ماذا يفعل الطالب الفقير ؟
جامعات غزة.. منابر علم أم بنوك استثمار ؟!..
كتبت/ آمنة حميد
بجلبابها القديم وقفت سمر الشيخ خليل أمام حشد كبير من الطالبات في قسم التسجيل بأحد الجامعات الغزيّة منهكة إلى حد أنها تكاد تبكي من شدة سوء الجامعة وتعقيدها في آلية التسجيل الفصلي، إضافة لرفع الجامعة لسعر الدينار الجامعي بقيمة تختلف عن قيمة صرفه في السوق.. وقالت سمر بكامل الأسى: "لم أشعر يومًا أن الجامعة تحترم طبيعة الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي نعانيه".
حال سمر كحال الكثيرين من الطلاب والطالبات الذين سئموا من ارتفاع تكاليف الدراسة الجامعية في غزة بوضع لا يتناسب مع انتشار البطالة وارتفاع معدل الفقر، وكأن الجامعات تحول دورها عن بيئة تعليمية الهدف من وجودها الارتقاء بالطالب الفلسطيني الذي نغصّ عليه الاحتلال كل مظاهر الحياة الإنسانية ليحيا بذلك حياة بؤسٍ وشقاء على طول امتداد سنوات الاحتلال والحصار.
جامعات رأسمالية !!
ياسمين محمد -طالبة مستوى ثالث في الجامعة الإسلامية- تحدثت لـ"الاستقلال" عن طبيعة حياتها الأكاديمية: "أنا طالبة بقي لي ثلاثة فصول في الجامعة.. سئمت قبل النهاية؛ فأنا أقوم بتسديد رسوم الجامعة أولا بأول لكن قائمة الدفع باهظة الثمن، ووالدي لم يعد يستطيع أن يُلبي طلبات الجامعة كافة.. ندفعُ كثيرا وفي المقابل معاملة خدماتية سيئة"، مشيرة خلال حديثها إلى التعقيد غير المبرر في آلية التسجيل، "سواء أكان الكترونيا أو حتى عبر قسم القبول والتسجيل".
وأضافت ياسمين: "في قسم العلوم وفي بعض الأقسام التطبيقية يتحمل الطالب أعباء دراسته التي لا تقتصر فقط على تكاليف الساعات المراد دراستها في حين يتحمل الطالب أيضا عبء ثمن الكتاب والمستلزمات الدراسية من أدوات وزيارات ميدانية وبحوث وتقارير".
واعتبرت الطالبة تعامل الجامعة مع الطلبة على أساس أنهم أصحاب رؤوس أموال أمرا خطيرا يحول الجامعة من دار بناء ومعرفة إلى دار جباية رأسمالية، وفق وصفها.
وتابعت: "الكارثة تتمثل في أن مجلس الطلبة في الجامعة غير منتخب، كما أن المعضلة تتلخص في أن مجلس الطلاب مقيد ولا يستطيع القيام بتحركات ضد إدارة الجامعة لأنه يمثل جهة سياسية تلتقي مع إدارة الجامعة".
توزيع غير عادل
في حين ذلك عبّر الطالب أحمد طالب -مستوى رابع، جامعة الأزهر- عن استيائه من الوضع الاقتصادي الذي يعيشه قطاع غزة بعد الحصار الصهيوني الذي دخل عامه الخامس وما يحمله من تأثيرات سلبية على حياة كل طالب جامعي، وقال لـ"الاستقلال": "هناك الكثير من الطلاب والطالبات لا يأخذون حقهم من المنح الدراسية في ظل التوزيع غير العادل، كما أن الأزمة الاقتصادية الخانقة تقف سدا منيعا أمام إكمال الطالب لدراسته الجامعية في غالب الأحيان دون أي رحمة من إدارة الجامعة"، مطالبا الجهات المسؤولة بالعمل على إعفاء جميع الطلبة غير المقتدرين على تسديد عجزهم الجامعي باختلاف مستوياتهم؛ "حتى يتمكنوا من تجاوز مرحلة الدراسة، والوصول إلى مرحلة الإنتاج".
محاولات ليس أكثر
شيماء الشيخ خليل -رئيس مجلس الطالبات بالجامعة الإسلامية- أوضحت بدورها لـ"الاستقلال" أن الوضع الاقتصادي السيئ الذي يمر به أهالي القطاع مدعاة للتيسير من إدارة الجامعات لا التعسير، "ولكن هناك ضرورة في بعض الأحيان لتسديد بعض العجز المتراكم على الجامعة، وذلك بما يجري جمعه من الطلبة والطالبات"، مشيرة إلى أن المجلس في الآونة الأخيرة يحاول التدخل في العديد من القرارات، "آخرها الطعن بقرار رفع سعر الدينار الجامعي وتثبيته عند 5.5 شيقل للدينار الواحد في ظل انخفاض سعر شرائه في السوق.. إلى أن تم التراجع عن ذلك وتثبيته عند 5 شيقل".
وأضافت الشيخ خليل: "الجامعة تسعى جاهدة في الآونة الأخيرة لتقديم مساعدات طلابية ومنح سواء أكانت خارجية أم داخلية في محاولة للوقوف إلى جانب الطالب".
وفي السياق حاورت "الاستقلال" د. كمال غنيم -عميد شئون الطلبة في الجامعة الإسلامية بغزة- حيث أكد أن ارتفاع عدد الطلبة المسجلين للدراسة الجامعية هو الذي يؤدي غالبا إلى توزيع غير منتظم للمنح والمساعدات، وقال غنيم: "لذلك قمنا مؤخرا بحوسبة الحالات الاجتماعية وتدقيقها مع نيتنا عمل زيارات ميدانية لأسر الطلاب والطالبات لتقنين عملية توزيع المنح والمساعدات على الطلبة المحتاجين".
جامعات غزة.. منابر علم أم بنوك استثمار ؟!..
كتبت/ آمنة حميد
بجلبابها القديم وقفت سمر الشيخ خليل أمام حشد كبير من الطالبات في قسم التسجيل بأحد الجامعات الغزيّة منهكة إلى حد أنها تكاد تبكي من شدة سوء الجامعة وتعقيدها في آلية التسجيل الفصلي، إضافة لرفع الجامعة لسعر الدينار الجامعي بقيمة تختلف عن قيمة صرفه في السوق.. وقالت سمر بكامل الأسى: "لم أشعر يومًا أن الجامعة تحترم طبيعة الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي نعانيه".
حال سمر كحال الكثيرين من الطلاب والطالبات الذين سئموا من ارتفاع تكاليف الدراسة الجامعية في غزة بوضع لا يتناسب مع انتشار البطالة وارتفاع معدل الفقر، وكأن الجامعات تحول دورها عن بيئة تعليمية الهدف من وجودها الارتقاء بالطالب الفلسطيني الذي نغصّ عليه الاحتلال كل مظاهر الحياة الإنسانية ليحيا بذلك حياة بؤسٍ وشقاء على طول امتداد سنوات الاحتلال والحصار.
جامعات رأسمالية !!
ياسمين محمد -طالبة مستوى ثالث في الجامعة الإسلامية- تحدثت لـ"الاستقلال" عن طبيعة حياتها الأكاديمية: "أنا طالبة بقي لي ثلاثة فصول في الجامعة.. سئمت قبل النهاية؛ فأنا أقوم بتسديد رسوم الجامعة أولا بأول لكن قائمة الدفع باهظة الثمن، ووالدي لم يعد يستطيع أن يُلبي طلبات الجامعة كافة.. ندفعُ كثيرا وفي المقابل معاملة خدماتية سيئة"، مشيرة خلال حديثها إلى التعقيد غير المبرر في آلية التسجيل، "سواء أكان الكترونيا أو حتى عبر قسم القبول والتسجيل".
وأضافت ياسمين: "في قسم العلوم وفي بعض الأقسام التطبيقية يتحمل الطالب أعباء دراسته التي لا تقتصر فقط على تكاليف الساعات المراد دراستها في حين يتحمل الطالب أيضا عبء ثمن الكتاب والمستلزمات الدراسية من أدوات وزيارات ميدانية وبحوث وتقارير".
واعتبرت الطالبة تعامل الجامعة مع الطلبة على أساس أنهم أصحاب رؤوس أموال أمرا خطيرا يحول الجامعة من دار بناء ومعرفة إلى دار جباية رأسمالية، وفق وصفها.
وتابعت: "الكارثة تتمثل في أن مجلس الطلبة في الجامعة غير منتخب، كما أن المعضلة تتلخص في أن مجلس الطلاب مقيد ولا يستطيع القيام بتحركات ضد إدارة الجامعة لأنه يمثل جهة سياسية تلتقي مع إدارة الجامعة".
توزيع غير عادل
في حين ذلك عبّر الطالب أحمد طالب -مستوى رابع، جامعة الأزهر- عن استيائه من الوضع الاقتصادي الذي يعيشه قطاع غزة بعد الحصار الصهيوني الذي دخل عامه الخامس وما يحمله من تأثيرات سلبية على حياة كل طالب جامعي، وقال لـ"الاستقلال": "هناك الكثير من الطلاب والطالبات لا يأخذون حقهم من المنح الدراسية في ظل التوزيع غير العادل، كما أن الأزمة الاقتصادية الخانقة تقف سدا منيعا أمام إكمال الطالب لدراسته الجامعية في غالب الأحيان دون أي رحمة من إدارة الجامعة"، مطالبا الجهات المسؤولة بالعمل على إعفاء جميع الطلبة غير المقتدرين على تسديد عجزهم الجامعي باختلاف مستوياتهم؛ "حتى يتمكنوا من تجاوز مرحلة الدراسة، والوصول إلى مرحلة الإنتاج".
محاولات ليس أكثر
شيماء الشيخ خليل -رئيس مجلس الطالبات بالجامعة الإسلامية- أوضحت بدورها لـ"الاستقلال" أن الوضع الاقتصادي السيئ الذي يمر به أهالي القطاع مدعاة للتيسير من إدارة الجامعات لا التعسير، "ولكن هناك ضرورة في بعض الأحيان لتسديد بعض العجز المتراكم على الجامعة، وذلك بما يجري جمعه من الطلبة والطالبات"، مشيرة إلى أن المجلس في الآونة الأخيرة يحاول التدخل في العديد من القرارات، "آخرها الطعن بقرار رفع سعر الدينار الجامعي وتثبيته عند 5.5 شيقل للدينار الواحد في ظل انخفاض سعر شرائه في السوق.. إلى أن تم التراجع عن ذلك وتثبيته عند 5 شيقل".
وأضافت الشيخ خليل: "الجامعة تسعى جاهدة في الآونة الأخيرة لتقديم مساعدات طلابية ومنح سواء أكانت خارجية أم داخلية في محاولة للوقوف إلى جانب الطالب".
وفي السياق حاورت "الاستقلال" د. كمال غنيم -عميد شئون الطلبة في الجامعة الإسلامية بغزة- حيث أكد أن ارتفاع عدد الطلبة المسجلين للدراسة الجامعية هو الذي يؤدي غالبا إلى توزيع غير منتظم للمنح والمساعدات، وقال غنيم: "لذلك قمنا مؤخرا بحوسبة الحالات الاجتماعية وتدقيقها مع نيتنا عمل زيارات ميدانية لأسر الطلاب والطالبات لتقنين عملية توزيع المنح والمساعدات على الطلبة المحتاجين".
تعليق