كنت بعيداّ تفتتح نهارك بعبور البوابة الصعبة, مستمداّ من الرؤية ذلك العناد الذي يتشابه إلى حد كبير مع وقفة الشجر على التراب الفلسطيني, ولذلك لم تكن ترضى بغير الموقف المسور بالحرائق طريقاّ إلى فلسطين.
كنت بعيداّ عن أرض الوطن, قريباّ من وصاياهم من الرسالة إلى الدم, من الأنبياء إلى الشهداء, كنا يا أبا إبراهيم نراك وأنت تجهد يومك منذ صلاة الفجر, لتبقى فلسطين في هذه المرحلة الوعرة المكتظة بالأعداء نافذة مشرعة بإتساع الحلم, وكان التعب يتسرب إلى خطوط يديك وجبينك لكن روح العزيمة تظل فيك شجراّ ضارب الجذور في العقيدة.
وفي صباح 26من تشرين كانت قامة أبي إبراهيم هدفاّ وحيداّ, ثمة رجل واحد جسد في حضوره بلحظة واحدة اختصاراّ للرحلة! رجل واحد جمع في صدره كل الأوجاع التي امتدت عبر خارطة الوطن المسلوب, حدق بالطلقات وهي تهاجمه بعينين راسختين وفي برهة الشهادة أرسل أبو إبراهيم طيور قلبه لتحلق ما بين قرية زرنوقة وقباب القدس, فيما طافت روحه كطائر النورس البحري فوق البلاد, قبل أن تصعد إلى السماء سحاباّ إلى بارئها, متعانقة مع روح هاني عابد ومحمود الخواجا حيث مقام الشهداء والأنبياء.
كل الصباح لأبي إبراهيم منذ الصباح
كل مواويل البطولة والرجولة لجثمانه الشهيد
كل الجراح الفلسطينية لرثائه العصي
كل الخطى على دربه إلى فلسطين كل فلسطين.
كل مواويل البطولة والرجولة لجثمانه الشهيد
كل الجراح الفلسطينية لرثائه العصي
كل الخطى على دربه إلى فلسطين كل فلسطين.
تعليق