هذا ما رأيت في مدينة الأحزان " أصــــداء "
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ ) البقرة (11-12-13 )
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ستكون فتنٌ كقطعٍ الليل المظلم يصبحُ المرءُ فيها مؤمناً ويُمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبحُ كافراً يَبيعُ دينَهُ بعرضٍ مِنَ الدّنيا قليل )
تمر بنا الأيام سريعا ونرى أموراً لم نكن نعهدها من قبل كنا نسمع كثيرا عن الجهاد والثبات والرباط كنا نسمع عن الرجال الذين يقفون في وجه الباطل ووجه أصحاب الغزو بجميع أشكاله لكن اليوم نرى تغيرات جذرية في مجتمعنا الغزي فالذين كانوا يتغنون بالجهاد والمجاهدين تغير حالهم وأصبحت الدنيا مآلهم غرتهم الحياة الدنيا فما أجمل إسلامنا عندما كان يحذرنا من الوقوع في شباك الدنيا والغرق في ملذاها وشهواتها ، قال صلى الله عليه وسلم " ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا "
فها نحن اليوم نرى الذل يلاحقنا لتركنا فريضة الجهاد ..
أن الأمور السياسية التي يمر بها قطاع غزة تجعله شعب أكثر ثقافة من غيره تجعله شعب يتمسك بقيمه وأخلاقه يتمسك بدينه شرعا ومنهاجا لكن إذا تم إبعاد القيم والأخلاق والدين عن السياسة فإن العواقب ستكون وخيمة فالسياسة في الإسلام تعني إقامة شرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الجهاد تعني رفع الظلم وإقامة العدل وأن يكون الإسلام رائدا في كل أمور الحياة لكن الذي يحصل اليوم هو استغلال الدين لإغراض الدنيا فأن ترفع شعار الإسلام من أجل التسلق واعتلاء القمم وتضليل الناس بإسم الإسلام فهذه فعلة شيطانية لا يقوم بها إلا المفسدون في الأرض
فالمفسدون هم الذين يرضون الناس بسخط الله هم الذين لا يعرفون إلا مصالحهم هم الذين ينظرون إلى الناس نظرة ضيقة ويعملون على تضليلهم لكي يحققوا أغراضهم الدنيوية
(حديثنا اليوم عن غزة العزة والثبات )
في الفترة الأخيرة سمعنا كثيرا عن الأماكن الترفيهية التي يتم إفتتاحها في قطاع غزة هذا أمر طيب أن نرى أطفالنا وشبابنا يرفهون عن أنفسهم وخاصة في أوقات العيد وغيره من المناسبات لكن لم نكن نعلم ما يحدث داخل هذه الأماكن الترفيهية كنا نظن أننا في مجتمع مسلم هذا يعني أن الأمور المحرمة مستثناه من هذه الأماكن لكن للأسف الذي رأيته غير ذلك ...
قبل أيام وفي أيام عيد الفطر المبارك كنا في زيارات للأهل والأحباب مع الأصدقاء فقال لي أحد الأصدقاء نريد أن نذهب إلى مدينة أصداء الواقعة في مدينة خانيونس لشراء غرض ما .. فذهبنا هناك وكانت لأول مرة فإذا بالإزدحام الشديد في الشوارع خارج المدينة لكن بعد المزاحمة دخلنا مدينة أصداء ومن أول ما دخلت كانت المفاجئة لم أكن أتوقع أني في غزة فوجدت المعاصي والمحرمات وجدت الاختلاط المحرم بين الجنسين و المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال و نساء في قلة الحياء ورجال في قلة الشرف ، رأيت أمول تهدر هباءً منثورا ورأيت ورأيت ..
أمورا أحزنتني كثيرا لكن الذي أحزنني أكثر الذين يتسترون باللحى أصحاب الانهزامية الذين يصعدون المنابر ويأمرونا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغض البصر وحرمة الاختلاط رأيتهم يتفرجون ولا يحركون ساكنا رأيت من يحفظون لنا أمننا لكنهم لا يحفظون لنا أخلاقنا وديننا ولا يحافظون على مبادئنا
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ الإِسلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ ، فَطُوبَى لِلغُرَبَاءِ . قِيلَ : مَن هُم يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الذِينَ يَصلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ)
اللهم من اعتز بك فلن يذل،
ومن اهتدى بك فلن يضل،
ومن استكثر بك فلن يقل،
ومن استقوى بك فلن يضعف،
ومن استغنى بك فلن يفتقر،
ومن استنصر بك فلن يخذل،
ومن استعان بك فلن يغلب،
ومن توكل عليك فلن يخيب،
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع،
ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،
اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا
تعليق