إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غزة والقهروباء /بقلم:توفيق أبو شومر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غزة والقهروباء /بقلم:توفيق أبو شومر


    غزة والقهروباء /بقلم:توفيق أبو شومر

    الكاتب: توفيق أبو شومر
    لقد أحسن مَن أبدل كاف الكهرباء بالقاف، فقد أصبح اللفظ يشير إلى كلمتين، هما وباء القهر، وهو مرضٍ نفسي جديد ووباءٌ خطيرٌ ناتج عن الكهرباء في غزة !

    فإذا كانتْ الجيوش تملك سلاحا بيولوجيا جرثوميا مخزونا في مستودعاتها قادرا على إحداث دمار شامل، فإن هناك سلاحا فيروسيا نفسيا جديدا في ترسانة الأسلحة النفسية أكثر فتكا من الأسلحة الجرثومية، وهو فيروس وباء القهر!! القادر على تدمير النفوس بالدرجة الأولى، لأن الأجسام تِبْعٌ للنفوس!!

    فمنتجو فيروس وباء القهر النفسي القهربي قد نجحوا بالفعل في تدمير البنية النفسية والاجتماعية للغزيين، ومن علامات النجاح أن الإنسان الغزي المصاب بالفيروس يظلُّ طوال يومه وليله في حالة ترقب وهيجان وإثارة ، يبحث عن مشكلة،ولا يُسامح الآخرين عن أخطائهم، ولا يشعر بالسعادة والهناء، ولا يرتاح إلا إذا سمع أو رأى المصائب والكوارث تقع في كل أنحاء العالم!!

    ولعل أخطر مراحل الإصابة بالمرض،عندما ينقل المريضُ العدوى إلى بيته، فينفِّس غضبه الناتج عن القهروباء، بالانتقام من أسرته ،زوجته وأبنائه، فيعاملهم بقسوة، وينقل إليهم عدوى فايروس وباء القهر، وهناك حالات تفكُك أسرٍ، وتعدُّد زوجاتٍ، وانتشار الطلاق، كلها بسبب القهروباء....!!

    كما أن كل الموظفين المصابين بالفيروس يكونون غير منتجين، فهم يهربون من أداء مهماتهم ووظائفهم بوسائل شتَّى، فالكذبُ أحد الأعراض المصاحبة للمرض، وادعاء الوهن والضعف وكثرة الشكوى من سوء الحال هي أيضا من أعراض هذا المرض، ويلجأ المرضى كذلك إلى تخزين الطعام في بيوتهم وأمعائهم، فينهكون الاقتصاد ويُبلون الأمعاء بالأمراض والأدوية، وعلى ضوء ذلك تنتعش في المجتمع المصاب بالوباء مهنتان مُربحتان فقط، هما الدواء والغذاء!!

    ومن أخطر أعراض مرض وباء القهر، الرغبة في الهروب من الوطن، للإفلات من المرض، ويعتبر المرض من أبرز مسببات ضعف الانتماء للوطن، فالمصابون بالمرض لا يكترثون لنظافته، وهم يقومون في مرحلة متقدمة من المرض، بالإساءة له، فيبصقون في الشوارع العامة، ويُلقون مخلفات طعامهم وشرابهم وقمامتهم في الشوارع، ويهربون من الوفاء بالتزاماتهم، فالمريض يُحجم عن دفع ضرائب الوطن وفواتير الماء والكهرباء، وهو يظل في حالة سعي دائم لتهجير أبنائه من الوطن!

    كما أن فايروس الوباء يُعزز (الفردانية) والرغبة في الاستقلال عن الجماعة، فكلّ فرد مصاب بالمرض يعمد للنجاة بنفسه، فيشترى مولدا خاصا، يضعه حتى على نافذته، غير آبهٍ بإزعاج غيره، أو يضعه بين أجساد أبنائه، ويُخزّن الوقود في بيته بجوار أكياس الدقيق، فتتحول البيوت إلى مخازن قابلة للانهيار أو الانفجار!!

    وتصبحُ الضوضاءُ هي سيدة الموقف، وهي الأساس، أما الهدوء فيصبح عَرضَاً ثانويا، ويصبح الوطن على شاكلة قطار سكة الحديد، فينام ركابُ القطار عندما يسير القطار، أي في الضوضاء، وإذا توقف القطار عند المحطة، فهم يستيقظون!!

    كما أن هذا الفايروس يحكم بالإعدام على الوفاء بالمواعيد، أو بالالتزامات، لأن كل المصابين يجدون مبررات قهروبائية لخُلف الوعد، فمن لا يستيقظ صباحا في موعد العمل، يمكنه أن يقول، إنه لم يتمكن من النوم، في الحر الشديد إلا عند الفجر حين تهب النسمات العليلة!!

    ومن لا يرد على هاتفه لأمر جلل، يمكنه أن يدعي بأنه لم يتمكن من شحنه قهربيا!!ومن لا يؤدي واجباته الكتابية والمنزلية المدرسية والجامعية، يمكنه أن يتعلَّل بالقهرباء!!

    وهكذا تمكَّن حاكمو القهرباء ومالكوها ومنفذوها ومخططو أمراضها النفسية وآكلو خيراتها، من تحويلها من خدمة وطنية أساسية تهدف لرفاهية المواطن وإسعاده، إلى حالة إدمانٍ مرضية وبائية تقضي على الأخضر واليابس في مجتمع كامل!!

    وأخيرا....إن كل مجتمعٍ عاجزٌ عن تحديد هوية ناشري المرض من أبناء الوطن ومن أعدائه، ومُقصِّر في إنتاج لقاحات وجرعات لعلاجه، وخائفٌ من كشف المؤامرة الخطيرة من وراء هذا الوباء، وكشف معامل إنتاج فايروس وباء القهر وفضح المؤامرة؛ فهو موقعٌ جُغرافي، وكَمٌ عدديٌ فقط، لا يستحق أن يقف الآخرون معه لنصرته ولا يستأهل أن يُحسب له حساب في قدراته الإنتاجية والبشرية!!

    هيك فلّ من عنّا اخر مرة حدا فكر يسحب سلاح المقاومة ! << يقول لبنانيون ..

  • #2
    رد: غزة والقهروباء /بقلم:توفيق أبو شومر

    مشكور اخي على الموضوع
    لااله الاالله محمد رسول الله

    تعليق


    • #3
      رد: غزة والقهروباء /بقلم:توفيق أبو شومر

      الله يزيل عنا القهر و الوباء وان يمدنا بالكهرباء
      ان شاء الله تنصلح الاحوال قريبا
      بارك الله فيك علي الموضوع
      لنا في كل يوم من معد *** سباب أو قتال أو هجاء
      فنحكم بالقوافي من هجانا *** ونضرب حين تختلط الدماء

      تعليق


      • #4
        رد: غزة والقهروباء /بقلم:توفيق أبو شومر

        فعلا قهر ,,
        لكن ولله الحمد والمنة الهمم عالية,,
        والعزيمة قوية باذن الله ,,
        وانما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ,,

        تعليق

        يعمل...
        X