المجد للشهداء في الأعالي، وعلى الارض الخراب، وفي الناس المذله.
ليس في ما الَمَّ بأرض فلسطين من خراب وهدم و تجريف اراضي وحرق زيتون وبناء مستوطنات وطرق التفافيه على اراضي الفلسطينيين المصادره ما يستحق الذكر او التذكير، فهي من الاخبار اللتي لم تعد تبعث على الغضب او الاستنكار او حتى الاشمئزاز بقدر ما اصبحت تبعث على الملل لتكرارها في الاعلام الرسمي الفلسطيني والعربي، وكذا ايضاً كل ما يتعلق بالاذلال اليومي للفلسطينيين على الحواجز الاسرائيليه ومداخل المدن والقرى الفلسطينيه والمعابر الحدوديه.
و رغم كل ما حل بأرض فلسطين من خراب وعلى شعبها من ذل منذ النكبه الاولى عام 1948 الى النكبه الثانيه عام 1967 مروراً بالنكبه الثالثه عام 1993 واتفاق اوسلو فيما سُمّي على المستوى الرسمي الفلسطيني ب"سلام الشجعان" وصولاً الى النكبه الرابعه والكبرى اللتي تتمثل في الاقتتال والانقسام الدموي بين فتح وحماس واللتي ما زالت مستمره بكل تفاصيلها رغم جميع محاولات الخروج منها لانهائها تفاوضياً وتحويلها من حاله انقسام الى اقتسام ما تبقى من شظايا وطن كان يسمى فلسطين وصار يسمى باراضي السلطه الفلسطينيه، رغم كل هذا واكثر من هذا، ما زالت قياده السلطه الفلسطينيه وعلى رأسها محمود عباس صاحب العبقريه السياسيه الفريده تؤمن بمشروع دوله فلسطين، بغض النظر عن مساحتها وحدودها ومقدار السياده على أراضيها ومواردها الاقتصاديه و مياهها المسيطَر عليها اسرائيليا, واحتياج محمود عباس وغيره من المسؤولين الى اذن السلطات الاسرائيليه للانتقال الى اي مكان يتعدى حدود مدينه رام الله، فكلها ليست سوى رفاهيات غير ضروريه وليست بالحيويه كشرط من شروط دوله ايلول.
فهي لهذا ستكون نموذج فريد في التاريخ الانساني وليس العربي فحسب، ستشكل اكبر انتصار سياسي لمحمود عباس على دوله اسرائيل، وسيتمثل هذا الانتصار في وجهين، اولهما فيما تحتويه هذه الدوله من تنازلات وكرم بالتنازل عن الحق التاريخ في فلسطين التاريخيه، واسقاط حق العوده لملايين اللاجئين الفلسطينين في جميع شتات الارض، والغاء منظمه التحرير، ورفع أي مسؤوليه عن كاهل الدوله الاسرائيليه كدوله احتلال، وترك الخيار لإسرائيل بان تقرر ما تشاء بشأن آلاف الاسرى الفلسطينيين في سجونها، فهم لم يعودو اولويه بقدر ما سيشكلون بالمستقبل مجرد اجنده تفاوضيه مع "الجاره" اسرائيل، امام كل هذه التنازلات فلا أن بد نهزم اسرائيل سياسياً للمره الاولى باحراجها وعدم فسح المجال لها ان تطلب وتتنتظر منا تنازلات اكثر امام "المجتمع الدولي" و "الشرعيه الدوليه". اما الوجه الآخر لهذا الانتصار السياسي العظيم فيتمثل بعبقريه أبو مازن بفرضه للزمان والمكان رغماً عن انف الاراده الاسرائيليه الغير جاهزه في اجندتها لتصفيه القضيه الفلسطينيه حالياً.
إذا كانت دول المنطقه العربيه بمعظمها تعتمد على الاقتصاد الريعي والموارد الطبيعيه والسياحه كسبب رئيسي لحياتها، فليس لفلسطين اي من هذه الموارد المذكوره، غير ان لها موردها الخاص الذي لا ينافسها عليه اي من دول الارض، وهو الدم الفلسطيني عالي السعر والجوده، ويشكل احتياطي ومخزون استراتيجي يفوق كل انواع النفط جودةً وسعراً واستراتيجيةً، فهو لا ينضَب ولا يتطلب اي تكاليف للتنقيب عنه واستخراجه وتكريره، صديق للبيئه العربيه، فهو لا يحتاج لمضخات مستهلكه للطاقه فمضخاته ذاتيه تعمل بالنبض، واهم ما يميزه تاريخيا انه لا يذهب هدرا ابداً، وللدم الفلسطيني ايضاً ميزه عظيمه يتميز بها على النفط العربي، وهي ان عائد النفط العربي لبلد عربي معين يعود على النظام الحاكم لذلك البلد، اما عائد الدم الفلسطيني فيعود على كل الانظمه العربيه وهو قابل للاستثمار في اي مجال حسب احتياجات واولويات الانظمه العربيه.
في 22/9/2011، سيتجلى للجميع الاهميه الاستراتيجيه للدم الفلسطيني اللذي سيتدفق في مواجهات ايلول المنتظره والمباركه رسمياً وبرعايه الجامعه العربيه اللتي صاغت مشروع الملف الداعم لدوله ايلول الذي سيتم تقديمه للامم المتحده، سيعود الاجماع الرسمي العربي على الندب والنحيب على سيلان الدم الفلسطيني الذي سيكون لا بد من سيلانه، ولن يذهب هدراً كالعاده، وسنرى مجدداً مذيعي نشرات الاخبار في التلفزيونات العربيه يتوشحون الكوفيه الفلسطينيه، وسيزدهر سوق الاغنيه الوطنيه من جديد، ولن يجرء حينئذ اي معارض مأجور او متآمر على اي نظام عربي بالجهر بصوته، فسيتهم "رسميا" بالتشويس وتحييد بوصله الامه عن القضيه المركزيه، والسعي الى اجهاض "حلم" دوله ايلول واللذي يمثل اول اجماع للانظمه العربيه، بالصدفه، والله بمحض الصدفه.
سيغنون لشهداء ايلول ودوله ايلول وسيقدمون الغالي والنفيس لبناء دوله ايلول، وسيذهب شهداء ايلول الى النوم، ولكننا لن نصبح على وطن، فلم يعد بعد اليوم مطلوباً الا ان نصبح كل يوم على استقرار انظمتنا.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار دائما، وليس للاحياء سوى مجد وخلود زعمائهم
بقلم / أبو زكي -كاتب في أحد المنتديات -!
ليس في ما الَمَّ بأرض فلسطين من خراب وهدم و تجريف اراضي وحرق زيتون وبناء مستوطنات وطرق التفافيه على اراضي الفلسطينيين المصادره ما يستحق الذكر او التذكير، فهي من الاخبار اللتي لم تعد تبعث على الغضب او الاستنكار او حتى الاشمئزاز بقدر ما اصبحت تبعث على الملل لتكرارها في الاعلام الرسمي الفلسطيني والعربي، وكذا ايضاً كل ما يتعلق بالاذلال اليومي للفلسطينيين على الحواجز الاسرائيليه ومداخل المدن والقرى الفلسطينيه والمعابر الحدوديه.
و رغم كل ما حل بأرض فلسطين من خراب وعلى شعبها من ذل منذ النكبه الاولى عام 1948 الى النكبه الثانيه عام 1967 مروراً بالنكبه الثالثه عام 1993 واتفاق اوسلو فيما سُمّي على المستوى الرسمي الفلسطيني ب"سلام الشجعان" وصولاً الى النكبه الرابعه والكبرى اللتي تتمثل في الاقتتال والانقسام الدموي بين فتح وحماس واللتي ما زالت مستمره بكل تفاصيلها رغم جميع محاولات الخروج منها لانهائها تفاوضياً وتحويلها من حاله انقسام الى اقتسام ما تبقى من شظايا وطن كان يسمى فلسطين وصار يسمى باراضي السلطه الفلسطينيه، رغم كل هذا واكثر من هذا، ما زالت قياده السلطه الفلسطينيه وعلى رأسها محمود عباس صاحب العبقريه السياسيه الفريده تؤمن بمشروع دوله فلسطين، بغض النظر عن مساحتها وحدودها ومقدار السياده على أراضيها ومواردها الاقتصاديه و مياهها المسيطَر عليها اسرائيليا, واحتياج محمود عباس وغيره من المسؤولين الى اذن السلطات الاسرائيليه للانتقال الى اي مكان يتعدى حدود مدينه رام الله، فكلها ليست سوى رفاهيات غير ضروريه وليست بالحيويه كشرط من شروط دوله ايلول.
فهي لهذا ستكون نموذج فريد في التاريخ الانساني وليس العربي فحسب، ستشكل اكبر انتصار سياسي لمحمود عباس على دوله اسرائيل، وسيتمثل هذا الانتصار في وجهين، اولهما فيما تحتويه هذه الدوله من تنازلات وكرم بالتنازل عن الحق التاريخ في فلسطين التاريخيه، واسقاط حق العوده لملايين اللاجئين الفلسطينين في جميع شتات الارض، والغاء منظمه التحرير، ورفع أي مسؤوليه عن كاهل الدوله الاسرائيليه كدوله احتلال، وترك الخيار لإسرائيل بان تقرر ما تشاء بشأن آلاف الاسرى الفلسطينيين في سجونها، فهم لم يعودو اولويه بقدر ما سيشكلون بالمستقبل مجرد اجنده تفاوضيه مع "الجاره" اسرائيل، امام كل هذه التنازلات فلا أن بد نهزم اسرائيل سياسياً للمره الاولى باحراجها وعدم فسح المجال لها ان تطلب وتتنتظر منا تنازلات اكثر امام "المجتمع الدولي" و "الشرعيه الدوليه". اما الوجه الآخر لهذا الانتصار السياسي العظيم فيتمثل بعبقريه أبو مازن بفرضه للزمان والمكان رغماً عن انف الاراده الاسرائيليه الغير جاهزه في اجندتها لتصفيه القضيه الفلسطينيه حالياً.
إذا كانت دول المنطقه العربيه بمعظمها تعتمد على الاقتصاد الريعي والموارد الطبيعيه والسياحه كسبب رئيسي لحياتها، فليس لفلسطين اي من هذه الموارد المذكوره، غير ان لها موردها الخاص الذي لا ينافسها عليه اي من دول الارض، وهو الدم الفلسطيني عالي السعر والجوده، ويشكل احتياطي ومخزون استراتيجي يفوق كل انواع النفط جودةً وسعراً واستراتيجيةً، فهو لا ينضَب ولا يتطلب اي تكاليف للتنقيب عنه واستخراجه وتكريره، صديق للبيئه العربيه، فهو لا يحتاج لمضخات مستهلكه للطاقه فمضخاته ذاتيه تعمل بالنبض، واهم ما يميزه تاريخيا انه لا يذهب هدرا ابداً، وللدم الفلسطيني ايضاً ميزه عظيمه يتميز بها على النفط العربي، وهي ان عائد النفط العربي لبلد عربي معين يعود على النظام الحاكم لذلك البلد، اما عائد الدم الفلسطيني فيعود على كل الانظمه العربيه وهو قابل للاستثمار في اي مجال حسب احتياجات واولويات الانظمه العربيه.
في 22/9/2011، سيتجلى للجميع الاهميه الاستراتيجيه للدم الفلسطيني اللذي سيتدفق في مواجهات ايلول المنتظره والمباركه رسمياً وبرعايه الجامعه العربيه اللتي صاغت مشروع الملف الداعم لدوله ايلول الذي سيتم تقديمه للامم المتحده، سيعود الاجماع الرسمي العربي على الندب والنحيب على سيلان الدم الفلسطيني الذي سيكون لا بد من سيلانه، ولن يذهب هدراً كالعاده، وسنرى مجدداً مذيعي نشرات الاخبار في التلفزيونات العربيه يتوشحون الكوفيه الفلسطينيه، وسيزدهر سوق الاغنيه الوطنيه من جديد، ولن يجرء حينئذ اي معارض مأجور او متآمر على اي نظام عربي بالجهر بصوته، فسيتهم "رسميا" بالتشويس وتحييد بوصله الامه عن القضيه المركزيه، والسعي الى اجهاض "حلم" دوله ايلول واللذي يمثل اول اجماع للانظمه العربيه، بالصدفه، والله بمحض الصدفه.
سيغنون لشهداء ايلول ودوله ايلول وسيقدمون الغالي والنفيس لبناء دوله ايلول، وسيذهب شهداء ايلول الى النوم، ولكننا لن نصبح على وطن، فلم يعد بعد اليوم مطلوباً الا ان نصبح كل يوم على استقرار انظمتنا.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار دائما، وليس للاحياء سوى مجد وخلود زعمائهم
بقلم / أبو زكي -كاتب في أحد المنتديات -!
تعليق