رسالة الأمين العام الشيخ زهير القيسي " أبو إبراهيم " إلى أبناء لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الأمين العام الشيخ زهير القيسي " أبو إبراهيم " إلى أبناء لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين
الحمد لله فاطر السماوات والأرض وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن الله تعالى يقول : " اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ , َّما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ " .
إن من أعظم نعم الله علينا أن هدانا للإسلام ولقد من الله عز وجل علينا بمزيد من نعمه فجعلنا من أهل الرباط في بيت المقدس وهي نعمة تستوجب منا الشكر لله تعالى وحده وأول علامات الشكر هو أن نجتهد في أداء النعمة على وجهها الصحيح فنلتزم الإسلام على منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولنجاهد في سبيله مخلصين فإن فعلنا ذلك فإن الله تعالى قد وعدنا بالمزيد فقال {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ }وقال { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } .
ومن أمارات الصدق : الإخلاص لله وحده في العبادة ، فعندما تصطف الأقدام مثلا للصلاة فاعلم أنك تقف بين يدي جبار السماوات والأرض تكلمه ويسمعك , فهل استحضر قلبك عظمة من تصلي له ؟ إن فعلت ذلك فأنت من الصادقين وإلا فراجع نفسك .
ومن أمارات الصدق : حسن المعاملة والخلق , فالمؤمن الصادق لا يكذب , ولا يفجر ولا ينكث عهدا ولا يغتاب ولا يسرق ولا يزني , والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
ومن ملامح الصدق الوفاء بالعهد , والسمع والطاعة للأمير ما لم تؤمر بمعصية , قال صلى الله عليه وسلم : " من عصى أميري فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله " انظر إلى عظم الذنب الذي قد تحسبه أنت هينا وهو عند الله عظيم .
أيها المجاهدون المؤمنون يا أبناء لجان المقاومة وجناحها العسكري الوية الناصر صلاح الدين : اعلموا أنكم بانتمائكم لهذا المشروع الإسلامي العظيم , قد اخترتم مسلكا وعرا وطريقا مليئا بالأشواك , فقد حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره , كما أخبرنا بذلك الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .
وقد سبقكم في هذا الطريق رجال نحسبهم قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه , نسأل الله لهم القبول والدرجات العلى ولجميع شهداء المسلمين وأمواتهم .
وإن منهجنا واضح كالشمس , ورايتنا تلوح عزيزة خفاقة بعز الإسلام وكرامة الجهاد في سبيل الله وحده , إنه منهج أهل السنة والجماعة , منهج الفرقة الناجية التي نسال الله أن نكون جميعا منها , منهج " ما أنا عليه وأصحابي " إيمانا وقولا وعملا .
وفي هذا الطريق تذوب العصبيات وتذوب الأهواء , فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى , وفي هذا الطريق الناس سواسية كأسنان المشط ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه .
وفي هذا الطريق أنتم رحمة للعالمين , فقلوبكم يجب أن تكون مليئة وفواحة بالرحمة والشفقة والحب , لكل من حولكم من المسلمين حتى لو خالفوكم الرأي .
وفي هذا الطريق ستلقون المشقة والعنت والظلم , وقدوتكم في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم الذي أصابه ما أصابه في سبيل الله , وقدوتكم من بعده في أئمة الصحابة الذين سالت دماؤهم في المحراب , ثم قدوتكم من بعدهم في التابعين أمثال الإمام أحمد وبن تيمية .. فالصبر الصبر .. والثبات الثبات .. والعاقبة للمتقين
وفي هذا الطريق سيلزمكم سداد الدين لله عز وجل , الذي اشترى منكم أنفسكم , وإلا فالعذاب الأليم وسيستبدل الله قوما غيركم ولن تضروه شيئا .
وإني قد وليت عليكم على غير رغبة مني , ولكن هي الأمانة وجدت نفسي أتقلدها مرغما , بعد استشهاد أحبابنا الكرام أبو عوض وأبو عبد الرحمن وأبو غسان وأبو جميل وأبو فراس , والله أسأل أن يعينني على حملها وما توفيقي إلا بالله .
فأطيعوني ما أطعت الله فيكم , فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم , وإني قد بدأت مستعينا بالله وحده بترتيب صفوفنا بالتشاور مع إخواني في القيادة المركزية وفي اللجنة التنظيمية و المجلس العسكري , ولله الحمد فقد بدأت ألويتنا المظفرة باستعادة عافيتها , واعلموا أن لا نجاح لأحد إلا بتوفيق الله , ثم بإخلاصكم ودعائكم وتفانيكم في العمل طاعة لله وحده .
وقد أثلج صدري هذا التجاوب الرائع من أبناء المقاومة جميعا قيادة وأفرادا , فكلنا بإذن الله إخوة متحابين , وهذه الأمانة الثقيلة لا يحملها إلا القلوب المؤمنة المتألقة , والسواعد المتوحدة المتمسكة بحبل الله المتين {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ } فاستعينوا بالله واثبتوا , واستعينوا بالصبر إن الله مع الصابرين . واعلموا أن الله قد أمرنا أن نكون مع الصادقين فقال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ" وأنه قد وعدنا سبحانه بالنصر والتمكين إن نحن نصرناه – وهو الغني سبحانه – فقال : "َ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "
وقد منحنا الله مشايخ كرام هبوا معنا منذ بداية الطريق , واستعدوا لإسنادنا بالدعاء والرأي والمشورة والعون , بل وبأرواحهم إن لزم الأمر فابشروا ..
وإن المحبة الغامرة التي لمسناها بعد مصابنا الأليم , من إخواننا في فصائل الجهاد والمقاومة , جميعا وفي مقدمتهم كتائب القسام وسرايا القدس وأتقياء أخفياء لم نرهم , لهي ثمرة الصدق والمحبة التي حملناها للجميع , فاستمروا بنهج المحبة والصدق مع الجميع ، فالمخلصون كثيرون وقد جمعنا وإياهم طريق الجهاد , وقد اختلطت دماؤنا الزكية في كثير من العمليات المباركة .
واعلموا أن التقرب لله يكون بالتزام الفريضة أولاً , فأقيموا الصلاة بينكم وأقيموا باقي الفروض من زكاة وصلاة وصيام بعد الشهادة الخالصة , فذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون , وأوصيكم ونفسي بتقوى الله والوحدة على كلمة الإخلاص , وعلى إجماع أهل العلم والثقة واحذركم ونفسي من الاختلاف والفرقة , واعجاب كل ذي رأي برأيه فإنه منفذ للشيطان وطريق للخسارة والهلاك .
واعلموا أن الخسارة الكبرى هي خسارة الآخرة , وأن الفوز الأعظم هو فوز الآخرة , فجدو في طلب الآخرة ولا تلهكم الدنيا , واعلموا أن أعمالنا التي قد نراها كبيرة إذا لم تقبل عند الله هلكنا وخسرنا , فهذا إبراهيم عليه السلام يبني أعظم بيت في الأرض ويتذلل لربه " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" وهؤلاء ولدي آدم إذ قربا قربانا لربهما " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " فزينوا أعمالكم بالخشوع والإخبات , والتقوى لله وحده واستغفروه , في وقت السحر لعله يتقبل منا سبحانه فنفوز.
أبنائي وأحبابي .. أنتم وأمثالكم أمل الأمة .. وإن عليكم مهمات جسام عظام فاستعدوا وشدوا أيديكم على بنادقكم فشرف الأمة في جهادها وفي تلك الدماء التي تسيل طاهرة على عتبة استرجاع مجد الإسلام وكرامة المسلمين .
سنمضي على طريق الشوكة معا .. طريق الأنبياء والمرسلين .. طريق المجاهدين الصالحين .. حتى يمكن الله لنا ديننا ونحرر أرضنا ونحرر أسرانا أو نموت في سبيل ذلك هذا عهدنا مع الله . " رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً " َقالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" .
الشيخ / زهير القيسي ( أبو إبراهيم )
الأمين العام للجان المقاومة
وجناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين
الجمعة 11 شوال 1432هـ الموافق 9-9-2011م
تعليق