تشهد الألعاب "البنادق والمسدسات البلاستيكية" اقبالا كبيرا على شرائها من قبل الأطفال الفلسطينيين، وتحوذ على اهتمامهم وينتقونها من بين مجموعة كبيرة الألعاب المعروضة عند الباعة.
ويمكن ملاحظة الاطفال وهم يحملونها في بيوتهم وفي الاحياء والازقة ويلهون بها طوال الوقت، في حين يفضل اخرون الانقسام الى فريقين ويبدءون ملاحقة بعضهم البعض بهذه الالعاب.
علماء النفس يؤكدون ان انعكاس الحياة وما يشاهده الاطفال في حياته اليومية من عمليات قتل من قبل جنود الاحتلال المدججين بالسلاح وكذلك خلال الاجتياحات الليلية للمدن واقتحام البيوت وأيضا خلال التنقل على الحواجز العسكرية.. جميعها مشاهد تنطبع في مخيلة الاطفال وتدفعهم الى اقتناء هذه الالعاب لشعورهم انها تضيف اليهم القوة والسيطرة.
الطفل محمود الذي يبلغ العاشرة من عمره يحب ان يقوم بدور المطارد عندما يلعب مع أصدقاءه لعبة "عساكر وحرامية " حيث يهرب منهم ويختبئ حتى لا يستطيعون الإمساك به وعندما يشاهد أحدهم يطلق عليه النار ويقتله.
يقول محمود انه يريد عندما يكبر ان يكون مثل الشبان الذين يرشقون الجنود الصهاينة بالحجارة ثم يهربون من الرصاص الذي يطلقه عليهم اليهود، وعن سؤاله لماذا اختار هذه الألعاب؟ يقول انه يريد ان يتدرب على مقاومة الاحتلال فإن أرادوا ان يقتلوه او يمسكوا به لا يستطيعون.
"بابا.. بدي دبابة"
أبو احمد السكري اخذ أطفاله إلى السوق لشراء ألعاب العيد لهم، فجميعهم دون استثناء اختاروا "مسدسات الخرز"، لا سيما النوع الجديد الذي يطلع شعاعا ليزريا أزرق اللون، ليستمتعوا باللهو بها في الليل وتميزهم عن غيرهم من الصغار.
وشرح ما جرى معه لـ"فلسطين الآن"، قائلا: "توقفت عند إحدى بسطات الألعاب وهي تعود لتاجر كبير اعرف جيدا حجم عمله، وهو مستورد في مجال ألعاب الأطفال قرر توزيع بضاعته على بسطات لتسويقها، وهنا طلبت من أطفالي أن يختاروا من هذه الألعاب ما يريدون وبدأت بصغيري مازن الذي بالكاد ينطق كلمة بابا أو ماما فكان جوابه دبابة.. لم اصدق ما سمعته حتى أشار بإصبعه إلى ألعاب صغيرة على شكل دبابة".
وتابع "تناولت من البائع تلك الدبابة الصغيرة التي كانت تعمل على بطاريات وتخرج أصوات إطلاق نار وقذائف وتحرك مقدمتها يمينا ويسارا، وبالفعل اشتريتها لمازن الذي اخذ يصرخ كلما أطفأناها ولا يسكت إلا إذا سمعها تعمل".
والأمر لا يختلف في باحات المنازل والبنايات، حيث لا يتوقف صوت "رصاص الفلين" الذي يستخدمه الأطفال من المسدسات البلاستيكية وهم يلعبون ويلهون في العيد.
تجارة لا تكسد
أما أمجد خراز وهو صاحب محل تجاري لبيع العاب الأطفال، فيؤكد ان غالبية من جاء يشتري من عنده يختار المسدسات والبنادق ومجسمات سيارات الجيش والدبابات.
ويؤكد لـ"فلسطين الآن" إلى أن هذه الالعاب لا تكسد مطلقا، "فالاقبال عليها لا يتوقف، رغم أن سعرها مرتفع نسبيا. فالمسدس البلاستيكي الصغير العادي الذي يطلق الخرز سعره 15 شيكلا، واذا كان حجمه أكبر وأثقل قد يصل الى ضعف السعر".
نوعية جديدة غزت الاسواق الا وهي مسدسات الليزر، فسعرها يتراوح ما بين 40 و60 شيكلا. كذلك البنادق الطويل الي تشبه سلاح "إم 16" فثمنها يصل الى 120 شيكلا وتصدر صوتيا قويا وهي تطلق رصاصها.
صاحبة محل "كراميش" للألعاب يقول: "ما يلفت النظر ان هذه الألعاب ليست حكرا على الأولاد، بل ان البنات يشترونها أيضا، حيث أنهن يرفضن ان تشتري لهن أمهاتهم الألعاب الخاصة بهم مثل الدمى والعروسة او الدببة الصغيرة او علب المكياج وعدة المطبخ".
ألعاب ووسائل بديلة
هناء التلحمي خبيرة تربوية أكدت ان الظروف التي يعيشها أطفال فلسطين تختلف تماما عن أي مجتمع أخر، "فهنا الاجواء مضطربة دوما ولا يشعر الكبار والصغار بالاستقرار، لذا من المنطقي ان تنعكس على احوالهم وشكله حياتهم وتصرفاتهم".
وتستدرك في حديثها لـ"فلسطين الآن": "لذا يمكن تفسير ظاهرة "عشق" الاطفال للهو واللعب بالسلاح بانواعه المختلفة،، هم يعتقدون أنهم اذا امتلكوه فيصيبحون أقوياء وينتصرون على أعدائهم.. وأيضا ينفسون بها عن خوفهم ويحاكون واقعهم".
وتؤكد التلحمي على ضرورة تدخل الاهل بقوة ومحاولة اقناع اطفالهم باللعب بادوات وأساليب أخرى، لان اللعب بالمسدسات والبنادق قد يخلق في نفوس الاطفال قساوة القلب والخشونة الزائدة والتعامل الفظ، ما قد ينعكس على بقية تصرفاتهم اليومية سواء مع أهاليهم او اقرانهم الصغار".
وتقول "على الاهالي اشغال صغارهم بأمور ترفيهية أخرى، كالذهاب إلى الاماكن العامة المفتوحة والمتنزهات أو المسابح أو الرحلات الجبلية، وكذلك توفير ألعاب بديلة مثل كرة القدم والدراجات الهوائية للذكور، والدمى الجميلة والأدوات المنزلية للإناث.. كل هذا من أجل أطفال جيدين ومستقبل ناصع لهم".
المصدر: فلسطين الآن
ويمكن ملاحظة الاطفال وهم يحملونها في بيوتهم وفي الاحياء والازقة ويلهون بها طوال الوقت، في حين يفضل اخرون الانقسام الى فريقين ويبدءون ملاحقة بعضهم البعض بهذه الالعاب.
علماء النفس يؤكدون ان انعكاس الحياة وما يشاهده الاطفال في حياته اليومية من عمليات قتل من قبل جنود الاحتلال المدججين بالسلاح وكذلك خلال الاجتياحات الليلية للمدن واقتحام البيوت وأيضا خلال التنقل على الحواجز العسكرية.. جميعها مشاهد تنطبع في مخيلة الاطفال وتدفعهم الى اقتناء هذه الالعاب لشعورهم انها تضيف اليهم القوة والسيطرة.
الطفل محمود الذي يبلغ العاشرة من عمره يحب ان يقوم بدور المطارد عندما يلعب مع أصدقاءه لعبة "عساكر وحرامية " حيث يهرب منهم ويختبئ حتى لا يستطيعون الإمساك به وعندما يشاهد أحدهم يطلق عليه النار ويقتله.
يقول محمود انه يريد عندما يكبر ان يكون مثل الشبان الذين يرشقون الجنود الصهاينة بالحجارة ثم يهربون من الرصاص الذي يطلقه عليهم اليهود، وعن سؤاله لماذا اختار هذه الألعاب؟ يقول انه يريد ان يتدرب على مقاومة الاحتلال فإن أرادوا ان يقتلوه او يمسكوا به لا يستطيعون.
"بابا.. بدي دبابة"
أبو احمد السكري اخذ أطفاله إلى السوق لشراء ألعاب العيد لهم، فجميعهم دون استثناء اختاروا "مسدسات الخرز"، لا سيما النوع الجديد الذي يطلع شعاعا ليزريا أزرق اللون، ليستمتعوا باللهو بها في الليل وتميزهم عن غيرهم من الصغار.
وشرح ما جرى معه لـ"فلسطين الآن"، قائلا: "توقفت عند إحدى بسطات الألعاب وهي تعود لتاجر كبير اعرف جيدا حجم عمله، وهو مستورد في مجال ألعاب الأطفال قرر توزيع بضاعته على بسطات لتسويقها، وهنا طلبت من أطفالي أن يختاروا من هذه الألعاب ما يريدون وبدأت بصغيري مازن الذي بالكاد ينطق كلمة بابا أو ماما فكان جوابه دبابة.. لم اصدق ما سمعته حتى أشار بإصبعه إلى ألعاب صغيرة على شكل دبابة".
وتابع "تناولت من البائع تلك الدبابة الصغيرة التي كانت تعمل على بطاريات وتخرج أصوات إطلاق نار وقذائف وتحرك مقدمتها يمينا ويسارا، وبالفعل اشتريتها لمازن الذي اخذ يصرخ كلما أطفأناها ولا يسكت إلا إذا سمعها تعمل".
والأمر لا يختلف في باحات المنازل والبنايات، حيث لا يتوقف صوت "رصاص الفلين" الذي يستخدمه الأطفال من المسدسات البلاستيكية وهم يلعبون ويلهون في العيد.
تجارة لا تكسد
أما أمجد خراز وهو صاحب محل تجاري لبيع العاب الأطفال، فيؤكد ان غالبية من جاء يشتري من عنده يختار المسدسات والبنادق ومجسمات سيارات الجيش والدبابات.
ويؤكد لـ"فلسطين الآن" إلى أن هذه الالعاب لا تكسد مطلقا، "فالاقبال عليها لا يتوقف، رغم أن سعرها مرتفع نسبيا. فالمسدس البلاستيكي الصغير العادي الذي يطلق الخرز سعره 15 شيكلا، واذا كان حجمه أكبر وأثقل قد يصل الى ضعف السعر".
نوعية جديدة غزت الاسواق الا وهي مسدسات الليزر، فسعرها يتراوح ما بين 40 و60 شيكلا. كذلك البنادق الطويل الي تشبه سلاح "إم 16" فثمنها يصل الى 120 شيكلا وتصدر صوتيا قويا وهي تطلق رصاصها.
صاحبة محل "كراميش" للألعاب يقول: "ما يلفت النظر ان هذه الألعاب ليست حكرا على الأولاد، بل ان البنات يشترونها أيضا، حيث أنهن يرفضن ان تشتري لهن أمهاتهم الألعاب الخاصة بهم مثل الدمى والعروسة او الدببة الصغيرة او علب المكياج وعدة المطبخ".
ألعاب ووسائل بديلة
هناء التلحمي خبيرة تربوية أكدت ان الظروف التي يعيشها أطفال فلسطين تختلف تماما عن أي مجتمع أخر، "فهنا الاجواء مضطربة دوما ولا يشعر الكبار والصغار بالاستقرار، لذا من المنطقي ان تنعكس على احوالهم وشكله حياتهم وتصرفاتهم".
وتستدرك في حديثها لـ"فلسطين الآن": "لذا يمكن تفسير ظاهرة "عشق" الاطفال للهو واللعب بالسلاح بانواعه المختلفة،، هم يعتقدون أنهم اذا امتلكوه فيصيبحون أقوياء وينتصرون على أعدائهم.. وأيضا ينفسون بها عن خوفهم ويحاكون واقعهم".
وتؤكد التلحمي على ضرورة تدخل الاهل بقوة ومحاولة اقناع اطفالهم باللعب بادوات وأساليب أخرى، لان اللعب بالمسدسات والبنادق قد يخلق في نفوس الاطفال قساوة القلب والخشونة الزائدة والتعامل الفظ، ما قد ينعكس على بقية تصرفاتهم اليومية سواء مع أهاليهم او اقرانهم الصغار".
وتقول "على الاهالي اشغال صغارهم بأمور ترفيهية أخرى، كالذهاب إلى الاماكن العامة المفتوحة والمتنزهات أو المسابح أو الرحلات الجبلية، وكذلك توفير ألعاب بديلة مثل كرة القدم والدراجات الهوائية للذكور، والدمى الجميلة والأدوات المنزلية للإناث.. كل هذا من أجل أطفال جيدين ومستقبل ناصع لهم".
المصدر: فلسطين الآن
تعليق