الإخوان المسلمين ومشروع التخاذل الذي تقوده
- خاص شبكة حوار بوابة الأقصى .. كتبه: زلزال السرايا
ربما في ربيع الثورات العربية ينظر المحللين الى ما يحدث في الوطن العربي بأنه عبارة عن مشاريع ثورية يقودها الشباب والمنظمات للخروج من ظلم وقهر الأنظمة للحرية والديمقراطية المنشودة, ولكن في نظرة تحليلية شخصية بعيدة كل البعد عن ما يروج ويقال عبر أجهزة الإعلام المنظم والمسيس فإن ما يحدث في مصر لهو يسجل بماء الذهب ولن ينسى التاريخ من أن يؤرخ المرحلة بكامل ما حدث بها , فهذه المرحلة هي مرحلة فاصلة وتاريخية ومرحلة تعتبر من أروع ما يحدث, فمصر التي كانت وكر ومرتع للعدو الصهيوني ويصول ويجول بها أصبحت اليوم مصدر رعب وخوف لنفس العدو, فمصر التي كان ينطلق إليها في كل اسبوع أكثر من عشرة آلاف سائح صهيوني لطابا وشرم الشيخ , أصبحت اليوم مصر بشعبها العظيم تلفظ كل شئ صهيوني أو متصهين .
حقيقة ما أثارني هو موقف الإخوان المسلمين (مصر) الذي كان يجب أن يكونوا في طليعة أي مبادرة أو مظاهرة أو ثورة لاسيما في مصر, ولكن للأسف يبدو أن هذه الثورات رغم إيجابيتها إلا أنها كانت أحد الدوافع والمحفزات للمتسلقين ليتسلقوا على أكتاف شهداء الثورة وشباب الثورة الذين ليس لهم أي مرجعية حركية أو تنظيمية, فالتنظيمات والحركات المصرية وبالذات الإخوان المسلمين بالذات قد استيقظوا من النوم العميق بعد دخول الثورة المصرية أكثر من ثمانية أيام متواصلة , حيث كان الشباب في ميدان التحرير على أحر من الجمر وكان الإخوان المسلمين وقياداتهم مختبئين خوفا من الاعتقال والتنكيل , فعندما وجدوا البرادعي قد نزل للجماهير وأصبح اسمه يتداول عبر وسائل الاعلام فذلك أثار حفيظة الإخوان فدعاهم للنزول للشارع على استحياء وبأعداد قليلة وبتصريحات كثيرة, فكانت أقوالهم أكثر من أفعالهم فسقطوا من أعين الجماهير في ميدان التحرير, مما دعى المتظاهرين آنذاك للتصريح أكثر من مرة بأن الثورة ليست تابعة لأي حركة وأن الاخوان ليس لهم علاقة بالثورة, كل هذا حدث بعد أن تحدث قادة الإخوة لإعلامهم وإعلام غيرهم بأنهم هم من يقودوا الجماهير .!! سبحان الله ..!
نرجع لقضية المتسلقين والنوم العميق للإخوان المسلمين التي أصبحت سمة اساسية ملازمة لهم, فالإخوان المسلمين قد التمسنا لهم العذر في بداية الثورة بأنهم لم يشاركوا بها بل أنهم نفوا بشكل صريح مشاركتهم بها, والتمسنا لهم العذر بسبب أن الامور كانت ساخنة وأن أمن الدولة وقتها لم يرحم .!
ولكن المثير للسخرية بأن المتابع للأمر بشكل جدي يرى أن الإخوان فيما تلى سقوط نظام مبارك يعملوا وفق قاعدة منظمة وهي أنه في حال كانت هناك أي مظاهرات في يوم الجمعة لا يقوموا بالتصريح عن موقفهم عن تلك المظاهرة إلا بيوم المظاهرة ذاتها, فيروا ويتابعوا بأنه إن كان هناك جماهير غفيرة بالميدان فيقوموا بالتصريح بأنهم يقودوا الجماهير في الميدان وأنهم مع مطالب الجماهير, ولكن إن رأوا أن الأعداد قليلة مثلما كان العدد أمس في "جمعة تصحيح مسار الثورة" حيث أن الاعداد وقت الظهيرة كانت قليلة فإن موقف الإخوان يكون بخبر عاجل بإن الإخوان المسلمين رفضوا المشاركة في المظاهرة, بحيث يظهر للعيان بأن العدد القليل هو بسبب عدم مشاركتهم , وإن كان العدد كثير فهو بسبب مشاركتهم , وبذلك يظهروا بأنهم قوة ضاربة وأنهم عنصر لا يمكن تجاوزه فهم يشكلوا القوة الأكبر في مصر ..!
ما أثارني هو ما حدث بالأمس وفجر اليوم باقتحام المتظاهرين لمقر سفارة كيان العدو الصهيوني , حيث أن الإخوان المسلمين الذين يجب أن يكونوا في طليعة تلك المظاهرات إلا أنهم صدعونا من التصريح بأنهم ليسوا ضمن مظاهرة تصحيح مسار الثورة, وتخلوا صراحة عن دورهم الأساسي , فأين دور الإخوان المسلمين في تطهير مصر من سفارة العدو الصهيوني , أم أنها هي مجرد قنابل دخانية يرميها الإخوان لتغطية الحقيقة الدامغة بأنه يوجد نقاط تقاطع ومصالح خاصة للإخوان المسلمين خاصة بعد المقابلات التي يجروها صباح مساء مع أعضاء في البيت الأبيض ومسئولون غربيون ؟!
لن أطيل الحديث بذلك ولكن في نهاية حديثي بأن التاريخ لن ينسى شئ وسيكتب كل شيئ ومن أهم ما سيكتبه التاريخ بأن فتاة إسمها "أسماء محفوظ" هي من قامت بالثورة بينما الإخوان المسلمين حينها كان أقصى أمانيهم هو إعادة انتخابات مجلس الشعب في بعض الدوائر لكي يحصل التابعين لهم على الأصوات ويدخلوا مجلس الشعب المجبول بدماء وآهات الشعب المصري ..!
سيكتب التاريخ بأن الفتاة اسماء محفوظ التي تبلغ من العمر أقل من عقدين قد خرجت للشارع وحملت "المايكرفون" وطالبت بإسقاط النظام بينما الإخوان المسلمين كان الخوف والوجل يسيطر عليهم ..
10/9/2011
تعليق