فلسطين اليوم- القاهرة
في حين نفت مصر مزاعم إسرائيلية بشأن قيام عناصر فلسطينية من قطاع غزة بالتسلل إلى مصر ومنها إلى إسرائيل لتنفيذ عملية إيلات أمس، قالت مصادر أمنية مصرية إنه لا توجد معلومات تربطها بمجموعة العريش التي يطاردها الجيش المصري.
في غضون ذلك نفت حركة حماس مسؤوليتها عن عملية إيلات، وحذرت إسرائيل من «شن عدوان واسع» على قطاع غزة، مؤكدة أنها تتبنى استراتيجية واضحة «بمقاومة الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا خارج الحدود».
وفي سيناء، قال اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ المناطق الشمالية «لا صحة لما تردد في إسرائيل بشأن تسلل عناصر فلسطينية من غزة مستخدمة الأنفاق المصرية»، مضيفا أن «هناك سيطرة كاملة من جانب الأمن المصري على الحدود، وأن وجود قوات حرس الحدود بالمنطقة لم يتأثر بعد ثورة 25 يناير».
وتابع مبروك، الذي كان قائدا لقوات حرس الحدود قبل توليه مهمة محافظ شمال سيناء، القول إن «الطريق من رفح حتى العلامة 89 بجنوب سيناء على الحدود مع إسرائيل طويل جدا، وهناك إجراءات أمنية مشددة على طول هذا الطريق تمنع وصول أي مشتبه بهم إلى المنطقة ثم التسلل إلى إسرائيل».
وأوضح أن هناك عددا كبيرا من الحواجز الأمنية منتشرة على الطرق الطولية والعرضية بين شمال وجنوب سيناء منذ بدء العمليات ضد المجموعات التي نفذت الهجوم على قسم شرم ثاني العريش مما يجعل من الصعب تسلل أي عناصر غير مصرية للمنطقة، لافتا إلى أن هناك عمليات تدقيق تتم على هويات جميع العابرين على هذه الطرق كما يتم فحص السيارات المارة بشكل دقيق.
وقالت مصادر أمنية إن احتمال أن تكون عملية إيلات قد انطلقت من سيناء هو احتمال غير مؤكد حتى الآن، ونفت ما أعلنته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية حول أن إطلاق القذائف الصاروخية قد تم من داخل سيناء.
وقال مصدر أمني: «الدوريات الأمنية المصرية على الحدود لم ترصد أي تحركات مشبوهة»، مضيفا أنه تتم مراجعة جميع النقاط الحدودية الآن، للتأكد من عدم وجود عناصر مشبوهة، وتابع بقوله إنه «حتى الآن لم تضع أجهزة الأمن يدها على أي معلومات قد تتعلق بالحادث».
وأضاف أن الحدود بين مصر وإسرائيل طويلة فهي تبدأ من العلامة الدولية رقم 7 جنوب معبر رفح وحتى العلامة 91 بطابا، وأنه من الصعب أن يتم تأمينها بشكل كامل وتام، مؤكدا أنه فور الإعلان عن الهجوم تم تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود من الجانبين، وأن أجهزة الأمن المصرية تقوم حاليا بعمليات تمشيط بمنطقة الحدود.
وحسب شهود عيان، فإن طائرات إسرائيلية تقوم حاليا أيضا بعمليات تمشيط للمناطق الحدودية بحثا عن أي مجموعات أخرى قد تكون شاركت في الهجمات. وقالت مصادر أمنية أخرى إنه ليس لديها حتى الآن أي معلومات تشير إلى أن المجموعات «الجهادية» التي تلاحقها قوات الجيش والشرطة داخل سيناء منذ يوم الاثنين الماضي، هي التي نفذت العملية. وأضافت أن القوات المصرية ما زالت تلاحق عددا من «الجهاديين» بعضهم فلسطيني.
وأضافت أن هذه المجموعات كانت تستعد لتنفيذ هجمات داخل سيناء، بعد اعتدائها على قسم شرطة ثاني العريش الذي أسفر عن مقتل ضابطين وثلاثة مواطنين بالإضافة لخمس هجمات أوقفت تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل.
ونفى اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء إطلاق أي قذائف صاروخية من سيناء على إيلات، مؤكدا أن منطقة جنوب سيناء هادئة تماما.
وأشار مصدر أمني إلى صعوبة إطلاق قذائف الهاون من سيناء على إيلات نظرا لوجود عدد كبير من المرتفعات في هذه المنطقة يعوق إطلاق الصواريخ. وقال إن إطلاق قذائف من سيناء هو أمر صعب للغاية، لأن مثل هذه العمليات يسبقها نقل وتركيب منصات لإطلاقها، وهذا لم يحدث. كما أنه ليس من المنطقي نقل صواريخ من غزة إلى مصر.
وفي أغسطس (آب) من العام الماضي قتل أردني وأصيب ثلاثة جراء سقوط صواريخ على ميناءي إيلات والعقبة الأردني، قالت الشرطة الأردنية والإسرائيلية إنها أطلقت من سيناء، لكن مصر نفت ذلك.
إلى ذلك، نفت حركة حماس مسؤوليتها عن عملية إيلات، وحذرت إسرائيل من «شن عدوان واسع» على غزة.
وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل، إن «حماس تتبنى استراتيجية واضحة بمقاومة الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا تتبنى عمليات من خارج الحدود». وفي المقابل، شدد البردويل على حق المقاومة في مواجهة الاحتلال، قائلا «لا يوجد احتلال من دون مقاومة».
وأضاف: «ما يقوم به الاحتلال من عمليات إجرامية في القدس وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وما يقوم به من عدوان خاصة في شهر رمضان، يستفز مشاعر كل المسلمين»، معتبرا أن «من حق المسلمين الدفاع عن كرامتهم
وحول اتهام وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك بأن منفذي الهجمات خرجوا من غزة وتهديده برد قوي، قال البردويل «حماس والشعب الفلسطيني لا يخشيان التهديدات الإسرائيلية».
تعليق