صور الشهيد الطفل اسلام قريقع وابوه معتز
الإعلام الحربي – غزة: بابا... كلمة رددها الطفل باسم ذو العامين وهو يشير بأنامله الى صورة والده الشهيد الدكتور منذر قريقع المعلقة في بيت عزائه، دون أن يعلم ذلك الصغير أنه لن يرى والده بعد ذلك الا في الصورة ذاتها. لعل الطفل ردد "بابا... بابا" فرحا لأنه تمكن من تمييز صورة والده، لكن الدموع التي انسكبت من عيني عمه الذي يضمه بين يديه، تقول "أبوك استشهد". غادر الدكتور منذر وترك خلفه طفله باسم ومولودته الجديدة، ورحل معتز دون أن يودع زوجته الحامل في شهرها الرابع، تاركا في أحشائها طفله الذي لم ير النور بعد. بقيت زوجة معتز وحيدة بعدما انتزع الموت زوجها وطفلها، ولا زالت تبحث عن حياة جديدة بداخلها، ليخرج وليدها الى الدنيا اذا ما قدر له البقاء، دون أب أو شقيق. "الدكتور منذر قريقع أخصائي الجراحة العامة" ... تلك الكلمات نقشت على لوحة ملاصقة لبيت عزاء الشهداء قريقع بحي الشجاعية بمدينة غزة، بقيت اللوحة لكن صاحبها الذي طالما ضمد جراح المرضى غيبته صواريخ الاحتلال التي حولت جسده أشلاء. بداية حكاية الموت تعود الى ليلة التاسع عشر من رمضان عندما كان الطفل اسلام قريقع ابن العامين يلهو بدمية على شكل حصان أبيض، قبل أن ينزلق عنها ويتعرض لجرح في فكه. سارع معتز والد الطفل، بصحبة شقيقه الدكتور منذر الذي يعمل في قسم العناية المركزة بمجمع الشفاء الطبي، مستقلين دراجتهم النارية الى المشفى لتضميد جرح "اسلام". ضمد الدكتور منذر جراح ابن شقيقه، وانطلقوا ثلاثتهم عائدين الى منزلهم مستقلين دراجتهم النارية، وفي طريق العودة التقى الطبيب بأحد زملائه ودار بينهم حوار سريع: -مش خايف راكب فزبة، ما انت شايف اليهود طابين يقصفوا فيهن. - الي كاتبه ربنا عز وجل بصير. لم تمض لحظات على آخر كلمات الدكتور، حتى اهتز المكان وتناثرت أشلاء الشهداء الثلاثة، في قصف طائرة استطلاع صهيونية للدراجة النارية التي كانوا يستقلونها. الى المستشفى مجددا عاد الشقيقان والطفل، لكن هذه المرة الى ثلاجات الموتى مباشرة. سادت الصدمة الاطباء في مجمع الشفاء بعدما فصلت دقائق معدودة بين مغادرة زميلهم للمستشفى وعودته اليها اشلاء ممزقة. "وصلت المستشفى، وجدت شقيقي أشلاء ممزقة دون أية ملامح، وابن أخي كان جسده كاملا وتخترقه الشظايا"... يقول شقيق الشهيدين الذي يعمل فني اشعة في ذات المستشفى. الشهيد الدكتور منذر قريقع، وشقيقه الشهيد معتز احد القادة الميدانيين بسرايا القدس، وطفله اسلام، قضوا نحبهم ولم يسمعوا نحيب والدتهم وزوجتيهما.كانت لحظات وداع صعبة أجهشت فيها والدة الشهيدين وجدة اسلام بالبكاء، وانهارت وهي تردد "يحرق قلوبهم يا ستي زي ما حرقوا قلبي، والله تعبت وأنا بربي فيكوا يما". كلمات حارقة خرجت من فم زوجة الشهيد معتز وأم اسلام أفاضت دمع جميع من تواجد في المكان: "يا معتز لا تتهنا بالجنة وأنا مش معك، يا معتز لا تتركني بناري أبكيكما لوحدي". خرجت هذه الكلمات من حنجرة الزوجة المكلومة بعدما لم تتمكن من وداع زوجها الذي غابت معالمه، ولكنها ضمت صغيرها بين ذراعيها وهي توصيه "حبيبي إسلام ما تنسوني احكي لبابا يطلب من الله ان يجمعني معكم". في الطريق الى مقبرة الشهداء كان جد "اسلام" يضمه بين ذراعيه وعيناه تذرفان الدموع على جثمانه الصغير يهذي بكلمات ... " مين يا سيدي بده يلعب معي الصبح، ايش بدهم فيك قتلوك وانت عمرك سنتين". طار الطفل بجناحيه محلقا بروحه في السماء تاركا حصانه الابيض الذي كان يلهو به في منزله، وغادر والده الدنيا دون أن يرى مولوده المنتظر، ورفرفت روح عمه مفارقة طفليه اللذين لم يعيا بعد معنى الموت. زف الشقيقان منذر ومعتز في الدنيا سوية يوم فرحهما، وها هما يزفان الى الاخرة في ذات اليوم، ودماء الطفل اسلام تردد "واذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت".
الإعلام الحربي – غزة: بابا... كلمة رددها الطفل باسم ذو العامين وهو يشير بأنامله الى صورة والده الشهيد الدكتور منذر قريقع المعلقة في بيت عزائه، دون أن يعلم ذلك الصغير أنه لن يرى والده بعد ذلك الا في الصورة ذاتها. لعل الطفل ردد "بابا... بابا" فرحا لأنه تمكن من تمييز صورة والده، لكن الدموع التي انسكبت من عيني عمه الذي يضمه بين يديه، تقول "أبوك استشهد". غادر الدكتور منذر وترك خلفه طفله باسم ومولودته الجديدة، ورحل معتز دون أن يودع زوجته الحامل في شهرها الرابع، تاركا في أحشائها طفله الذي لم ير النور بعد. بقيت زوجة معتز وحيدة بعدما انتزع الموت زوجها وطفلها، ولا زالت تبحث عن حياة جديدة بداخلها، ليخرج وليدها الى الدنيا اذا ما قدر له البقاء، دون أب أو شقيق. "الدكتور منذر قريقع أخصائي الجراحة العامة" ... تلك الكلمات نقشت على لوحة ملاصقة لبيت عزاء الشهداء قريقع بحي الشجاعية بمدينة غزة، بقيت اللوحة لكن صاحبها الذي طالما ضمد جراح المرضى غيبته صواريخ الاحتلال التي حولت جسده أشلاء. بداية حكاية الموت تعود الى ليلة التاسع عشر من رمضان عندما كان الطفل اسلام قريقع ابن العامين يلهو بدمية على شكل حصان أبيض، قبل أن ينزلق عنها ويتعرض لجرح في فكه. سارع معتز والد الطفل، بصحبة شقيقه الدكتور منذر الذي يعمل في قسم العناية المركزة بمجمع الشفاء الطبي، مستقلين دراجتهم النارية الى المشفى لتضميد جرح "اسلام". ضمد الدكتور منذر جراح ابن شقيقه، وانطلقوا ثلاثتهم عائدين الى منزلهم مستقلين دراجتهم النارية، وفي طريق العودة التقى الطبيب بأحد زملائه ودار بينهم حوار سريع: -مش خايف راكب فزبة، ما انت شايف اليهود طابين يقصفوا فيهن. - الي كاتبه ربنا عز وجل بصير. لم تمض لحظات على آخر كلمات الدكتور، حتى اهتز المكان وتناثرت أشلاء الشهداء الثلاثة، في قصف طائرة استطلاع صهيونية للدراجة النارية التي كانوا يستقلونها. الى المستشفى مجددا عاد الشقيقان والطفل، لكن هذه المرة الى ثلاجات الموتى مباشرة. سادت الصدمة الاطباء في مجمع الشفاء بعدما فصلت دقائق معدودة بين مغادرة زميلهم للمستشفى وعودته اليها اشلاء ممزقة. "وصلت المستشفى، وجدت شقيقي أشلاء ممزقة دون أية ملامح، وابن أخي كان جسده كاملا وتخترقه الشظايا"... يقول شقيق الشهيدين الذي يعمل فني اشعة في ذات المستشفى. الشهيد الدكتور منذر قريقع، وشقيقه الشهيد معتز احد القادة الميدانيين بسرايا القدس، وطفله اسلام، قضوا نحبهم ولم يسمعوا نحيب والدتهم وزوجتيهما.كانت لحظات وداع صعبة أجهشت فيها والدة الشهيدين وجدة اسلام بالبكاء، وانهارت وهي تردد "يحرق قلوبهم يا ستي زي ما حرقوا قلبي، والله تعبت وأنا بربي فيكوا يما". كلمات حارقة خرجت من فم زوجة الشهيد معتز وأم اسلام أفاضت دمع جميع من تواجد في المكان: "يا معتز لا تتهنا بالجنة وأنا مش معك، يا معتز لا تتركني بناري أبكيكما لوحدي". خرجت هذه الكلمات من حنجرة الزوجة المكلومة بعدما لم تتمكن من وداع زوجها الذي غابت معالمه، ولكنها ضمت صغيرها بين ذراعيها وهي توصيه "حبيبي إسلام ما تنسوني احكي لبابا يطلب من الله ان يجمعني معكم". في الطريق الى مقبرة الشهداء كان جد "اسلام" يضمه بين ذراعيه وعيناه تذرفان الدموع على جثمانه الصغير يهذي بكلمات ... " مين يا سيدي بده يلعب معي الصبح، ايش بدهم فيك قتلوك وانت عمرك سنتين". طار الطفل بجناحيه محلقا بروحه في السماء تاركا حصانه الابيض الذي كان يلهو به في منزله، وغادر والده الدنيا دون أن يرى مولوده المنتظر، ورفرفت روح عمه مفارقة طفليه اللذين لم يعيا بعد معنى الموت. زف الشقيقان منذر ومعتز في الدنيا سوية يوم فرحهما، وها هما يزفان الى الاخرة في ذات اليوم، ودماء الطفل اسلام تردد "واذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت".
تعليق