د.عصام شاور
يقولون: أهل مكة أدرى بشعابها فنتفق معهم لنردد: إن أهل غزة أدرى بحالها وأحوالها، ولكن ذلك لا يعني أن كل من يعيش في غزة يعلم أكثر من كل من يعيش خارجها، فالأخبار التي تصل إلينا من غزة عبر مختلف وسائل الإعلام ومختلف الأصناف من الناس نراها متضاربة لأن كل فئة تحاول تصوير الواقع للآخرين تبعا لما يحكمها من نوايا واعتقادات وأهواء، ولكننا وإن كنا لا نعيش في غزة إلا أننا نمتلك القدرة على التمييز وخاصة عند المبالغة في الثناء أو العكس.
سمعت شيخا فاضلا من القطاع يتحدث إلى مجموعة من الشباب حول غزة وواقع الجهاد فيها، حيث يظن من يستمع له أن الجهاد انتهى في القطاع منذ ما قبل العام 2005، يتحسر الشيخ ويذرف الدموع على تلك الأيام التي كان هم الشباب حينها الرباط والجهاد والاستشهاد في سبيل الله...
ويظن السامع كذلك أن الشباب أقبلوا على الدنيا في ظل الحكومة الحالية في قطاع غزة، وأن القيادة ركنت إلى المناصب والرواتب واستهوتها حياة الترف والأمان بين الأحبة والخلان، وأنا المراقب للوضع أعلم أن الشيخ قد جانب الصواب وما قال إلا شططا، لأنه لو أصاب لكانت "رصاص مصبوب" نزهة لجيش الاحتلال الصهيوني بدلاً من أن تكون أشد هزيمة يتكبدها في مواجهته للمقاومة في قطاع غزة...
وكذلك فإنه لا يشعر بمسؤولية توفير الأمن والأمان لقطاع غزة بعد سنين طويلة من الفلتان الأمني، وهو لا يشعر كذلك بمسؤولية إمداد القطاع بالاحتياجات اليومية في ظل هذا الحصار الخانق، فالشيخ يريد ترك كل تلك المسؤوليات واستئناف المقاومة لأجل المقاومة، فكيف يكون ذلك يا شيخنا الفاضل؟
أعلم أن هناك من تغره الدنيا والمناصب ولكننا لا نرتضي الفوضى والفلتان من أجل حالات شاذة قد تكون أو لا تكون موجودة، ولكن المفروض أن نطالب بالتخلص ممن لا يقوم بواجبه على أكمل وجه، أما النوايا والمشاعر الخاصة فنتركها لمن هو أعلم بها.
كلمة الشيخ استغرقت ربع ساعة تقريباً ولا أريد التعليق على فهم الشيخ الخاطئ للأحاديث الشريفة، أو اتهاماته للآخرين دون وجه حق ولكنني أقول للشيخ أن العزف على وتر التطرف واستغلال حماس الشباب لا يخدم الدعوة ولا يخدم قطاع غزة، فقد رأينا نماذج متطرفة لو أتيحت لها الفرصة لخلقت فتنة داخلية أشد من فتنة الانقسام الداخلي التي عشناها، فنتمنى على كل خطيب أن يتق الله فيما يقول وألا يفصل متطلبات الجهاد عن واقع الناس في قطاع غزة حتى لا يكون ممن يؤتى المؤمنون من قبله.
يقولون: أهل مكة أدرى بشعابها فنتفق معهم لنردد: إن أهل غزة أدرى بحالها وأحوالها، ولكن ذلك لا يعني أن كل من يعيش في غزة يعلم أكثر من كل من يعيش خارجها، فالأخبار التي تصل إلينا من غزة عبر مختلف وسائل الإعلام ومختلف الأصناف من الناس نراها متضاربة لأن كل فئة تحاول تصوير الواقع للآخرين تبعا لما يحكمها من نوايا واعتقادات وأهواء، ولكننا وإن كنا لا نعيش في غزة إلا أننا نمتلك القدرة على التمييز وخاصة عند المبالغة في الثناء أو العكس.
سمعت شيخا فاضلا من القطاع يتحدث إلى مجموعة من الشباب حول غزة وواقع الجهاد فيها، حيث يظن من يستمع له أن الجهاد انتهى في القطاع منذ ما قبل العام 2005، يتحسر الشيخ ويذرف الدموع على تلك الأيام التي كان هم الشباب حينها الرباط والجهاد والاستشهاد في سبيل الله...
ويظن السامع كذلك أن الشباب أقبلوا على الدنيا في ظل الحكومة الحالية في قطاع غزة، وأن القيادة ركنت إلى المناصب والرواتب واستهوتها حياة الترف والأمان بين الأحبة والخلان، وأنا المراقب للوضع أعلم أن الشيخ قد جانب الصواب وما قال إلا شططا، لأنه لو أصاب لكانت "رصاص مصبوب" نزهة لجيش الاحتلال الصهيوني بدلاً من أن تكون أشد هزيمة يتكبدها في مواجهته للمقاومة في قطاع غزة...
وكذلك فإنه لا يشعر بمسؤولية توفير الأمن والأمان لقطاع غزة بعد سنين طويلة من الفلتان الأمني، وهو لا يشعر كذلك بمسؤولية إمداد القطاع بالاحتياجات اليومية في ظل هذا الحصار الخانق، فالشيخ يريد ترك كل تلك المسؤوليات واستئناف المقاومة لأجل المقاومة، فكيف يكون ذلك يا شيخنا الفاضل؟
أعلم أن هناك من تغره الدنيا والمناصب ولكننا لا نرتضي الفوضى والفلتان من أجل حالات شاذة قد تكون أو لا تكون موجودة، ولكن المفروض أن نطالب بالتخلص ممن لا يقوم بواجبه على أكمل وجه، أما النوايا والمشاعر الخاصة فنتركها لمن هو أعلم بها.
كلمة الشيخ استغرقت ربع ساعة تقريباً ولا أريد التعليق على فهم الشيخ الخاطئ للأحاديث الشريفة، أو اتهاماته للآخرين دون وجه حق ولكنني أقول للشيخ أن العزف على وتر التطرف واستغلال حماس الشباب لا يخدم الدعوة ولا يخدم قطاع غزة، فقد رأينا نماذج متطرفة لو أتيحت لها الفرصة لخلقت فتنة داخلية أشد من فتنة الانقسام الداخلي التي عشناها، فنتمنى على كل خطيب أن يتق الله فيما يقول وألا يفصل متطلبات الجهاد عن واقع الناس في قطاع غزة حتى لا يكون ممن يؤتى المؤمنون من قبله.
تعليق