تحديد هوية الغزيين السياسية بمتابعة التوقيت الذي يعتمدونه، فمن يتبع الشتوي فمن المؤكد هو «حمساوي»، أما الصيفي فـ«فتحاوي»، ومن لا يعدّ نفسه منهما، يقف على الحياد. تسود حالة من الاستغراب والاستهجان بين المواطنين وصلت إلى حد السخرية من هذا التوقيت غير المبرر، فما إن يجلس الأصدقاء أو الأقارب مع بعضهم حتى يسألوا باستهزاء: «على أي توقيت أنت ماشي، الحمساوي ولا الفتحاوي؟»، وتبدأ النكات والضحكات تتعالى.
يقول إبراهيم الريان خلال جلسة يتسامر فيها مع أصدقائه: «من رمزون أبو طلال لغاية البحر توقيت رام الله، ومن رمزون الساحة لآخر الشجاعية توقيت غزة، أما المنطقة الوسط بيناتهم، فهو توقيت غرينتش حتى ما يزعل حدا من الشعب»، وترتفع قهقهاتهم ما إن تنتهي عبارته. ويتندر الصحافي سامي أبو سالم، خلال جلساته مع زملائه، قائلاً: «أنا في بإيدي ساعتين، واحدة لغزة وواحدة لرام الله»، ويوضح أنه عندما تسأل أحد المستقلين في الشارع عن التوقيت على رأس الساعة، يجيبك مثلاً 5:30 بدلاً من الخامسة، وعندما تسأله عن سبب الإجابة الخطأ، يرد: حتى لا أكون منحازاً إلى حماس أو فتح».
وتتصدر التعليقات على ساعة «غزرام»، كناية عن غزة ورام الله، عبر مواقع «الفايس بوك» بين الأصدقاء، عندما يتساءلون إن كان الاختلاف سياسياً أو من باب العناد فقط، حيث يعلق أحمد نصار: «أنا بقتنع أنه في اختلاف بالتوقيت بين بلدين حسب قربهم أو بعدهم من خط غرينتش، بس مش ببلد واحد ومنطقتين ما بفصل بينهم إلا حاجز إسرائيلي، والمصيبة الأكبر جامعتين كل اللي بينهم حيطة، لنفترض تعرضت واحدة فيهم للقصف من طيارة إسرائيلية وبدنا نوثق على أي توقيت نشتغل. أنا نفسي أعرف شو السر بهالموضوع؟».
وتتحول النكات الساخرة بين أروقة الكافيهات والتعليقات الضجرة عبر المواقع الإلكترونية، إلى معاناة فعلية لدى العديد من المواطنين، وخاصة من يتبع التوقيتين في آن واحد، حيث تضطر أم أحمد إلى اتباعهما معاً في اليوم نفسه، ما يجعلها ترتبك طوال النهار من تلك «اللخبطة» الغريبة وهي تتعامل معها؛ فهي أمام خيارين أحلاهما مر: «إما أن أضحي بحضور محاضراتي في جامعة الأزهر، التي تكون بتمام الحادية عشرة صباحاً، أو أضحي ببيتي وتجتاحني المشاكل الزوجية عندما أترك طفلي الصغير أحمد وهو في الصف الأول الابتدائي ينتظر باص مدرسته وحيداً من دون أن أودعه وأطمئن عليه، لأنهما بالتوقيت نفسه، رغم أنه كان من المفترض أن يكون فارق ساعة بين موعدينا، وأتهم بعدم المبالاة تجاه واجباتي الأسرية، ما يجعلني أفكر جدياً الآن بسحب مواد الفصل الحالي رغم مرور أكثر من نصفه تبعاً لمصلحة طفلي، الذي ليس له أي ذنب بكل هذه الخربطة سوى أن والدته طالبة جامعة وهو يعيش في غزة».
ويعود اختلاف التوقيت الزمني بالقطاع إلى قرار صدر عن حكومة رام الله باتباع التوقيت الشتوي خلال شهر رمضان، على أن يُعاد الصيفي بعد انقضائه، والتزمت نظيرتها في غزة التي تديرها حماس القرار الأول، رافضة الثاني من دون إبداء أي أسباب منطقية لذلك، رغم أنه في كلتا الحالتين صيام شهر رمضان يتبع حركة الشمس وموعد شروقها وغروبها، لا التلاعب بالساعة الزمنية.
يقول إبراهيم الريان خلال جلسة يتسامر فيها مع أصدقائه: «من رمزون أبو طلال لغاية البحر توقيت رام الله، ومن رمزون الساحة لآخر الشجاعية توقيت غزة، أما المنطقة الوسط بيناتهم، فهو توقيت غرينتش حتى ما يزعل حدا من الشعب»، وترتفع قهقهاتهم ما إن تنتهي عبارته. ويتندر الصحافي سامي أبو سالم، خلال جلساته مع زملائه، قائلاً: «أنا في بإيدي ساعتين، واحدة لغزة وواحدة لرام الله»، ويوضح أنه عندما تسأل أحد المستقلين في الشارع عن التوقيت على رأس الساعة، يجيبك مثلاً 5:30 بدلاً من الخامسة، وعندما تسأله عن سبب الإجابة الخطأ، يرد: حتى لا أكون منحازاً إلى حماس أو فتح».
وتتصدر التعليقات على ساعة «غزرام»، كناية عن غزة ورام الله، عبر مواقع «الفايس بوك» بين الأصدقاء، عندما يتساءلون إن كان الاختلاف سياسياً أو من باب العناد فقط، حيث يعلق أحمد نصار: «أنا بقتنع أنه في اختلاف بالتوقيت بين بلدين حسب قربهم أو بعدهم من خط غرينتش، بس مش ببلد واحد ومنطقتين ما بفصل بينهم إلا حاجز إسرائيلي، والمصيبة الأكبر جامعتين كل اللي بينهم حيطة، لنفترض تعرضت واحدة فيهم للقصف من طيارة إسرائيلية وبدنا نوثق على أي توقيت نشتغل. أنا نفسي أعرف شو السر بهالموضوع؟».
وتتحول النكات الساخرة بين أروقة الكافيهات والتعليقات الضجرة عبر المواقع الإلكترونية، إلى معاناة فعلية لدى العديد من المواطنين، وخاصة من يتبع التوقيتين في آن واحد، حيث تضطر أم أحمد إلى اتباعهما معاً في اليوم نفسه، ما يجعلها ترتبك طوال النهار من تلك «اللخبطة» الغريبة وهي تتعامل معها؛ فهي أمام خيارين أحلاهما مر: «إما أن أضحي بحضور محاضراتي في جامعة الأزهر، التي تكون بتمام الحادية عشرة صباحاً، أو أضحي ببيتي وتجتاحني المشاكل الزوجية عندما أترك طفلي الصغير أحمد وهو في الصف الأول الابتدائي ينتظر باص مدرسته وحيداً من دون أن أودعه وأطمئن عليه، لأنهما بالتوقيت نفسه، رغم أنه كان من المفترض أن يكون فارق ساعة بين موعدينا، وأتهم بعدم المبالاة تجاه واجباتي الأسرية، ما يجعلني أفكر جدياً الآن بسحب مواد الفصل الحالي رغم مرور أكثر من نصفه تبعاً لمصلحة طفلي، الذي ليس له أي ذنب بكل هذه الخربطة سوى أن والدته طالبة جامعة وهو يعيش في غزة».
ويعود اختلاف التوقيت الزمني بالقطاع إلى قرار صدر عن حكومة رام الله باتباع التوقيت الشتوي خلال شهر رمضان، على أن يُعاد الصيفي بعد انقضائه، والتزمت نظيرتها في غزة التي تديرها حماس القرار الأول، رافضة الثاني من دون إبداء أي أسباب منطقية لذلك، رغم أنه في كلتا الحالتين صيام شهر رمضان يتبع حركة الشمس وموعد شروقها وغروبها، لا التلاعب بالساعة الزمنية.
تعليق