانقسام ميزاتٍ وفوائدَ أيضا!
    أما أبرز مميزات الانقسام، فهي أننا الدولة الوحيدة في العالم التي لها وزارتان برئيسين لا صلة بينهما أبدا، ولكل وزارة منهما مخطط خاص، ولها موعد اجتماعات خاص أيضا، ولكلٍ قراراتها الخاصة!
    وهذه سابقة لا مثيل لها في عالم اليوم، وينتج عنها مجموعة ميزات أخرى أبرزها، أن لفلسطين جيشين مُدربين تدريبين مختلفين تماما، فهم قد يتشابهون في المسميات والرتب والأزياء، ويختلفون فيما عدا ذلك!
    وهناك أيضا نوعان مختلفان من الموظفين، موظفون لغزة يداومون في مكاتب ووزارات، أما موظفو رام الله فلا يمكن تمييزهم إلا إذا راقبتهم أمام بنوك التابعة لرام الله في غزة في مواعيد استلام المرتبات!
    وهذه الانقسامات السابقة معلومة للجميع منذ سنوات، كما أن الانقسام طال النظام المصرفي، وأوجد نظاما مصرفيا غريبا عجيبا، يُلائم عصر العولمة! فأصبحت هناك بنوك تتبع حكومة رام الله، ومصارف تتبع حكومة غزة، وهما أيضا يسيران على خطين متوازيين لا يلتقيان!
    أما أحدث وأروع ألوان الانقسام فقد حدثت في شهر رمضان لهذا العام 2011 ، حيث فوجئ المواطنون الآمنون باقتراحٍ يقضي بتأخير التوقيت ساعة واحدة بداية شهر الصوم، لكي يشعر الصائمون بأنهم يُفطرون في وقتٍ مبكر، مما يخفف عنهم ضائقة الصيام، وكل ذلك تمَّ بلا استشارات، وإنما باجتهادات، فأخّر جمهورُ الفلسطينيين ساعاتهم ونفذوا التأخير آملين أن يتوافق الطرفان، وقضوا رمضان سعداء هانئين غير عابئين بالساعات، وما إن انقضى رمضان، حتى صدرت الأوامر بتقديم الساعات من جديد كما كانت قبل حلول رمضان!
    وكان أن التزمت رام الله بتقديم الساعة، ورفضت غزة تقديمها لأنها بعد شهر واحد ستُؤخر من جديد، فظل أهل غزة يعانون من نظام التوقيتين، فمؤسسات رام الله في غزة اضطرت لتقديم الساعة، بينما بقيت جاراتها التي لا تتبع رام بتوقيت شتوي!
    فأصبحنا الوطن الوحيد في العالم الذي يطبق نظامي توقيت مختلفين في وقت واحد في منطقة جغرافية واحدة... والسبب يعود بالقطع إلى أن خطوط الطول لجغرافيا غزة ليست هي خطوط الطول لطبوغرافيا الضفة، كما أن خطوط العرض لقارة غزة، تختلف عن خطوط العرض لمحيط الضفة ... ولله في خلقه شؤون!!
    أين مشرفو كتاب غينس للأرقام القياسية؟!!!!
    رأيت صديقا لبس في يده ساعتين مختلفتين كاحتجاج على مهزلة التوقيتين!
    وسأحاول نحت فلسفة هذا الانقسام التوقيتي، وسأخترع له محاسن خاصة به!
    فمن أبرز محاسن الانقسام التوقيتي الفلسطيني، أن المنكوبين الفلسطينيين بالاحتلال والقهر، والحصار والفقر، أحسوا للمرة الأولى بالانتشاء والفخر بفعل الانقسام التوقيتي، لأن مساحة وطنهم الصغير جدا، ليست هي المساحة المقررة في كتب الجغرافيا، بل إن مساحة فلسطين (الحلم) تُماثل أمريكا وكندا وأستراليا، فمساحة قطاع غزة ليست ثلاثمائة وخمسة وستين كيلو متر مربع، وإنما هي مساحة مفتوحة تُقاس بملايين الكيلومترات! وعلى ذلك فإن الشهيد الراحل أبو عمار كان مبادرا حين قسَّم غزة إلى خمسة محافظات، وذلك لإشعار أهلها بأنها واسعة مترامية الأطراف تشبه الدول الكبرى، وأنها لا تقلُّ عن أية دولة من الدول!

    أما مساحة الضفة والتي تقارب الستة آلاف كيلو متر مربع، ففيها إحدى عشرة محافظة بالتمام والكمال، مع العلم بأن محافظاتها معزولة بالكامل عن بعضها، وهذا يُعزز شعور الفلسطينيين بضخامة مساحة وطننا، فمن يرغب في الانتقال من محافظة رام الله للقدس مثلا - وهي مسافة تقاس في الحقيقة بدقائق معدودة –فإن حواجز التفتيش الإسرائيلية تجعل المسافة بين محافظة رام الله والقدس أبعد من المسافة بين رام الله وباريس، أو بين رام الله وواشنطن!!
    فهل نحن على أعتاب إصدار عملتين مختلفتين للدولة الصيفية والدولة الشتوية، حتى نحقق مكاسب كبيرة في سوق المال العالمي؟!!

    هيك فلّ من عنّا اخر مرة حدا فكر يسحب سلاح المقاومة ! << يقول لبنانيون ..

  • #2
    رد: ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية ..:: بقلم / توفيق أبو شومر ،،

    مقال رائع جدا وفيه رسم ساخر لدولتنا العظيمة

    حق لنا ان نبتسم فنحن فى فلسطين

    تعليق


    • #3
      رد: ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية ..:: بقلم / توفيق أبو شومر ،،

      بالفعل مقال رائع ,,
      المصيبة كمان ,, انو النا وزارتين للأسرى ..
      وفش حد مدور او مهتم فى الأسرى .. كلو بغنى ع ليله ..

      تعليق

      يعمل...
      X